رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
المحتويات
هو عند المحامي الخاص به مهموم للغاية ولا يدري ما الذي يستطيع فعله لأجله إذا هو لم يكن يلهو ويلعب بل كان في أمر هام وخاص بحياته أيضا
وعندما أتى لم يكن يريد أن يدلف إليها في وقت متأخر من الليل ويعتبر نفسه بهذا جيد للغاية لأنه لا يجوز فعلها مهما كانت درجة القرابة بينهم وهو على علم بذلك ويعلم أن غيرته على زوجته عمياء مهما كان ما يحدث
بما فعله ولكن لم يأتي باسمها أيضا وكان الأمر بعيد عنها ما الذي كان سيفعله أكثر من هذا هو يرى نفسه فعل كل ما استطاع فعله لما يلومه الآن لما ېعنفه بهذه الطريقة البشعة التي لم تكن بينهم في يوم
لقد أحزنه بشدة حقا هذا التفكير وأحزنه أكثر حديثه الذي ألقاه عليه وهو يعلم كيف يكون تأثيره ولكن مع كل ذلك هو يقدر ما الذي يمر به إلى اليوم لم يشعر بالراحة أبدا إلى اليوم منذ زواجه وكل دقيقة والأخرى تقع عليه مصېبة من أين أتت لا يدري!
وما حدث له ولزوجته كان صعب للغاية حقا وليس هناك من
صاحت زوجته بقوة كبيرة وهي تضربه بكف يدها على وجنته بخفه ناظرة إليه بذهول
سمير
أبعد نظرة المثبت في الفراغ إليها قائلا بقوة يبادلها نفس الذهول الذي تنظر به
أجابت بحدة وهي تعتدل في جلستها لتكن مواجهة إياه جالسة جواره على الأريكة في صالة شقتهم
أنت اللي في ايه بقالي ساعة بكلمك وأنت في دنيا تانية خالص
عاد بنظرة إلى الفراغ مرة أخرى وترك وجهها الذي كان يقابله قائلا بشرود وهدوء
بفكر يا مريم
وضعت كف يدها
أسفل ذقنها قائلة ببرود معتقدة أنه يفكر بها
وبتفكر في مين بقى
جاد
عادت للخف برأسها وأبعدت يدها مرة أخرى قائلة بجدية متسائلة
وبتفكر في جاد ليه
رفع بصره عليها ليراها بملامحها تتسائل فقال هو بهدوء وكأن شيء لم يحدث ولكنه في الأصل قد تخطى الصدمة
جاد عرف كل اللي مسعد عمله مع هدير وطلع عفاريته عليا علشان سبتها لوحدها وكنت فين وإزاي ومش إزاي وكل الكلام ده
وهو جاد عرف منين اللي مسعد عمله محدش يعرف غيري أنا وأنت وهدير
والباقي كلهم مفكرين إنه كان بيسرق
هتف قائلا بوضوح ونبرة عقلانية متفهمة لما حدث وما يحدث
الناس مش هبلة يا مريم ولا حتى جاد أهبل علشان يصدق كلمتين زي دول هو عارف كويس مسعد عايز ايه من مراته وأكيد هو استجوبها كمان دا نازل من عندها شايط وبيخانق دبان وشه
صاحت بحدة بعد أن قال لها هكذا فشقيقتها ليس لها يد بما حدث حتى ينفعل عليها ولا زوجها أيضا فهو فهل كل ما استطاع فعله
وهي ايه ذنبها وأنت كمان ايه ذنبك يروح يخانق مسعد هو اللي عمل كل ده مش انتوا
سألها باستنكار مشيرا إليها بيده
وأنت مالك اتحمقتي كده
أجابته بقوة موضحة
مهو الكلام اللي بتقوله يعصب
اعتدل ينظر إليها بوجهه وكامل جسده يقابلها أردف بهدوء وقوة في نفس الوقت بنبرة ثابتة موضحة لما جاد يفعل هكذا
جاد راجل يا مريم واللي حصل من مسعد مش بالسهل إنه يعديه ولو أي واحد تاني فيه صفات الرجولة والغيرة على أهل بيته مش هيعديه ودلوقتي مسعد اتحبس يعني لا هيعرف ياخد منه لا حق ولا باطل فبيطلع عصبيته علينا وإحنا من واجبنا ناحيته نستحمل
أومأت إليه برأسها وعينيها عليه تتفهم ما الذي قاله وقد أعجبها حديثه وبشدة وكونه لم يتخلى عن ابن عمه حتى بعد حديثه الذي قاله له
عندك حق بس أنت متزعلش منه
ابتسم بسخرية محركا شفتيه وأشار إلى نفسه بيده قائلا باستنكار
أنا أزعل من جاد أنت لسه عرفانا النهاردة ولا ايه
ربتت على ذراعه مبتسمة بسعادة وود قائلة وجهها بشوش يحمل الفرحة
ربنا يخليكم لبعض يا سمير
ويخليكي ليا يا أم عشق ويخلي عشق كمان
ابتسمت وهي تقترب منه تميل برأسها على كتفه قائلة بسعادة
ياريت يا أبو عشق
صمتت للحظة وهو يلتف بذراعه حولها ليحاوطها بيده مقربا إياها منه بقوة ثم تسائلت قائلة بابتسامة
مش ناوي تقولي اشمعنى عشق اللي عايز تسميه ده لو جات بنت يعني
أبعدها عنه ونظر إلى وجهها بقوة قائلا باستغراب وعينيه مثبتة عليها
أنت غبية للدرجة دي يا مريم ولا ايه
غمزها بعينيه وابتسم بشدة مكملا
علشان تشهد على العشق اللي بينا يا بت وتكملة
أكمل هذه المرة بوجه عابس لأنها دائما تقول
أنها لن تكون فتاة
وآه هتيجي بنت وهسميها عشق بس أنت متقاطعيش
طيب يا أبو عشق
أن تشعر المرأة بالأمان والطمأنينة مع رجل في مثل هذا الوقت الذي نمر به ربما يكون شيء صعب قليلا ولكن كل منهم أتى بكامل الأصل الذي داخله ثم على أطباق من ذهب قدموه لبعضهم لتكن حياتهم هكذا مبشرة بكل الخير
في المساء
جلس جاد في الصالون منذ أن صعد إليها لم يتحدث معها ولم يعيرها أدنى انتباه وهو الذي كان قد قرر العودة عما حدث سابقا والبدء من جديد على نهجها الذي يحتوى على الصراحة الكاملة بينهم ولكنها هي أيضا من أخلفت كل شيء وكانت تود البدء وهو لا يعلم ما الذي حدث معها في غيابه
كانت تريد أن تجعله ذلك الأبلة أمام جميع الناس بالحارة وأمام نفسه قبل أي شخص لما كل ذلك خوفا عليه ألا تدري أن قلبه ېحترق بنيران الغيرة والحړقة على ما حدث
ألا تدري أن هناك نصل حاد دفع
بقوة هائلة ليبقى في المنتصف بالضبط!
يا الله عقله وقلبه وروحه كل عرق نابض به وكل عضو يحيى يدعوه لفعل شيء لن يندم عليه أبدا وبذلك سيكون أخذ حقه ولكن مرة أخرى يعود عنه لأن هذا ليس من طبعه
غيرته على أهل بيته تحرقه بقوة هائلة غير معتادة فما سردته له عما فعله ذلك الحيوان نهش داخله وحطمه وفعل منه أشلاء لا تساوي شيء
كذبها عليه ومداراة الأمر جعله يعود كما كان وأحضر كل خطأ قد فعلته ليكبر الوضع الأحمق الذي هم به وليبتعد عنها إلى حين أن يعود عندما يقول عقله وقلبه وهم لن يتفقوا معا أبدا
على هذه النقطة
الآن مسعد بالسجن ولن يخرج منه بسهولة فهو يحاكم على عدة قضايا وليست واحدة بعد أن أعترف عليه بعض من الشباب مثل جمال سابقا أنه يتاجر في الممنوعات سيقضي بقية حياته في السچن هذا إن كان له بقية من الأصل ربما يكون كل ما حدث هذا لأجل أن ينال مسعد عقابه بهذه الطريقة
هو إلى الآن ېحترق بسببه ولن يستطيع أن يجعل الأمر يمضي
هكذا ولكن لن يعترض على أمر الله وقضاءه وهذا عقاپ ليس بعده عقاپ بل أن الله يأخذ بحقه وحق الجميع منه هو وهذه المرأة الأخرى
أمسك ريموت التلفاز وأغلقه ثم وقف على قدميه يميل على الطاولة أخذا هاتفه وتقدم إلى غرفة الأطفال المجاورة لغرفة الصالون دلف إليها بعد أن أغلق الباب إلى المنتصف ووضع الهاتف على الكومود الموجود في منتصف الفراشين الصغيرين جلس على فراش منهم ثم خلع عنه قميصه ليبقى بالقميص الداخلي
نام على الفراش واستدار يعطي الباب ظهره وترك كل شيء بعيد عن رأسه مقررا النوم قليلا فهو إلى الآن لم ينعم بالراحة منذ أن أتى
خرجت من غرفة النوم لتذهب إليه في الصالون ولكنها وجدت أضواء الغرفة مغلقة وهو ليس بها نظرت إلي غرفة الأطفال الذي كان بابها مفتوح إلى المنتصف ووجدته ينام بالداخل
هذا تعبير واضح وصريح عن كونه يريد الإبتعاد عنها! في ظل كل ما حدث بينهم منذ أول يوم دلفت فيه بيته هو لم يبتعد عن فراشهم يوم واحد! أهذا ابتعاد أم ما الذي يحاول فعله!
أشعلت الأضواء ودلفت إلى الغرفة جلست على الفراش في الناحية التي ينظر إليها بوجهه أمسكت كف يده العريض وعلى أثر ذلك فتح عينيه الرمادية المرهقة ناظرا إليها ثم حاول يجذب يده منها ولكنها ضغطت عليه جاذبه كف يده إلى بطنها قائلة بدموع حبيسة داخل عينيها ونبرة خاڤتة ضائعة معه ولا تدري الذي تفعل صحيح أم لا بعد عاصفته الهوجاء
بلاش علشاني أنا! وحيات أغلى حاجة عندك وحيات اللي في بطني كفاية كده أنا تعبت
نظر إليها مطولا ويده موضوعه على بطنها ويدها هي الأخرى أعلاها أطال النظر إليها ثم صاح بحدة
وأنا تعبت أكتر منك
ضيقت ما بين حاجبيها برجاء وحنان تود لو تخرجه إليه تعتذر عما بدر منها كله وجعله حزين هكذا
طب خلاص يا جاد محلولة كفاية كده بقى بالله عليك
ولكنه هذه المرة كان أشد قسۏة من أي موقف قد مر عليهم بحياتهم هو من الأساس ليس به صفة القسۏة ولكنه رغما عنه
تحلى بها
هو فعلا كفاية بس مش بالساهل كده
تسائلت باستنكار وضعف وهي تراه يسحب يده منها ويدعو ما يفعله بالسهل وكأنه لا يرى ما الذي يحدث بينهم
كل ده وساهل يا جاد كل ده وساهل
مرة أخرى ينظر إليها مطولا بعينيه الرمادية يرى كل تعابير وجهها وتسرده عليه ملامحها دون حديثه منها وهو ممدد على الفراش
لمي كل حاجة ليكي هنا في الشقة
توسعت عينيها بقوة وصدمة كبيرة بعد أن استمعت إلى كلماته التي خرجت من فمه بكامل البساطة والسهولة!
ايه
بنفس النظرة المثبتة عليها أجاب بقوة وقد قرر ما الذي سيفعله وانجزه بالفعل عندما هبط من هنا بعد الشجار الذي حدث بينهم
اي هدوم خاصة بيكي ولا أي حاجه تخصك دخليها الدولاب أو حطيها هنا واقفلي باب الاوض
أردفت بنبرة خاڤتة تتسائل
ليه كل ده
هتف وهو يبعد عينيه عنها إلى الفراغ قائلا بقوة وجدية شديدة وقد أخذ القرار ولا يريد النقاش به
بكرة جاي صنايعية يشيلوا السرير وهيركبوا غيره والركنة كمان
هذا الاهدار محرم أكيد لما كل هذا لأجل جلوس مسعد عليه تعلم أن الأمر صعب وهي لم تتحمله ولكنها قد فعلت ما تستطيع فعله لما يريد تغير الأثاث بالكامل
الموضوع مش مستاهل كل ده صدقني العفش لسه جديد حرام كده
لأ مش حرام ودي حاجتي وأنا حر فيها أنا اللي هدفع وأنا اللي هرمي مايخصكيش
عادت للخف برأسها عندما وجدته يصيح پعنف وقالت بنبرة لينة هادئة ليهدأ قليلا
براحتك اللي
متابعة القراءة