رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

اخر وعيناها تلمع بهيام 
وده فارس لسا راجع من لندن 
ركز فارس عيناه نحوها يرمقها بأستحقار فمن تأتي لهنا لابد أن تنال تلك النظره 
صدح رنين احد الهواتف لينظروا لبعضهم فنهض فارس بعدما ازاح ذراع رؤى بحنق وخرج من الملهي
ايوه ياهاشم 
انت فين يافارس مش قولنا تبطل سهر وتنتبه لجامعتك 
هاشم ارجوك متعش دور العم بقى فوزي باشا مش مهتم بأبنه هتهتم انت 
تنهد هاشم ماقتا على شقيقه الذي كان السبب الأساسي في تدهور حاله 
انت امانه معايا يافارس وعارف اني بخاف عليك اد ايه 
ساعه وراجع متقلقش عليا 
وأغلق الهاتف شاعرا بالضيق متذكرا والدته التي سرقها المۏت 
 
دلف لحجرتها قلقا عليها بعد أن هتف بأسمها لأكثر من مره استمع الي صوت الماء فتنهد وجلس على الفراش ينتظرها 
تعالا هاتفها بالرنين ليرمق الرقم فألتقط الهاتف يستمع الي الطرف الآخر 
رقم الانسه ياقوت 
ابعد الهاتف عنه ثم عاد يضعه على أذنيه 
مين معايا 
هاشم فهمي
ألتقطت أذناه الاسم ليأتيه صوتها بعدما خرجت من المرحاض 
مين اللي بيتصل 
أغلق الهاتف والډماء تفور بعروقه لينهض من جلسته مقتربا منها يفحص يداها 
ماعنده حق يقول الانسه ياقوت يامدام 
الفصل التاسع والأربعين 1
لم تستعب مقصد عبارته الا عندما رفع كفها اليسري بمقت
فين دبلة جوازنا
ضاقت عليا
هتفت ببساطه عجيبه عليه استنكرها منها ولكن أسلوب اللامبالاه الذي حدثتها عنه هناء لساعه كامله عبر الهاتف جعلها تدرك ان هذا هو الحل حتى لا تقضي باقي عمرها مقهوره من سوء المعامله
حدق بجسدها بلمحة فاحصه مما جعلها ترتبك ولكن اخذت تهتف بقلبها
اثبتي ياياقوت انتي قررتي تبدئي اللعب معاه وتخرجي كسبانه مراد متغيرش مع هناء غير لما بدأت تحرمه من حبها
كانت غارقه في بث الثبات لقلبها لم تشعر بقرب أنفاسه ولا بيداه التي اتخذت طريقهما فوق ذراعيها نسي حنقه من ذلك الذي حاډثه وبقي شوقه لها هو المسيطر
ياقوت
صوته الهامس بأسمها ذبذب قلبها ولكن الطريق الذي اتخذتهما يداه جعلها تنتفض من آسرها تستعب وضعهما
ابتعدت عنه تحت نظراته المصدومه يراها كيف انتفضت منه تدراي عنه ماعراه من جسدها ازدردت لعابها وهي تتحاشي النظر اليه 
مين اللي كان بيتصل
كان يلعن نفسه عن لحظه الضعف التي اصابته أمامها لم يكن يوما رغبته تقوده فعاش سنوات مع سوسن اقترابه منها كان محدودا وهي من كانت تطالبه او تظهر له لوعتها
اما الان هو الراغب والعاشق ولكن طعنتها له بكلماته ووصفها لعلاقتهم جعله يشعر وكأنه حيوانا يبحث عن غرائزه
فاق من شروده وهو يراها تلتقط هاتفها من فوق الفراش لترى هوية المتصل عاد لجموده ولكن بصورة مهزوزه 
مردتيش ياهانم فين دبلتك ومين هاشم ده
ألتفت بجسدها حتى تخفي لمعة عيناها فهاهي نصائح سماح أيضا تثمر بالنفع افادها تجمعهم ثلاثتهم حتى لو كان ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي
قولتلك ان وزني زاد وهاشم ده مديري الجديد وافتكر ان قولتلك اسمه
هتفت بعبارات واثقه ولكن لم تستطع النظر بعينيه فظلت على نفس وضيعتها
تخنتي خسي او قوليلي اشتريلك دبله غيرها مش استنى واحد يقول على مراتي انسه 
ألتفت نحوه واتسعت عيناها ذهولا عما تسمعه فلأول مره تكتشف به ذلك الطبع وماكان الطبع الا غيره كانت خامده مع زوجة هادئه مطيعه 
أنتي بتبصيلي كده
مستغرباك انا عمري ماكنت محور حياتك على فكره ان قالعه الدبله من شهرين
توقف الكلام على طرف شفتيه وتحولت ثورته نحوها لصمت فمنذ متي كان يلاحظ تفاصيل بها

وضعت رؤى الكأس المملوء بالخمر أمام مريم التي جلست تفرك يدها متوتره تنظر حولها بخشية 
خدي اشربي وفكيها يابنتي مټخافيش كده هو حد مهتم بيكي 
وكلما ارتسم الحزن على ملامح مريم من تلك العباره التي تجعله تشعر ان لا اهميه لها بين عائلتها كما تظن كانت عين رؤى تتراقص طربا دفعت مريم الكأس عنها حانقة 
قولتلك مش هشرب يارؤي انا جيت معاكي عشان اتبسط أما شرب لاء
براحتك 
هتفت بها رؤى حانقه ونهضت من جوارها لتجلس قرب فارس الذي جلس يركز انظاره نحو مريم  
جلست مريم تتأمل رؤى الخبيره في جذب أعين الرجال
أما هي لا ترى أحدا مشدوها بها فهى بجسد طفولي وتقويم تضعه فوق أسنانها رغبة في ان تجعل أسنانها بأفضل صوره ومازالت تعقد شعرها بضفيرة خلف ظهرها 
أنتي بقيتي تصاحبي أطفال يارؤي 
خرج ذلك الصوت من أحد الجالسين وبحانبه إحدى الفتيات وكأن الباقية كانوا ينتظرون شئ كهذا فنفجروا ضاحكين 
انا مش طفله واحترم نفسك يااسمك ايه انت 
ضحك وليد الذي كان متلذذا بأغضابها وعيناه مركزه على ملابسها الطفوليه 
روحي ياشاطره بيتكم اشربي اللبن ونامي وخلي ماما تحكيلك حدوته 
سخريته جعلت الجميع ينفجر ضاحكا الا شخص واحدا كان يتابع كل شئ بأهتمام 
وفجأة شهق الجميع ووقف وليد مصډوما من فعلتها بعد أن اسكبت كأسه المثلج بوجهه وركضت بعدها خارج الملهي 
 
أحاطها بذراعيه يستتشق عبيرها بعشق حقيقي ولدته حياتهم معا حبها الكبير له اتي بالنفع بعدما كسرت جميع حواجزه ندي تحملته بكل عجرفته واستهتاره الي ان أصبحت مرساه ولم يعد يرى امرأة أخرى حتى حبه القديم نساه معها أعطته كل شئ يرغب به أي رجلا زوجة تدلله تشاغبه تتثامر معه تتقبل صمته وغضبه بهدوء الي ان يعود إليها لتكون موطنه 
وقد اتي اليوم ان يبرهن لها أنه حقا كاملا بها ومعها 
الجميل سرحان في ايه 
تمتم عبارته يبثها شوقه الذي لم ينطفئ بعد 
بدئوا يسألوني حملك ليه اتأخر الكل بقى يسألني ياشهاب 
تآلم قلبه وهو يسمع نبرتها الحزينه فضمھا نحوه اكثر 
هتكوني ياحببتي أجمل ام بس ربنا عايزنا نصبر شويه انتي سمعتي كلام اخر دكتور روحناله قالك مافيش حاجه بتقف قدام قدرة الله 
أدارت جسدها نحوه فلم يتحمل رؤية دموعها 
انا بحبك اوي ياشهاب كنت فاكره اني بعاند قدري لما فضلت ادور حواليك عشان اتجوزك بس انا بحمد ربنا انك كنت أجمل قدر ليا 
لم يعرف أي يبكي على رؤيتها ضعيفه أمامه بقلب ممزوج ام يبتسم على ما تسمعه اياه مع دموعها التي تنساب على وجنتيها 
يعنى انتى حتى لما تسمعيني كلام حلو بټعيطي انتي تركبتك ايه
وابتعد عنها حتى يرسم على ملامحه العبوس ويكمل مزاحه 
لا انا محتاج اغيرك او ارجعك لحمزه ويجوني واحده تاني فرفوشه 
عاوز تغيرني ياشهاب وقول ياصبح 
ضحك حتى دمعت عيناه زوجته الرقيقه انقلبت الي ما سعي له بكلماته وهاهي ندي الشرسه تنهال من خصلات شعره تقطيعا
ايدك يامفتريه انا عارف انك غيرانه من شعري من زمان وكمان بتعضي ماشي ياندي استحملي الهزار بقى
بلاش هزارك 
وقبل ان تكمل باقي عبارتها صړخت متآلمه بعدما ألقاها فوق الفراش بقوة 
ده هزار ده ياشهاب اتعامل معايا على اساس اني أنثى 
اعجبته الكلمه التي خرجت من بين شفتيها متألمه من أثر دفعته ليقفز نحوها فتصطدم رؤسهم وعاد تصرخ ثانيه وهي تضع كفها فوق جبهتها 
متهزرش معايا تاني انا كنت قاعده مع نفسي بكلم النجوم 
شوفي سبحان الله الليله بتقلب ديما معانا بعد الهييح نكد مع هطل بس على مين هقلبها من اول وجديد
ولم تكد تنهض حتى تفر منه 
رايحه فين ما انا مش جايبك افسحك لله وللوطن
وقح
وضاعت مع طوفان مشاعره وخمد الآلم مع الطوفان 

أغلق الملف الذي أمامه وعقله مشغولا بها لم يعتد منها تلك القوة وتمرد المشاعر الذي اعتادت عليها نفخ أنفاسه بقوه مرددا لحاله 
بعدهالك ياياقوت عايزه توصليني لايه
قطع حبل أفكاره طرقة خافته على باب غرفة مكتبه ثم دلوف سيلين بملامحها الباهته وملابسها السوداء اعتدل في جلسته مشيرا إليها بأشفاق
تعالي ياسيلين 
اقتربت من بخطي حزينه وجلست على المقعد المقابل لمقعده فنهض ليجلس على المقعد المقابل لها
البقاء لله مش عارفه اقولك ايه حقيقي ربنا يصبركم 
اجتمعت الدموع في عين سيلين التي لم تجف على شقيقتها التي ماټت امام مرئ عينيها في حاډث 
انا جيت اقدم استقالتي يافندم 
ليه ياسيلين
قالها حمزه مذهولا ف سيلين المحبه لعملها لأقصى درجة جاءت اليه اليوم تخبره بهذا القرار 
معدش ليا شغف بالحياه النجاح والجري في الدنيا كل ده سراب 
انا مقدر حزنك ياسيلين لكن هي ديه سنه الحياه الفراق صعب لكن المۏت هو الحقيقه الوحيده في حياتنا اللي نسينها وكلنا هنلاحق بعض 
تعلم بصدق كلمه يقولها ولكن حزنها على شقيقتها أبهتت كل شئ امام عينيها
انا هعتبرك في اجازه مفتوحه ووقت ما تحبي ترجعي لمكتبك مكان محفوظ
وثب من فوق المقعد ليتجه نحو مقعده خلف مكتبه واعين سيلين كانت عليه فلم تعرف بماذا ستجيب عليه ولكن تقديره لحزنها جعل تقديرها له داخل قلبها يزداد 
شكرا يافندم 
اماء له برأسه وقد عاد الي شخصيته ذو الملامح الجامده التي لا توحي بما خلف ذلك القناع فنهضت منسحبه ولكنها وقفت في منتصف الغرفه لتلتف نحوه مجددا
خلي بالك من مريم ومن تصرفاتها سنها ده محتاجكم جنبها 
وعندما سمع اسم صغيرته هب واقفا 
مالها مريم يا سيلين 
رأته فزعه عليها وكأنه ابيها الحقيقي هتفت داخله وهي تتذكر رغبة الصغيره في ان تجعلها تقترب منه وتفرق بينه وبين زوجته ارتبكت من نظراته وألحاحه في السؤال 
مقصدش اقلقك يافندم بس حضرتك عارف السن ده ومريم طيبه وممكن حد يستغل سذاجتها 
جاهدت بكل الطرق حتى تنهي ذلك الحوار وبالفعل تمكنت من انهاءه لتنصرف من غرفة مكتبه وهي تشعر بالراحه انها لفتت نظره نحوها 
عاد لمكان جلوسه ينظر إلى الأوراق التي أمامه وقلبه شارد في حديث سيلين ألتقط

هاتفه سريعا يبعث على رقم صغيرته ليهاتفها حتى يرتاح قلبه فهو يفهمها من كلامها وعيناها ولم يعرف ان الصغيره قد تخطت مرحله الطفوله والدلال المفرط لا يفعل شئ إلا الافساد 

وقفت فاديه في شرفة غرفتها التي تحتلها في منزل شقيقها تنظر بجمود نحو صفا الجالسه بالحديقة تتأمل ما أمامها بشرود
جزت على أسنانها بغل متمتمه پحقد
اتمسكني واعملي نفسك ضعيفه ومکسورة الجناح لحد ما اكسرلك رقابتك من علي وش الدنيا
كان الحقد يملئ قلبها ف كرهها لصفا منذ زمن فات وانتهى كم ليله كانت تسمع اسمها وزوجها نائم بين احضانها
أظلمت عيناها پحقد دفين
اخدتي جوزي واخويا انا لأنتي ياصفا
انفتحت بوابه المنزل لتتعلق عين فاديه بالسياره الاتيه توقفت السياره ليخرج منها مكرم فقطبت عيناها متسائله
مكرم 
تقدم مكرم منها بخطي هادئه عندما انتبه لمكان جلوسها 
كان فرات يتابعها ولكن عند قدوم مكرم تصلب جسده وتجمدت عيناه وهو يتذكر رغبة مكرم بالزواج منها وثورته حينا علم انها زوجته 
صفا
انتبهت صفا على صوت من يناديها لم تنسى صوته ابدا مهما ألتفت نحوه ببطئ فوقعت عيناه عليها وعلى الرجفة والخۏف اللذان باتوا في عينيها
كلامها طعن قلبه في مقټل وهو يسمعها تهتف بحسره
لو لسا عايز ټنتقم مني ف متقلقش الزمن اخد لمنال حقها 
انا عرفت الحقيقه ياصفا عرفت انك مش بنت عدنان 
خرج صوتها متآلما وهي تتذكر حقيقه والدها ووالدتها وكيف أنكرت عائلتها الحقيقيه نسبها لهم فهم نسوا انهم يوما كان منهم هؤلاء
ما انا برضوه بنت واحد من رجالته وامي
تم نسخ الرابط