رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاتيما يوسف
المحتويات
من يدها قبل أن تدلف الي السيارة ثم شاهد دموعها الغزيرة التى قطعت داخله إلى أشلاء
ثم وجد حاله يحتضن وجنتيها وهو يمسح دموعها بسبابته بحنو بالغ فهو رجل عاشق لتلك المتمردة ثم جذبها وقبلها من جبهتها كي يرضيها رغم حزنه من أفعالها ورغم أنها المخطئة
فتمسكت هي بأحضانه وبكت بشدة مما جعله اهتز بحزن بالغ متأثرا بحالتها تلك ثم هدأها وهو يهمس بجانب أذنها
الدنيا غيرك انت ياحبيبتي ولا في حد يملى عيني غيرك يارحمة أرجوكي اهدى بقى وتعالي هوصلك وهبقى ابعتلك عربيتك ونتكلم في التليفون بالليل
استجابت لما قاله فهي قد فقدت كل طاقتها فيما حدث الآن فأدخلها السيارة بحنو ثم صعد هو الآخر وأقفل الزجاج المانع لرؤيتهم ثم بدأ بالقيادة وبعد ذلك جذبها من
وبعد عدة دقائق وصلا إلى بيتهم وقبل أن تنزل احتضن كفاي يدها بتملك وفهمها
على فكرة اني بايت في المكتب بقالي يومين في الأوضة اللي انت موضبهالي بنفسك
وأكمل بدعابة وهو يغمز لها بشقاوته
كي يدخل على قلبها المرح
ابتسمت لدعابته أخيرا فهتف بعدم تصديق
أخيرا يا رحمتي افهم من اكده ضحكت يعني قلبها مال
تحدثت أخيرا قبل أن تهبط من سيارته وهي تضغط بقدمها على قدمه وكأنها ټنتقم منه
متحلمش يامتر أنا ارضائي صعب قوووي الله يعينك على مابلاك
يالا يارخمة يا أم ډم تقيل ياعيوطة
نظرت له پغضب مصطنع من كلماته لتقول
اهو انت يا أبو ډم تقيل يابارد
هقطع لسانك دي بإذن الله يا شبر ونص انت قالها بتوعد قبل أن يغادر وهو يشعر بإنهاك منها ومن الأمر كله
في منزل سلطان حيث كان الجميع مجتمعين على طاولة الطعام فذاك اليوم الذي يجتمعون فيه لتناول العشاء مع بعضهم كل خميس من الأسبوع كانت سكون ورحمة تخرجان الأطباق على السفرة وكانت زينب وسلطان وعمران يجلسون في الخارج يتناقشون في موضوع رحمة
فوجهت رحمة أنظارها إليها باندهاش وهي تسألها
مالك ياسكون انت زينة ولا حاسة بحاجة تعباكي بقالي يومين كل أما أطلع لك ألقاكي وشك مصفر وحالتك غريبة وبتنهجي كتير
له متقلقيش أني زينة الحمد لله
ثم حملت الطبق بيدها وأكملت بنبرة متعجلة كي تهرب من حصار رحمة
يالا هاتي صينية الفراخ واخرجي علشان بابا الحاج ميزهقش
أحست رحمة بوجود خطب ما في تلك السكون ولابد أن تعرف ما بها فهي قد شعرت بالقلق تجاهها
أما في الخارج على طاولة الطعام جلست سكون بجانب عمران الذي ما إن أتت بجانبه حتى ربت على يدها بحنو وردد بجانب أذنها
البطاطس ريحتها تجنن تسلم يدك يا سكوني
ابتسمت له سكون بوهن فهي الآن قد وصل تعبها ذروته ولكن
تحاول إخفائه ببراعة كما الأيام الفائتة ولكنه اليوم زاد عن حده ثم هتفت بامتنان مصاحب للاستفسار
هتفضل لحد مېتة تشكر في وكلي وكل حاجة بعملها وشايفها حاجة عظيمة متعملتش قبل سابق
ربت على فخذها أسفل الطاولة مما جعل جسدها يهتز قليلا من حنوه البالغ لها ثم نطق بهمس كي لا يسمعه أحدا من عائلته
الناس كلاتها هتشوف اللي يدلع مرته واللي يشكر أقل حاجة هتعملها لجوزها ضعف وإنه مش راجل إلا أني ياسكوني لازم عيني تشوف كل حاجة حلوة منك تشوف كل القليل اللي هتعمليه كتييير لأن داي كانت معاملة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته واحنا لازم نقتدي بيه
سرت رجفة في جسدها من حنان ورجولة ذاك العمران والذي لقبته يوما فارسا من الفرسان وها هي الآن لم ټندم على اختيار قلبها لذاك الرجل الأعظم في نظرها ثم هتفت وهي تنظر داخل عيناه
الحمدلله قوووي الحمدلله انك انت موجود جمبي
الحمدلله إن انت نصيبي الحلو الحمدلله إن دعواتي وأنا بقيم الليل وأطلب من ربنا انك إنت بالذات توبقى شريك العمر الحمد لله ربنا استجابها
كان يود أن يقوم من مكانه ويقبل رأسها ويحتضنها بين أضلعه كي يعبر لها عن مدى امتنانه هو الآخر لوجوده جانبها ولكن يعرف انها تخجل بشدة فلم يريد أن يزيدها خجلا
فما كان منه إلا أنه ابتسم لها وهو يربت على ظهرها بحنو ثم انتبها كلتاهما إلى كلمات زينب لرحمة
اتصالحتي ويا جوزك ولا لسه يامقصوفة انت
ضحك عمران على طريقة والدته مع رحمة مما جعلها تشعر بالحنق ثم تمتمت بغيظ
هو أني مش هعرف أكل اللقمة كمان لازم تجيبي السيرة النكد دي يا ماما !
لوت زينب شفتيها بامتعاض وتحدثت بسخرية
ليه وهي البعيدة هيفرق وياها الحاجات داي ! والله العظيم ما حد هيجلطني في البيت دي غيرك يابت بطني
كانت سكون في عالم أخر والۏجع بدأ يشتد أسفل بطنها ولم تستطيع التحمل أكثر من ذاك فاستقامت براحة أذهلت الجالسين فسألها عمران بقلق
مالك ياسكون مكملتيش وكلك ليه
وزينب هي الأخرى سألتها مندهشة
ايه يابتي قمتي فاجأة اكده ليه انت ملحقتيش تدوقي عمايل يدك حتى
اقعدي كملي وكلك حكم انت اليومين دول خاسة ومش عجباني
الى هنا وقد تملك الدوار من رأسها ولكن لم تعي له أدنى اهتمام ووضعت يدها أسفل بطنها وكأنها بذلك تمنع الډماء التي تدفقت ساخنة بين أقدامها ولكن قد فات الوقت
وقبل أن يغشى عليها هتفت بوهن جعل الجميع انتفض من مكانه
الحقني ياعمران
مد يده أسفل ظهرها كي يحملها ويضعها على أقرب أريكة ولكن حينما وضع يده اڼصدم بذهول مما شعرت به يداه وتلقائيا نظرت عيناه للأسفل اتسعت عيناه بهلع مما رآه مما جعل الجميع يتحركون من أماكنهم وينظرون تجاه عيناه وهم يتسائلون جميعا في فم واحد عن ماذا حدث لها
ثم خرجت شهقة عالية من رحمة وزينب وهم يرون دمائها السائلة أسفل قدمها فتحدثت زينب بړعب
ياحبيبتي يابتي جرى لك ايه
ورحمة هي الأخرى
مالها ياعمران حوصل لها ايه
كان عمران في عالم آخر وهو وعى ماذا فعلت بحالها تلك السكون مما جعلت قلبه يئن ۏجعا عليها ثم تحدث سلطان وهو يحمل مفاتيح سيارته
على عجالة
هو احنا لساتنا هنسأل والبونية هتنزف !
يالا ياولدي لف مرتك في العباية داي وشيلها وهاتها وراي هسبقك أشغل العربية
أما هو كان يشعر بالضياع يشعر بالاڼهيار بالۏجع الذي ليس له مماثل فسكونه فعلت بحالها كما يؤدي حياتها إلى الخطړ كي تسعده ضحت بصحتها وعافيتها من أجل أن تريح الجميع من أسئلتهم التى لم تنتهي بعد كي تجعلهم يهدئون تجاهها وهي ونفسها وآلامها من وجهة نظرها فلتذهب بهم إلى الچحيم
ثم أفاق من حالة الۏجع الذى شتت عقله وحملها سريعا ثم هرول بخطواته إلى السيارة كي يذهبوا إلى المشفى وتبعته رحمة بمفاتيح سيارتها وزينب هي الاخرى وهرولوا جميعا إلى المشفى التي تعمل بها حيث هاتف عمران فريدة وما إن علمت حتى سبقته إلى المشفى فهي مكثت يومان لم تذهب فيهم نظرا لحالتها السيئة وما جرى لها
بعد ربع ساعة وصلوا جميعا وهبطوا من السيارات وحمل عمران سكون وكانت فريدة بانتظارها على باب القسم بذاك التخت ومعها عدد لا بأس من الأطباء للاطمئنان على حالة صديقتهم وتلك الطبيبة التى تتابع حالتها كانت بمحض الصدفة موجودة في المشفى
دلفوا بها جميعا إلى غرفة الفحص وبدأت الطبيبة وفريدة الإجراءات اللازمة لمعرفة السبب الذي أودى بها إلى ذاك الڼزيف وللعجب أنهن انصدمن مما اكتشفوه ووصلوا إليه بعد مايقرب من تلت ساعة
تحدثت الطبيبة مع فريدة آمرة إياها
اخرجي بلغيهم حالا بحالة الهانم واللي عملته في نفسها بالطريقة الغبية دي ويمضوا على إقرار العملية اللي لو اتأخرنا مش هنعرف نسيطر على الڼزيف واحتمال كبير يجرى لها حاجة منعرفش نسيطر عليها بعدين
ابتلعت فريدة ريقها بصعوبة فسكون لم يعرف أحدا بحالتها غير عمران والآن سينكشف سرهم أمام الجميع ولن تستطيع الإفلات منهم نظرا لتواجدهم في الخارج ولهفتهم على معرفة مابها والاطمئنان عليها
لاحظت الطبيبة تسمرها ذاك فهدرت بها
بذمتك دي وقت سرحان دلوك يادكتورة وحالة صاحبتك خطېرة
وأشارت بيدها تجاه الباب كي تجعلها تتعجل فالوقت ليس بصالح سكون ثم خرجت بأقدام واهية فماذا تحكي لهم وكيف تخبرهم وما إن وصلت إليهم حتى حدث ماتوقعته ففي رمشة عين كانو جميعا أمامها ابتلعت ريقها بصعوبة ثم تمتمت لعمران وهي تمد يدها له بتلك الورقة كي يمضيها
سكون لازم تدخل العمليات حالا اتفضل امضي على الإقرار علشان مفيش وقت نستنى
احمرت عيناي ذاك العمران من ذكر كلمة العمليات وحالتها الخطړ ثم سألها بنبرة قلقة للغاية
ليه هي مرتي مالها يادكتورة
زاغ بصرها حولهم جميعا ولكن لم يعد وقت الآن لتخبئة أي شيئ عن حالتها ثم أخبرته بصوت خاڤت وكأنها لاتريد أن يسمعها أحدهم
سكون كانت حامل في الشهر الرابع والمشكلة الكبيرة إنها كانت بتاخد أدوية تثبيت بمثابة قنابل تخلي الرحم ينفجر والرحم طبعا بتاعها حالته خاصة جدا ومحتاج علاج وصبر وهي استعجلت
الى هنا وانتفض عمران مرددا بذهول
حامل في الشهر الرابع ومقالتش ! تعرض حياتها للخطړ بالطريقة داي كيف !
أما زينب هتفت باستنكار له
يعني مرتك عنديها مشكلة وشكلها كبيرة كمان ومهتعرفونيش وسألتها وسألتك بدل المرة مليون مرة !
انتهي البارت
البارت الخامس
مسح عمران على شعره وهو ينفخ بضيق بالغ ثم ردد لوالدته
مش وقته الكلام دي عاد يا امي مرتي جوة في العمليات دلوك بين الحياة والمۏت وبدل ماقلبك يرجف علشانها هتقعدي تتحسري وقالوا وقلنا !
هز سلطان رأسه بموافقة وهو يربت على ظهر ابنه
عين العقل ياولدي امضي على الورقة الاول علشان مرتك
ثم نظر إلى زينب
هو دي وقته ياولية انت اهدي اكده لما نطمن عليها وبعدين نفهم بهدوء في ايه.
صمتت زينب إجبارا ولكن داخلها يتآكل من تخبئة عمران عليها والقلق عليهم كان ينهش بها فهو ولدها الوحيد وقارب على الأربعين إلا بضع سنوات قليلة
مضى عمران على الإقرار بيداي ترجف خوفا على سكونه ثم ناولها الورقة بعد أن انتهى وهو يسألها بلسان خائڤ على زوجته
هي العملية داي فيها خطړ على سكون يادكتورة
حركت رأسها برفض وحاولت طمئنته على عجالة
له متقلقش سكون هتطلع منيها بخير إن شاء الله بس دعواتكم عن اذنكم .
تركتهم ودلفت إلى الغرفة وبدأت بإجراءات تهيئتها لدخول العمليات أولا
والجميع في حالة تأهب شديد فسكون قبل أن تكون حالة في المشفى فهي زميلتهم
أما في الخارج كان
عمران يجوب الطرقة ذهابا وإيابا وهو يحدث حاله بصمت والهلع على سكون
لما حبيبتي فعلت بحالك هكذا
كيف لك أن تؤدي بشأنك إلى الچحيم وتجعلي القلق ينهش داخلي عليك سكون
لم أتذكر أنني جرحتك يوما بكلماتي كي تفعلي ذاك الجرم بنفسك وتجعليني الآن اتآكل عليك هلعا وقلبي يشعر بالدمار
!
لم أريد سواك في الكون كله فأنت لي أما وأبا وزوجة وأختا وخليلة أنت كلي سكوني !
الجميع يقفون خائڤون عليها فأتت رحمة إليهم بعد أن أنهت إجراءات الأوراق المطلوبة في المشفى ثم ربتت على ظهر أخيها بعدما علمت من والدها ماقالته فريدة
هتوبقى زينة ياعمران متقلقش ياخوي إن شاء الله مش عايزاك تاخد على اعصابك الموضوع وتهدي حالك علشان لما مرتك تخرج من
العمليات مش عايزة هجوم ولا منك ولا من ماما ولا من اي حد فينا مش عايزاها تشوف غير الابتسامة على وشنا وبعد ما ربنا يشفيها خالص وتتعافي من اللي هي فيه تتعاتب انت وهي براحتكم .
غامت عيناه بالحزن على زوجته ثم سأل شقيقته بنبرة حزينة وداخله مړتعب
هي ممكن يحصل لها حاجه لا سمح الله ! اصلك ما شفتيش الداكتورة فريدة قالت ان هي كانت بتاخد ادويه تثبيت وعملت انعكاس معاها وكانت ممكن تفجر الرحم بتاعها وتقريبا حالتها صعبة اني بجد خاېف عليها قوي خاېف يجرى لها حاجة شينة ووقتها مهتحملش والله العظيم مهتحملش .
ابتسمت بوجهه كي تحاول بث الهدوء النفسي داخله ثم هتفت بكلماتها الودودة
له تفائل بالخير تجده ياخوي وربك بإذن الله هيشفيها وهيجبرها وهيفرح قلوبنا كلاتنا بعوضك ياحبييي بس انت ميوبقاش على لسانك دلوك يااااارب هو الوحيد اللي بيده فك الكرب .
أخذ نفسا عميقا ثم نطقها من أعماق قلبه برجاء من رب السماء
يااااارب يااااارب استودعتك إياها وانت خير مودع .
مر ساعة كاملة وسكون داخل غرفة العمليات وقد نفذ الصبر من صبر عمران الذي يقف الآن أمام الغرفة وأخيرا خرجت سكون على ذاك التخت المتنقل وكأن عقرب الساعات توقف عند تلك الدقيقة ولم تندهشوا فذاك رجل عاشق لامرأة ولد قلبه الموجوع على يدها
فور أن رأته عينيها أمسك يدها واحتضنها بين كفاي يداه باحتواء وهو يتسابق بقدميه مع التخت المتحرك إلى أن أوصلها غرفة الإفاقة وما إن توقفوا بالتخت
بعد مرور دقيقتين بدأت تتوجع وتهذي من أثر البنج وهي تردد پألم وهي تشير أسفل بطنها وتتأنى بۏجع
آاااااااه أني فين حوصل ايه
مسح عمران على شعرها مجيبا إياها بصوت متحشرج أثر حزنه على ۏجعها الذي يقطع نياط قلبه
انت بخير ياحبيبي متقلقيش حمد لله على سلامتك يا سكون .
حركت رأسها بهوادة إلى مصدر الصوت وتمتمت وهي تنظر برؤية مشوشة إلى عمران وعقلها الي الآن لم يستوعب بعد مابها
وأكملت وهي تشير بأصبعها إلى أماكن متفرقة في بطنها
آاااه ۏجع هنا وهنا وهنا وهنا خليهم يدوني مسكن .
التمعت عينيه بغشاوة الدموع وهو يقف عاجز امام ۏجعها ولم يستطيع التخفيف عنها وهي تتأوه كثيرا وما إن وقع بصره على فريدة حتى هرول إليها آمرا إياها
تعالى بسرعة اديها مسكن علشان بتتألم قووي .
حركت فريدة رأسها برفض وفهمته
طبيعي الۏجع اللي هي فيه ومينفعش مسكن دلوك خالص لازم تفوق
الاول وأقومها تتمشي وبعدين هديها مسكن الصبر بس ياعمران
واسترسلت حديثها وهي تنظر إلى صديقتها ورفيقة العمر والأيام بحزن نمى عن دمعة سكنت وجنتيها
دي ياحبيبتي عملت في نفسها اكده وعرضت حياتها للخطړ علشان تسعدك وعلشان تجيب لكم ولي العهد اللي يفرح قلوبكم وبالتحديد الحاجة زينب كانت
متابعة القراءة