رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

بعيدا عنها
اتجوزتني ليه دخلتني ليه حياتك الكئيبة وظلمتني 
انا ظلمتك ياياقوت 
تنفست بعمق وهي تشعر بأن كل شئ بات ېخنقها
ايوه ظلمتني واستغليت حياتي وحاجتي للحنان ياريتني مشتغلت عندك ولا شوفتك ياريتني مقابلة راجل أسير الماضي بيتجوز عشان أهدافه 
اسكتي كفايه 
مش هسكت تاني سكت زمان كتير ومحدش رحمني دوستوا عليا انت وبنتك واختك عديت وقولت لنفسي استحملي وعيشي يمكن في يوم يحس بيكي
أنسابت دموعها بغزارة وكلمات سلوى ټقتحم عقلها فتدمي قلبها 
صفا كانت عشق ل حمزة يا ياقوت ومفتكرش انه حب ست غيرها 
صفا طلعت حبيبتك مش القريبه اللي انت بتساعدها شفقه ونادية الأخت العظيمه كانت بتكدب عليا عشان تداري عن حب اخوها العظيم 
كان ينظر إليها مصډوما مما تتحدث به فلم تكن التي أمامه ياقوت زوجته الهادئه كانت أخرى تحادثه بضراوة ولكن الحقيقه انه كان قهرا كتم لسنوات طويله ظنت فيها ان الطيبه والضعف ليس لهم ثمن 
سقطت كلماتها فوق قلبه كالسوط ووقف في صراع بين كبريائه وقلبه وكاد ان ينتصر القلب 
ياريتني ماحملت منك ياريتني فضلت اخد الحبوب ومصدقتكش 
وعند تلك الكلمه تصلب جسده وبهتت ملامحه وتقدم منها بوجه محقن 
مش هحاسبك على كلامك ده دلوقتى بس اعرفي انك غلطتي جامد اوي 
أوقف سيارته في المكان الذي اعتاد عليه دوما حتى يتحرر من أوجاعه 
صوتها الباكي مازال يصدح بأذنيه دون هواده خرج من سيارته شاردا بالظلام وفي حياته التي تشبهه زم شفتيه بعبوس يقبض على يده بقوه ولم يشعر الا وهو يضرب على موضع قلبه
ياقوت مكنتش تنفعك ياحمزه دخلتها دايرة ظلامك قلبك لسا عايش في الماضي منسهوش
رنين هاتفه أخرجه من شروده وقد كانت ناديه شقيقته نظر للهاتف على أملا ان تكون هي ولكن لم يجد الا اسم شقيقته ولأول مره يغلق هاتفه دون أن يجيب عليها 
رفعت ذراعيها لاعلي حتى تساعده ان يلبسها كنزتها ازاح لها خصلاتها جانبا ثم انحني ليكمل لها ارتداء مابقى 
همست برقتها المعهوده التي تؤثره واطرقت عيناها ارضا بعد أن تخضبت وجنتاها
مها 
عشان فرحانه ياشريف 
ضحكه شقيه خرجت من بين شفتيه وهو يتأمل ملامحها الخجله
طب ولازمته ايه الكسوف ده دلوقتي 
نفسي اشوفك اوي ياشريف تفتكر هشوف 
انهت ماجده ارتشاف الشاي الذي قدمه لها سالم بعد أن ابدلت الكؤس لترى بعينيها ما يحدث لها ذلك اليوم خصيصا كل شئ كان يفعله بأحتراف معها جلسوهم مع بعضهم بتناغم وكأنه ليس هو سالم الذي لا يطيق لمسها ثم اقترابه منها بعد انهاءها اخر رشفة من الشاي خاصتها ولا تشعر بشئ الا وجوده جانبها صباحا 
انتظرت ان يبدء مفعول المخدر عليه ولكن لا شئ حدث وظل يتابع التلفاز دون اهتمام منه نحوها 
ملئ الشك فؤادها وهي تكاد تجن فكل شكوكها تنصب نحوه ولكن أين الدليل 
نهضت من جانبه حتى تختلي بنفسها وتفكر وفور دلوفها لغرفتهما ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه ماكره 
عاد قبيل بزوغ الشمس بعد أن ظل ساعات الليل في سيارته هائما بأفكاره ألقى سترته فوق الفراش يبحث عنها بعينيه بأرجاء الغرفه مقررا انه سيتبع معها الصمت حتى تعرف خطأها وفداحة كلماتها هي استطاعت ان تغير مشاعره وتجعله يتوق لقربها دفائها وصفاء الروح الذي تمتلكه ولكن أفكاره لم تتغير 
الجمود والصلابه والكبرياء هم عنوانه وهذا ما احبته به سوسن وعاشت معه لسنوات دون أن تطالبه بشئ اخر 
يرضى أنوثتها كأمرأة فترضي هي الأخرى رجولته وينتهي الأمر 
انتبه على خروجها من المرحاض تحمل المنشفه بيدها وتجفف بها وجهها تعلقت عيناه فوق ملامحها الباهته يجاهد مشاعره 
كبرياء وشوق وبين هذا وذلك يضيع العمر 
رمقته صامته ولم تحادثه بكلمه أخرى ولكن عندما وجدها تضع كفها جبينها المتعرق اقترب منها بلهفة 
مالك يا ياقوت فيكي ايه 
ياقوت لو تعبانه قوليلي
اصابه الضجر من صمتها والبرودة التي احتلت عيناها 
المفروض اللي يزعل هو انا مش انتي ضيعتي فرحتي وفرحتك 
ابتعدت عنه وعبارته تتردد داخلها بمعاني كثيره فأين فرحتها هي
ضيعت فرحتك طب وانا 
ضاقت أنفاسه وهو يرى ان الحديث سيأخذهم نحو اعتاب أخرى
أنتي عايزه ايه ياياقوت عايزه تعرفي ايه وننهي المهزله ديه مش هنبقي زي المراهقين نتخانق 
ولو عاد الزمن للوراء بسنوات فكان عاشق متيم يراضي ويدلل صفا حتى أن مروان صديقه كان يطلق عليه لقب كلما تذكره سخر من نفسه 
واقترب منها تحت نظراتها الباهته زافرا أنفاسه بهدوء 
تعرفي ان النهارده اسعد يوم في حياتي 
ورفع كفه يلامس موضع طفلهما بأعين لامعه وكفه الأخرى اخذت طريقها نحو خصلاتها تداعبهما برفق الي ان هبط به نحو عنقها وعيناه تلتقط كل اشاره ذوبان منها 
ثواني مرت وهي صامته

مسحوره ضعيفه ولكن قلبها انتفض بكبرياء من بين اضلوعها فأنتفضت معه كالملسوعه تبعده عنها 
انت مش بارع غير في حاجه واحده بس ياحمزه بيه 
واتبعت عبارتها الساخره وهي تسقط بعينيها فوق الفراش ليصله المعنى بجداره 
لتتجمد عيناه نحو الفراش بعد أن غادرت الغرفه وتركته ينظر للحقيقة التي اوصلها إليها 
انتفضت صفا فزعا وهي ترى فاديه تقف أمامها تطالعها بأستعلاء وحقد
تصدقي مطلعتش سهله ياخريجة السجون لفيتي علي اخويا واتجوزتي 
واردفت متهكمه تضغط على شفتيها غير مصدقه انها ستصبح عمة لطفلا منها هذه 
وعند تلك النقطه كانت عيناها تجول فوق بطنها انتبهت صفا لنظرتها فأرتجف جسدها خوفا كل ما فعلوه معها جعلها كالقط المذعور الخائڤ تقارن بين مراهقتها وعمرها الذي في الثلاثون ولا ترى الا ان الأعوام زادتها خنوعا وابدلتها 
شرودها لم يجعلها تشعر بتقدم فاديه منها الا عندما أصبح جسدها بين ذراعي فاديه تهزها پعنف 
الطفل ده لازم ينزل سمعاني لو منزلش هموتكم انتوا الاتنين مش بعد العمر ده كله تيجي واحده زيك تورث اسم النويري 
ابعدي عني ابعدي عني وديني مكان بعيد انا مش عايزه حاجه منكم
بتعملي ايه يافاديه هنا 
تجمدت ملامح فاديه خوفا وخشت ان يكون سمعها وهي تهددها ألتقطت عيناه ذعر صفا وانكماشها فألتمعت عيناه 
مالك واقفه كده ليه يافاديه وايه اللي جابك هنا 
تنفست فاديه براحه بعد أن ذهبت مخاوفها وألتفت نحوه ببطئ ترسم على شفتيها الوداعه 
جيت اعتذر منها يافرات قولت نفتح صفحه جديده مدام بقت خلاص فرد منا 
كانت تخرج الكلمات بصعوبه من بين شفتيها فهل هذه ستكون فردا منهم طبعا لتدهور الزمن 
وخلاص خلصتي كلامك معاها يافاديه 
وقفت صفا تنظر نحوهم بشرود تستمع الي أكاذيب فاديه وتشرد في ټهديدها 
انت بتطردني من بيتك يافرات بتطردني ياخويا 
فتنهد فرات سأم من أفعالها لتعود بعيناها نحو صفا الواقفه 
خد بالك منها يافرات صفا عايزه تهرب وممكن تضيع نفسها
اتسعت عين صفا ذهولا تحت نظرات فرات الجامده مرت لحظات وهو واقف في مكانه يحدق بها بعد أن غادرت فاديه 
اعملي حسابك هتتنقلي عندي في اوضتي 
وضعت المشروب أمام تلك الضيفه التي تشعل داخلها مشاعر جديده عليها معه نظرت الي ألتصاق الفتاه به والتي تعد شقيقه احد أصدقائه 
أين مشروبي سماح
ألتوت شفتي سماح امتعاض وهي تراه اخيرا انتبه لوجودها 
مضر على صحتك 
قطب حاجبيه وقد ارتفعت شفتيه استنكارا
لم اسمع يوما ان مشروب الكاكاو الساخن مضر بصحتي
انا قولت ذلك وانتهى الأمر 
استعجب من ردودها الفظه فتعلقت عين هيلين بهم وهي لا تفهم شئ من اللغه التي يتحدثون بها 
ما الأمر سهيل 
انتبه سهيل على تلك الجالسه جواره ونهض بعكازه نحو سماح التي وقفت تعقد ساعديها أمامه وكأنها تتحداه 
لا شئ هيلين سنعود بعد دقائق
اطبق بيده على رسخ سماح وقادها خلفه وهي تهتف حانقه
ابتعد سهيل هل تجر بقوه خلفك
دفعها نحو الطاوله التي تتوسط المطبخ يرمقها بنظرات متفحصه
منذ قدوم هيلين وانتي تتصرفين بغرابه ماذا سماح هل تغارين
نعم انا اغار عليك انت
ضحك وهو يلتقط لغة جسدها
بالطبع تغارين فأنا رجل جذاب ولاعب مشهور عزيزتي
وايضا فظ وبارد و 
وقبل ان تسترسل بسبابه كان يصمتها بالطريقه اثمرت معه نفعا
ابتعد عنها بعد دقيقه كامله ينظر إليها 
لذيذه انتي سماح
وقفت سمر أمامه تنظر اليه وهو يوقع علي بعض الأوراق كانت تتذكر كلام ندي فترسمه بمخيلاتها تتخيل هي التي بين ذراعيه سذاجة ندي جاءت لصالحها ولكن الي الان لا تعرف كيف تخطو خطواتها ف شهاب لا يتعامل معها إلا انها كمجرد موظفه لديه لا أكثر
حجزتي التذاكر 
اماءت سمر برأسها والفضول ېقتلها نحو تلك الرحله وهي تظن انها من سترافقه لوجود عمل هناك 
هو انا اللي هرافق حضرتك ل دبي يافندم
ناولها الأوراق التي أنهى توقعها وهو يستنكر سؤالها 
لو محتاجك اكيد هتكوني على علم ياسمر اتفضلي على شغلك
بهتت ملامحها وخرجت سريعا من غرفة مكتبه تترك لدموعها العنان فهى الاحق بمثله ومثلما تركها رجلا يوما فلا بأس أن تجعل أحدهم يترك زوجته 
ابتسمت هند فور دخول ياقوت لمكتبها ارتبكت من رؤيتها لذلك الشخص الذي يجلس بالمقعد المقابل لهند ويتحدث معها بأريحيه 
اجيلك وقت تاني ياهند 
لا تعالي ياياقوت ده مش حد غريب ده هاشم اخويا
تعلقت عين هاشم يؤمي برأسه كترحيب بها 
ديه ياقوت ياهاشم عايزه اقولك انها موهوبه جدا وشاطره جدا في التفصيل عندها قدره
رهيبه تتعلم اي حاجه بسرعه واظن انها هتفيدك في شركتك 
واشارت نحو ذاتها بفخر لترتبك ياقوت من نظرات هاشم نحوها 
زي ما انا هفيدك بالظبط 
انشقت ابتسامه هاشم ببطئ وعاد يركز نظراته نحوها وكأنه يفحص مقدرتها وبدايه جديده قد بدأت 
الكل اجتمع ذلك اليوم تحت إلحاح ناديه رغم مشاغل كل فرد في العائله جلست ياقوت في مقعد بعيد عنهم فلم تعتد تشعر بأي مشاعر نحو تلك العائله ولكان الواجب والذوق حتم عليها المجئ 
تناولوا الطعام بهدوء والكل لديه فضول لما اجتمعوا اليوم 
لأول مره لم تكن لدي ياقوت مشاعر بالسلب نحو مريم فلم تعد تجد لنفسها دور بحياته الا انها حققت حلمه وحلم شقيقته بأن يصبح له طفل وهكذا انتهت مهمتها بينهم 
انتهت وجبه العشاء وجلسوا في غرفة الجلوس يحتسون مشروباتهم شعرت برغبتها بالتقئ بعد أن تقدمت الخادمه بمشروب القهوة لندى الجالسه جانبها 
ايه سبب الجمع السعيد ده ياناديه 
تعجب الجميع من تعب ياقوت لتبتسم ناديه فلا داعي للانتظار 
سبب الجمع السعيد ده ياقوت حامل
يتبع
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
الفصل الثامن والأربعين
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
ابعد ما كانت تتخيله ان تراه هنا أتيا إليها ارتجفت يدها القابضه فوق القلم ورفعت عيناها خشية تطالع أعين زميلاتها بالغرفه التي تعمل بها
مستر خالد
ايوه ياهناء
اردف متهكما وهو يرمقها
قولت اجيلك انا بدل ما انتي مش عارفه تجيلي
تذكرت اخر لقاء بينهم وقد ظنت انه مجرد ټهديد منه لغضبه من كذبتها وسيمضي الأمر
عندي اجتماع مع مراد هخلصه والاقيكي مستنياني بره الشركه
وانصرف دون كلمه اخري تعلقت عيناها به وعادت تطالع الأوراق التي أمامها والي الان لا تجد اجابه عما يفعله خالد معها انتبهت على صوت جيهان التي وقفت أمامها تعطيها الكتاب الذي اخبرتها عنه بأن تقرأه 
هناء خدي الكتاب اه صدقينى هتستفيدي منه اوي في حياتك  
جيهان انا محتاجه نصحتك اوي 
لم تكن جيهان الا
تم نسخ الرابط