رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

فيما يريده فقالت _ اومال أنت عايز ايه ! نهض من مقعده...هناك أحاديث لا تحب المسافات البعيدة....وقف امامها قائلا ممكن توقفي دقيقة رفعت نظرتها إليه بتوتر فتابع بهدوء مټخافيش وقفت ببطء وبتردد ونظرت له بارتباك وخجل فقال مبتسما بحنان _ عايزها زي أمي بالضبط جمالها كله في حنيتها وهدوئها دفا بيخطف القلب من غير مانحس أمي مكنتش اجمل ست والدي قابلها في حياته كان دايما بيقولها أنتي اميرة عمري السمرا كان بيحكي عن حبه ليها للكل فاكر مرة زعلت منه لشيء معرفش ايه هو تعرفي عمل ايه قالت بتلهف للمعرفة عمل ايه ابتسم بعشق خدها ڠصب عنها وسافروا ساب كل حاجة عشانها صالحها بطريقته...هو ماحبهاش عشان الأجمل...هو حبها عشان قدرت تاخد كل الاماكن جواه...الزوجة ماينفعش تبقى زوجة وبس هتفشل اكيد....الزوجة أم وصديقة واخت وكل حاجة...عرفتي اخترتك أنتي ليه نظرت له برجفة فكأنه قصد شيء آخر بجملته الآخيرة...فتمم بتصميم أنا مش أقل من والدي في التحدي...ومش ناوي أسافر لوحدي... ادمعت عينيها وقالت بقصد خاېفة تتوه مني ومالاقيهاش ماتعتمدش عليا.. قال بثقة ودفء أنا واثق فيكي وواثق من اختياري...هتعب شوية ممكن بس في الآخر هتبقى جانبي أنا متأكد... مسحت عينيها ونظرت له بصمت فهز رأسه بابتسامة مؤكدة...ابتسامة أخبرتها أن تطمئن.... 
الفصل_الثلاثون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله بالمكتب..... ظل يوسف جالسا بمكتب آسر يراجع بعض الأوراق الخاصة بالعمل...رمقه آسر بضيق وحنق وقال _ روح شغلك يا يوسف ماينفعش تسيب شغلك وتاخد شغل حد تاني !! تنهد يوسف وهو يضع الأوراق واستغل فرصة الحديث فقال _ سؤال بقى وتجاوبني بصراحة...أنت بتعاملها كده ليه ! احتدت نظرات آسر وهو ينهض بعصبية وأجاب _ والمفروض أفرح أن شغلي اتعطل بس اهمال سكرتيرة ! قال يوسف بنظرة مدققة بوجه آسر أنت فاهمني كويس وفاهم اقصد إيه...لو على العطلة فأنت ما اتعطلتش بالعكس أنت اللي عطلت نفسك بنفسك ولغيت اجتماع المهندسين كمان وده تصرف مش منطقي بالمرة !! إيه اللي بيحصلك يا آسر وليه بتعاملها كده طالما بتحبها !! انتفض آسر من مقعده غاضبا وصاح مطرقا على مكتبه بقبضة متشنجة من عروق يده _ أنت مش فاهم أنت بتقول إيه !! الحب ده مش موجود في قاموسي أصلا...مستحيل أحب.. نهض يوسف من مقعده بثبات وتوجه لآسر الذي تبدل هدوء عينيه لنيران متقدة وكأنه عزم على بدء المشاجرة وقال له بهدوء _ مش غلط أنك تحب يا آسر وتعيش حياتك زي ما المفروض تعيشها الغلط هو اللي أنت بتعمله واللي هيضيعها من إيدك...النهاردة غابت بكرة هتمشي بسبب تصرفاتك.. هتف آسر پعنف رغم أن بداخله يئن خوف وألم من فراقها أقفل الموضوع ده يا يوسف ومش عايز اسمع فيه أي كلمة...وإياك تتكلم فيه حتى لو مع خطيبتك.. اومأ يوسف نفيا وقال ما اتكلمتش فيه خالص مع حميدة...بس أنا نفسي أشوفك مبسوط نفسي تنسى اللي فات لأن مش كل___ هتف آسر پغضب عارم وكأنه مسه شيطان _ ولا كلمة زيادة يا يوسف...لآخر مرة بحذرك تفتح الموضوع ده قدامي...كانت أكبر غلطة أني قولتلك عليه.. قال يوسف بنظرات عاتبة _ حقي أني ادور على مصلحتك وراحتك أنتوا أخواتي مش بس ولاد عمامي...سيبني أقولك اللي عايزه المرادي وبعدها مش هتكلم تاني...البنت بتحبك وباين عليها...في اختلاف كبير يا آسر بينها وبين...والدتك سخر آسر بمرارة وقال _ مش اختلاف كبير ولا حاجة امي قدرت تقنع أبويا أنها بتحبه والحقيقة أنها اتجبرت تتجوزه...كان دايما يقولي كده حبها من غير ما يحسب حساب لبكرة....مقدرتش تمثل كتير وظهر بعد أول سنة جواز أنها عمرها ما حبته..وبدأت تصمم على الطلاق وتاخد كل حقوقها واستخدمتني وسيلة ضغط عليه..وده كله لأنه كان غني.. احتج يوسف وقال أكبر غلطة عملها عمي أنه مقدرش يشيل نتيجة اختياره لوحده فشيلك معاه من غير أي ذنب صورلك أنهم كلهم كده صدقت لأنك كنت صغير وقتها بس لما كبرت كانت الصورة اتحفرت جواك ومش قادر تتخلص منها...مكنش المفروض أبدا يدخلك في المشاكل دي ولا يخليك تكرهها عشان بدل ما بتستخدمك ضده يستخدمك هو ضدها وتفضل معاه... قال آسر پألم يعتصر بمقلتيه _ لأنه كان بيحبها...وهي كانت عارفة كده واستغلت تمسكه بيها...وده بالضبط اللي بيحصلي دلوقتي.. وبعد اللي شوفته منهم عايزني أحب !! مستحيل... إيه اللي يأكدلي أن سما مش بتقربلي عشان غني ! أنت مخدتش بالك من
أول يوم كانت بتتعامل أزاي ! أظن مش معقول تكون حبتني من أول نظرة كده !! واضح أن اللي عجبها حاجة تانية يوسف بتساؤل وليه لأ ! حتى لو كان اعجاب !! بس مش مصدق
أنها فكرت بالطريقة دي !! البنات دول عنيهم مليانة مش فارغة...أنت مش بتحاول حتى تعرف أن كانت بتحبك ولا لأ !! كاد يوسف أن يتحدث ليقاطعه آسر بوجوم _ كفاية كده يا يوسف أنت طلبت تتكلم لآخر مرة في الموضوع ده وسمحتلك عشان ننهيه لكن مش قادر اتكلم فيه اكتر من كده وياريت الكلام ده يفضل سر مابينا... فهم يوسف ما حاول يحذر منه آسر بجملته فأومأ موافقا وقال _ ربنا يريح بالك يا آسر...بدعيلك من قلبي جلس آسر أمام مكتبه بصمت مطبق بينما رتب يوسف الأوراق المنتهية الفحص وخرج من المكتب بهدوء... نظر آسر للفراغ لعدة لحظات ثم عزم على شيء...يبدو جنون ما يفعله ولكنه قرار بلا راجعة... مرت الساعات.....عاد الفتيات لغرفة السطوح واستقبلتهم سما بلهفة...سردت حميدة ما حدث بدقة التفاصيل لتصيح ضحكات الفتيات عاليا....قالت جميلة بضحكة _ ده لما يشوفك في خطوبة حميدة بكرة هيرميكي من الشباك اعترضت رضوى قائلة _ بالعكس...دي هتكون وحشاه أوي وبتهيألي هينسى كل حاجة وهيحاول يصالحها...يابختك هتغيبي بكرة انا وجميلة بس اللي هنروح الشغل سما وهي ممددة وتضع قدما على قدم بثقة متناهية _ مش قولتلكم ھيموت فيا يا عيال !! واضح أن قلبه بيوجعه ومحتاج حد يدلعه....انا يعني هههههه ضحك الفتيات عليها فقالت حميدة بابتسامة واسعة _ لا وأنتي بصراحة أهيف من الهيافة....بس أقولك حاجة خليكي كده اركزي بس شوية لكن خلي جواكي حتت الطفولة دي حلوة أوي.. سما بمكر _ آه عارفة أنك بتحبي الطفولة والأمومة...اللي جابلك يخليلك ياختي... حميدة بضحكة وسخرية _ مش احسن من دراكولا اللي بتحبيه!...يجي إيه في عسل يوسف ولا في طيبته وحنيته... سما بخبث انا ماينفعش معايا غير الحمش ده لو قلتله في يوم هروح اجيب كيس سكر من الدكان هيحبسني... رضوى بتساؤل هو في دكاكين جنب القصر ! هزت سما رأسها بتأكيد اكيد يا جاهلة او يعني أي سوبر ماركو كده في بنزيمه على قمة شارع القصر... حميدة بدهشة بنزيمة وسوبر ماركو ودكان !! ده مش هيحبسك ده مش هيطلعك من البيت لمدد ٥٠ سنة قدام يا عرة العرر سما بضحكة ماكرة انا اصلا مش هطلع هههههه جميلة بضحكة وبعدين كيس سكر ايه اللي هتطلعي تجيبه يا فقرية ! هزت سما كتفيها بثقة مش مهم ...هبعت عم عثمان اكيد عندهم عم عثمان السفرجي... ارتفعت ضحكات الفتيات عليها بينما هي تخطط للمستقبل معه على أي وجه الأهم أنها ستكن معه فقط... باليوم التالي......... استيقظت للي بكسل وآخر ما تذكرته بالأمس أنها غفت بين ذراعيه ولم تكتفي بعدة ساعات من النوم بل ظلت طيلة الليل في سبات عميق وكأنها ظلت لأشهر يقظة.... فتحت عينيها ببطء لتجده يستعد للخروج وينثر عطره الرجالي على سترته السوداء الرسمية...راقبته هو يتهيأ للخروج...ابتسمت بمحبة فائقة...مرتب ونظيف لدرجة كبيرة...اعتدلت بفراشها متسائلة _ رايح فين ! وضع وجيه زجاجة العطر من يده واستدار لها بابتسامة لطيفة غزت ملامحه وقال هروح الشغل حاجة ضروري وراجع ما تقلقيش من حاجة في طقم تاني للحرس وصل امبارح بليل وكله تمام... تمايل شعرها الأسود على ظهرها دون قصد منها ولاحظ ذلك بنظرة دقيقة...نظرة منتبهة لكل حركة أو طرفة عين تصدر منها....قالت للي بقلق وقد تبدلت ملامحها للخوف _ ماتخرجش يا وجيه...أنا قلقانة عليك مش على نفسي اقترب إليها حتى جلس على الفراش...أخذها بين ذراعيه بغتة منه وضمھا بقوة قائلا _ ما تقلقيش من أي حاجة...بس مكنتش أعرف أنك كسولة كده !! قال جملته بنبرة مرحة فقالت مبتسمة بتذمر _ عشان نمت كتير يعني ! انا لما بخاف من حاجة أو بتوتر أوي بنام كتير....وممكن أفضل أيام معرفش أنام خالص... قال بأذنيها بهمس على فكرة....طول الليل فضلت ابصلك وانتي نايمة... غمر ملامحها الاحمرار وتحاشت النظر لها ابتعد قليلا وقد لمس خده وجنتها في لحظة الابتعاد فارتبكت أكثر...قال مأخوذا ببريق عينيها اللامعة بإغراء _ بحاول أصدق أنك هنا جانبي...ومراتي !! لأول مرة يمر على قلبها تلك المشاعر العاصفة....ولا تنكر أنها أرادت قربه الآن مثلما يريد هو....فلا خطأ في ذلك فهي زوجته... ربما لاحظ ذلك بعينيها فأقترب مرة أخرى لأذنيها قائلا ببطء _ مش هتأخر... التقطت انفاسها بالكاد وقالت بتلعثم المفروض اروح للبنات في الحارة عشان خطوبة يوسف النهاردة....المفروض اروح بدري عشان أنا اللي هعملهم الميك أب... قال متأملا بملامحها الجميلة احنا مش اتفقنا مافيش شغل ! انا مش معترض على شغلك لكن عايز لما ارجع الاقيكي...مش عايزك تتعبي نفسك في حاجة مش محتجالها أصلا... قالت مبتسمة لأ انا ما غيرتش رأيي بس البنات محتاجلي في اليوم ده أنا من نفسي قررت اتفرغ لبيتي وحياتي... قبل رأسها بدفء وابتسامة قائلا _ مافيش مانع....بس استنيني لما ارجع عشان اوصلك بنفسي... اومأت رأسها
بموافقة ثم نهض مودعا بابتسامة....خرج من الغرفة وتركها تبتسم بحياء وهي تترقب خطواته المبتعدة... دقت الساعة العاشرة صباحا...... انشغلت حميدة بالتجهيزات الخاصة بالخطوبة بينما سما كانت تشرد بعض الأحيان فيما ينتظرها...اتت حميدة بغيظ وهتفتت امامها _ يااابت !!! عمالة انادي عليكي بقالي ساعة وانتي ولا هنا !! قالت سما بأسف مخدتش بالي معلش المهم...هي للي مش هتيجي النهاردة ! اجابت حميدة انا اتكسفت اتصل بيها واسألها دي يدوب بقالها يومين والمفروض يعني انها في شهر العسل وكده....بس هي اتصلت بيا من شوية واكدت أنها جاية بدري عشان تجهزنا زي المرة اللي فاتت...حتى الفساتين... ابتسمت سما وقالت طب الحمد لله انا بطمن لما بتكون موجودة والله... جذبتها
تم نسخ الرابط