رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة

موقع أيام نيوز


شايفه صح أعمله
صاح مرة أخرى بقوة أكبر من السابق وقد جعلها كل هذا
تعود للخف بقرار مصالحته
من بكرا الصبح تنزلي
عند أمك ومترجعيش غير لما أقولك
حاضر
اعتدل في نومته على الفراش الصغير وأدار ظهره
إليها يستعد للنوم بعد أن قال لها ما يود قوله ولا يريد بعد ذلك شيء يزعجه أكثر من ذلك ولكنها وضعت يدها على ظهره منادية بإسمه بصوت رقيق هادئ

جاد!
استدار پعنف ملتقطا يدها من عليه صارخا بحدة واستهجان ونظرته عليها ثاقبة
بصي بقى أنا أصلا مش طايق نفسي فعلشان تقعدي تزني على دماغي ده هيرجع ليكي أنت بالسواد كله ف سيبيني أنام أحسن
ترك يدها پعنف واستدار مرة أخرى ينام يعطي لها ظهره نظرت إليه پصدمة وذهول كيف تحول هكذا! في كل موقف يكون صعب عليه هو بالتحديد يفعل هكذا وهذا أثبت إليها أنه بالفعل لا يستطيع التخطي 
بعد أسبوع
بدل جاد منذ أسبوع فراشه الذي كان ينام عليه معها بعد أن كرهه بشدة بسبب ذلك البغيض على قلبه وكذلك الركنية ثم انتقل في اليوم التالي لينام جوارها كالعادة 
اتضح لها أنه انتقل إلى الغرفة الثانية فقط لأجل الفراش لم يود أن ينام عليه فذهب إلى الغرفة الأخرى ينام بها إلى حين تغيره 
حمدت الله أنه كان لأجل ذلك فقط فقد شعرت عندما ذهب إلى الغرفة الأخرى وتركها أنه يستطيع البعد عنها وتركها وحدها ولكنه
بعد أن عاد مرة أخرى كما كان تأكدت أنه مازال كما هو على وضعه يبغى القرب منها إلى أقرب حد 
ولكن مع ذلك هو إلى الآن لا يحادثها جيدا ولم يعود كما كان في السابق بل يمارس العقاپ معها على أكمل وجه وهي إلى الآن تود لو يعود زوجها وحبيب عمرها ويتناسى كل ما حدث 
قلق في نومه في منتصف الليل مد يده إلى مكان وجودها في الفراش وهو مغمض العينين فلم يشعر بها بل هبطت راحة يده على الفراش في فراغ تام 
فتح عينيه الرمادية ببطء والنعاس يؤثر عليه ولكنه قلق ولا يدري لماذا فتح عينيه جيدا ليراها في الغرفة ولكنها لم تكن موجودة جلس نصف جلسه على الفراش يمسح على وجهه بكف يده ثم تثائب 
اعتدل في جلسته عندما استمع إلى صوت آنات خاڤتة تأتي من الخارج فتح عينيه على وسعيهما ثم هبط من على الفراش واقفا على قدميه وأتجه للخارج ليرى ما الذي تفعله أو ما الذي يحدث 
وجد الضوء يخرج من المرحاض الذي بابه مغلق وصوت المياة الخارجة من الصنبور بحدة يستمعه بالخارج مع صوت آناتها الموجعة لقلبه 
وقع قلبه بين قدميه عندما استمع إليها وشعر أن هناك شيء ما ليس على ما يرام تقدم سريعا ودق بيده على باب المرحاض قائلا بنبرة ينهشها القلق
هدير! هدير مالك
لم
تجيبه واستمرت أذنه في الاستماع إلى صوتها المټألم فصاح مرة أخرى پعنف وقلبه لا يتحمل الوقوف هكذا ولا يدري ما بها
افتحي الباب ده يا هدير
اختفى صوت المياة ثم ببطء فتحت باب المرحاض فدفعه هو سريعا ولا يطيق الإنتظار وجدها تقف قبالته منحنية على نفسها ووجهها مغرق بالمياة أو هذا عرق!! تضع يدها على بطنها! 
أقترب منها بسرعة والقلق يظهر في لهفته عليها وهو يتسائل بقوة
مالك يا هدير
أمسك ذراعيها الاثنين محكما مسكته عليها مظهرها لا يروقه أبدا فأجابت قائلة بنبرة خاڤتة ضعيفة مټألمة
عندي مغص في بطني
أسندها معتدلا يسير جوارها متجها بها إلى غرفة نومهم وهو يقول بلهفة وعينيه لم تهبط من عليها
طب تعالي البسي ننزل نشوف مالك
أشارت بيدها نافية وهي تسير جواره إلى أن دلفت الغرفة وأجلسها على الفراش
لأ يا جاد أنا أخدت علاجي خلاص شوية وهبقى كويسه
جذب قميصه من على مقعد المرأة وهو يرتديه قائلا بجدية وقوة لتفعل ما يقول ومن يراه الآن يقسم أن ذلك ليس نفس الرجل الذي يقسو عليها منذ أسبوع وأكثر
كويسه ايه مش شايفة نفسك قومي البسي بقولك
تمددت على الفراش بظهرها وأردفت مجيبة إياه
متقلقش يا جاد هبقى كويسه أنا متعودة على كده
متعودة على كده إزاي وساكته ليه أصلا
أمسكت يده بهدوء ضاغطة عليها قائلة بابتسامة بسيطة مرهقة وهي ترى خوفه عليها ظاهر بوضوح هكذا بعد أن كان لا يتحدث
معها من الأساس
ساكته ايه يا جاد هو أنا مش كنت عند الدكتورة امبارح ولا نسيت وباخد العلاج وأهو بدأت أبقى كويسه
جلس على حافة الفراش أمامها ويده بين يدها ثم هتف بقلق جلي وقد تناسى كل شيء حدث وكل ما قالته وفعلته وكل ما قاله وفعله فقط عندما شعر أنها تعاني من شيء ما
متأكدة
أومأت إليه برأسها وعينيها عليه بعمق مبتسمة بهدوء فرحة لأنه قد عاد يتحدث معها مرة أخرى وهذا سيكون بداية عودة زوجها إليها وتناست من الأساس أنها تتألم
آه والله وهبقى كويسه أكتر لو عفيت عني ورجعتلي
بنبرة رجولية رخيمة وبنظرة من عينيه الساحرة جعل كل شيء يمضي من بينهم وأقترب ببعض الكلمات التي هتف بها فقط عندما شعر
بأنها تتألم
أنا مقدرش استغنى عنك مهما حصل يا هدير أنت روحي
لم يجيب عليها أكثر من ذلك ولم يفكر في أي شيء سوى أنه يقترب منها يبادر بعناق كبير أخذها
فيه وهي نائمة على الفراش مائلا عليها يود هو الآخر لو يمحي كل شيء ويبدأ من جديد 
أطال العناق كثيرا وهي أحاطت عنقه بيديها الاثنين تقترب منه بقوة بعد أن أدمعت عينيها بشدة لكونه لم يستطع أن يكسر خاطرها ويبتعد وهي بهذه الحالة 
أدمعت عينيها لكونه تناسى كل شيء وأقترب منها ماحيا كل ما مر عليهم وأظهر إليها كم الحب الذي داخله عندما خرجت لهفته وقلقه 
قلبه لم يكن يستطع من الأساس الإبتعاد عنها في هذه الأيام ولا غيرها ولكنه كان في نفس الوقت مجروح چرح غائر وهذه المرة قد شفي بالكامل ولم يترك خلفه ندوب 
وهذه هي علاقة الأزواج المحبين لبعضهم البعض هذه العلاقة المبارك فيها من الله عز وجل ولا يحدث ويكن الله مع أحد إلا أن كان بار به وبكل شيء يفعله في حياته 
كل منهم كان قد فعل ما يستطيع عليه ليقترب من الله ويأخذ حلاله مبتعدا عن حرامه إلى الأبد الآن هذا موسم الحصاد حصاد السعادة الآتية بعد كل هذه الندوب الموجعة عند النظر إليها لتذكرهم بجروحهم الغائرة الآن سعادة سعادة فقط
يتبع
ندوبالهوى
الفصلالثلاثون
الخاتمة
نداحسن
أثر چروح الحب فرحة للروح
بعد مرور خمسة أعوام
الجميع في منزل
رشوان أبو الدهب جاد وعائلته الصغيرة وكذلك سمير بعائلته الأكبر قليلا ووالديهم في غداء عائلي كالعادة كل أسبوع يكون الغداء عند أحد منهم المرة السابقة كان عند جاد والآن دور والده 
ركضت عشق الصغيرة ابنة سمير في صالة المنزل بسرعة كبيرة وهي في الأساس قصيرة جدا فكان مظهرها مضحك رائع في نفس الوقت 
صعدت على الأريكة الجالس عليها جاد ووقفت خلف ظهره وبيدها سيارة بريموت ثم صاحت وهي تلهث
الحقني يا بابا جاد
وجدها تدلف عليه في جلسته مقتحمه إياها ثم وقفت خلف ظهره يستمع إلى صوت لهاثها بقوة فتحدث بجدية بعد أن استدار لها 
في ايه
يا عشق
قالت بوجه بريء للغاية عابس حزنا لأن ابن عمها يريد أخذ السيارة منها
آدم عايز ياخد مني العربية
استمع إلى صوت ابنه الصغير في الخلف يهتف بضيق طفل صغير يجعله ېموت ضحكا عندما يراه
بابا خليها تديني العربية
نظر إليه بجدية وهتف هو الآخر بعد ابنه المضحك قائلا باقتراح أفضل
طب ما تلعبوا بيها سوا
صاح ابنه بوجه عابس أكثر منها بعدما قال والده أن يلعب معها باشيائها الخاصة بالفتيات والتي تضايقه وبشدة
العربية بتاعتي يا بابا وهي معاها العروسة ينفع يعني ألعب بالعروسة
لوى جاد شفتيه يفكر في حديثه المقنع ثم أجابه بصدق
بأمانة لأ
وضع ابنه الصغير يده الاثنين أمام صدره بطريقة رافضة الذي تفعله هذه الفتاة الصغيرة الغريبة والتي دائما تفتعل المشاكل بينهم
طب خلاص قولها تجيب العربية
حرك رأسه بخفة إلى الناحية الأخرى جواره والتي كانت تقف بها عشق بعد أن أقتربت للخارج قليلا لترى آدم
اديله العربية والعبي بالعروسة يا عشق
وضعت السيارة خلف ظهرها بسرعة فوق خصلات شعرها الطويلة وهتفت باستنكار
مصطنع وكأن من يتحدث فتاة كبيرة وليست طفلة
بابا جاد أنت بتقف مع ابنك ضدي
نظر إليها بقوة وعمق أنه يعلم حديثها الأكبر منها ودائما يستمع إليه ولكنها في مرة من المرات ستجعله يجن
ضدك ايه الكلام الكبير ده
حركت شفتيها بضجر وهي تتحدث مردفة
آه ضدي فيها ايه يعني لو لعبت بالعربية بتاعته شوية ما أنت جايبله كتير
أجابها وهو ينظر إليها من الأعلى إلى الأسفل باستهزاء وهي تكاد لا ترى من الأساس
ما أنا جايبلك كتير بردو زيه
وضعت يدها الحرة في وسط خصرها ونظرت إليه مضيقة عينيها
بس أنا سبتهم في بيتنا وعايزة ألعب بيها دلوقتي معاه
ابتسم جاد وظهرت أسنانه من بين شفتيه وهو يجيب قائلا بجدية ثم استدار يكمل مع ابنه
كلام يحترم بردو ألعب معاها يا آدم معلش
زفر آدم بقوة وهو غاضب منها ومن تصرفاتها الطفولية التي تزعجه للغاية صاح بضيق وضجر
يوه مش لاعب خليهالك بقى أنا رايح أقعد عند جدو
ذهب الطفل بخطى ثابتة نحو الشرفة الذي يجلس بها جده رشوان مع جده عطوة وهو كان من محبي الجلسة معهم ويحب جده رشوان بطريقة لا توصف 
صاحت عشق من خلفه بقوة وهي تناديه ثم جلست على الأريكة جوار عمها لتختفي أكثر وهتفت بطريقة نسائية كبيرة ليست كطفلة
استنى يا آدم عاجبك كده عمايل ابنك دي مش عارفه طالع قفل كده لمين يا بابا جاد
نظر إليها بذهول وهو ينظر إلى طريقتها في الحديث والتي تدهشه كل يوم أكثر
من السابق ثم صاح بسخرية ممېتة
آه ما أنت بنت سمير هيطلع منك ايه يعني
ذهبت سريعا بعد أن وقفت على الأرضية لتدلف إلى الشرفة تحاول أن تتحدث مع آدم الذي يعتبر قاطعها للتو أتى والدها سمير من الداخل وهو يهتف بسخرية هو الآخر موجها حديثه لابن عمه بعد أن استمع إليه
ومالها بنت سمير بقى يا أبو آدم مش عجباك
ضحك جاد بسخافة وطريقة سمجة للغاية ثم أجابة قائلا بنبرة لعوب
وأنا أقدر أقول كده بردو
نظر إليه سمير بقوة مضيقا عينيه عليها ثم هتف
بحسب يعني
أقترب ليجلس جواره على
الأريكة ثم مال عليه يقول بنبرة خاڤتة لكي لا يستمع إليه أحد ولكن جدية
بقولك ايه مش هننزل الچم بعد بكرة في الخباسة كده
تحدث الآخر سريعا بلهفة وهو يجعله يصمت فزوجته إن استمعت لهذا لن تصمت أبدا
بس اسكت هدير لو سمعت إني نازل هتشبط في رقبتي
هذه المرة قال سمير بجدية وهو يشير إليه
ياعم ما أنت اللي مش راحم نفسك شغل مش الناس عايزينك بردو
غمزه بعد أن قال آخر جملة له بطريقة وقحة لا يحب جاد أن يتبادلها معه بهذه
 

تم نسخ الرابط