رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
المحتويات
مبروك يا ابن أبو الدهب
أبتعد عنه إلى الخلف فقال سمير ببشاشة وود
عقبالك إن شاء الله يا كبير
ابتسم جاد أكثر وهو يتمنى هذا من كل قلبه لا يدري كيف هو هكذا ولكن من كل قلبه يريد طفل منها ومنذ زمن وهذه الفكرة مسيطرة عليه بالكامل
أبصرها ليجدها هي الأخرى تنظر إليه بطريقة غريبة وعينيها بها لمعة غريبة ك لمعة البكاء! تعاتبه! هذه النظرة نظرة عتاب كلي يعرفها جيدا وحزن مخفي داخلها لسبب لا يعلمه ولا تريده أن يعلمه
أنا هنزل قبل ما نروح أشوف ماما وجمال
أومأ إليها بهدوء قائلا
شوية وهنزل اعدي عليكي نمشي
نظرت إلى عمه وزوجته بابتسامة واهتمام يظهر لهم وهي تعبر عن فرحتها بهذه الجمعة التي لم تكن جزء منها
ربنا يجعله دايما عامر يا عمي
تسلمي وتعيشي يا حبيبتي
عن اذنكم هنزل أشوف ماما شوية
أومأت إليها برأسها وانشغل سمير مع والده وعمه فقالت فهيمة
سلميلنا على أم جمال يا هدير
تحركت إلى الخارج لتهبط إلى الأسفل فاستدارت بجدية
يوصل بإذن الله
ثم رحلت إلى الخارج لتهبط إلى والدتها وشقيقها قليلا تنظر على أحوالهم وترى شقيقها الذي انشغلت عنه بحياتها مع جاد التعيسة المدمرة للأعصاب الحاړقة للقلوب حياتها مع معذب الفؤاد
المرأة التي تصمت عما حدث وتعترف بخطأها بل ستكابر وتعانده أكثر وأكثر وستفعل كما قالت له وفي نظرها سيأتي إليها جاد راكعا على قدميه لتسامحه عما بدر منه ستجعله يدرس كم كان هو المخطئ
وهي التي تحدثت عن الصحيح والذي من المفترض أن يحدث
هي ليست تلك السهلة التي تفوت له مثل هذا الموقف وتتركه ينعم بعدما چرح كبريائها لن تتركه وهذا قد حدث عندما بحثت خلفه وخلف كل من يخصه في ساعات
يريدها ذلك الذي اسمه مسعد ولا يريد غيرها
والآن الوحيد الذي تستطيع أن تستخدمه لصالحها في العد التنازلي هو مسعد وهي واثقة ثقة عمياء أنه سيفعل ذلك ويقف معاها أمام جاد وبمساعدته هو وحده تستطيع أن تأتي به إلى الأرضية وتضع رأسه تحت قدمها عندما تفعل ما وقع برأسها فور رحيله
هبطت إلى الأسفل لتسلم على والدتها وشقيقها ولتجلس معه قليلا وقد كانت مقررة الحديث معه عن حياته وما يفعله بنفسه من أشياء تدمر وتسلبه دون دراية إلى التهلكة ولكن منذ فترة قصيرة علمت من والدتها أنه أصبح شخص يعتمد عليه وابتعد عن النوم خارج المنزل والسهر إلى صباح اليوم التالي وظهر عليه كثير من التغيرات الصالحة
كانت جالسة جواره على الفراش في غرفته تنظر إليه وهي تراه
قد فقد القليل من وزنه عما كان في السابق ولحيته كبيرة على غير العادة وحالته لا تسرها
أجابها وعينيه بالأرضية لم يستطع أن يرفعها بها بعدما فعل آخر شيء معها دون أن تعلم
الحمد لله كويس
ابتسمت إليه بهدوء بعدما عملت من والدتها تغيره المفاجئ وقالت بفرحة
أمي بتقول إنك سبت الشغل مع مسعد وبتشتغل في مطعم ألف مبروك
لم يرفع عينيه وبقي كما هو ثم
أجاب قائلا بخجل
الله يبارك فيكي
أقتربت منه أكثر ووضعت يدها على ركبته قائلة باهتمام شديد تنصحه بالابتعاد عن ذلك الشيطان الموجود بينهم على الأرض
خليك
كده على طول يا جمال واوعى ترجع لمسعد تاني ده كل شغله حرام في حرام وربنا عمره ما هيكرمك طول ما أنت معاه
أومأ برأسه وهو يجعلها تطمئن بحديثه الفاتر
متقلقيش أنا بعدت عنه نهائي
ظهرت أسنانها البيضاء بسبب ابتسامتها الواسعة والتي خرجت لشقيقها حقيقية هذه المرة وقالت بمرح لتجعله يخرج من ذلك الهدوء الكئيب
أيوه كده أشتغل وخلينا ندورلك على عروسة بقلب جامد
تهكم وهو يلوي شفتيه بسخرية قائلا بنبرة حادة
ودي مين اللي هتوافق بيا من الحارة دول عارفين اللي بيحصل هنا بالحرف
ربتت على ركبته بكف يدها وهي تجيبه بالنفي لتجعله يتقبل نفسه ويعرف أنه إذا أراد التغير حقا سيكون من أفضل البشر
لأ يا جمال مش عارفين محدش يعرف حاجه ولو يعرفوا أنت أي بنت تتمناك بعد التغير اللي هتبقى فيه
غير الحوار كليا وهو يتسائل عن صديقتها التي كان يكن إليها الإعجاب وكان يشعر أنها تبادله لولا أنه لم يفهم ذلك إلا متأخرا
رحمة ازيها بتكلميها
نظرت إليه بجدية وأرادت أن تجعله يبتعد بتفكيره عنها نهائيا فهي الآن مخطوبة وستتزوج من صديق زوجها
أيوه بكلمها وهي كويسه ومرتاحه مع عبده أوي وفرحهم السنة الجاية
بنبرة حزينة خاسرة معركة صغيرة كان يستطيع الفوز بها فقط لو أبصر جيدا
ربنا يسعدها
ابتسمت إليه قائلة وهي تنظر إليه
ويسعدك أنت كمان
اعتدل في جلسته ورفع عينيه إليها على حين غرة ونظرته ثابته عليها وملامحه تحمل الندم الخالص الذي جعله منكسره وهتف
هدير أنا عايز أقولك على حاجه
قضبت جبينها بحيرة وهي تراه يود الإعتراف لها بأمر ما
حاجة ايه
كاد أن يتحدث ويهتف بكل ما فعله ولكن بعد نظرتها له تراجع بقلق وخوف غير قادر على التكملة
أنا خلاص مش مهم
لأ قول
أبعد نظرة عنها إلى الناحية الأخرى وداخل عقله صوتين الأول يقول له أن يبدأ الحياة الجديدة بكل صراحة وحب واحترام لكل من في حياته والصوت الآخر يقول له قد سترك الله فلا تفضح نفسك ولكن سريعا ومرة واحدة
أنا اللي سړقت دهبك
ضيقت ما بين حاجبيها بدهشة واستغراب شديد وشعرت بالضجر لوهلة وهي تسائلة بريبة أن يكون قد فعلها حقا
دهبي دهب ايه! الغوشتين
ظهر الضعف على
ملامحه وعينيه حزينه للغاية وملامحه أصبحت باهته وهو يقول
أيوه أنا اللي اخدتهم لكن هرجعهم والله هرجعهم متقلقيش
أكمل بحزن أكبر وهو يبصر عينيها پخوف طفل أخذ من أحد زملائه قلمه عنوة وقد كانت الأم الأضعف وهي تنظر إليه
أنا بس اخدتهم علشان كان عليا فلوس لمسعد وكان بيهددني كان لازم يرجعوا ومكنش عندي طريقة غير دي
نظرته وحديثه جعلوها ضعيفة للغاية وداخلها ڠضب مكبوت تجاة مسعد الذي لم
يترك داخل شقيقها شيء جيد
لو طلبت مني كنت هديلك مش من جاد أنا معايا فلوس بتاعتي!
ظهر لؤلؤ في عينيه العسلية وكأنه سيبكي
أنا آسف إني عملت كده قدام جوزك وصغرتك وفضحتك
ظهر بعينيها هي الأخرى لؤلؤ أكثر منه وخرجت الدموع وهي تتحدث بضعف وقلة حيلة قائلة
جاد مهموش الغوشتين ومسألش عليهم ومش هيعرف حاجه ولا أنت هترجعهم وأنا مسمحاك بس بس بشرط أنك تتغير بجد
هتف بصدق رأته به بقوة وجدية وشعرت بتغييره منذ هذه اللحظة
هتغير والله هتغير
بصدق
بعد أسبوع
في وسط النهار وبعد أحداث كثيرة بينها وبين أثاث الشقة جلست على الأريكة بعد أن خلعت عباءتها البيتية لتسريح قليلا وكذلك خلعت عنها حجابها لأنها كانت تقوم بوضع الملابس التي قامت بغسلها في شرفة الشقة لكي تقوم بتجفيفها
جلست بملابسها التي كانت عبارة عن بنطال قصير يصل إلى ركبتيها وقميص بنصف كم يعلوه لحظات لما تستطع أن تأخذ بها أنفاسها واستمعت إلى صوت عربات الشرطة التي تصدر ازعاج كبير والتي تؤكد وجود الشرطة في المكان
دق قلبها پعنف ولهفة لا تدري لما ولكن هذا الصوت وحده يوتر الشخص ويجعله خائڤ إلى أبعد حد صمتت الأصوات ولكن ظهر من خلفها حالة من الهرج والمرج في الحارة وهي تستمع إليهم من هنا!
وقفت على قدميها بقلق بالغ وأخذت عباءتها مرة أخرى ترتديها لتنظر من الشرفة وترى ما الذي يحدث ولمن تأتي هذه الشرطة سارت في الصالة إلى الشرفة وهي تضع حجابها على رأسها بطريقة عشوائية ثم فتحت الباب ونظرت إلى الأسفل لترى عربة الشرطة تقف أمام منزلهم! وبالتحديد أمام ورشة جاد والأخرى ذو الصندوق الكبير الذي يكن بها المتهمين في الخلف قليلا
ما الذي يحدث لما هما هنا! لما يقفون هنا! وأين جاد
حقا لم يستطيع عقلها إتمام تفكيره عندما رأتهم يمسكون بزوجها يخرجونه من الورشة وهو مسالم للأمر يخرج معهم بهدوء و عبده يصيح ومن خلفه طارق و حمادة وهذه والدته تخرج من منزلها تصيح بصوت عالي وخوف
كل هذا رأته عينيها في لحظة واحدة ولم تستوعب إلا وهي تصيح بإسمه بكامل قوتها من الأعلى وتنظر عليه پخوف وريبة احتلت قلبها
جاد
ثم
لم ترى نفسها إلا وهي تركض بعباءتها البيتية والحجاب عليها ليس مهندم بل موضوع بطريقة غير صحيحة بالمرة لتخرج من الشقة وقلبها يدق عڼفا وخوفا على
معذب فؤادها الذي تناست كل ما فعله بها ومعها والآن فقط تذكرت أنه زوجها وحبيها ورفيق دربها الذي لن تتركه أبدا
يتبع
ندوبالهوى
الفصلالخامسوالعشرون
نداحسن
سلب منها معذب الفؤاد الآن يسلبوا منها شرفة!!
لحظات مرت عليها ك الدهر وهي تركض على درج المنزل لتهبط إليه بأقصى سرعة وتراه أمام عينيها لم تفكر في أنها حامل في الشهور الأولى وعليها التروي أكثر من هذا ولم تبطء لكونها تعثرت أكثر من مرة في عباءتها وكادت أن تقع على وجهها قلبها يدق پعنف ولهفة قلقة خائڤة على معذب فؤادها ألم تكن منفصلة عنه وقلبها يؤلمها لما فعله ويفعله! ألم تكن كارهه كذبه وحديثه! الآن لا يوجد شيء كهذا فقط يوجد جاد زوجها وحبيبها والجالس داخل قلبها ويأخذ أكبر مساحة به تناست كل شيء وتذكرت كونه الحنون والرجل الوحيد بحياتها يحبها ويهواها ويهوى راحتها على راحته في لمح البصر خرجت ترى ما الذي يحدث ولما تأخذه الشرطة! لما تبعده عنها بهذه الطريقة أمام الجميع في لحظات!
خرجت من باب المنزل إلى الشارع أمام الورشة والجميع متجمهر ليشاهد ما يحدث نظرت إليهم بقلق ولهفة وهي تتقدم منه پخوف ثم صاحت تناديه بارتعاش وهي تقف خلفه
جاد!
كان يعطي لها ظهره يقف مع والدته التي بدأت في البكاء عندما علمت لما يأخذونه واستأذن من الضابط فقط لحظات ليجعلها تهدأ ولم يكن سيجعله يفعل هذا إلا لأنه يعرفه
ويعرف ابن عمه بالأكثر استدار لينظر إليها وقلبه عذبه بعد الاستماع لصوتها الذي يرتعش لم يتوقع ظهورها أمامه بهذه الملابس البيتية وهذا الحجاب الذي يخرج نصف خصلاتها إلى الخارج
اطلعي يا هدير
أقتربت منه أكثر ولم تستمع إلى حديثه من الأساس قائلة بقلق ونظرة عينيها مثبتة على عينيه بعمق
رايح معاهم ليه عايزينك ليه يا جاد!
ضغط على شفتيه ولم يكن يريد الصياح عليها في مثل هذا الوقت فقدم
متابعة القراءة