رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة

موقع أيام نيوز


عليه ليشعر بوجودها جواره ويثبت داخل عقله أن هذا حقيقة
قولي مين بره
تنهدت بهدوء وهي تطالعه بغرابة بعد سخريته هذه وتساءلت من جديد باستغراب
مين بره طيب
أردف مبتسما بجدية
أمك ومريم والحجه فهيمة
زفرت بحنق عندما علمت بحضورهم وأردفت بطريقة فظة تتسائل مرة أخرى
يعني مش هنام!
مرة أخرى هو الآخر يتهكم عليها أفتعل صوتا بفمه يدل على عدم نومها الآن ومؤكد لم يكن يخلوا من سخريته

تنامي ايه بقى مخلاص قضيت كده يلا قومي بسرعة غيري واطلعيلهم
زفرت مجددا بحنق وضيق أكبر وهي تسحب يدها منه وتقف على قدميها لتظهر منامتها ذات اللون الأزرق الغامق الذي تفاعل مع بياض بشرتها ليظهر مدى جمالها المحلل له هو وحده حيث كان بنطال المنامة يصل إلى منتصف قدميها وقميصها بحملات رفيعة للغاية تقدمت بخطوات هادئة إلى الخزانة لتخرج عباءة منها لكي ترتديها وتخرج لهم وهتفت وهي تقف أمام الخزانة بعد أن فتحتها قائلة
طيب حاضر
وقف على قدميه وعاد إلى الخلف ناحية الباب ثم أردف مرة أخرى بجدية وهو يفتحه
هطلع أقعد معاهم متتأخريش ها
استندت بيدها وجسدها على باب الخزانة بعد أن استدارت إليه وأجابته بطريقة فظة وهي تتهكم بضيق
حاضر
تنفس جاد بقوة وعمق وهو يهتف بحرارة داخل جسده تطالبة باشياء غير
الخروج غامزا لها بعينه
عليا النعمة وحش
ظهرت أسنانها بعد تلك الابتسامة المشرقة بفعل كلماته وحركت رأسها يمينا ويسارا بخفة وهي تنظر إليه بحب وسعادة لتراه يضغط بيده على الباب وهو يهتف بقوة
آه آه ياحج رشوان
خرج من الغرفة وتركها لتعيد تركيزها على ملابسها ومازلت تبتسم بسعادة نظرت إلى الباب ثم خرجت منه بهدوء دون أن تفعل صوت لتصل إلى المرحاض القريب من غرفة النوم هو والمطبخ لتغتسل ثم بعد ذلك تتجهز وتخرج لهم 
بعد أن دلفت مرة أخرى وقفت أمام الخزانة ثم أخذت عباءة معلقة أمامها لاستقبال الضيوف في مثل هذه الأوقات لونها أبيض مزينة برقة ارتدتها ثم تقدمت من المرأة بالغرفة مشطت خصلاتها ثم رفعتها للأعلى بدبوس كبير من المنتصف ليتدلى الباقي خلفه على عنقها 
أبتعدت عن المرأة ونظرت إلى هيئتها من بعيد ثم ابتسمت وخرجت بهدوء إليهم سارت في الممر بهدوء ثم إلى صالة الشقة ومنها إلى غرفة الصالون التي يأتي منها الأصوات هي إلى الآن لم تلقي نظرة على الشقة! 
دلفت غرفة الصالون ليراها الجميع تدلف بطلتها البهية الرائعة وجمالها البراق المعهود منها ورقتها الواضحة على وجهها وملابسها وقفت والدته فهيمة على قدميها بسعادة وهي تبصرها وتبصر جمالها الغير معقول تقدمت منها وأخذتها تعانقها بقوة وهي تتمتم داخلها بآيات صورة الفلق من عين الجميع وهي أولهم 
ياختي ايه الحلاوة دي بسم الله ما شاء الله قمر اربعتاشر صباحية مباركة يا عروسة
ابتسمت هدير بخجل ورقة وهي تنظر إليها بسعادة وهتفت قائلة
الله يبارك فيكي دا عيونك بس هي اللي حلوة
استنكرت والدته حديثها وتحدثت بطريقة شعبية أصيلة وهي تفتعل صوت يدل على الاستنكار بفمها
عيوني! عيوني ده ايه دا أنت اللي مفيش منك يا جميل
ابتسمت إليها بود وهي تبادلها تلك السعادة وداخلها شعور يكاد يجعلها تطير من الفرح لأجل طيبة والدته وحبها لها واهتمامها بها
كم هي محظوظة بوجودها! إن الله أنعم عليها بكثير من النعم التي لا تستطيع أن تقوم بعدها حتى تقدمت من والدتها وشقيقتها وسلمت عليهم بحب كبير وترحاب ثم جلست معهم جميعا وبعد قليل دق الباب مرة أخرى فذهب جاد ليرى من الطارق
وجد أنه سمير ووالده رشوان رحب بهم كثيرا وسلم على والده مقبلا يده ثم دعاهم للدخول إلى الصالون مع الباقيين وذهب هو إلى المطبخ حيث تكون زوجته 
نظرت إليه بعد أن دلف إليها وهي تضع العصير في الكؤوس على رخامة المطبخ وأردفت متسائلة وهي تعقد حاجبيها
مين جه
أقترب منها وأخذ ما بيدها ثم تحدث بجدية وهو يشير إلى الخارج
الحج وسمير روحي البسي طرحة وأنا هكمل عنك
أومأت إليه برأسها ثم خرجت وتركته يكمل مهمتها بدلا عنها بهدوء 
ارتدت حجاب فوق العباءة واخفت خصلات شعرها ثم ذهبت للداخل عندهم وقامت بالترحاب بوالده بشدة وقابلها بالحب الشديد الذي ظهر أمام الجميع كوالدته وهذا جعل جاد يرفرف من فرط السعادة ألقت التحية على سمير بابتسامة وأكملوا الجلسة بسعادة وهم يتحدثون عن ما حدث في الزفاف وكم من شخص حضر وأشياء من هذا القبيل 
نظرت هدير إليه بتذمر وضيق ثم هتفت بصوت عال ليستمع إليها
لأ أنا هاخد لفه في الشقة علشان مش معقولة شقتي ومشوفتهاش
أتى جاد سريعا من الداخل ووقف أمامها بقميصه الداخلي بعد أن أزال ملابسه عنه بسبب الجو الحار وفعلت هي المثل مرتدية قميص قطني طويل مفتوح من الناحيتين أسفل الركبة وصدره مفتوح أيضا بحمالات رفيعه أسود اللون
بالله ما يحصل هنلف فيها سوا
تذمرت أكتر لأنه لا يريدها أن ترى الشقة إلا معه وبنفس الوقت لا يريد رؤيتها! هل جن هذا
طب ما تيجي الله
أقترب منها بخبث ثم وضع يده الاثنين على كتفيها وغمز بعينيه الرمادية الخلابة ونظرته تقل لها أن هناك أمرا ما ليتحدث بمكر
لأ مهو مش ده اللف اللي أقصده
ضيقت ما بين حاجبيها وهي لا تستطيع فهم حديثه الذي يرمي إليه بكلمات غير مباشرة وتساءلت باستغراب
اومال تقصد ايه 
غمز إليها مرة أخرى بوقاحة لم يعهد فعلها ولكنها لزوجته إذا فليتقنها تحدث بصوت ماكر خبيث
كلك مفهوميه
نفضت يده عنها بحدة وداخلها تود الابتسامة بقوة ولكن خجلها الذي لم تتغلب عليه كليا يسيطر عليها إلى الآن هتفت بحدة مضحكة وهي تتراجع
للخلف
لأ خلينا نتفق من دلوقتي أنا مش بحب قلة الأدب آه
أقترب منها مرة أخرى ووضع يده كما كانت وتحدث بلين ورقة وعينيه الرمادية تقابل عسليتها في نظرة حانية
لأ خلينا إحنا نتفق من دلوقتي دي مش قلة أدب ده حلال الله
أخفضت نظرات عينيها إلى صدره مبتعدة عن حدقتيه بخجل ثم رفعت وجهها مرة أخرى إليه تتسائل برفق وصوت خاڤت
هتفضل تغلبني بكلامك لامتى 
أبعد إحدى يداه عن كتفيها ووضعها فوق موضع قلبها متحدثا ولوعة الحب داخلة تشتعل أكثر
لحد ما أخد قلبك منك ويبقى ملكي
استنكرت حديثه الأبلة وأجابته بسخرية واضحة والابتسامة على محياها
فكرك لسه ماخدتوش! 
تنهد بعمق وهو يعلم أن اعترافها هو الوحيد الذي سيثبت له أنها تحبه وغير ذلك لن يأخذ بأي أفعال ربما أفعالها ونظراتها ووقوعها بين يديه بالأمس طيلة الليلة يثبت به أنها تحبه ولكنه لن يأخذ إلا بالاعتراف إذا لما لا يطبق الوضع عليه هو الآخر
حاجه واحدة هتثبتلي إني اخدته
سألته باستفهام حتى تفعل ما يريده وتثبت له أنها تحبه ولا تريد غيره ربما في السابق لم ولن تكن تفعل ذلك ولكنه الآن زوجها فحلال أن تقول ما يهواه وربما هو الآخر يقول ما تريد الاستماع إليه
ايه هي 
أبعد يده وابتسم بهدوء ليبتعد عن الحديث هذا حتى لا يلفت نظرها لشيء يريده فتفعله فقط لأنه يريده
كده ابقى بغششك لازم تيجي منك
أبتعد عن هذا الحديث نهائيا وهو يشير إليها بيده لتنظر إلى الشقة ويلهي عقلها عن كلماته
تعالي ياستي نلف الشقة من أول الباب
نظرت إليه وهو يسحب يدها ويتجه إلى الباب إنها تعلم أنه يريد الإبتعاد عن هذا الحديث ويلهي عقلها حتى لا تفكر فيما يريد وتفعل دون تفكير لا يعرفها! 
هي لن تفعل أي شيء إلا أن كانت مقتنعة به وتريد فعله عن حق لو هي لم تحبه إلى الآن فلن تقول أي شيء ولن تفعل أي شيء يدل على ذلك من الأساس عليه أن يفكر قليلا ويبدأ من نقطة البداية خاصته لتستكمل هي الطريق 
تحدث بهدوء وهو يمسك بيدها يدلف من عند الباب وصولا إلى الصالون
هنا الډخلة بتاعت الشقة فيها الكرسي الكبير ده ودي الصالة الكبيرة فيها ركنه والعفش اللي بينهم أهو قدامك
نظرت إلى كل ما يتحدث عنه وهي تقول داخلها كلمات الذكر بسبب جمال الشقة التي الآن لفتت نظرها إليها ألوان الحوائط هادئة وجميلة والمفروشات بالأرضية راقية تتماشى مع الألوان والأثاث بداية الشقة صالة واسعة بها مقعد كبير وثير مظهره رائع تدلف على صالة أخرى غيرها بها ركنة ملتفة حول حوائط الصالة الثلاثة لونها
أزرق غامق يتداخل معه اللون الأبيض لتظهر بشكل جميل يلفت النظر إليها وفي المنتصف طاولة صغيرة الحجم ليكتمل المظهر مع شاشة تلفاز كبيرة على الحائط 
تقدم إلى الجهة اليمنى من الشقة ودلف إلى ممر صغير أمام الغرف والأبواب المغلقة
هنا بقى المطبخ وأنت دخلتيه والحمام بردو واوضه النوم
لم يدلف أي منهما لأنها بالفعل ولجت إليهم ورأت ما بهم كان ممر على الناحية اليمنى منعزل عن باقي الشقة مختفي ما بداخله عن الأعين بالخارج به المطبخ والمرحاض جوار بعضهم وعلى مسافة صغيرة غرفة النوم عاد مرة أخرى إلى الصالة ومازال يتمسك بيدها وهي تسير جواره ودلف إلى الجهة اليسرى للشقة وأول غرفة دلف إليها كانت غرفة الأطفال الصغيرة
والناحية التانية دي اوضه الأطفال أهي
ولج إليها معها بعد أن فتح الباب وأشعل الأضواء لتنظر إلى الأثاث باللون الأبيض الجميل الذي يظهر وكأنه لأول مرة يوجد الغرفة بها فراشين صغيرين وخزانة صغيرة أيضا ومرآة وعلى الحائط رف صغير في الخلف يحمل بعض التحف وكم كانت جميلة ورائعة تشعرها باللطف الشديد ناحية وجود أطفال هنا 
خرج منها ليدلف إلى الغرفة المجاورة
وهنا الصالون شوفتيه
خرج منها سريعا لأنها رأته قبلا ليدلف إلى الغرفة المجاورة لغرفة الصالون
ودي آخر حاجه السفرة آه نسيت أن فيه بلكونه في الصالة بره وفي بردو في الصالون أهي
نظرت إلى غرفة السفرة التي كانت تحتوي على سفرة لونها بني غامق مائل للاسود كباقي الأثاث ويحاوطها ستة من المقاعد متقابلين وخزانة النيش موجودة بها أيضا 
نظرت إليه وتحدثت بسعادة والانبهار داخلها يزداد بهذه الشقة التي أصبحت هي سيدتها بعد
شقة صغيرة ملك لوالده يمن على أهلها بها
مكنتش متخيلة أصلا إن العفش هيبقى حلو أوي فيها كده ده تحفه ما شاء الله
تقدم منها ليقبل أعلى رأسها قائلا بحنان هائل وعشق يتضاخم داخله كلما نظر إلى عينيها العسلية
تتهني فيها وأنت معايا يا وحش
ابتسمت بوجهه بحب تود لو يراه دون حديث بينهم لتوضح الرؤية لكليهما سار إلى غرفة الصالون مرة أخرى وهي خلفة ثم رفع صينية الأطباق الفارغة من على الطاولة وهتف بسخرية ضاحكا وهو يتذكر عبثه مع ابن عمه
الولا سمير أكل الجاتوه
زفرت بهدوء وهي تجيبه بابتسامة هادئة
يا جاد حرام عليك بجد أنت ليه بتحب تحرجه كده
نظر إليها وهو يضع الأطباق في حوض الغسيل بعد أن دلف للمطبخ وأردف بتهكم صريح وكلماته تدل على أن هناك بينهم شيء خفي
هو ده بيتحرج اسكتي أنت متعرفيش حاجه
نظرت إليه باستغراب متناسية حديثهم عن
 

تم نسخ الرابط