رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
المحتويات
نسيت هذا الأمر من الأساس وكيف نسيت إخباره اليوم على الأقل كان هذا سيكون الأمل له فوق أمله في الخروج
لقد نسيت من الأساس أمر حملها وكل ما تذكرته هو جاد فقط ذكرتها شقيقتها سائلة إياها لما لم تخبره وتخبر الجميع ولكنها اعترضت في ذلك اليوم قبل القبض على جاد مستمرة في تعذيبه ولم تكن تعلم ما الذي فعله مع كاميليا
فقط لحذف كل شيء حتى قبل أن يكون موجود الجمت الصدمة لسانها وجعلتها تتناسى أخباره وهي هناك معه ولكن هي ليست حزينة بل تشعر بالأمل وستقول له وهو هنا في بيته ومنزله وسيكون هذا عن قريب
هدير صحيح جاد اتقبض عليه
لقد كان في الإسكندرية في نفس اليوم الذي تم القبض به على جاد أخبرها قبل رحيله أنه ذاهب بسبب نقله لفرع المطعم الآخر هناك والذي يعمل به أشارت إليه بالدخول وتحدثت وهي تغلق الباب
رفعت نظرها عليه وهي تجلس على الأريكة مقابلة إياه تسائلة باستغراب بعد أن استوعبت أنه لم يكن هنا
أنت رجعت ليه وعرفت منين
اعتدل في جلسته وتحدث بجدية رجل عاقل
قائلا
أنا لسه عارف النهاردة الصبح من أمي وأنا بكلمها مكنتش كلمتها من ساعة ما وصلت علشان تلفوني باظ وعلى ما غيرته ولما عرفت جيت جري
سبت شغلك وجيت ليه بس وأنت يعني هتعمل ايه يا جمال
وضع عينيه عليها بعمق ودقة قائلا بنبرة واثقة ثابتة
لأ هعمل وهعمل كتير يا هدير وجاد هيخرج
رفعت نظرها إليه بعد أن استمعت نبرته الغريبة عليها والواثقة بخروج جاد وبأنه سيقوم بعمل شيء تسائلت بجدية مثبتة عينيها عليه كالغريق الذي يريد النجاة بأي
شيء أمامه
هتعمل ايه يعني
وقف على قدميه بعد سؤالها وتقدم ليجلس جوارها ناظرا إليها بقوة يهتف بشيء لم تتوقعه أبدا
أنا شوفت مسعد وهو داخل ورشة جاد قبل ما أمشي وكان معاه كيس وخرج من غيره ومكنش فيه حد في الورشة لأني وأنا ماشي عديت على جاد وعبده وهما في القهوة
اتسعت عينيها بقوة وهي تعتدل بجسدها لتنظر إليه أكثر بوضوح تستمع لما يقوله بقوة وتفهمه عن حق كيف مسعد وماذا عن كاميليا تحدثت بجدية وقوة
بتقول ايه قول تاني وبالتفصيل
أشار بيده وهو يروي لها ما حدث في ذلك اليوم عندما كان ذاهب إلى الإسكندرية نظر إليها أكثر وبدقة تحدث
كنت خارج من البيت ويدوب مشيت كم خطوة ببص ورايا لقيت مسعد داخل ورشة جاد ومعاه كيس في أيده استغربت أنه داخل كده عند جاد من غير حساب بس بعدها على طول مافيش دقيقة عدت وخرج فاضي كملت طريقي وأنا ماشي لقيت جاد وعبده في القهوة ورميت عليهم السلام وقولت يمكن حمادة وطارق هناك وهما اللي قابلوا مسعد بس مجاش في دماغي أي حاجه من اللي حصلت
دون تفكير أو ذهول منها أن مسعد من فعل ذلك دون لحظة واحدة تفكر في شقيقها أو أي أحد آخر ودون لحظة صدمة وقفت تصرخ بهمجية قائلة وهي تبحث عن حقيبتها
تلفوني تلفوني فين الشنطة فين
وقف هو الآخر وهو يراها تصيح هكذا تركض إلى الغرفة بالداخل ثم خرجت وبيدها الهاتف
تلهث پعنف والابتسامة تظهر على شفتيها مرة وتختفي الأخرى سألها باستغراب
طب بتعملي ايه
وضعت الهاتف على أذنها بعد العبث به بيدين ترتجف بشدة وقالت بسعادة ولهفة وقلق وحب ومشاعر لا تدري ما هي ولما توجد الآن
بكلم سمير سمير لازم يعرف علشان يقول للمحامي ويروحوا النيابة
أجاب عليها من الطرف الآخر معتقدا أنها علمت بما حدث ولكنها لم تعطيه الفرصة للتحدث قائلة بلهفة وتخبط
سمير جمال أخويا رجع بيقول إنه شاف مسعد داخل الورشة يوم جاد ما اتقبض عليه وكان معاه كيس هو أكيد نفس الكيس اللي فيه البودرة وأكيد هو اللي عملها
ابتسم الآخر من على الناحية الأخرى بسعادة غامرة وهو يجيبها بلهفة مثلها وحماس لما هو آتي
وأنا معايا شريط كامل لمسعد وهو بيحط البوردة جوا الورشة الكاميرا جابته يا هدير وإحنا
في النيابة دلوقتي
دمعت عينيها بشدة وضعت يدها الأخرى على موضع قلبها الذي ازدادت ضرباته عڼفا وفرحة تكاد أن ټقتلها وتسائلت بلهفة وشفتين ترتعش
بالله عليك بجد
والله العظيم بجد
مرة أخرى تسائلت بعد أن بللت شفتيها بلسانها وقالت بلهفة وحنين
يعني جاد هيخرج
أردف
من الناحية الأخرى بسعادة يود أن يجعلها تطمئن وترتاح إلى الآن فقد تعبت كثيرا
كلها شوية إجراءات لو طولت آخرها بكرة وهيبقى عندك
صمتت ولم تتحدث فقط ذرفت عينيها الدموع بكثرة شاعرة بالسعادة المطلقة فقال سمير من الناحية الأخرى
المهم ابعتيلنا جمال دلوقتي على النيابة
مسحت دموعها بكف يدها قائلة بحماس
عنيا
أغلقت الهاتف ونظرت إلى شقيقها مبتسمة بسعادة وفرحة عارمة وكأنها الآن بين السحاب ثم هتفت مسرعة وهي تقترب منه
سمير في النيابة ومعاه تسجيلات الكاميرا ومسعد فيها وهو بيحط الحاجه
ابتسم بعمق حتى ظهرت أسنانه بقوة يهتف بالشكر لله
الحمدلله
يلا روح بسرعة على النيابة سمير هيحتاجك
اختفى من أمامها ووصل إلى باب الشقة ناطقا وهو عند عتبته
فوريرة
أغلق الباب خلفه بقوة فوقفت هي في منتصف الصالة تبتسم بسعادة واضعة يدها على قلبها والأخرى على بطنها مرحبة بمولودها الذي سيعرف والده بأمره عن قريب بعد أن يستقبلوه بفرحة
على حين غرة أطلقت من بين شفتيها الزغاريد خلف بعضها بصوت عال ونفس طويل وسارت إلى الشرفة وفمها لم يصمت عن اطلاقهم فتحتها ووقفت في الشرفة تكمل ما بدأته بفرحة كبيرة وكل من مر ينظر إليها باستغراب وخرجت والدته مقابلة لها تنظر إليها من شرفتها وفوقها زوجة عمه وهي مستمرة
تسائلت والدته ووجهها يبتسم متوقعة ما الذي ستقوله عن خروج ابنها
في ايه يا هدير جاد خرج
نظرت إليها وبصوت عال وابتسامة مشرقة زفت إليها الخبر قائلة
النهاردة بكرة بالكتير وهيكون هنا جاد بريء واثبتوا براءته خلاص
على الناحية الأخرى وفور الاستماع إلى هذه الكلمات بدأت والدته بإطلاق الزغاريد مثلها ومن الأعلى زوجة عمه ووالدتها في الأسفل بعد الاستماع إلى حديثها
فرحة عارمة اجتاحت القلوب بعد معرفة خبر خروج جاد الرجل التقي الصالح انهالت عليهم المباركات من الجميع في الأسفل وفي شرفات المنازل وكم كان
جاد محبوب منهم
أغلقت هدير الشرفة وأخذت عباءة بيتيه فقط لها وخرجت ذاهبة إلى منزل والدته لتقوم هي بالاتصال بوالده وتبليغه بما حدث ليذهب الحزن منه وليبتعد عنهم فهذا يكفي وبعدها تصلي ركعتين شكر إلى الله على نعمة الكثيرة هذه
متناسبة أمر التفكير في مسعد وكيف كاميليا هي من بلغت عنه!
في المساء
ذهبت الشمس وعم الظلام على الأرض ومن عليها ينير القمر محاولا محو تلك الظلمة المتوحشة ولكن لا يستطيع فعلها وحده والبشر هنا يخفون ما كان أعظم داخل قلوبهم السوداء الذي تتماشى مع
ظلمة السماء
بصيص نور يحاول الدلوف إلى تلك القلوب كالنجوم في السماء ولكن حرارة القلوب ونارها المتشابهة مع الچحيم تمنع ذلك النور
يظنون أنهم إلى الأبد سيعيشون بذلك السواد من عاد عنه قد فلح ومن أصر عليه قد وقع في فخ من أعماله الله مطلع ويرى كل شيء وإن غفا المحسنون عما يحدث لهم فالله سيعود بحقوقهم
ومهما كان خطأك في الحياة فهي لها آخر ونهاية والآن قد حانت نهاية شړ قد ولد من داخل قلب أعمى بالحقد لا يعرف الحلال بصير بالحرام الممنوع وكما هو الممنوع مرغوب
ولكن إلى اليوم لم تستطع الحصول عليه ولن تستطيع مهما حدث فمن تربى على ذكر الله لن يخرج عن طريقه أبدا لن يترك طريق ينيره ضوء القمر كهدية من الله ليسير في طريق عتمة حالكة متعبة للأنظار
وهو كان ذلك النقي الذي لم يقع بشرها لقد خدع وأخطأ ولكن حمدالله على ما توصل إليه قبل فوات الأوان عودته تعني له كل شيء
في ظلمة الليل الذي تحدث عنها الجميع خرجت من سيارتها أمام إحدى العمارات السكنية الراقية ومن الناحية الأخرى مكان مقعد السائق وعجلة القيادة خرج رجل آخر غير زوجها فارع الطول وجسده رياضي ضخم أغلق باب السيارة سريعا وتوجه إليها بخطى واسعة عندما وجدها تستند على الباب بيدها الاثنين غير قادرة على غلقه وتترنح بقوة كأنها ستقع على الأرضية
أغلق بها الباب ثم بهدوء سار
معها إلى مدخل العمارة وهي تتبسم بطريقة غريبة وترقص بيدها عاليا على أنغام صوتها البشع وكأنها
ثملة!!
ثملة وتسير مع رجل غير زوجها تدلف مكان ليس لها وسيغلق عليهم في مكان واحد وكم من الذنوب والمعاصي قد حملت في تلك الدقائق المعدودة
من بعيد في نفس تلك الظلمة كان زوجها عادل يجلس في سيارته يتابع خطواتها معه إلى الداخل ثم نظر
إلى السيارة بهدوء غريب وببطء شديد بدأت الابتسامة تظهر على وجهه!
لما يبتسم! لأجل صعود زوجته مكان مغلق مع رجل آخر وفي غير وعيها
ابتسامته صفراء وكأن خلفها مكائد ومصائب يرتبها لها ولكن مهما كان ما حدث بينهم ومهما كانت إمرأة سيئة لا يجوز أن يفعل ذلك لا يجوز أن يتخلى عن رجولته بهذه الطريقة المهينة تاركا زوجته مع غيره في هذا الوقت وهذه الأثناء بتلك الحالة الغريبة! ربما يكن معتاد منها على هذه الثمالة ولكن ليس هذا الوقت المناسب لتصفية الحسابات وليست هذه الطريقة أبدا فهذه طريقة دنيئة لا تخرج من رجل يحمل صفات الرجولة الحقيقية أبدا
وبتلك النظرات والحركات التي يقوم بها مع هذه الابتسامة قد ظهر أنه هو من فعلها وهو من أراد أن يجعلها تقع في شړ أعمالها بڤضيحة
متابعة القراءة