رواية رياح الألم ونسمات الحب.
المحتويات
يامجدي انت لسا فاكر الموضوع اللي حكتهولي عن والد فارس وعلاقته بعمتك يابن خالي ان خلاص نسيته اصلها مش فارقه كانت بتحب ابو فارس الاول ولا ابويا مافي الاخر اتجوزتهم هما الاتنين ثم تنفس ببطئ وهو يعاود حديثه المهم انك فهمتيني كل حاجه بدل ما انا كنت مش فاهم حاجه اكيد انا مقولتش لفارس بس امال هانم عرفت اني عرفت حقيقة الترابط الوثيق بين عيلتنا وعيلتهم اللي مكنتش صداقه بس ثم اصدر ضحكة عاليه وهو يجاري ابن خاله واخوا حسام ايضا انا رجعت خلاص لحياتي في امريكا وحسام بخير متقلقش هو دلوقتي استقر في كندا وينهي مجدي معه الحديث بعد ان اطمئن بأن لا شئ من الماضي سيفتح ثانية فلولا تلك الجريده التي احتفظ بها والد محمود في خزنته التي لم يكن يعلم عنها شئ سوى في رحلة عودته الاخيره لكان ظل طيلة حياته يعلم بأن والدتها لم ټموت بعد ان تركته وهو طفلا في الثالث عشر من عمره كما هو يظن
ليلي انتي دلوقتي بقيت ام ياحببتي الام هي اللي بتربي مش بتخلف وبس ثم تأملت الطفله الجميله وهي تقول انا اديتها الرضعه بتاعتها ونامت ياعيني لتترقرق الدموع في عين ليلي ياحببتي اتحرمتي من امك وانتي لسا بتفتحي عينك علي الدنيا
فينتبه هشام الي حديث ليلي بعد ان كان منهمك في الحديث مع والدها متأملا نظرات سميه الشارده قائلا بس انا واثق ان سميه هتعوضك عن كل حاجه وعمرها ما هتفرق بينها وبين ولادنا ان شاء الله
فأقترب هشام من سميه واحتضنها بذراعيه وهو يلامس وجهها بأنامله قائلا بس سميه عايزه تأجل موضوع الخلفه دلوقتي عشان دراستها
فتنظر اليها ليلي قائله ليه ياسميه ده حتي انتي اجلتي مشروع تخرجك السنه ديه هتفضلي تأجلي في السنين لحد امتا هتيلي بس حفيد تاني وانا اللي هربي ياستي
جلست هنا شارده في ذلك المكان الذي احبته منذ أن أتت الي تلك البلده مع عمها عندما ټوفي والديها فتأملت النخيل وهو يترنح بهدوء مع نسمات الرياح الهادئه حتي اقتربت منها بعض الحمامات فأبتسمت بعد ان رئتهم يحيطونها بأصواتهم الهديليه فتذكرت الموعد المحدد الذي اتفق فيه فارس معاها كي يهاتفها فسارت ببطئ بعدما شعرت بحركة قد بدأت تسير داخل أحشائها فضحكت وهي تحادث طفلها
ودلفت للداخل وهي تعلم بأن تلك الخادمه ذات العام الخمسون ليست موجوده هذه الايام بسبب مرضها ورغم ان ضوء الشمس مازال موجودا ولكن بخفوت شعرت برهبه شديده وهي تتأمل كل ماحولها لينغلق الباب فجأه من خلفها فتنكتم أنفاسها من الخۏف والقلق قبل أن تلتف وتري هل هذا فعل الهواء ام ماذا
رواية رياح الألم ونسمات الحب
بقلم سهام صادق
فتحت هنا عيناها ببطئ وهي تشعر بالدوار فأمتدت بيداها الي رأسها كي تضغط عليها بسبب ذلك الصداع الحاد ثم غفت ثانية وهي تتمتم انا فين
فجلس محمود بجانبها بعدما اشار لتلك الخادمه الشقراء
ذات التنوره القصيره بأن تغادر الغرفه وامتد بيديه الي حجابها الذي اصبح يكشف عن جزء كبيرا من شعرها وبدء يزيله وهو يتأملها بشغف ليتذكر كل ماحدث وخطط هو له
فلاش باك !!
ألتفت بقلق يتخلله الخۏف كي تري هل اغلاق باب المنزل بفعل الهواء ام شئ اخر ولكن عندما الټفت وجدت ان كل قلقها هذا من خداع الهواء فأبتسمت بأرتياح وامتدت بيداها كي تفتح الباب ثانية ثم سارت ببطئ وجلست علي ذلك الكرسي المريح بجانب الهاتف وظلت تنتظر مرت دقيقه اتبعتها خمسة عشر دقائق اخري حتي اكتملت نصف ساعه الي ان وجدت ساعه قد اكتملت
فنظرت للهاتف بيأس يتبعه قلق ونهضت كي تذهب الي بيت عمها ثانية ولكن ما لفت انتباهها دخول ابراهيم مهرولا وهو يقول ست هنا في اتنين بهوات عايزينك وبيقولوا انهم من طرف فارس بيه
فتأملته هنا بغرابه حتي سارت خلفه وهو تحدثه انت متأكد ياعم ابراهيم انهم من طرف فارس بيه
فنطق ابراهيم وهو يهرول امامها انا لما رجعت من عند حسنين العطار اصل كنت بشتري من عنده البن بتاعه المحوج ولما جيت لقيت البهوات نزلين من العربيه ووقفين قدام باب المزرعه الكبير بس انا ياهانم مرضتش ادخلهم احنا ايش يضمنا
فأبتسمت هنا وهي تسير خلفه بتعب من ركضه السريع هذا ووضعت بيدها علي بطنها وهي تقول هما اللي وقفين هناك دول ياعم ابراهيم
فألتف ابراهيم لها قائلا ايوه ياست هانم
فتأملتهم هي حتي ارتجفت من هيئتهم وقوتهم الظاهره من هيئة اجسادهم لتتذكر يوم حفل زواج اخت فارس ودخولها علي هيئه جرسونه كي تبحث عن ريم فقد كانوا يشبهون هؤلاء الرجال تماما فأقترب منها احد الرجال وهو يبتسم ابتسامة قد اظهرت اسنانه المرصوفه بعنايه ولمعت من شدة بياضها فأبتسمت بدورها ولكن ماجعل وجهها يتحول الي الجمود
الرجل بأسي فارس بيه عمل حاډثه وهو راجع من المزرعه وصمت الرجل قليلا حتي قال بشمهندس هشام باعتنا ليكي عشان نبلغك الخبر
فسقطت دموعها قبل ان تنطق من بين شفتيها فارس حصله حاجه قبل مايسافر قولي لاء
فحرك الرجل برأسه لاسفل وظهرت علي وجهه علامات الحزن ببراعه احنا جينا نبلغك ياهانم ولو حابه ترجعي معانا فأحنا هنستناكي في العربيه
فركضت هنا نحو ابراهيم قائله انا هرجع القاهره ياعم ابراهيم ولو حد جيه من بنات عمي يسأل عليا ابقي قولهم اللي حصل
لينظر لها الرجل بعد ان فتح باب السياره الخلفي فتتأمل هي السياره قبل ان تردف اليها ليبتسم الرجلان ويسيروا بها بعد ان جلسوا بجانب بعضهم في مقدمة السياره فيلتف الرجل الذي اخبرها بما حدث بعدما نظر لصديقه نظرة قد فهمها فقال اهدي يامدام هنا ثم رفع منديلا من جيب بنطاله فأمتد بيده اليها فنظرت اليه هي للحظات قبل ان تأخذه
فأبتسم الرجل قائلا امسحي دموعك يامدام كل حاجه هتبقي بخير ونظر الي ساعته قليلا قبل ان يلتف ثانية ويجدها قد بدأت تترنح من اثر المخدر الموضوع علي ذلك المنديل
لتتمتم فارس انا عايزه اشوف فارس
فضحك الرجلان ضحكة عاليه قبل ان يتحدثوا كده احنا هنطلع علي المطار طارق بيه قال ان في طياره مخصوص هتستننا عشان تاخد الامانه للعش بتاعها
فقهقه الاخر قائلا ياريت كل العمليات تبقي سهله زي العمليه ديه بس هو المخدر ده مدته اد ايه
فنظر اليه الاخر علم علمك بس باين علي مفعوله انه قوي انا خاېف لتروح فيها البت شكلها حامل
فألتف ذلك الرجل الذي يقود السياره بطرف عينه وتأملها ربنا يستر !!
باك
انحني محمود كي بعد ان مسح حبات العرق المتناثره علي جبينها ولكن ظلت هي تحرك رأسها بعشوائيه حتي ضحك قائلا وماله ياهنا خليني صابر عليكي
فبدأت تفتح هي عيناها ثانية بتعب انا فين وفارس فين انت مين
وظلت الرؤيه مشوشه قليلا حتي بدء مفعول المخدر يزول تدريجيا فالجرعتان التي اخذتهم كانوا كافين بأن يجعلوها تنام يومان كاملان ولولا الطبيب الذي قد فحصها عندما اتت لكان ظن بأن هذا المخدر قد ادخلها في غيبوبه فنطقت بصوت ضعيف دكتور محمود انت بتعمل ايه هنا وفارس حصله ايه انا فين
فأبتسم محمود بعدما نهض من جانبها قائلا بهدوء ارتاحي انتي دلوقتي ياهنا وبعدين نبقي نتكلم
وسار بخطي بطيئه ناحيه الباب وقبل ان يغلقه خلفه بذلك المفتاح تأملها للحظات وانصرف
فرفعت هي برأسها
كي تحادثه ثانية ولكن هذا الدوار الشديد جعلها تسقط علي الوساده بأعين دامعه
جلس فارس علي اقرب مقعد يفكر في زوجته التي تركها بمفردها ولم يهاتفها كما وعدها منذ ان اتي من يومان ولكن كل ما يحاوطه كان كفيل ان يجعله هكذا ناسيا فأخته منذ ان انتهي الاطباء من تلك العمليه واخبروهم انها نجحت دخلت في غيبوبه مؤقته لا يعلمون سببها ومتي ستفيق منها فوقف كي يقترب من عمته التي تتأمل ابنتها التي ربتها ودموعها تنساب
امال قلبي وجعني وخاېفه عليها اووي يافارس ياريت كنت انا وهي لاء
فحضن عمته بضعف وهو يتأمل زوج اخته القادم نحوهم بعيناه الحمراء من كثره بكائه علي زوجته انا اتصلت بدكتور صديق ليا ألماني يجي يتابع حالتها بدل الاغبيا اللي هنا ومن حظنا انه موجود في سويسرا وقالي ساعه وجاي
فتأملته امال بدموع وهي ترتمي بين ذراعي ابن اخاها لله الأمر من قبل ومن بعد يارب
بدء مفعول المخدر ينتهي تماما فظلت تتأمل الوان الغرفه التي تحيطها فقد كانت غرفة انيقة للغايه ولكن كل مايشغل بالها اين هي الان فنهضت من علي الفراش بتثاقل وهي تضع بيدها علي بطنها پألم ثم حركت أرجلها كي تضعها ارضا وبدأت تقف وهي تستند علي الفراش حتي استطاعت ان تقف متزنه بجسدها وسارت بخطي هادئة ناحية الباب وهي ترفع حجابها الملفوف حول رقبتها لتضعه علي شعرها ثانية وهي لا تعلم كيف أنساب من علي رأسها
وحركت مقبض الباب كي تغادر تلك الغرفه التي في البدايه ظنت انها مشفي ولكن أثاثها اصبح لا يوحي لها بذلك وبعد ماحاولت باتت بالفشل كي تغادر تلك الغرفه بدأت تبكي وتنتحب بصوت عالي فيدخل محمود بجمود قائلا ايه الدوشه اللي انتي
متابعة القراءة