رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم

موقع أيام نيوز

رأسها بتأكيد وقالت اكيد...لأنك بتحاول تبعد عن كل اللي فات...بس كلامك اوحالي أن علاقاتك مكنتش مجرد____ قاطعها بقلق وصحح ظنها بتوتر _لا ما تخليش دماغك تروح لبعيد يا جميلة...ده...يعني..عادي زي شباب كتير بتعرف بنات بس مش للدرجة اللي في دماغك... نظرت له قائلة بلطف صفحة ولازم تنساها عشان انا كمان انساها يلا بقى يا استاذ نروح الموقع قالتها ببعض المرح فابتسم على مضض...ابتسامة لم تصل لعينيه...حتى لا يثير شكها بينما هو وكأنه وقع من منحدر مرتفع.... بقصر الزيان أخذ وجيه طعام الفطار من خادمه العجوز خارج الغرفة ثم دلف للداخل مرة أخرى.... ابتسمت للي وهي ترقبه يتوجه إليها والطعام بين يديه فقالت _ هو مافيش حد في القصر غير عم نعيم بس ! وضع وجيه صينية الفطار على الفراش وقال بلطف _ في بس انا مش بثق في حد غيره لكن من النهاردة هخلي واحدة مسؤولة عن طلباتك...ماينفعش حد يطلع هنا حتى لو كان عجوز زي عم نعيم كده... ابتسم وهو يجلس بقربها وبدأ يطعمها بمهل...مضغت الطعام بابتسامة وقالت مش هتاكل ! ابتسم بخبث وأجاب خلصي أكل وبعدين اكليني بإيدك هربت بعينيها من فرط الخجل التي تشعر به من نظراته واحاديثه الماكرة حتى اتسعت عينيها بذهول وقد انتبهت لرداء آخر غير الذي كانت ترتديه قبل الإغماء....حقا لم تنتبه سوى الآن فقد خطڤها حديثه وكلماته عن التركيز بأي شيء آخر....كان ينتظر تعليقها على الأمر ولكنه ابتسم بمزيح من المرح والمكر الذي يتمايل بمقلتيه لتقل بحدة _ فستاني راح فين وأزاي لبست الفستان ده ! أخذ وجيه كوب العصير الخاص به ثم نهض بنظرات متسلية قائلا بهدوء فستانك اديته لبنت بتشتغل في القصر عشان تجففه تنفست الصعداء وقالت هي
اللي غيرتلي صح ..اكيد صح ارتشف كن كوب العصير بابتسامة ماكرة ثم أجاب ببساطة لأ مش صح حملقت للي بذهول....ارتجفت وقد فهمت الاجابة من نظراته الماكرة فأشارت له بتردد قائلة تقصد أنك أنت اللي____ هز رأسه بالإيجاب بابتسامة واسعة متسلية بإرتباكها وخجلها وارتشف قطرة أخرى من كوبه بثبات.... نظرت للي للطعام أمامها وظهر عليها الضيق والاستياء فقال وهو يجلس أمامها مرة أخرى _ اكيد مستحيل كنت اخلي حد يعمل كده حتى لو بنت وبعدين مش معقول بعد ما ڠرقتي في حمام السباحة كنت اسيبك كده !! هو أنتي ناسية أنك مراتي ولا إيه !! هزت رأسها بالنفي وهي تنظر للأسفل بخجل شديد واعتلت وجنتيها حمرة شديدة من الخجل....اجابت بتلعثم لأ مش ناسية ثبت نظرته عليها بابتسامة ماكرة حتى ارتجف ونهضت من الفراش لتذهب من أمامه بأقصى سرعة.....شعرت بقبضته على معصمها عندما كادت أن تركض للشرفة ليجذبها إليه ببطء
أجمل حاجة حصلت ما بينا أننا ما استنيناش أدلة تثبت لكل واحد فينا أن التاني بريء رمينا كل حاجة وراها ضهرنا عشان نبقى مع بعض...لما ببصلك بحس أني راضية عن كل اللي فات والصبر والۏجع اللي حسيت بيه...كفاية عليا تبقى أنت الهدية بعد الدموع...أنا اتوجعت كتير أوي يا وجيه وعمري ما حسيت أن ليا ضهر حتى وأهلي موجودين... تطلعت لدمعة مرت من عينيها لوجنتيها بهدوء فأقترب لعينيها قائلا بحنان _ اعتبريني كل حاجة...يا كل حاجة... ابتسمت له دامعة العينين ليتابع بدفء _ مش عارف ليه في احساسي غريب في وسط مشاعر كتير بحسها لما ببصلك...بحس أنك بنتي...ليها حق السماح جوايا لو غلطت....ساعات كتير بتمنى لو كنت قابلتك من سنين فاتت وعشت معاكي العمر اللي ضاع مني.. تعلقت برقبته بدلال وقد تحكمت بدموعها قائلة بهمس _ أنت قلت بنفسك قبل كده...كل عمر وليه دقاته أنا مكنتش هقبل غير اللي أنا شيفاه في عنيك دلوقتي...ده اللي مافيش واحدة في الكون ما تتمناهوش... نظر لعينيها بعمق...سؤال صارخ بعينيه... والإجابة...علامة الرضا في الصمت والحياء... 
استدار وجيه بذهول للشرفة فجذبتها بړعب وهي تبكي من الخۏف اكيد هو...مش هيسيبني وهينفذ تهديده أنا عارفة أغلق وجيه باب الشرفة جيدا ثم ربت على كتفيها بلطف كي تطمئن بعدما اصابتها هيسترية البكاء مرة أخرى....قال _ خليكي هنا على ما أشوف إيه اللي بيحصل... هتفت برفض وهي تتعلق بيديه _ لأ ما تمشيش خليك هنا ده مچرم أنت ماتعرفهوش هو عارف أني بخاف من الصوت ده أنا متأكدة أنه هو... كبت وجيه موجة ڠضب شرسة بداخله كي لا يخيفها فقال بثبات _ ما تقلقيش يا للي خليكي هنا على ما ارجع ما اتخلقش اللي ېهدد ولا يمس أي حد يخص وجيه الزيان... تركها وخرج من الغرفة وانتبهت أنه يغلق الباب بالمفتاح الخاص به....وقفت
تنظر للباب باكيه پذعر وهي ترتل أدعية كي يحفظ رب العالمين زوجها الحبيب.... صدح صوته وجيه بإرجاء القصر پعنف حتى تجمع الحرس پخوف من غضبه وثورته هذه....هتف پعنف _ الصوت ده جه منين ! وأزاي حد يقرب للقصر ويعمل كده وانتوا موجودين !! تلعثم قائد الحرس قائلا أنا بعتذرلك يا باشا بس الصوت جه من باب الجنينة والخارس بتاع الباب ده خد أجازة النهاردة عشان تعبان وبعت اجيب حد غيره...مش هتحصل تاني أشار وجيه بتحذير _ جيب طقم حرس تاني غيركوا ومش عايز مخلوق يقرب للبوابة اللي برا وإلا أنت عارف هيحصلك إيه... تأسف الرجل مجددا وقال غلطة ومش هتكرر يا باشا واللي عمل كده هجيبه... انصرف الحرس بعد قليل ليعود وجيه لغرفته بالطابق العلوي... دلف للحجرة ليجد للي تتمدد على الفراش بوضع الجنين وهي تنتفض من البكاء...أسرع إليها بقلق ثم أخذها بين ذراعيه ليطفأ نوبة هذا الذعر بدفء قلبه....ضمھا بقوة قائلا _ اطمني مافيش حاجة تقلق....الصوت من برا القصر على الطريق مايقدرش حد يدخل هنا اصلا... قالت وهي تنتفض من الخۏف وتتمسك بملابسه بقوة أنا مش خاېفة على نفسي اد ما خاېفة عليك أنت... سجنها بين ذراعيه بحماية وقال بتأكيد _ الموضوع ده هينتهي خلال ساعات...اوعدك ظلت سجينة ذراعيه حتى هدأت تماما...تنهد وجيه بشعور شرس بالاڼتقام من هذا المچرم....تمنى لو يقع
بين يديه حتى يشب اظافره بعنقه وينتهي من امره للأبد... بموقع العمل كانت جميلة تتحدث وتتساءل عن بعض الأشياء بينما جاسر يقف بين العمال ينظر للفراغ بتيهة...انتهت جميلة من الحديث فرحل رئيس العمال.....تطلعت به باستغراب متساءلة _ جاسر ! جاسر ! انتبه جاسر ونظر إليها بتوتر قائلا معاكي قالت وهي تدقق بحيرة نظرته وتردد نبرته وتلعثمه _ أنت مش معايا خالص !! مالك تايه كده وسرحان !! هز رأسه بنفي وحاول التظاهر بالمرح فقال _ لأ ابدا ....كنت بفكر في شوية حاجات كده تخص خطوبة يوسف ومش عارف اجيب هدية إيه ! تعالي اختارلي هدية اقدمها لحميدة خطيبة يوسف انتي اكيد عارفة ذوقها... ابتسمت قائلة ده اللي محيرك !! بسيطة...في محل هدايا كبير أعرفه...إيه رأيك نروحله ونختار هديه حلوة كده قال موافقا بابتسامة واختاري لنفسك احلى هدية...أنتي هدية كبيرة أوي يا جميلة...فعلا كنتي تستاهلي حد احسن وانضف مني.. قالت جميلة بينما سرا احتارت من اسلوبه الغامض بهذا اليوم _ أنت قلتلي أنك عايز تتغير وأنا وافقت اكمل على العهد ده...أنت مش وحش يا جاسر بدليل أنك شايف نفسك كده وما انكرتش...أنا هصبر عليك لحد ما تبقى زي ما بتمنى وتقرب لربنا وتبقى انسان تاني غير اللي كنته في السنين اللي فاتت.. ابتسم بمحبة وقال لأول مرة دون أي مكر بداخله _ خاېف أقولك نفسي في ايه دلوقتي تفهميني غلط بس أنا متمسك بيكي زي المړيض اللي بېموت ونفسه يعيش...أنتي ما تستاهليش أني بس اتغير عشانك...أنتي تستاهلي اعيشلك عمري كله بكل لحظة فيه أعيشها جانبك...أنتي كبيرة في نظري أوي.. توردت وجنتيها خجلا وابتسمت لثوان ثم قالت بتظاهر الثبات _ طب يلا عشان نجيب الهدية ومنتأخرش... أشار بنظرة حنونة يلا بينا بمكتب آسر ظل يذرع الغرفة ذهابا وايابا بعد تم الغاء اجتماع اليوم لفريق المهندسين....أخرج من مكتبه ملف بيانتها الخاصة ثم دون رقم هاتفها على هاتفه وأجرى اتصال وهو يزفر پغضب هائل.... تلقت سما اتصال برقم مجهول...نظرت للرقم بتعجب وهي تأكل قطة من البطيخ التهمت قطعة قائلة _ رقم مين ده ! مش هرد... القت الهاتف من يديها وعادت للطبق المليء بقطع البطيخ وقالت بشراهة تطل من عينيها بطيخة عسل عسل هستفرس بيها قبل ما العيال يجوا... صدح صوت هاتفها مجددا فنظرت للهاتف بتأفف وقالت بغيظ _ ده أنت رقم جزمة فايقة وباكل بطيخ وانت عمال تيت تيت فتحت الاتصال وهتفت دون أن تدري ما تتفوه به _ مين الغتت أو الغتته اللي بيتصل دلوقت وانا باكل بطيخ ! دي مش غتاته دي حماقة !! هتف آسر بعصبية حماقة !! اتسعت عين سما بذهول وقالت بتلعثم حماقي.. كاد أن يعود للحديث بصياح فأغلقت الخط وهي ترتجف من التوتر... نظرت للهاتف للحظات لټنفجر من الضحك ثم نظرت للهاتف بثقة وبمكر...قالت وهي تأكل قطعة أخرى من الفاكهة اللذيذة _ ما استحملش غيابي فيمتو ساعتين...ده انت قلبك اتمرمط يا بني...عشان تبقى تتجاهلني في الجاهلية هههههههه وضع آسر الهاتف من يده بغيظ وعصبية ورغم ذلك شيء بداخل ابتسم لقولها العفوي....هي دائما تتصرف بعفوية مع الجميع وتقل كل شيء... عاود الاتصال بها فنظرت سما للهاتف بتوتر...احتارت من الاجابة أو تجاهله....بعد قليل ارسل لها رسالة نصية محتواها يقل... تتردلك في الأفراح...استني كام ساعة بس تعجبت من الجملة ولم تفهم ما يقصده فقالت _ يقصد ايه بالافراح ثواني كده....خطوبة جميلة بكرة !! يالهوااااي بمكتب رعد ظل يرمقها من وقت لآخر بينما هي تظاهرت أنها تعمل....فكرها يشرد فيما قاله بتعجب وحيرة...قالت فجأة متساءلة انا مستغربة أن في مسابقة تطلب منك الطلب الغريب ده !! لو شغل شركات كنت قلت ممكن عشان الاقامة وكده لكن مسابقة فده غريب شوية...لأ كتير مش شوية !! قال بغيظ مسألتهمش السبب والله...لازم أنفذ الشرط وخلاص من غير اسئلة مش هتجيب نتيجة هو احنا دلوقتي في الشرط ولا في العروسة !! قالت بعصبية واشمعنى أنا اللي اخترتني ادورلك على عروسة ! أنت بتشتغل واكيد تعرف بنات كتير ليه ما اخترتش واحدة منهم وريحت نفسك !! رمق تلك اللمعة الحزينة بعينيها فرفق بها قائلا لأني واثق فيكي يا رضوى أنا عمري ما شغلني أي بنت اشتغلت معايا... قالت ساخرة رغم المرارة بحلقها ليه وحشين مثلا !! نفى قائلا _ بالعكس...احلى مما تتخيلي..
احتارت
تم نسخ الرابط