انت بالذات كنت علقته في السقف !! قال جاسر بحدة هو ايه انا بالذات اللي انتوا ماسكينهالي دي ! مالي يعني مش فاهم ! وبعدين موقفي غير موقفك لأن جميلة خطيبتي تلجلج يوسف وقال آه خطيبتك بس حميدة سكرتيرتي يعني في حكم خطيبتي نظر رعد لجاسر نظرة ماكرة واڼفجرا الاثنان من الضحك بالحي الشعبي انهمكت للي بقراءة مجلة وهي جالسة بصالون التجميل حتى دلفت لها سما وعينها منتفخة من البكاء فنهضت للي عندنا رأتها واخافت ابتسامتها عندما لاحظت دموعها..قالت بقلق _ مالك يا سمكة! ارتمت سما بين ذراعي للي پبكاء كالطفلة التي تختبأ بحضن امها وقالت انا مخڼوقة أوي ولقيتني جاية لهنا ربتت للي عليها بحنان وقالت طب اهدي وقوليلي حصل ايه زعلك كده.. ابتعدت سما وهي تمسح عيناها وقالت _ انا ارتحتلك وحبيتك اوي يا للي رغم اني ما اعرفكيش من زمان ياريت اللي هقولهولك يفضل سر ما بينا هزت للي راسها بالتأكيد اكيد طبعا تعالي اقعدي بقى واحكيلي كل حاجة واعتبري انك بتكلمي نفسك.. جلست سما ونظرت حولها بترقب ففهمت للي قلقها وقالت البنات واخدين اجازة الاسبوع ده ما تخافيش مافيش حد هنا غيري ارتاحت سما بعض الشيء وبدأت تخبرها بكل شيء... عاد الشباب كلا الى مكتبه حتى جلس يوسف باقتضاب أمام حميدة فرمقته ببسمة خفية من عصبيته ودفاعه عنها الذي جعلها تشعر بفيض هائل من الحب اتجاهه..كانت الحيرة تعصف ملامحه بشيء من التردد كاد ان يتحدث حتى صدح صوت الهاتف اجابت حميدة برسمية الو أجاب احد العملاء وهو ذاك الرجل الذي اتى مرارا للمكتب سابقا مستفسرا عن شيء لتجيبه حميدة نظرا لمعلوماتها عن شؤون العمل فأخذ يوسف سماعة العاتف منها بعصبية وهتف و مش أنا جيتلك الصبح وقلتلك كل شيء عايز تعرفه ! هو لما تحب تعرف شيء تتصل بيا ولا بسكرتيرتي ! كتمت حميدة ضحكتها حتى قال الرجل ليوسف بتردد كنت هسألها على حاجة تانية احمرت عين يوسف من العصبية واغلق الاتصال بحدة وعڼف وهتف انسان بارد وغبي رحتله بنفسي عشان عارف انه هيجي النهاردة ومافيش فايدة فيه! قالت حميدة بتساؤل كان عايز ايه ضيق يوسف عيناه عليها وقال بنظرة شرسة تتجوزيني قالها بشراسة تتجوزيني تجمدت وهي تنظر له...ماذا قال ! ايعني ما يقوله ! فلا شيء يجعله يقل ذلك سوى.... نفضت افكارها فربما سمعت خطأ لربما تحدثت أمانيها بالقلب فأخطأت...نظرتها له مشتته مرتبكة حائرة...تخبره أن ينطق مجددا أن يقل ما تشككت به...أو أرادت التأكد أولا....كل شيء وكأنه توقف أمام عيناها إلا قلبها !! فقد لهثت خفقاته من الركض...بينما هو يرتجف من الفقد...فقد شعور يعرف أنه لم يمر على قلبه مرة أخرى...كان الجميع حوله...وكانت وحدها له الجميع.... أخذت أرق بقاع القلب حياة...أخذت بقعة خاصة لا يختص بها سوى الأم...فأعطاها هذا الحيز دون أن تدري لتصبح هي كل شيء... نظر لصمتها بوجوم...ظن أنها تفاجئت فصمتت وأن تيهتها هذه حيرة من الإجابة...بعض الإجابات تعطي الحياة أو المۏت...فلو كانت تشعر لما احتارت...ليتها اعطت حتى لو إشارة ولكنها لم تفعل !! هكذا قال عقله !! ابتلع ريقه بتوتر وندم للحظة أنه قال ذلك فإن رفضت فسينتهي بينهما ذلك الرباط المتخفي بالصداقة....كرر سؤاله ولكن نظرته مترجية وقلقة _ تتجوزيني يا حميدة مش بتردي ليه!! للدرجادي الإجابة صعبة!! اسدل قلبه خفقاته پألم...إلى متى يظل الحب حبا بعد الرفض راقب صمتها بحيرة وخوف بينما كان صمتها عظيم من الصدمة... لم تتحرك عيناها بل ظلت على جمودها...تحاول استيعاب ما سمعته مرة أخرى....كررها !! فقد حررها من ذلك القيد حتى تصبح له للأبد...وكأنها فتحت صندوق الأماني...وانتقت منه اغلاها... تحرك يا قلب واجعلها تنطق فيبدو على عيناه أنه يخبأ ما ظنته حلما بعيد....وظنت أن قلبه كالبلاد البعيدة بينما كان دائما الوطن دون أن تدري !! واكتفت بحلما حن
به صوته بينما القدر يخبأ ما هو أكثر من الأحلام... واشاح الأوهام ليقل لها هو يحبك يا فتاة....دائما كانت تجلس على المقعد بينما ثقل جسدها بعد الأغماء جعل المقعد يميل بها وآل الى السقوط جانبا... نهض بعصبية يكتم الألم داخله من عدم إجابتها حتى صدم برؤيتها هكذا فركض اليها خائڤا.... مرت دقائق أشرقت عيناها...من حلما لحلم يا قلب ابتسم...أول شيء طل امامها هو وجهه ذو النظرات الخائڤة كطفل فقد يد أمه وسط الزحام يدفئها هذا الشعور الذي بثه فيها...أنها الملجأ... لم تكن على مقعدها بل على أريكة تبعد عدة خطوات من مكتبها وهذا يدل أنه حملها !! ابتلعت ريقها بخجل وهي ترتجف وتعتدل حتى قال بلهفة وقلق _ خضتيني عليكي ياحميدة انا عقلي وقف لما شوفتك بتوقعي ابتسمت ببطء مع تلألأ دمعة بعيناها هذا كثير على قلبها حقا أن يحدث كله هذا دفاعا !! قال يوسف بحزن وهو يعطيها كوب ماء _ كنت مستني اجابتك بس قالت حميدة بقوة ودموع بس ايه !! كأن احدا سرق النبض منها ...قالت بنبرة عاتبة وقوية بها حب يعبر كل ظنونه فنظر إليها حائرا قال بنظرة عميقة _ مش عايز أخسرك اعتبريني ما قولتش حاجة انا عايزك تفضلي جانبي وبس بأي حال وبأي شكل وبأي صفة خليكي جانبي..ماتسبنيش لم يكررها مثلما تمنت !! اعتقد أنها سترفض !! كيف تخبره انها تخطت العشق !! هذا الطريق لن يفتح مجددا إذا اغلق الآن نهضت منفعلة باكية هاتفة به پغضب لم يراه على وجهها يوما _ أنت أغبى انسان أنا شوفته في حياتي يا يوسف مش قادرة اتخيل انك كل ده وما.... صعب عليها الأعتراف...تراجعت في اللحظة الأخيرة ولشد ما أرادت أن ټصفعه...توجهت لمكتبها وأخذت حقيبتها
راكضة للخارج.. راقبها وهو يجمع شتات فكره ما معنى قولها !! هذه حرب لم يخوضها من قبل...انتفض من مقعده ليلحقها بينما هي كادت أن تهبط بالمصعد اوقف المصعد وهما بداخله بمفردهما....قال بلهفة عاصفة _ أنا غبي وفيا كل الصفات الۏحشة بس قوليلي أن اللي جه في دماغي صح قوليلي أنك بتحبيني زي ما بمۏت فيكي هتفت به بعصبية أنت لسه ما فهمتش يا يوسف !! وكنت محتار من اجابتي كمان !! مش بقولك أنك غبي !! جالت نظرته على عيناها الباكية ثم الى كل ملامحها الحبيبة وابتسم بعدم تصديق...وكأن الحياة قدمت له المنتظر حينما أحبته هي.. قال بابتسامة مقتربا لها _ كنت خاېف...خاېف أقرب وأنا مش حاسس أني استاهلك محاولتش اظهر اكتر من صداقة عشان عارف نفسي لو قلتلك بحبك هفضل اقولهالك كل دقيقة كنت عايز اتقدملك وانا حاسس أني هقدر ابقى مسؤول عن بيت وأسرة مش عايز ابقى نسخة من أبويا...يعتمد على ميراثه وبس...أنا أول مرة اقول كده بس هي دي الحقيقة يمكن دلوقتي حاسس أني هقدر على الأقل اقابل والدك هقولها تاني تتجوزيني ابتسمت بسعادة وهي تمسح عيناها من الدموع ونظرت له بمشاكسة قائلة _ مش هرد عليك هحددلك ميعاد مع أبويا اتسعت ابتسامته بسعادة وقال بمكر النهاردة تعجب وقالت انت مستعجل بقى ! غمز بعيناه بنظرة ماكرة وأجاب مش هرد عليكي هجاوبك بعد ما اقابل والدك تحبي اجيبلك ايه مع الشيكولاته وانا جايلكوا كتمت ضحكتها وقالت مافيش فايدة فيك !! فتح باب المصعد وقال بذات المكر والابتسامة لم تفارق محياه _ مش دلوقتي عشان يتقفل علينا باب واحد بس وغلاوتك لما يتقفل ما هيتفتح ركضت للداخل بعدما ضج وجهها احمرارا فأرتفعت ضحكته عاليا بمكتب رعد ظلت رضوى تقضم اظافرها بغيظ وهي تتفحص بعض الأوراق فلاحظ رعد ذلك وهو على حافة الضحكة لمظهرها الطفولي الغاضب المتذمر....قال بتسلية _ حاسبي لتبلعي صوباعي وضعت الأوراق وكأنها انتظرت فتح هذا الحديث وقالت بغيظ _ انسان قليل بصحيح اللي اسمه آسر ده ! زمان البت سمكة مموته نفسها من العياط دلوقتي.. قال رعد بهدوء رغم أن عيناه بها بعض التحذير _ لاحظي أنك بتتكلمي على ابن عمي !! وبعدين آسر عمره ما كان قليل الذوق اكيد في حاجة مزعلاه ضيقت عيناها شذرا وقالت _ وهي مالها زعلان ولا لأ !! هي جاية تشتغل ولا جاية تتهزأ كده ! والله لو أنا وقولتلي اطلعي برا ماهتشوف وشي تاني ابتسم رعد وقال بعفوية _ رضوى أنا المفروض مديرك وكده بس انا بخاف منك مش عارف ليه تابع بضحكة صادقة فابتسمت وهي ترفع الأوراق امام عيناها وتتخفى بمظاهر الثبات والجدية...أردف رعد بخبث _ وبعدين ماينفعش اقولك أنتي بالذات اطلعي برا ولاد عمامي آه في داهية أنتي لأ كرر ضحكته بمرح حتى تبدلت ملامحها فقال بلطف _ هعرف ايه اللي مزعله وصدقيني هتلاقيه من نفسه بيعتذرلها والموضوع ينتهي ببساطة.. هزت رأسها وتابعت العمل على الحاسوب ليقل رعد
بترقب إجابتها _ بتحبي السفر اقصد يعني نفسك تسافري تشوفي اماكن غريبة شردت رضوى للحظة فأجابت بصدق بعد ذلك _ بصراحة آه أنا نفسي من زمان أعيش في مكان بعيد بعيد ومايكونش فيه حد ابعد عن الناس قال مبتسما بدفء _ وحتى اللي بتحبيهم ولا هتاخديهم معاكي قالت بعفوية ولم تدرك دفة مكر الحديث _ أنا ماليش حد غير أخواتي أو يعني اللي بعتبرهم أخواتي...أنا يتيمة ماليش لا أب ولا أم ولا أخوات ولا حتى قرايب لقيت نفسي كده من صغري يمكن عشان كده اتعودت ابقى لوحدي.. صمت رعد لدقيقة ولاحظ مجرى الدموع بعيناها فنهض من مقعده وهو يجاهد حتى لا يسرقها الى صدره فهذا كفيل أن يجعلها تكرهه ويعرف ذلك...جلس بمقعد قريب وقال برقة _ ماتعرفيش الأيام مخبيالك ايه مش يمكن حد واحد يعوضك عن الجميع ياخدك لحلمك وتعيشوا في دنيا جديدة ليكوا انتوا الاتنين مسحت عيناها من الدموع ورمقته بحيرة ولا تنكر سرا أن بحديثه لمسة حنونة تربت على آلامها... ابتسم رعد بحنان ثم نهض ومضى لمكتبه بخطوات بطيئة واضعا يداه بجيوب بنطاله الچينز الثلجي _ عارفة...يوم ما اتجوز واحدة هلففها العالم كله انا بعشق السفر وبالذات في الجبال هاخدها معايا هعيشها بكل يوم صفحة حكاية من حكايات الف ليلة وليلة الأدوار هتتقلب وشهريار هو اللي هيحكي ويتكلم ....عشان أميرته ترضى عنه.. ابتسمت شاردة...وقالت بصدق دون أن تدري يا بختها جلس على مكتبه بابتسامة ماكرة وقد صوب الهدف ببراعة... قال بهدوء مربك وانا عند وعدي رفعت رضوى اصبعها بتوتر لتعدل نظارتها ولكنها تفاجئت أنها تخلصت منها وذلك كان حركة