رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

!! حاولت للي تحريك الحقائب ظنا منها انها تم افراغها فوجدتها ثقيلة !!! نظرت بدهشة وهمت بفتحها لتتفاجئ أن ملابسها كما هي !! ضاقت من الأمر ثم جرت الحقائب امام خزانة الملابس لتبدأ في اصطفافها وتنظيمها....ربما الأمر بهذا السوء فقد يشغل وقتها ويبدد ارتباكها بعض الشيء.....فتحت الخزانة بلطف حتى تفاجئت أنها ممتلئة تماما !! نظرت بدهشة إليها وبدأت بالنظر بدقة وتفحص....اكثر ما جعلها تندهش هو اختيار جميع الألوان التي تحبها...كيف علم بذلك ! نظرت بخجل لملابس النوم وتسائلت كيف أتى بها ! أخرجها من احمرار خديها وخجلها صوت هاتفها المحمول....التفتت لحقيبة اليد التي تركتها من يدها منذ لحظات....توجهت اليها وأخذت الهاتف منها لتجد رقم مجهول....أجابت بتردد
الو! صدح صوته الكريه ويبدو أنه رتب لهذا الأمر وقال _ اوعي تكوني فاكرة أنك كده فلتي مني ! احنا بينا حساب لازم يخلص اللي عملتيه فيا في فرنسا مش هعديهولك بالساهل جوازتك دي محكوم عليها بالفشل والنهاية القريبة يأما الطلاق او المۏت.... أغلق حسام الأتصال لتقف للي مذهولة مصډومة مړتعبة مذعورة تعرف أنه مچرم...يستطيع أن يفعل أي شيء....وضعت يدها على فمها وهي تنتفض من الخۏف حتى سمعت صوت فتح باب الغرفة.... دلف وجيه للغرفة بوجه لا تعبير له نظر لباب الخزانة المفتوح واقترب اليها...طافت نظرته سريعا ليخرج الظهر تماما.....نظرت له بدموع وهو يلقي الرداء على الفراش وقال _ البسي ده ركضت اليه باكية وتناست أي شيء سوى أنها تريد أن تطمأن....تفاجئ بقربها....أكثر شيء استطاع أن يخمنه هو صمتها....ارتمت بين ذراعيه باكية وهي تلف يديها حول عنقه بارتجاف وتقل _ انا خاېفة ما تسبنيش ... ارتبكت عينيه بقوة.......خائڤة وقلبه يأمره بالرفق والرقة...قالت پذعر _ اتصل بيا وهددني قالي جوازنا محكوم عليه بالطلاق أو المۏت ...ده مچرم وممكن يعمل أي حاجة انا مړعوپة منه... ابتعد عنها پصدمة وتساءل مين طليقك ! هزت رأسها بالايجاب وضمته مرة أخرة قائلة هو...أنا مش عايزة اسيبك عايزة أفضل جانبك قالتها وهي تنتفض وتضمه أكثر....تصرفها عفوي ولكنه أثاره واضعفه...ورق قلبه لبكائها...ضمھا بقوة....تقريبا كان سيخنق ضلوعها بين ذراعيه...حتى هدأ بكائها قليلا...فابتسم تابعت بتصميم وفجأة اشتد بكائها _ ماتسبنيش أنا ماليش غيرك...قائلا بعشق انا جانبك صوته كأن أكثر دفئا وارباكها من انت تظل تبكي أو تتجاهل ...ابتعدت لترى نظرته...كانت نظرته مثلما تمنتها...أبت يديه أن تبتعد حتى..... 
الفصل_الثامن_والعشرون استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. اللهم صل وسلم وبارك على محمد ...٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله قالتها وهي تنتفض وتضمه أكثر....تصرفها عفوي ولكنه أثاره واضعفه...ورق قلبه لبكائها...ضمھا بقوة....تقريبا كان سيخنق ضلوعها بين ذراعيه...حتى هدأ بكائها قليلا...فابتسم تابعت بتصميم وفجأة اشتد بكائها _ ماتسبنيش أنا ماليش غيرك... قائلا بعشق انا جانبك صوته كأن أكثر دفئا وارباكا من أن تظل تبكي أو تتجاهل ...ابتعدت لترى نظرته...كانت نظرته مثلما تمنتها...أبت يديه أن تبتعد حتى جذبها إليه مرة أخرى...كان صوت دقات قلبها يكاد يكون مسموع وهو يقترب إليها..اقتحم الخطوة الفاصلة لأنفاسها...ولصوتها ولطرفات عينيها المرتبكة... انتفض نبضها بقلب يقسم أنه يعشق هذا الرجل...لمسة يديه على ذراعيها تقل أنه لا يريد القسۏة...انما يتوق للحب...يشتاق إليه مثلما تشتاق الروح للحياة... بعد دقائق ابتعد خطوة صغيرة فقط حتى تستطع هي أخذ انفاسها المتلاحقة بقوة...دب فيه العشق وأعلنت عينيه ما يخفيه....بينما صوته كي يصمت ولا ېصرخ ويقل لها..أحبك پجنون... لمس جبينه جبينها في توتر الأنفاس....قال بهمس وصوته بدا متهدج كان عندك حق لما قولتي أني مش هعرف أقسى عليكي...أنا فعلا مش هعرف أقسى...مش هعرف اتظاهر بشيء مش جوايا...أنا عارف أنك مريتي بتجربة صعبة...اثرت في نفسيتك...ونص طريق الوصول ليكي أن أعترف أني ما اتجوزتكيش اڼتقام... تبددت دفعاتها تسللت ابتسامة امتزجت مع دموعها ونبضها المرتجف...كيف تبتعد عنه بعد تصريحه هذا ! كانت تريد كلمة أحبك فأعطى لها ماهو أجمل...الآمان والطمأنينة.. قالت بصوت مرتعش طب اتجوزتني ليه طافت نظرته بحنان على عينيها ثم رفع أناملها ....حتى ذهبت نظرته لعينيها مجددا....قبل جبينها بحنان ثم تنهد بكل ما يحمله قلبه من ميل إليها...قال بدفء هامسا بأذنيها _ عشان لو مابتعرفيش تحبي....اعلمك تسلل صوته الرخيم إلى أذنيها برجفة طافت جسدها بأكمله...وكأن المطر ينزلق عليها وجعلها ترتعد من البرد...ولكنه الآن دفء...رفعت نظرتها حتى عيناه...ظل ابتسامة مرت على شفتيها مع نظرة عتاب...تابع مبتسما _بحب نظرة الشقاوة اللي بتبان في عنيكي لما بتضحكي...مابحبش الحزن اللي بيظهر وانتي پتبكي... تدرجت ابتسامتها رويدا وهي تنظر له...لم تهرب بنظرتها بل أرادت أن تشبع قلبها من لمعات عينيه الحنونة...ليتابع بمكر كنت عارف من أول ما شوفتك أنك شقية... علت وجنتها حمرة شديدة من الخجل ثم تساءلت بقلق
_ يعني مصدقني مش هتسيبني صمت وقد تبدلت نظرته لشيء من الغموض...كيف يخبرها أنه يتمسك بقربها أكثر من أي شيء بحياته...قلبه يصدق أنها بريئة...رجفتها منذ قليل وكأن لم يمسسها رجل من قبل !! لا يمكن التظاهر لهذه الدرجة !! 
على وجنتيها ونظر للهاتف بغموض...تبدلت نظرته للجدية فاستدار ليأخذ هاتفها من على شرشف الفراش بعدما تركته قبل أن تركض إليه...قال _ هاخد تليفونك محتاج منه حاجة وهرجعهولك... قالت بلهفة رايح فين ! تسللت بسمة ماكرة على شفتيه وقال معايا اتصال مهم وضروري...ممكن اتأخر.. استدار واتسعت ابتسامته بخفاء من رؤية الغيظ بعينيها... خرج من الغرفة بهدوء وتركها وحدها....ضيقت عينيها بغيظ...كانت تتمنع وهو الملتهف !! ماكر هذا الرجل وخطېر !! فقد تبدلت الأدوار ولم يذهب إلا بعدما أرضى كبريائه !! ورغم ذلك...ابتسمت بالتدريج...يستحق أن يعشق بلحظة وكأنه البركان وبلمسة بسيطة منها تحول لذلك العاشق من جديد...هل يوجد شك بعد الآن كي لا تتأكد أنه يعشقها !! نظرت للرداء الملقى على الفراش بخبث...قالت مافيهاش حاجة لو جربته...جوزي حبيبي اللي جبهولي ابتسمت ابتسامة واسعة لأثر جملتها على مسمعها وبدأت ترتدي الفستان ببطء.. بمكتب وجيه بالقصر اجرى وجيه اتصال على آخر اتصال بهاتفها ليأت الأتصال بصوت يخبره أنه خارج النطاق أو مغلق !! وضع الهاتف من يده فقد توقع ذلك ثم اتصل على ضابط الشرطة الذي تعرف عليه بأحد الزيارات العائلية منذ سنوات...قال وجيه _ وصلتني رسالتك على التليفون بس كنت سايق معرفتش أرد... قال الضابط رأفت بجدية _ اللي وصلتله أن ده فعلا حصل بس اللي عمل كده مش اسمه حسام ده واحد مش عربي اصلا...المعلومات اللي وصلتني في الأول كانت بتقول انه هو حسام بعد كده حصل حاجة غريبة وكل حاجة بعدت الشبه عنه بشكل غامض!! ضيق وجيه عينيه بذهول وقال أنا شوفت حسام بنفسي في فرنسا شوفته أول يوم وصلت هناك... اجاب الضابط رأفت _ ده اللي مخليني شاكك...لو اللي شاكك فيه صح يبقى حسام بيشتغل لحساب ماڤيا كبيرة هما اللي يقدروا يهربوه ويحطوا واحد مكانه بسهولة...محدش غيرهم يقدر يعمل كده...تحرياتي بتقول أنه رجع بالفعل من فرنسا بس مختفي !! نهض وجيه من مقعده بعصبية وهتف ده دليل أن في حاجة وراه لازم نلاقيه ماينفعش يفضل هربان كده !! ده بقى بيهددها بالتليفون كمان !! قال الضابط رأفت بلطف _ ما تقلقش انا حطيت مراقبة على بيتك لأن الموضوع أكبر من مجرد اڼتقام واحد من طليقته...لازم أعرف هو فين ولو وقع في ايدي هعرف اخليه يعترف بكل شيء.... زفر وجيه پغضب وهتف ولو وقع في ايدي همحيه من على وش الدنيا قال الضابط بتحذير _ لأ...لازم تمسك أعصابك اكتر من كده أنا عارف أن الموضوع مش سهل بس مۏته مش هيفيدنا بحاجة بالعكس...هو لو يقدر يعمل حاجة اكتر من الټهديد مكنش اختفى...سيبلي الموضوع ده وانا هخلصه ويستحسن نتقابل لأن الكلام مش نافع في التليفون... وجيه بمحاولة ضبط النفس حدد الميعاد والمكان صمت الضابط لدقيقتين ثم اجاب بعد بكرة نتقابل في شركتك أفضل بلاش البيت أو مكان مفتوح...هجيلك الساعة ٣العصر بأذن الله وافق وجيه على الموعد وانتهى الأتصال.... لا زالت الأمور غير واضحة...ولا زال التخبط في الفكر قائم...ولكنه منذ أن دخلت حياته ومملكته بهذا القصر وقد تبدد غضبه منها...تعهد فقط أن يجعلها تحبه...شعر بذلك وهي بين ذراعيه للحظات... رجفتها تقل أنها تشعر ينبض قلبها بشيء! لحظات من أجمل لحظات حياته على الأطلاق...لولا لمعات الخۏف بعينيها لكان نال ما تمناه ولكنها خائڤة...حبيبته خائڤة من كل شيء...اشياء تبدو معلومة وأشياء تبدو غامضة بخۏفها !! تساءل في نفسه...هل يصعد إليها ويروي قلبه بالأماني أم يتمهل ! أيهما أكثر آمان بالنسبة إليها ! عيناها تفصح بأشياء متناقضة...الخۏف واللهفة الحب والحذر التردد والثبات !! ماذا يفعل تنهدت بغيظ...ظلت لدقائق تنظر لمظهرها بالمرآة حتى نال أعجابها بشدة....بينما هو جالسا بمكان آخر لا يبالي !! ايختبرها ! وهل نجحت بالاختبار ! ابتسامته الماكرة قبل أن يذهب اغاظتها أكثر.... مرت دقائق كثيرة بعد ذلك حتى تمددت على الفراش بعصبية ورغما ذهبت بعد دقائق في غفوة سابحة بين اليقظة والنوم... فتح وجيه باب الغرفة وهو يعرف ما ستكون نتيجة أن وجدها يقظة تنتظره...شعر بخيبة أمل عندما وجدها نائمة على فراشه...كان سيغمره شعور مرير لولا أنه لاحظ ارتدائها لذلك الرداء الذي اختاره منذ وقت...امتلأت عينيه بالدفء وهو يقترب إليها... فاتنة تبدو.... بريئة جدا... طفولية التململ !! ابتسم بحنان وهو يبعد خصلاتها الطويلة السوداء عن عينيها...ظل يتأمل ملامحها الناعسة للحظات...كيف لأي رجل عاقل أن يبعد هذه المرأة عنه ! ولكنه يشكر كل الظروف الذي مهدت الطريق لټقتحم حياته...ما كان يظن يوما أنه يستطيع أن يسامح احدا وضعه برهانا سخيف لبعض الدقائق....ولكنه الآن سامحها...يريد فقط أن يمنحها الأمان وينسج الصدق بينهما قبل أي شيء ...ليمر الحب على بساط الثقة ويشيد أسطورة عشقه بها... ابتعد ببطء حتى يبدل ملابسه... خرج بعد دقائق من حمام الغرفة الخاص وهو يجفف شعره وقد ارتدى ملابس مريحة رجالية من اللون
الأسود.... وضع المنشفة على ظهر المقعد وتوجه للفراش بجانبها...اضطجع ببطء حتى لا يوقظها....نظر لوجهها النائم بابتسامة فاقترب إليها واخذها بين ذراعيه
..كملي نوم ابتسمت وهي تغمض عينيها من جديد...كالطفلة التي اطمأنت لوجود والديها...وتشبثت بملابسه دون أن تدري...نظر ليديها على قلبه فابتسامة دافئة ثم قبل رأسها بخفة....وضع رأسه على الوسادة وهي بين ذراعيه برضا تام.... لم يكن ليرضى عن نفسه لو فعل ما يريده ونظرات الهلع بعينيها.... يشتاق وشوقه يجعله يقترب بحذر حتى ....ترضى بهمس الليل....تملمت حميدة بفراشها وهي تتثاءب...لاحظت شيء جعلها تتعجب...قالت بصوت كسول _
تم نسخ الرابط