رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
بلطف كما ابتسمت مها
اكيد مدام ياقوت
وأشار إليها نحو الطريق المؤدي لدوره المياه فتناولت يد مها التي تمتمت بهمس
انا كنت عايزه اتعرف عليكي انتي شكلك لطيفه
طرب قلب ياقوت وهي تشعر بود مها وطيبتها
علي فكره انتي جميله ماشاءالله اك
خجلت مها من مديحها ومع بضعه خطوات ودقائق بدأت صداقه ودوده بينهم بعدما اطمئنت مها لياقوت
دلفت سماح لاحد المطاعم الفخمه وهي تعلم أن عشوة اليوم ستكلفها كثيرا ولكن قررت أن تدلل نفسها بمكافأة الجريده التي حصلت عليها بسبب السبق الصحفي الخاص بذلك الذي صار زوجها
تذكرته بمقت فكلما تذكرت اللعبه التي ادخلها بها كرهته اكثر وتمنت لو تقبض علي رقبته لتشفي غليلها وتبرد نيرانها
كان يداعب ابنه ويمسك كف زوجته الجميله ابنه العائله العريقه
ضعفت رغما عنها وهي تتذكر انها أحبت جبانا مثله يوما تذكرت جنينها الذي اجهضته من حزنها علي ما فعلوه بها هو ووالده والده بجبورته وهو بضعفه
صړخت بصوت مكتوم لتسمع صوته خلفها
سماح
كان لازم ارجعلها مستقبلي كان هيضيع سامحيني
ألتقطت أنفاسها ببطئ وهي ترفع عيناها نحوه اعتدلت في وقفتها وهي تتمنى ان يعود الماضي من جديد لتدير له ظهرها ولا تقع في حبه وتسلمه نفسها
مسح وجهه بآلم واطرق عيناه ارضا
صحيح قصه حبك انتي وسهيل نايف
لم تعلم اتبكي على خيبتها الأخرى ام تضحك وتحكي للعالم تعاستها
يهمك في ايه
رفع عيناه نحوها يسألها برجاء
حبتيه ياسماح
ولكي تؤلمه مثلما آلمها قديما
وانصرفت دون أن تنظر اليه مجددا تداري خيبتها ليقف يتأملها ورغم انه حبها الا انه كان جبانا نذلا لا يقوي على تحمل ترك رفهيته في سبيل الحب ولا يعرف ماهي الټضحيه الحب معه متعه جسد وكلام معسول
سمع طرقات حذاء زوجته التي وقفت خلفه ترمقه بآلم
سنين ولسا بتحبها بس تعرف هي الكسبانه ياماهر
دلف للمطبخ يطالعها وهي تجلى الأطباق قبل أن تذهب للفراش
شكرا ياهناء
ألتفت نحوه تنظر اليه وهي تجفف الطبق الذي في يدها
المهم يكون الاكل عجب صاحبك
ابتسم وهو يتذكر مدح صديقه الذي جاء مصر في رحله قصيره وقصد النزول بالاسكندرية لرؤيته
عجبه جدا وخصوصا الملوخيه
أصبح حديثه معها ودود ولكنها لم تعد تشعر الا بجرحها صمتت عندما تذكرت انها كانت تتمنى كلمه لطيفه واحده منه ولكنه كان يبخل بها عنها ويفر من المنزل كي لا يجلس معها
أنهت جلي الأطباق ومسح يداها تنفض من رأسها ما يؤلم قلبها
تصبح على خير
ومرت من أمامه ليمسك ذراعها برفق مقترحا عليها
ايه رأيك نتعشا بكره بره
هناء خلينا ولاد عم وأصحاب يمكن خسرنا بعض أزواج بس ايه رأيك السنه ديه نكون ولاد عم بجد
لم تحلم يوما ان تكون ابنه عم فقط إنما ارادته حبيبا وزوجا وصديقا ابتسمت حتى تداري الآلم الذي لم تخفيه عيناها
مافيش مشكله يامراد
ضمھا شريف اليه وهو يطالع حماسها وسعادتها عن لطافة ياقوت وأنها أصبحت فرد في عائله جميله مثلهم ابتسم على حماسها ودغدغها مازحا
فضحك مها وهي تتلوي اسفله وتدفعه عنها
كفايه ياشريف مش قادره خلاص
ضحك وهو يرفع كفيه نحو وجنتاها
بتحلوي كل يوم ينفع كده
تخضبت وجنتاها بخجل تسأله
انا فعلا جميله ولا بتقولولي كده عشان متحسسونيش اني ناقصه عنكم
اغمض عيناه بقوه فتقارير حالتها بعثها لأكبر مشافي لندن منذ اسبوع وينتظر جوابهم ولكنه أراد ان يهيئها نفسيا للأمر واردفت بحنين لطفولتها وفتره ابصارها
انا فاكره صوره بصيته لملامحي وانا طفله كنت بضافير طويله
تأملها بحنو ولثم خدها وكفه يداعب خدها الآخر
قريب ياحببتي هتشوفي نفسك وتعرفي ملامحك
عبست ملامحها وهي تفهم مقصده
بس انا مش عايزه قالولي اني هفضل عاميه مش عايزه احط امل وېموت جوايا من تاني
بكت بحرقه وهي تتذكر تجربتها من قبل
بابا ماټ بسببي انا اللي
خليته يخرج بيا اليوم ده
دفنت وجهها بين اضلعه وكأنها تطلب منه الامان
ضمھا بقوه إليه وهو يتمنى ان يزيل آلامها ان يراها مبصره ان تحبه بعينيها كما احبته بقلبها
ابتعد عنها وسط مشاعرهم الهائجة يسألها
مها انتي متأكده انك عايزه كده
ابتاعت ريقها پخوف وعندما شعر بتردده اغمض عيناه حتى تهدء أنفاسه ويصارع رغبته التي اشعلتها
ايه رأيك نروح عند دكتوره تتكلمي معاها وتسمعك
أعتدلت بتخبط واغلقت ازرار منامتها تبحث عن معنى لعرضه
هو انت زهقت مني انا مش تعبانه ياشريف
ابتسم وهو يجدها عبست بملامحها
ياحببتي انتي محتاجه تتكلمي وتحكي عن اللي جواكي وده هيساعدنا في العمليه وفي علاقتنا
عبثت ندي بلحية زوجها فنفر من مشاكستها بضيق
ندي عايز انام
ضحكت على حنقه فأعادت فعلتها ليفتح عيناه ممتعضا
عايزه ايه
احنا مش اتفقنا هنسهر سوا النهارده
ضاقت عيناه ولكن سريعا اتسعوا ذهولا
ايه اللي لبساه ده
ابتسمت وهي تنهض من فوق الفراش حتى تريه ما تلبسه
حدق بما ترتديه من زي تنكري يشبه الشرطه
تمتع بالنظر قليلا فأبتسمت عندما رأت أعجابه شعرت بالسعاده من نظراته كما اخبرتها البائعه التي يتعاملوا معها زميلاتها بالمدرسه فأرادت التجربه مثلهم
وهتنضمي للداخلية امتى
انكمشت ملامحها لترفع طرفي شفتيها مستنكره حديثه
هو ده ردك على اللي انا عملاه ليك
رمقها ببطئ عائدا ليتفحص هيئتها
فين الجمال فيه وايه اللي في ايدك ده كلبشات
هتف عبارته الاخيره ساخرا وتوالت سخريته الي ان جعلها تلقي بالقبعه التي فوق رأسها وتلتقط إحدى منامتها وتسرع نحو المرحاض
تنهد وهو يسمع صڤعتها القويه للباب وهمهماتها فعاد لنومه يدفن رأسه أسفل وسادته
خرجت من المرحاض تنظر اليه وهو نائم فأزداد ڠضبها
انا اللي استاهل
اغلقت انوار الغرفه وتسطحت جانبه وهي تسبه وټشتم حالها على فعلها لكل ما يفتنه بها ويعجبه ولا تعلم انه قد وجد فيها الجزء الذي كان يبحث عنه
شعر بلملمتها فوق الفراش فعلم انها لم تغفو حاوطها بذراعه
وهو بين اليقظه والغفله
انا بيعجبني ندي مراتي الحنينه اللي لما بتعمل حاجه بتعملها عشان خاطري وبتكبرني
خفق قلبها وانفاسه تسري فوق عنقها
شكرا انك قدرتي ياقوت النهارده واحترمتي وجودها وسطنا
أدارت جسدها نحوه لتصبح جبهتها فوق جبهته ولا يفصلهم سوا أنفاسهم
تعرفي ياندي من أسباب ڠضبي قبل جوازنا ونفوري منك ان ديما علاقتنا كانت معروفه لحمزه وسوسن ويجوا يحاسبوني
قالها وهو مغمض العين يخبرها بأسراره وهو ذاهب لعالم أحلامه
وكادت ان تغمض عيناها هي الأخرى
بحبك
وغفا بعدها ليتركها تنظر اليه بعد أن قالها لها صراحه الليله
نظر لها وهي غافيه جانبه تضم الغطاء على جسدها تأمل سكونها وملامحها فأتكئ على راحه كفه يطالعها دون قيود
ابتسم عندما أصبحت ملتصقه به للغايه تحاوطه بذراعيها
فمسح على وجهها ونهض من جانبها يشعر بالتعب بكل ما يحيطه
استيقظت بعد وقت تبحث عنه بعينيها نهضت من فوق الفراش ترتدي حذائها المنزلي وخرجت من الغرفه تبحث عنه لتجده غافي على الاريكه فأقتربت منه تهتف اسمه بخفوت وتوتر
حمزه
استمع لهتافها وتظاهر بالنوم فچثت على ركبتيها بجانب الاريكه تتأمل ملامحه وتبتسم رفعت يدها كي تمسح على وجهه براحه كفها زال خۏفها واستمتعت بلمس ملامحه بخفه كما استمعت هو
اڼصدمت مما تفعله وكأن شئ كان يقودها دون شعور فرفعت كفها عنه تؤنب نفسها
ايه اللي انا بعمله ده غبيه يا ياقوت
وكادت ان تفر من أمامه بعدما نهضت من رقدتها ولكن يده كانت اسرع فقبض على ذراعها
رايحه فين
شحب وجهها وهي تدرك انه كان مستيقظ أثناء فعلتها ابتلعت لعابها بخجل
انا كنت جايه اصحيك تنام جوه
وقبل ان تنفض ذراعها من قبضته وتفر آسرها اسفله ولم تعلم كيف أصبحت في تلك الوضعيه مشاعر كانت تقوده إليها بعطش وكأن مراهقته وشبابه الذي قارب على الانتهاء عادوا اليه معها
أنتهت أوراق سفرها بسهوله فمكانه فرات القديمه والحاليه أنهت كل شئ دون اطاله وهاهي معه في دوله اخري يصطحبها معه كخادمه تآلمت من المسمى ولكن ماذا ستحصل الا عن ذلك والقانون والناس يروها قاتله للشباب بالسمۏم التي كانت تتاجر فيها اخذت بذنب ليس لها ودفعت سنوات من عمرها في السچن ومازالت تدفع الضريبه
وصلت السياره بهم لفيلا صغيره بحديقه ليفتح احد الرجال باب السياره لفرات مرحبا به
فنظر اليها الرجل بغرابه فلا هيئتها تشبه السكرتيره الحسناء ولا لشخص مهم يقربه
كانت ترتدي فستان بسيط وحجابها الذي قررت ان ترتديه ورغم ان البدايه كانت إجبار الا انها شعرت انها بحاجه ان تقترب من الله وتتوب بعد أن خذلها البشر وقذفوا بها تحت أقدامهم
تحركت خلف فرات تحمل حقيبة ملابسها الصغيره بعدما اخذتها من السائق الذي حمل حقائب فرات
تأملت المكان فوجدت ان هنا أفضل إليها حتى لو سبب قدومها كان اجبارا
تحدث فرات مع الرجل الذي استقبله اما هي وقفت بعيدا منزويه على نفسها تنتظر ان يدلها علي مكان غرفتها
انتظرت لدقائق الي ان انتهى حديث فرات مع الرجل ورحل
وجدته يصعد الدرج دون أن يعطيها اهتماما فأقترب منه بلهفه تسأله
فرات بيه
وقف في مكانه ثم ألتف نحوها بجمود ينتظر سماع ما تريده منه
مكان اوضتي فين
رمقها فرات محتقرا ورفع عصاه مشيرا نحو المطبخ
تفتكري مكان الخدم فين في المطبخ
اوجعتها عبارته فعادت تسأله وهي تطرق عيناها ارضا
طيب هنام فين
لتأتيها نفس الاجابه ثانيه
في المطبخ ولا انتي فاكره هتعيشي هنا معززه
وتابع پقسوه وهو يرمقها
وبطلي المسكنه اللي انتي فيها ديه اوعي تكوني فكراني عزيز
غرز طرف عصته في كتفها من شده ضيقه من وجودها معه فالصوره التي يرسمها لها داخله انها امرأه سيئه ډمرت مستقبل أحدهم قديما والان تدور حول رجل متزوج
تآوهت من دفعته بعصته فصاح پغضب
هطلع ارتاح في اوضتي اصحى الاقي الاكل جاهز والبيت متنضف مفهوم
واكمل صعوده ورغم نظافه المنزل كانت هذه البدايه
لتسقط دموعها بحرقه وآلم
السچن كان اهون يارب
وقفت هناء أمام مديرها بتوتر تخشي ان يخبرها انها فشلت في فترة تدريبها بفندقهم
انسه هناء
ارتبكت من الكلمه فلم تخبر احد انها متزوجه فرفعت عيناها بقلق
انا علمت حاجه يافندم هو انا فشلت في فتره تدريبي
ابتسم خالد علي عباراتها ولم يزدها توترها الا فتنه
لا يا انسه هناء
واردف بجديه حتى يداري المشاعر التي تنتابه حينا يراها
حبيت أعرض عليكي شغل شايفه انسب ليكي من شغل الريسبشن
فأنتظرت سماع عملها الجديد
ايه رأيك تشتغلي في العلاقات العامه
فتحت سماح باب غرفتها بالسكن ولم تنتبه لهيئتها المبعثره لتشهق وهي تراه أمامها
انت
فأبتسم سهيل بصفاقه وهو يدلف الغرفه ويغلق الباب خلفه فالسماح له بالدخول كان سهلا فهى
متابعة القراءة