رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
المحتويات
الجالسة جوار رشوان قائلة لها بجدية
قومي يا هدير اعمليلنا حاجه نشربها يا حبيبتي
حاضر يا ماما فهيمة
وقفت على قدميها وابتعدت تمر من أمامه وهو جالس على الأريكة جوار ابن عمه تخرج من الغرفة لتتوجه إلى المطبخ لفعل ما قالته والدة زوجها ولكن الصدمة الكبرى التي قابلتها عند مرورها على باب الشقة الذي كان مفتوحا تطل منه كاميليا!
وقفت أمامها جماد لا يحرك ساكنا تنظر إليها وإلى هذها الغرور الذي يظهر عليها تنظر إلى وقفتها التي تظهرها بعنجهية وكأن المنزل لها
اتفضلي عايزة مين
ابتسمت إليها الأخرى متغاضية عن وجود زوجته أمامها
وهتفت
الاسطى جاد
أومأت إليها مريم وفهمت أنها هنا لرؤية والده ربما يعرفها أشارت لها بيدها إلى الدلوف داخلا في الغرفة سارت خلف مريم وبقيت
دلفت على
الجميع في الداخل ومن رآها صباحا ورأى ما فعلته وقع عليه دلو من الماء البارد لحضورها مرة أخرى وهنا في منزلهم! لا أحد يستطيع السؤال عنها الآن ولكن الجميع في نفس الوقت يريد تفسير واضح من جاد الذي وقف على قدميه بدهشة عندما وجدها هنا مرة أخرى
ونظرت إليها بقوة داخل عينيها قائلة بحدة
أنت ايه اللي جابك هنا وعايزة ايه بالظبط مننا
ذهل جاد من دخولها المفاجئ الحاد وكلماتها الغاضبة أمام الجميع لم
هدير! أنت اټجننتي
أبعدت نظرها عن كاميليا ونظرت إلى جاد بحدة أكبر وعصبية لأول مرة بحياتها معه تفعلها وأمام الجميع
كنت مچنونة وفوقت وحالا هعرف الست دي عايزة ايه منك
ابتسمت كاميليا بتصنع وهي تبادلها النظرات الهادئة على عكس الأخرى غاضبة وداخلها دلو من الماء البارد يجلس على قلبها وفرحتها لا توصف لأن زوجته فهمت الذي يحدث وهذا كان أول مسمار يدق في خړاب بيتهم
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها بقوة تقف غير معتدلة وصاحت بقوة وثبات تضغط على حروفها بشراسة وهي تتحدث
أولا اسمه الاسطى جاد ثانيا إحنا متنازلين عن المعروف ده ومش عايزينك ترديه
لأول مرة تتحدث هكذا في وجوده أمام الجميع وهو لا يتحمل ما تفعله غير أنها تهين ضيفه في بيته أقترب بخطوة واحدة منها ليقف جوارها جاذبا ذراعها بحدة يهتف بصوت عال
هدير كفاية لحد هنا وبطلي الجنان ده
جذبت يدها بحدة وعصبية شديدة ونظرت إليه دون خوف ودون احترام له ترفع صوتها عليه أمام الجميع من أهلها وأهله
سيب أيدي كده أنا مش هبطل جنان والست دي لو شوفتها مرة تانية بجد هوريك الجنان اللي على حق
استدارت تنظر إليها بشراسة وټهديد
سمعاني
نظرت إليها ببرود وكأنها ليست هنا من الأساس ولم تنظر إلى أي شخص من هؤلاء الجالسين بل نظرت إليه قائلة بهدوء وتصنعت الحزن فقط عندما نظرت إليه
أنا آسفة يا جاد شكلي عملتلك مشاكل همشي وهبقى أكلمك
اقتربت منها هدير على حين غرة بقوة وعنفوان والغيرة داخلها تنهش قلبها
يا بجاحتك يا شيخه تكلميه بتاع ايه إن شاء الله هاا
نظرت الأخرى إليه وبادلها هو نظرة معتذرة ثم ذهبت إلى الخارج دون التفوه بحرف واحد ولكن لنقول أنها حصلت على ما أرادت والآن بدأت اللعبة الرابحة لها عن حق
أقترب منها زوجها بعينين مشټعلة بالڠضب لأجل ما فعلته مع كاميليا أمامه وأمام والده والجميع وجعلته يقف وكأنه ليس هنا
ايه اللي عملتيه ده
أبصرت عينيه بقوة رغم الضعف الذي تشعر به داخلها بسببه ولكن هذه المرة لن تصمت لقد تمادى كثيرا معها وهي لن تصمت أجابته بقوة وجدية شديدة وصوت عالي نسبيا
أنا لسه معملتش حاجه يا اسطى جاد ومحتاجة تفسير دلوقتي على اللي بيحصل ومتفكرش أنك تاكل بعقلي حلاوة ولا تهرب مني
أقترب منها أكثر إلى أن وقف أمامها مباشرة والجميع يجلس يستمع إلى ما يحدث وينظرون إليهم ولا أحد يفهم لما كل هذا! صدح صوته الرجولي الخشن وهو ېعنفها قائلا
وطي صوتك واحترمي نفسك يا هدير أنا قولتلك قبل كده بينا شغل
تجرأت وبصوت عال أمامهم أظهرته غير صادق مراوغ يفعل شيء محرم من وراءها
كداب يا جاد كداب وستين كداب لأن عبده قال إن ملهاش شغل عندك
جن جنونه عن حق عندما استمع إلى هذه الكلمات الأخيرة واشټعل صدره بالنيران أكثر من السابق متى رأت عبده ولما تحدثت معه وكيف! نظر إليها بعينين اختفى بريقهم تماما متسائلا پعنف
وأنت شوفتي عبده فين وبتكلميه ليه أصلا
وضعت يدها أمام صدرها مرة أخرى وحركت قدمها اليمنى باستفزاز أمامه قائلة بسخرية
سيب الموضوع بقى وامسكلي بتكلمي عبده ليه
جذب يدها من أمام صدره بكفه العريض جاعلها تقف معتدلة ضاغطا بيده بقوة عليها وهو ېصرخ بها
ايوه بتكلميه ليه ها
بكامل القوة التي تعرفها وبشراسة هدير المعهودة للغريب حضرت عليه لتجادله في وجهه وبكامل العناد المعروف قالت
علشان أعرف كدبك يا جاد
نفض يدها من بين يده بحدة وقوة لتترنح للخلف وهو ېصرخ بها غير قادر على فعل شيء آخر وهي لا تصمت وإن استمرت على هذا لن تمر الليلة مرور الكرام
قولت احترمي نفسك بقى
استدعى الأمر أن يقف سمير على قدميه أمام الجميع بعد أن توتر الجو أكثر من اللازم ولا أحد يعلم كيف سيتدخل بينهم وليس هناك
فرصة من الأساس هتف بجدية
صلوا على النبي يا جماعة مش كده
ابتلعت والدته
ما وقف بحلقها وتخاف حقا من توتر هذه الليلة
بينهم أكثر من ذلك فهي تعلم أن هدير لا تقف قبالته هكذا بل
هي مطيعة ولا ترفع صوتها عليه
ولكن يبدو أنها ضغطت على نفسها أكثر من اللازم
والله دا شيطان ودخل بينكم يا حبايبي اهدا يا جاد مش كده يا حبيبي
نظر إلى والدته بعينين تشتعل ڠضبا لما تقول له هو أن يهدأ فهو لم يفعل شيء من الأساس هي التي تقف أمامه بكامل قوتها وترفع صوتها عليه
هو ايه ده اللي اهدا انتوا مش شايفين الهانم بتتكلم إزاي
نظرت مريم إلى والدتها بقلق وهم الاثنين من الأساس لم يفهموا شيء ومن هذه المرأة كمثل والده بالضبط من رآها فقط هو عمه وزوجته ووالدته التي استمعت إلى حديثها الغريب له في المشفى مع سمير
هتفت والدتها بهدوء ولين وهي تشير إليها بعينيها
مش كده يا هدير الكلام مش كده
يلا يلا انزلي معايا روحي
عاندت معه أكثر من السابق وهي تتحدث بثبات مصرة على موقفها معه ولن تكررها إلا عندما تفهم ما الذي يحدث من خلف ظهرها
مش مروحة معاك يا جاد غير لما أفهم ايه اللي بيحصل من ورايا
جعلته يغضب أكثر من اللازم وهو يقترب منها غير متوقع أنها سترفض الذهاب معه إلى بيتها
مش مروحة معايا إزاي يعني هو بمزاجك
بكامل القوة الهشة التي تحتمي بها من منقذها وسندها الوحيد أجابت
آه بمزاجي
تسائل بسخرية وتهكم واضح أمامهم وهو ينظر إلى عسلية عينيها الحزينة المعاتبة
وهتروحي فين إن شاء الله هتنزلي تقعدي عند أمك وتبقي كده الست الغضبانه
هذه المرة من وقفت هي والدتها التي خاڤت بشدة من عناد ابنتها صلبة الرأس والتي تعرفها جيدا ماذا سيحدث أن تركت بيتها وأتت لتجلس معها ما الذي سيقوله الناس! أسرعت تقول بقوة
لأ لأ يا جاد يا بني معنديش بنات تغضب هتروح معاك بس انتوا استهدوا بالله
نظرت إلى والدتها تنفي حديثها ثم مرة أخرى إليه تنفي حديثه بجدية وثبات
لأ مش هروح معاه ومش هنزل عند أمي يا جاد هقعد هنا مع أمك وأبوك أنت
أقترب منها جاد ضاربا بحديثها عرض الحائط أمسك بيدها يحثها على الذهاب وهو يهتف بجدية ووجه جامد دون تعابير
طب يلا بلاش جنان انزلي معايا
جذبت يدها منه بحدة وعصبية تبتعد عنه وصړخت به بقوة لتجعله يغضب إلى أن يصل إلى ذروة غضبه
قولتلك مش نازلة معاك
وقفت والدته سريعا وهي ترى جاد يحاول جاهدا في السيطرة على نفسه وألا يتهور ويفعل أشياء يندم عليها أقتربت منها ووضعت يدها على كتفها قائلة بحنان ربما تمتص ڠضب الموقف
معلش يا هدير يا حبيبتي روحي معاه واتفاهموا بالراحة
أقتربت والدتها هي الأخرى مكملة
انزلي يا بت مع جوزك بلاش فضايح
أبصرتها بقوة وعينيها متسعة بذهول وابتعدت عنهم هم الاثنين بهمجية تقف أمامهم في ركن بعيد قائلة بعناد
فضايح فضايح ايه أكتر من اللي هو عملها طب طب اسألوه أنا عامله كده ليه اسالوه هتجنن من ايه
إلى الآن والده يستمع وينظر كما أخيه وزوجته ومن الأساس لم يفضل أن يكون هذا العرض أمام الجميع بهذه الطريقة لا يعرف ما الذي حدث ولا يريد التدخل من الأساس ولكن ثبات زوجة ابنه على موقفها يدل على فعله لشيء حقا
عملت ايه في مراتك يا جاد
رفع عينيه عليه مجيبا إياه بهدوء قائلا ما يستطيع التصريح به فقط لأنه لا يعلم ما الذي تريده منه كاميليا وإن تحدث بهذا من هنا إلى العام القادم زوجته لن تصدق
هكون عملت ايه يا حج الهوليله دي كلها علشان غيرانه من واحدة زبونه عندي
جن چنونها وصړخت به بهستيرية غير جاعلة والده يأخذ فرصة الرد بل أقتربت منه بسرعة كبيرة تقف أمامه تنظر إلى عينيه وبصوتها العالي قالت
اهو بتكدب يا جاد أول مرة دخلت بيها وأنت شايلها على إيدك وقولتلي أنك ساعدتها وجبتها عندي وأنا معترضتش بالعكس شيلتها على دماغي والله أعلم ايه اللي حصل أصلا ومن بعدها وهي إتصالات في نص الليل وفي كل وقت وكام
مرة تيجي الورشة بدون داعي وعبده قالي إنها مالهاش شغل عندك يبقى ايه
صړخ هو الآخر بقوة وقد ضغط على صبره كثيرا وإلى هنا وقد أرسل له رسالة بأنه حقا نفذ منه ولن يستطع الصمود أمامها أكثر من ذلك
يبقى تخرسي
لم تكتفي من حديثها السابق بل أرادت أن تجعله يأتي بأخره وهي تعانده بقوة أمام الجميع وهذا احرقه
بشدة مكملة كما كانت
لأ مش هخرس مش هخرس غير لما
متابعة القراءة