رواية أمبراطورية الرجال بقلم رحاب ابراهيم
المحتويات
كده !! ابتسم بمشاكسة وقال وهو يخفي الحاسوب خلف ظهره _ آه ينفع لو فضلتي كده مش هتشتغلي النهاردة قالت بنفاذ صبر هات اللاب يا يوسف خليني اشتغل هز رأسه برفض وقال بندم ما تزعليش بقى انا أسف ما أنتي عارفة أني بغير عليكي ومش بطيق حد يبصلك انا بس اللي ابص لقطتي نظرت له واخفت ابتسامة كادت أن تظهر ليقترب اليها بمكر قائلا _ وربنا كنتي هتضحكي قالت بسخرية قطتك !! قال بضحكة آه قطتي...قوليلي بحبك يا يوسف وأنا اديكي اللاب قالت بابتسامة متحدية مش قايلة اجابها بمرح وانا مش هخليكي تشتغلي قالت بتحدي خليه معاك هروح اجيب اللاب بتاع سمكة اشتغل عليه هي اصلا غياب النهاردة... تركته يقف ممتقع الوجه يرمقها بنظرات غيظ فابتسمت بمرح.... بمكتب آسر ذرع آسر أرض المكتب ذهابا وايابا.....لما تأخرت إلى الآن !! تردد كثيرا أن يخرج ويسأل عنها أحد أصدقائها...سيبدو ملهوفا وهو يتجنب ذلك...دقت حميدة على باب المكتب فظن آسر أنها سما... ابتسم براحة وقال وهو يجلس أمام مكتبه بتظاهر الجدية _ اادخل دلفت حميدة للمكتب وشغرت بفضول كبير لتعرف رد فعله لتغيب سما لهذا اليوم...ضيق عينيه عليها بدهشة وضيق فلاحظت حميدة ذلك ببعض التسلية...قالت حميدة وهي تشير للحاسوب _ هاخد اللاب ده بعد أذنك... قال آسر بتعجب سما هتيجي تشتغل عليه !! اجابت حميدة بهدوء لأ هي غياب النهاردة ويمكن بكرة كمان مش عارفة نهض آسر من مكانه بعصبية وهتف يعني ايه ! أزاي ما تقوليش أنها هتغيب ! حميدة بحيرة واستغراب براحة ليه العصبية دي كلها !! ممكن يوسف ياخد مكانها مؤقتا صاح آسر پغضب كل واحد هنا ليه شغل ماينفعش اخلي حد يسيب شغله بسبب حد تاني مش شايل مسؤولية وعنده لا مبالاة !! تطلعت به حميدة بغيظ وقالت تقصد ايه ! دلف يوسف لمكتب آسر وهتف بتزعق ليه تاني لحميدة يا آسر كده كتير اوي انا مش هستحمل اللي أنت بتعمله ده !! دي هتبقى مراتي يعني المفروض.... قاطعه آسر بأنفعال أنا مش بزعقلها هي أنا بزعق للي غابت من غير حتى ما تتصل وتقولي وانا اللي قاعد ومستني !! ابتسمت حميدة بمكر ثم قالت ليوسف حتى يهدأ _ ما زعقليش يا يوسف هو فعلا بيزعق عشان سمكة غابت صاح آسر بعصبية لو سمحتي اتصليلي بسمكة....بسما صحح ما قاله سريعا لتستأذن حميدة لبعض الدقائق حتى تجري اتصال....خرجت من المكتب واڼفجرت من الضحك قائلة _ حلاوتك يا سمكة ده انتي هتخليه يخبط دماغه في الحيط
سما بسخرية ما انا عملت كده من كام يوم وفعلا بقى كويس يومين ورجع أسوء من الاول....أنا بس لو أعرف اللي بيضايقه مني مش هعمله.. حميدة بدهشة لازم يكون ليكي شخصية معاه أكتر من كده يا سمكة ماينفعش آمين كده في كل حاجة !! عموما لما ارجع من الشغل لينا كلام تاني....هسيبك دلوقتي بقى مع السلامة... اغلقت حميدة الهاتف بابتسامة وقد تأكدت من ضحكة سما أنها كانت تتلهف لسماع ما حدث....غريب أمر الحب !! وضعت سما الهاتف من يدها وفعلت من رغبته وقفزت ضاحكة....هو الآن يشتعل غيظا للغياب...عادت لتنظيف المكان بهمة عالية وابتسامة لم تهجر ملامحها... بمكتب جاسر يوم بعد يوم تتحول هذه الفتاة لأكثر جمالا بعينيه....لا يعرف لم يراها الأفضل ! ربما لأنها ترى نفسها هكذا.... جزء من قيمة الأخرين بأعيننا هو ثقتهم بأنفسهم.... لا يعرف سر هذا الشعور الذي يجعله يبتسم بشوق مچنون عندما يتخيلها بين ذراعيه !! تبدو أنوثتها متواضعة....ولكن دفء عينيها عاصف الإغراء.. خرج من شروده عندما لمح ضوء هاتفه يعلن اتصال....رفع الهاتف أمام عينيه ليتفاجئ بأتصال من توتو حمد ذلك الحذر الذي جعله يفضل الوضع الصامت للهاتف والا كانت ستلاحظ تردده في الرد!! نظر اليها بحيرة وهي تتفحص بعض نتائج المتابعة للمواقع ثم نظر للهاتف...نهض بتوتر وقال _ اطلبلك حاجة تشربيها قبل ما نروح الموقع الجديد هزت جميلة رأسها بالرفض قائلة لأ...لسه شاربة لمون قال جاسر وهو يفتح باب المكتب طب هروح اعمل فنجان قهوة بنفسي...بحب اعمله بطريقة معينة خرج سريعا من المكتب فرفعت جميلة رأسها من الأوراق بتعجب...نبرته مرتعشة ومتوترة !! لم تعتاد أن تراه هكذا !! عادت للأوراق مرة أخرى وتركت هذا الأمر جانبا فربما توهمت بذلك... اتجه جاسر للمطبخ ليجد رضوى ترتشف قطرات من كوب ماء ويبدو انها كانت تتحدث مع عامل البوفيه العجوز..... نظر لهما بضيق ثم قال للرجل اعملي قهوة ياعم مرزوق لو سمحت أومأ الرجل موافقا برأسه ثم تركت رضوى المكان وعادت لمكتب رعد...ولم تعطي للأمر اهتمام فالموقف يبدو طبيعيا.... لم يفطن جاسر أن رضوى ربما تخبر جميلة بذلك فتشك الأخرى...قال للرجل العجوز ممكن تجيبلي مسكن للصداع من الصيدلية اللي جنب العمارة ياعم مرزوق وانا هعمل القهوة وافق الرجل وذهب بعدما اعطى جاسر بعض النقود له....تنفس جاسر الصعداء ونظر للممر أمام المطبخ الذي يقع على بعد مناسب من جميع المكاتب يساعده فأن لا يسمعه احد....نظر للهاتف ليبحث عن آخر مكالمة فائته ثم ضغط على زر الاتصال.... اجابت توتو وبدا صوتها مرهقا ايوة يا جاسر... مش بترد ليه ! قال جاسر وشعر بشيء غريب من سماع صوتها بعد هذه المدة من عدم التواصل...أجاب بعجالة مش هينفع نتقابل يا توتو الفترة دي قالت بسخرية سمعت أنك هتتجوز...مش كنت تقولي !! تعجب من المرارة التي تتحدث بعدها وقد غلفتها بالسخرية فقال _ واقولك ليه !
متابعة القراءة