رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة

موقع أيام نيوز


وأكيد لو بتاعتي مش هرميها كده
أومأ الضابط له بتفهم قائلا بجدية
طب أنت مابتشكش في حد من اللي شغالين معاك يمكن شاب طايش منهم
أسرع يجيبه بلهفة نافيا حديثه عن من يعملون معه فهم على خلق عالية ويعرفهم منذ سنوات ليس الآن ليلقي عليهم شيئا كهذا
لأ لأ مستحيل يكون حد منهم دول شباب مش بتاعت كده أبدا دول على الدوغري

نظر إليه الضابط بآسف وهو يقول بجدية وخجل
للأسف هتتحبس أربع أيام على ذمة التحقيق أنت متبلغ عنك وللأسف بردو لقينا البودرة عندك
تسائل جاد مضيقا ما بين عاجبيه ومثبتا عينيه الرمادية على الآخر
هو مين اللي بلغ عني
كاميليا عبد السلام
ها هو الآن قد فهم ما الذي يحدث إذا هي من فعل ذلك هي من قامت بالتبليغ عنه ومن قبلها مؤكد كانت أنهت خطتها لتكون على أكمل وجه 
يا لها من إمرأة خبيثة شيطانية الغل ينهش داخلها والحقد سبيلها الوحيد للعيش ولكن يقسم بربه العظيم إن بقي بعمره يوم واحد لن يتركها إلا عندما يأخذ حقه منها 
بعد قليل من الوقت خرج المحامي الذي كان قد دلف إليهم ومعه جاد الموضوع بيده الاثنين قيود حديدية تعيق حركة يديه حتى لا يتمكن من الهرب هل يفعلها 
لم يكن الأمر مبشر أبدا عندما نظر المحامي إلى والده وابن عمه الذي تسائل بلهفة
وقلق عندما وجدهم يخرجون
عملتوا ايه يا متر
أجابه الآخر بعملية شديدة ووجهه عليه علامات الانزعاج مثلهم تماما
جاد متبلغ عنه إنه بيتاجر في البودرة وللأسف اتمسكت عنده في الورشة ومش كمية صغيرة يعني تعاطي ولا حاجه 
رفع والده عينيه على ابنه الذي يقف
مهموما يستمع إلى هذا الحديث الذي أصبح مؤكد عاد بعينه إلى المحامي قائلا بنبرة متلهفة قلقة
طب وبعدين يا متر
جاد هيفضل هنا على ذمة التحقيقات هيستدعوا اللي شغالين معاه في الورشة وهنشوف الكاميرا اللي موجودة على باب الورشة بره يمكن نقدر نلاقي أي حاجه تحسن موقفه
تسائل مكملا حديثه
اللي شغالين معاه دول ايه نظامهم! سلوكهم ايه يعني
هتف جاد مجيبا إياه بنبرة رجولية خشنة وهو يرفع عينيه عليه قائلا
مش هما لأ يا متر دول زي أخواتي وأكتر الحركة دي معملولة بفعل فاعل
وضع سمير يده على ذراعه يربت عليه بقوة وحنان مخفي بينهم يمده بالدعم والطمأنينة
متقلقش يا جاد إن شاء الله خير
ابتسم له عنوة عنه معقبا على حديثه بلين ونبرة خاڤتة
بإذن الله
نظر إلى والده الذي رأى الضعف حليفه والحزن يسيطر عليه فقال بمرح وخفه كعادته الطبع غلاب كما قيل حقا
مالك يا أبو جاد من أولها كده دا لسه التقيل ورا يا حج
نظر إليه بضعف حقيقي وهو يرى ابنه يسلب منه وهو الآخر مسلوب الإرادة لا يستطيع فعل أي شيء ولا يعلم من الذي قد يكون يكرهه إلى هذه الدرجة ليقوم بفعل ذلك به أكمل جاد قائلا بنبرة رجولية خائڤة حنونة على من يحب
خد بالك من أمي وهدير يا حج
أبعد نظره إلى سمير قائلا وملامح وجهه مكرمشه بحزن
خد بالك منهم يا سمير
ضغط سمير على شفتيه وعينيه تود أن
تدمع وتبكي وتفعل أكثر من ذلك في هذا الموقف الصعب عليه دائما كان جاد أخيه الأكبر ويد العون له كيف الآن يأخذ مكانه
أنت بتقول ايه يا جدع بكرة هتطلع وهتاخد بالك منهم واديني قولت بكرة خليك فاكر
ابتسم جاد بهدوء فتحدث العسكري الذي كان يقف معه بتأفف وضيق لأنه وقف كثيرا يكفي هكذا فقد حلل المال الذي أخذه من سمير ليستطيعوا الحديث معه 
حل المساء عليهم في المنزل وإلى الآن لم يخبرهم أحد بأي شيء حاولت مريم الإتصال بزوجها كثيرا من المرات ولكنه لا يجيب عليها أبدا هو في هذه الأثناء كان عند
المحامي ومعه كلا من عبده و طارق و حمادة وعمه أيضا ازداد القلق في قلوب الجميع وحاولت هدير أكثر من مرة هي ووالدته أن يذهبوا إلى قسم الشرطة وحدهم ولكن منعهم الجميع من فعل ذلك 
القلق نهش قلوبهم جميعا والخۏف قبع داخلهم كمثل الغراء عندما يلصق
بشيء يصر على عدم الخروج منه قلبها يؤلمها بطريقة غبية ولأول مرة تشعر بهذا الشعور البشع الخۏف وعدم الأمان كان بالنسبة إليها الأمان والمأمن السكن والسکينة كل شيء كان لها يجسد في زوجها الطمأنينة والراحة كانت به هو فقط مهما كان يحدث بينهم من جدال وبعاد عن بعضهم إلا أنه يظل هكذا إلى المنتهى 
أشار إليها عقلها أن مسعد من فعل ذلك به لأنه الوحيد القادر على جلب كمية كبيرة كهذه من البودرة وهو الوحيد الذي يكره جاد من بين الجميع في الحارة ولا يوجد غيره يبغضه 
كم أنه رجل حقېر لا يعرف للرحمة طريق خبيث ووقح لا يحترم سنه وزوجاته ولا حتى أولاده يفعل الحړام أمام الجميع دون خجل لا منهم ولا من الله ويفعل الممنوع أيضا كالحرام ويقع بها جاد! ما هذا الافتراء! 
جلست على سجادة الصلاة كثيرا من المرات في يومها تبكي وهي تدعي إلى الله كثيرا أن يعطي لروحهم السلام وإن يطمئن قلبها ويرد لها زوجها سليم معافى من محنته هذه وستترك كل شيء خلف ظهرها وتكن الأمان والحب والراحة فقط له ولن تكعر صفو حياتهم مرة أخرى مهما حدث 
وبسبب حملها الذي قد نسيته توعكت معدتها وقامت بالتقيؤ أمام الجميع والذين اشفقوا عليها كثيرا وهم يرون خۏفها وقلقها لهفتها وحبها لزوجها 
رحلت والدته التي لم تجف دموعها أبدا جوار زوجته وقد كان قلبها ېحترق من الداخل خوفا ورهبة على ابن قلبها ووحيد عمرها حبيبها الصالح وولدها البكري الذي لا يوجد غيره كأنه سلب منها إلى أحد الأماكن التي لا يوجد بها شراب ولا طعام ولا حتى هواء يتنفسه قلب الأم داخلها مفتور حزنا على ابنها 
رحلت معها والدة سمير التي قررت عدم تركها إلى حين يعود والد جاد وذهبت معهم أيضا والدة هدير إلى منزلها بعد أن تأخر الوقت 
بقيت مريم مع شقيقتها دقائق بعدهم تحاول أن تكون جوارها تواسيها في محنتها وتحنن قلبها المحروق على زوجها ولكن هدير طلبت منها الصعود إلى شقتها وتتركها وحدها طالبة منها عندما يعود سمير تخبرها فورا 
جلست في غرفة النوم على الفراش في مكان نومه وعينيها تذرف الدموع بقوة دون توقف تتسابق في الخروج على وجنتيها الوردية من شدة
البكاء وأنفها الذي ازداد احمرار لما يحدث معها 
وجهها شاحب كشحوب الأموات عينيها يخرج منها الحزن مع الدموع بعد أن انطفئ بريقها اللامع كبريق عينيه الرمادية الساحرة 
أمسكت الهاتف بيدها واليد الأخرى تتحسس بأصابعها صورته الرائعة وهو على دراجته الڼارية يبتسم باتساع وعينيه تلمع
بحب وشغف وسعادة هائلة شفتيه ترتسم بدقة وحرافية رائعة وكل ما به رائع محبب إلى قلبها 
إنه جاد الله معذب الفؤاد إلى الممات أول مرة تشعر بابتعاده أنها ضائعة طفلة ضلت الطريق وليس هناك سبيل للعودة أو التقدم خطوة دون أمانها وسندها روحها وكل ما تملك إلى هذه الدرجة تحبه! بل وصلت إلى أسمى درجات الحب تخطت العشق والغرام مرت بالشغف والهوى والآن لا تدري إلى أي درجة توصلت 
دق الباب على حين غرة انتفضت من مكانها سريعا خرجت من الصالة تأخذ حجابها معتقدة أنه جاد زوجها والآن فهمت لما تأخروا كل هذا! لكي يأتي معهم وضعت الحجاب على رأسها تلفه بعشوائية ربما يكن سمير معه في الخارج 
سارت بسرعة وخطوات واسعة لتفتح له باب الشقة وازداد توعك معدتها من الفرحة التي أتت بعد حزن هائل لتتجسد صورة الحزن والرهبة الحقيقية أمامها بعد أن فتحت باب الشقة! 
وقف مسعد بابتسامة عريضة كريهة تبغضها وتبغض رؤيته وكل ما به أغلقت الباب إلى آخره تمسكه بيدها ولم يبقى شيء ظاهر سوى هي أمامه تقول بقوة وڠضب
أنت عايز ايه غور من هنا
كادت أن تغلق الباب ولكنه أعاق ذلك بكف يده العريض ضاغطا على الباب ليبقى كما هو مجيبا إياها باستفزاز وسخرية
بالراحة مش كده يا برنسس أنا جاي أطمن على
الاسطى جاد شدة وتزول
اتسعت عينيها بشراسة وقوة وكرمشت
ملامح وجهها پغضب حقيقي وهي تصيح بوجهه
أمشي من هنا يا كلب صحيح ېقتل القتيل ويمشي في جنازته
مرة أخرى يدفع الباب وهي تغلقه رفعت نظرها عليه برهبة واستغراب كلي لما يفعله وهو عينيه أتت بها من
الأسفل إلى الأعلى والعكس تستقر في نهاية المطاف على وجهها الحزين الباهت ولكن ذلك لن يمنعه عما يريد فهي تثير جنونه وكل ما به بتلك البشرة الرائعة المطبوع عليها نقوش فريدة من نوعها 
دفع الباب مرة واحدة بقوة وهي تنظر إليه باستغراب ولم تعتقد أنه ربما يفعل ذلك لتعود بجسدها للخلف عنوة عنها بقوة كبيرة مذهوله مما بحدث وسريعا دلف هو إلى الداخل مغلقا الباب خلفه ناظرا إليها نظرة شيطانية خبيثة تصر على تحقيق ما يريد حتى لو كان الأمر سينتهي بمۏته 
صړخت بقوة وهي تعود للوراء وعينيها متسعة پخوف ورهبة حقيقية ونفس المشهد يعاد عليها من جديد
أنت بتعمل ايه يا ژبالة أطلع بره امشي يا حيوان
ابتسم ببرود تام معبرا عن الذي بداخله وهو ينظر إليها معقبا على حديثها
مش كل مرة يا برنسس مش كل مرة تسلم الجرة 
نظرته! عينيه المخيفة! أسنانه الصفراء! وجسده ووقفته وكل شيء به يثير خۏفها رهبتها! كل شيء يثير ضعفها وقلة حيلتها والآن بالتحديد! 
استدارت تركض إلى الخلف معتقدة أنها تستطيع فتح باب الشرفة قبل الوصول إليها ولكنها من الأساس لم تستطع الإبتعاد خطوتين متتاليتين فقد أمسك بها من الخلف رافعا جسدها عن الأرضية بيده الموضوعة على خصرها والأخرى على فمها تكتم صوتها الذي كان يريد الخروج لتتعبير عن ألمه وما يمر به 
دموع عينيها مرة أخرى تتوالى في الخروج بغزارة محاولة تحريك نفسها لتبتعد عنه وهي تضربه بيدها الاثنين ولكنه صلب جبل صلب صمم على ما يريده متحاملا على نفسه إلى النهاية 
في المرة الأولى من أنقذها جاد حبيب روحها الآن أمانها ليس هنا روحها سلبت منها عند خروجه من الحارة الطمأنينة ركضت بعيد عنها في هذه اللحظات العصيبة التي تتكرر مرة أخرى ولكن دون وجود المنقذ الوحيد الذي يستطيع التصدي لذلك الذئب البشري روحها تزهق إلى السماء وقلبها يدق پعنف وقوة وكأنه على وشك الوقوف عن العمل لتلقى حتفها 
يتبع
ندوبالهوى
الفصلالسادسوالعشرون
نداحسن
الإقتراب من المجهول
قبل شهور مضت تعرضت إلى محاولة انتهاك لروحها وجسدها قبل شهور تعرضت لمحاولة الذبح ببطء شديد وبرود رهيب من قبل الطرف الآخر 
كادت أن ټموت الحياة بداخلها وتحيا النيران المشټعلة اعتراضا على الأمر تحيا الأحزان يحيا الخذلان والقهر كادت أن ټقتل مرحها وشراستها سعادتها وابتسامتها فقط لأجل حدث تعرضت إليه وحمدا لله قد مضى كل هذا بعد أن تقدمت هبة
 

تم نسخ الرابط