تعتقد أنه سينتقم وهو سينتقم من الفراق بقربها...سيبنى على الأطلال جزيرة مزهرة تطل على قلبه بالأماني...وتجمعت بها كل الأماني...ليكن وصلها حلم بعيد...لم يعرف لم ابتسم بعشق...فقط أيام وبعدها ستقام قيامة ثورة عشقه...سيعلمها أن الحب هو الصدق فقط...وأن قلب هذا الأربعيني هو معاهدة السلام....ولكن مع كل هذا لا ينكر أنه قبل ذلك سيؤلمها قليلا...عتاب بين الأحباب جلست بسيارتها...ذهبت الدموع...وكأن الفجر أصبح على عتمة الألم...كانت تبكي أمامه..ولكن ارتباك عيناه عند رحيلها اخبرها أنه لا يبدو مثلما يقل !! ما يخفيه هذا الرجل ! ظلت تنظر أمامها بتهيه...لابد أن تعترف أن الأمان بداخلها أضاء !! تعجبت لذلك !! فكيف يكن الأمان وهو الخائڼ ! كيف نحب من يؤلمنا لهذا الحد !! وكيف نقع انفسنا والواقع يطارد أوهامنا الساذجة!! بعد أيام ستكن زوجته!! أكثر الأحلام أتت على طبق من القسۏة !! تفاجئت أن الابتسامة تسللت لشفتيها وهي تردد بخفوت _ هكون مراته !! مش معقول !! حركت سيارتها وللحظة تاه عنوان منزلها عن خاطرها..يبدو أنها لم تخرج من طور الصدمة للآن.. انتهت جميلة من صلاة الضحى وبدأت تستعد للذهاب للعمل وتبعها الفتيات بعد أداء فرضهن....همست حميدة لها وقالت بمكر _ عنيكي منورة يا جوجو أول مرة أحس أنك مبسوطة كده يارب ظني يطلع صح... وقفت جميلة بابتسامة أمام المرآة وانتهت من ارتداء حجابها وأجابت _ بصراحة يا حميدة مبسوطة علاقتي بجاسر بدأت تتصلح يمكن خاېفة بس حاسة أنه عايز يتغير بجد ربتت حميدة على كتفها وقالت بابتسامة _ لو اتغير عشانك كملي معاه لو اتغير بجد لأن التغيير ده مش حاجة سهل...ماتفتشيش في اللي فات المهم اللي جاي وهيكون ايه.. تنهدت جميلة ببعض القلق يمكن اللي فات ده هو سبب خۏفي أنا مش عارفة هو كان بيعمل ايه بالضبط خاېفة ليكون... صمتت بضيق فقالت حميدة _ المهم اللي جاي يا جميلة بس ما تسلميش قلبك غير لما تتأكدي أنه فعلا صادق واتغير بجد انا عذراكي في خۏفك اذا كان أنا نفسي خاېفة رغم أني متأكدة أن يوسف عمره ما عرف واحدة غيري...تعرفي احلى حاجة فيه ايه أنه حافظ على الجزء الطفولي في قلبه تصرفاته واسلوبه كلها بتقول أن الدنيا بكل اللي فيها ما عكرتش طيبته ساعات بحس أن حتى الدنيا بتحبه وبتحب رقته وطيبته وسابته زي ماهو... اتسعت ابتسامة جميلة بمرح وقالت _ سيدي يا سيدي ده يومين كمان وهنبقى بنقول شعر !! والله انا ما عارفة أزاي يوسف ابن عم البلطجي جاسر اڼفجر الأثنان بالضحك لتقل جميلة بسعادة _ احلى حاجة اننا حابينهم زي ما هما انا بحب يوسف على حاله وانتي حبيتي جاسر رغم بلطجته دي.. تدخلت سما بالحديث وقالت _ أنا نفسي أشوف عمهم ده عشان اهزائه !! قال طمعانين فيهم قال !!! قالت حميدة بضحكة طب احمدي ربنا أنك ما شوفتيهوش تهزأي مين يا غلبانة !! ده أنا بكل طولة لساني دي كنت بقف قدامه مابقدرش انطق اكبر حد في الشركة كان بيقف قدامه زي الكتكوت وعلى فكرة عمهم ده فظيع يمكن احلى منهم كمان العيلة دي تحسي انهم من سلالة الملوك كده تذكرت سما آسر وقالت شاردة آه بحس بكده أتت رضوى وهي تحمل حقيبتها وقالت بعجالة يلا بقى هنتأخر بالمكتب مثلما اتفقوا سابقا أن يأت الشباب أولا للعمل...دلف الفتيات للمكتب وتوجهت كل فتاة لعملها...جلست حميدة وبحثت عيناها على يوسف ولكنه لم يكن له وجود !! مر الساعي أمامها وهو يحمل كوب قهوة ومشروب كوكتيل فسألته حميدة _ ماشوفتش يوسف ياعم مرزوق أجاب الرجل بلطف لسه خارج من شوية يابنتي توجه الرجل لمكتب آسر مباشرة..... ابتسمت حميدة بمرح وقالت ياترى بيتعارك مع مين المرادي !! بمكتب آسر ترقب وصولها منذ أن أتى ظن أنها لم تأتي اليوم ولكنه تفاجئ بدخولها منذ دقيقة جلست سما دون أن تلقي عليه تحية الصباح حتى....بدأت بالعمل مباشرة نظر لها نظرة مطولة ودقق في تجاهلها المتعمد ولاحظه...قال بحدة _ مش أنا قلتلك ما تدخليش غير لما اسمحلك !! صمتت لدقيقة حتى هتف بغيظ مكررا حتى دق الباب فقال آسر بعصبية وعيناه عليها ااادخل دخل الرجل العجوز ووضع أمام آسر فنجان القهوة ثم توجه لسما وكاد أن يضع كوب العصير الذي كان بأمر آسر سابقا فرفضت سما قائلة شكرا يا عم مرزوق تعبينك معانا بس مش عايزة عصير مابقتش أحبه اشتعلت نظرة آسر بغيظ فقد فهم مقصدها الخفي ليسأل الرجل العجوز بعفوية تحبي اجيبلك حاجة تانية ابتسمت سما بداخلها قبل أن تقل شيء على علم أنه سيغضب آسر فقالت بخبث وقد تظاهرت بالبراءة _ ياريت تجيبلي
علبة مناديل بحب المناديل أوي ولا أقولك ما تتعبش نفسك باشمهندس أسعد جاي النهاردة وقالي هيجيبلي معاه...خد العصير ده معلش أخذ الرجل العجوز كوب العصير وخرج...كان يحجب نظرات آسر الشرسة....الڠضب يقتدح بنظراته...تابعت سما عملها وأرضاها ڠضب آسر الواضح على تعابير وجهه... ضيق عيناه بنظرة خطړة وهي تخرج شيء من حقيبتها...استنشقت سما منديل ورقي من تلك العلبة التي اعطاها لها أسعد سابقا اطالت في استنشاق المنديل عند قصد وتركت العلبة أمامها...ابتسمت سما وتظاهرت بالهيام والوله وهي تنظر للمنديل فأنتفض آسر واقفا پعنف وتوجه لها....ارتجفت وهي تشعر بخطواته المقتربة حتى أخذ علبة المناديل بعصبية
وقڈفها من النافذة بنظرات عڼيفة.... هبت واقفة بغيظ رغم أنها أرادت أن تضحك بقوة وهتفت به _ أنت بترمي مناديلي ليه !! قال بحدة مزاجي لوت شفتيها بسخرية وأشارت للمنديل بيدها وقالت مش مهم معايا واحد على ما يجي باشمهندس أسعد مناديله بتمسح دموع عنيا تحركت عروق رقبته بنظرة خطړة من الڠضب المكبوت فأخذ علبة مناديل ورقية من على مكتبه ورماها على المقعد بجانبها وقال علبة بحالها معاكي ولا مش كفاية لبلاعة الدموع !! قالت بثبات وهدوء _ انا مش فاضية للكلام ورايا شغل كتير أخذت علبة المناديل الذي رماها بها ووضعتها على مكتبه مجددا وقالت _ خليهالك مش محتاجالها اصلها بتخنق النفس رمته بجملتها الأخيرة عن قصد وبنبرة حادة وجلست متجاهلة وقوفه قربها...ظل ينظر لها بمزيج من الڠضب منها ومن نفسه وشيء من التردد في الاعتذار.... خرجت زفرة حارة من صدره دليل على ثقل الهم على قلبه ثم قال بتحذير خليكي فاكرة تحذيري بالنسبة لأسعد اعتبريه ټهديد ضيقت عيناها بحيرة من أمره فوقفت أمامه وقالت بحدة _ أنا مش فاهمة حاجة !! أنت بتهددني ليه ! وليه بيستفزك أني اتكلم مع باشمهندس أسعد !! اظن ده شيء مايخصكش !! تحدث بصوت اجش وحاد _ يخصني طول ما أنتي بتشتغلي هنا فأي تصرف محسوب عليكي وعلى اللي بتشتغل معاه وماتثقيش في أسعد أوي كده ده عرف بنات بعدد شعر راسه.. هتفت سما بعصبية وتحكمت بدموعها حتى لا تفر أمامه _ ما طلبتش منك تنصحني ولا أنا اللي تكلمني بالأسلوب ده !! ووفر نصايحك لحد يمكن محتاجها اكتر مني أنت ماشوفتنيش في مةقف يخليك تقولي كده ولا أنا اللي بسمح لحد يوشوشني في ودني !! قالت ذلك دون تفكير ولمحت لموقفه مع ندى ابتسم بتسلية وقال شكلك زعلانة من اللي شوفتيه مش زعلانة أني زعقتلك !! سقطت دموعها رغما عنها وقالت له بصدق _ أنا مش عايزة اشتغل معاك كفاية لحد كده توجهت للباب فوقف أمامها معترضا طريقها حتى اصطدم رأسها بصدره تشبعت عيناه بلهفة فائقة لضمھا أكثر ولكنها ابتعدت بقوة عنه...هتف بها بعصبية صادقة _ أنتي عايزة ايه بالضبط اعتذرلك ! اوك...أنا أسف اجابت بعصبية وهي تبكي ماطلبتش منك تعتذر لو سمحت سيبني أمشي من هنا صاح پعنف اعتذرتلك عايزة ايه تاني !! ارجعي مكانك رفضت بقوة سيبني امشي مش عايزة ارجع انت مش هتجبرني !!! صاح بعصبية وانفعال لأ هجبرك وهتفضلي هنا جانبي مش هتبعدي... نظرت له پصدمة حتى امتقع وجهه بذهول مما تفوه به دون قصد ظهرت على وجهه أمارات الصدمة والندم والڠضب من نفسه..هرب من نظرتها المتفحصة حتى قالت سما وقد ولد بقلبها بعض الامل _ افضل جانبك !! أنت مش عايزني ابعد ! ابتلع ريقه پألم بنظرة تتهرب من تحديقها بها حتى توجه الى الباب وخرج من المكتب تماما....مسحت سما عينيها بدهشة ثم تسللت ابتسامة مرحة على وجهها وقالت _ يالهوي....ينفع ياخد قلبي ويمشي كده !! جففت دموعها بالمنديل الورقي بيدها حتى اڼفجرت من الضحك عندما تذكرت ما سببه هذا المنديل من شجار.... بمكتب جاسر رتبت جميلة بعض الأوراق تحت نظراته المختلسة لها كلما ضبطته ينظر لها كان يهرب بنظرته لجهة أخرى بقلق...ابتسمت بخفاء حتى وقف جاسر وقال بصوت يقرب للتوسل _ نفسي نخرج نتفسح مع بعض والله هبقى محترم والله والله حاولت أن تكبت ضحكتها ولكنها لم تستطع فضحكت بصدق امامه...راقبها بابتسامة وقال _ طب وبعدين يعني هتفضلي تضحكي كده قلبي خرج من صدري قالت مبتسمة ابتسامة واسعة _ ممكن نخرج بس يبقى معانا حد مش هنبقى لوحدنا قال بابتسامة ماهو الشيطان هيبقى تالتنا ضحك بصوت عالي ثم قال أنا بهزر على فكرة...بصي ايه رأيك يوسف وحميدة يخرجوا معانا اهو بالمرة يتفسحوا هما كمان بدل الحضانة اللي عايشين فيها دي قالت مبتسمة ماشي بس عم سمعه مش هيوافق غير بعد الخطوبة نستنى شوية ونخرج كلنا مع بعض انتوا الاربعة واحنا الاربعة قال جاسر بغيظ ما نعزم عم مرزوق بالمرة !! قالت ضاحكة لو مش عاجبك خلاص قال معتذرا لاااااااا عاجبني اقسم بالله عاجبني
نظرت له بمرح وقالت طب يلا عشان نزور الموقع ونشوفه ورانا شغل يا استاذ اجاب بابتسامة بعشق سيطرتك بس بالراحة على مشاعري وثباتي انا لسه في kg1 ادب... قالت وتركت ابتسامتها تتسع عقبال الكلية اجاب ولم يستطع أن يخفي مكره أكثر من ذلك _ بعد كتب الكتاب هقطع كل الشهادات دي هتفت جميلة بتحذير وتكشيرة هاااااا !!!
قلب الأم بيسامح ابتسمت رغما عنها وقالت طب يلا قدامي واتحكم بكلامك شوية ها عشان أنا بتنرفز بسرعة قال جاسر بمكر _ أنا عايز اسألك سؤال بيلح بعقلي هو أنتي هتفضلي كده بعد الجواز ولا ده بس عشان احنا مخطوبين ومش من حقي والكلام المتعب للنفسية بتاعت الأنا ده !! قالت جميلة بصدق لأ طبعا في فرق يا جاسر بين الخطوبة والجواز الكلام والتصرفات اللي بمنعك