رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

لظلامه ولم يكن يعلم انه لن يعود مسجنه وظلامه كما كان فمن ذاق العسل اراده دوما
تخضبت وجنتاها بخجل وقد تعلقت عيناها به
مش عارفه انا عايزه ابله ناديه 
اتسعت عيناه وهي تطالبه بشقيقته فأنفرجت شفتاه بضحكه صاخبه 
عايزه ناديه يا ياقوت في ليله فرحنا
حركت رأسها له فهى بالفعل أحبت ناديه واعتبرتها شقيقه كبري تمدها بنصائحها فلم تقدم لها والدتها ولا زوجه ابيها نصائح لتلك الحياه الجديده عليها ولم تقم بذلك الدور الا ناديه التي اعطتها من خبرتها بتعقل بعيدا عن چنونها ومكرها فمكر النساء لا يعلم إنما يستكشف 
ايه رأيك نصلي الأول وبعدين نتعشا ونشوف موضوع ناديه بعدين لأن شكلي بتجوز لأول مره 
ابتسمت على عبارته فأبتسم هو الآخر 
يلا يابنت الناس عشان انا بنام بدري 
أنهوا صلاتهم ومجرد ان أنهى دعاء تلك الليله وجدها تبكي 
فسألها بلهفه وقلق 
ياقوت في ايه 
لم تعرف ما تخبره به اتخبره انها تخشي فشل زواجهم وتعود لما كانت عليه اتخبره انها تريد حنانه ولطفه معها دوما والا يحرمها منه 
ارتجفت شفتيها وكلما أرادت البوح له صمتت مسح دموعها برفق
ياقوت انتي مش مبسوطه
رمقته خلسه ثم اطرقت عيناها وافصحت اخيرا بما يعتريها
في الأول مكنتش مبسوطه لأني خفت منك وقولت ده طردني من شغلي من غير ما يسمعني لما هتجوزه هيعمل ايه فيا 
تأملها في صمت وترك أذنيه تسمعها بأهتمام
بعدين سمعت كلام من عم مهاب وابله سلوى عنك كتير حبك لعيلتك ودعمك ليهم ومواقفك معاهم والاهم معاملتك لولاد مراتك وحبك ليهم وعمرك ما حسستهم انك زوج ام مع انها ماټت 
رفعت عيناه نحوه تطالع ملامحه الرجوليه عن قرب 
انا جربت معامله مرات الأب وجوز الأم شعور صعب اوي لما متكنش فرد مرغوب في لا هنا ولا هنا وكأنك على الهامش انا مش عايزه حياتي تكون كده 
ولم تشعر بحالها الا وهي تلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها اليه بملامح جامده متخيلا العڈاب الذي تلقته من معامله سيئه فهو لم يرتاح لزوجه ابيها 
انسى يا ياقوت كل ده
وابعدها عنه ينظر إليها بحنان آسرها 
حياتي مش ملكي لوحدي يا ياقوت ومش هكون زوج كامل ليكي وعلطول معاكي لان عندي مسئوليات وبيت تاني مقدرش اتخلى عنه 
اماءت برأسها متفهمه الوضع ولم تفكر انها في النهايه بشړ وسيأتي يوما ولن تتحمل ان تكون في هامش حياته ومجرد ساعات ليل يقضيها معها 
بس انا شعري مش ناعم اوي ده معالج للشعر 
ابتعد عنها ليبتسم على برائتها 
برضوه جميل يا ياقوت

ضحك شهاب على ندي التي وضعت الوساده فوق ساقيها وظلت تقضم اظافرها بضيق 
مش كنتي راجعه تعبانه ومرهقه
واردف ساخرا وهو يرمقها 
واه ياشهاب السفر متعب مع انها ساعه ونص من هنا للبلد بس اقول الجوازه مش على هواكي 
طالعته ندي بضيق ثم اشاحت عيناها عنه 
انت ليه مش قادر تفهمني اهي عيلتنا السعيده المترابطه هتضيع بسبب البنت ديه انا ست وعارفه وفاهمه الستات كويس
فأقترب منها يجلس على الفراش جانبها مستنكرا حديثها ولكنه قرر ان يسايرها حتى يفهم نظريتها في أمور النساء
وفاهمه ايه يمكن انا مش بفهم 
رمقته وهي تعلم بأستهزاءه بها 
يا شهاب حمزه جوزها وهيبقي من حقها وشويه شويه هتاخده مش هنشوفه وبعدين لو جابت طفل بسرعه كده خلاص 
تجمدت ملامحه وهو يسمعها ونهض من جانبها نافرا
لدرجادي ياندي كرها لاخويا انه يعيش حياته ويبقى عنده طفل ليه عايزينه ليكوا انتوا وبس ياقوت بنت عاديه ومش من نوعيه الستات اللي انتي فكراهم ده هي اللي هتتظلم معاه 
وأشار بيده محذرا قبل أن تهتف بكلمه أخرى 
عارفه ياندي لو محترمتيش مرات اخويا ورجعتي لعقلك انا فعلا هفهم انك اتغيرتي للأسوء 
كاد ان يتحرك وبتركها فنهضت من فوق الفراش سريعا تركض اليه وتتعلق به بعد أن شعرت انها زادت الأمر بالفعل معه ومثلما هي حزينه على ذكرى شقيقته فحمزة أيضا شقيقه 
شهاب انا اسفه استحملني الفتره ديه معلش بس اوعدك اني هخفي مشاعري واتعود على الموضوع انت عارف اني كنت بستلطف ياقوت بس الموضوع ده قلب حاجات كتير جوايا 
لم يبدي اي ردت فعل بل اشاح وجهه بعيدا عنها لتشب علي أطراف اصابعها ثم لثمت خده 
متزعلش بقى بضايق لما بزعلك 
قطب حاجبيه عابسا 
ما بين اوي ياندي انك بتزعلي على زعلي 
انا وعدتك هحاول اتعود
ورفعت عيناها نحوه تسأله 
انت محضنتنيش ليه 
ضحك على عبارتها فضمھا بذراعيه 
والله انتي مجنونه ياحببتي 
تعلقت عيناها له تتمنى ان تكون بالفعل حبيبته واحبها وليس ما يفعله معها تقديرا لما تفعله لا أكثر كان يطالعها بحب حقيقي ولدته أيامهم معا 
ومال نحوها يلثم عنقها هامسا
لو مكنتش اتجوزتك كنت خسړت كتير 
 
طالعها وهي نائمه براحه تضم الوساده إليها تغفو كل ليله لتتركه ېحترق بنيران قربها زفرا أنفاسه بقوه
ياترى مين اللي خلاكي كده يامها انا شاكك في سالم الكلب
أصبح يمقته ويمقت شقيقتها حينا يأتوا لزيارتها ولكنه رغما عنه يتقبل الامر من أجلها
الحيره أصبحت تقتله منذ ليله زفافهم شعوره بالذنب لتركها جعله يتحمل وينتظر الي ان تصارحه بما حدث بغيابه ولكنها لا تتحدث تبكي فقط كلما اقترب منها تشعل جنونه وغضبه ليرحل قبل أن يفقد صوابه
مد انامله يمسح على وجهها برفق هامسا بأسمها
مها
ردد ندائه عليها فتأكد من تعمقها في النوم لزيل الوساده من بين ذراعيها وقربها من احضانه لينعم بها وهي نائمه قبلاته وملمس جسدها يسرقهم هكذا
شعر بلملمتها بين ذراعيه لتشد من احتضانه تظنه وسادتها متنهدا داخله
الوضع ده مش لازم يستمر كتير
تسطح بجسده فوق فراشها الصغير بمنزل والديها لتدلف الغرفه بكأس الماء فطالعته بضيق بعدما اغلقت باب الغرفه خلفها

على فكره ده سريري وانا مش هنام على الأرض
رمقها مراد مبتسما بصفاقه
هو احنا مش خلصنا من الحوار ده وقولنا هنعدي الليله ديه وكل واحد يتحمل التاني
زمت شفتيها بعبوس
لا انا غيرت رأي انا مبحبش انام جنب حد
رفق حاجبه مستهزءا من عبارتها فأبنت عمه الوديعه قد تحولت لقطه شرسه
يبقى خلاص نامي على الأرض أما أنا مش هنام 
هتف عبارته كي يستفزها لتجز على أسنانها واقتربت من الفراش تجذب ذراعه كي تنهضه 
قوم بقى بطل رخامه وبرود
ضحك على فعلتها لتتسع عيناه ذهولا عندما سقطت عليه دون قصد منها 
تلاقت عيناهم ومع كل نظره خاطفه كان يمر شريط تلك الليله التي جرحها فيها واخبرها انه لم يحبها وأنها اختيار ابيه 
اغمضت عيناها بقوه اما هو كان لأول مره يرى هناء الفتاه الجميله الناعمه وليست ابنه العم المرغم على زواجها واقتراح والده 
تحركت يداه كي تآسرها فوجدها تنفض نفسها سريعا بعيدا عنه تلتقط الوساده حتى تتسطح فوق الأرض 
نفورها أذى رجولته التي حطمت كبريائها لينهض من فوق الفراش غاضبا
نامي على السرير ياهناء مش لدرجادي انا معډوم الرجوله 
وألتقط منها الوساده لترمقه بصمت ومن دون كلمه اتجهت نحو الفراش تتسطح عليه تعطيه ظهرها تتمنى ان تمضي تلك الليله على خير
 
رمق سالم ماجدة النائمه طالعها بضيق وكأنه لا يطيقها جوارها نهض من جانبها متمتما
الواحد زهق اه لو البت مها مكنتش اتجوزت كنت استمتعت بحته الملهبيه 
عاد بنظراته نحوها باصقا عليها لتلمع عيناه بخبث متذكرا اقتراح صديقه وما الاقتراح كان الا تبادل الزوجات 
ولمعرفته لرفض ماجده وان تجاوزاتهم قبل زواجهم ماكانت الا لهدف ان ترضيه حتى يتزوجها 
أرادت الزواج فقط غافيه عن أخطائها ولم تدري انها وقعت في التهلكه 
 
فتح عيناه ليجدها بين ذراعيه نائمه بعمق ابتسم وهو يمسح على وجهها 
نهض من جوارها ليتجه نحو المرحاض مخاطبا حاله 
اوعي ياحمزه تضعف تاني اوعي القلب يقودك انت بتعامل ياقوت عطف 
ارتدي ملابسه بعجله هاربا من شعوره الجديد نحوها 
وبعد نصف ساعه كان يقف بسيارته في الصباح الباكر مازالت الشمس تبدء في سطوعها دون أن تسلط حرارتها وتنشر دفئها
زفر أنفاسه بقوه وطيفها وهي بين ذراعيه ورائحتها تتغلل في اعماقه كانت كالبريئه وهو يلقنها فنون الحب بادلها مشاعر لم يكن يتخيل انها يوما داخله وان الماضي قضى عليها
ولكن كانت تلك الليله هي الفاصله في كل شئ
تعالت اصوت أنفاسه من هياج مشاعره الهادره وابتسامه لاحت على شفتيه وهو يتذكر وجهها حين استيقظ وكانت غافيه على ذراعه تضم نفسها نحوه وانفاسها الدافئه تلفح عنقه
وقفت سياره ناديه جانب سيارته ثم ترجلت من سيارتها وأثار النوم في عينيها اقتربت منه بقلق
ايه اللي حصل في واحد يخرج من البيت يوم صباحيته
ووضعت يدها على فاها تكتم صوت شهقتها فطيله طريق قدومها اليه وهي تفكر في الكثير من الأسباب التي جعلت شقيقها يهاتفها في بدايه الصباح
اوعي تقولي انك ندمان ياحمزه
تجمدت عيناه نحوها ورمقها ببطئ ثم اشاح عيناه بعيدا عنها كي يعري نفسه من مشاعره دون أن ترى مايفيض من عينيه 
كلامك صح ياناديه اللعبه قلبت عليا حبيتها من غير ما احس
خرجت الحقيقه التي هرب منها صباحا تنهد وهو يغمض عيناه 
الماضي لسا جوايا كسرت امي يوم ما اترفدت من شغلي ودموعي وانا بستلم قرار فصلي عن حلمي لسا محفور ياناديه 
جوازي من سوسن ونجاحي والسنين لسا ممحتش الماضي انا ضعفت وسيبت قلبي يخرج من ضلمته
سقطت دموعها وهي تربت على ذراعه وتسمعه
حب وعيش من تاني ياحمزه صفا كانت درس وانتهي متحرمش نفسك من الحياه ياقوت غير صفا سيب نفسك وعيش 
ووقفت أمامه تعلق عيناها به لترى آلما في عينيه أراد اخفاءه
بقى حمزه الزهدي خاېف من نفسه والحب لدرجادي
زفر أنفاسه مشيحا عيناه بعيدا عنه 
هو حمزه الزهدي ده مش انسان 
ضحكت وهي تمسح دموعها التي سقطت حزنا عليه 
انسى الماضي وافتكر انه كانت محطه وصلتك للي انت في دلوقتي 
وكان كلامه مقنعا قضى على شيطانه وظلامه 
 
استيقظ فرات علي رنين هاتفه الذي اخذ يرن بألحاح ألتقطه ينظر لرقم شقيقته 
ايوه يافاديه 
تجمدت ملامحه وهو يسمع صوت بكائها 
تاني موضوع عزيز والبنت ديه ما هي شغاله في المزرعه وبعيده عنه
واردف بسخط وهو يسمع شكواها 
اقفلي يافاديه انا مش فايق على الصبح 
اتاها صوتها الباكي ورجائها 
اسمها بقى علي لسانه وهو نايم يافرات نفسي اموتها خلصني منها 
ضاقت أنفاسه بمقت
أنتي شيفاني قتال قټله ولا رئيس عصابه جوزك ده بقيت قرفان منه بدل ما يحافظ عليكم بيجري ورا الحريم 
عادت تتوسله الي ان تذكرت سفرته التي بعد أيام 
خدها معاك الكويت تخدمك هناك وبعدين لما تنزل سيبها في بيتك واه كل ماتروح فرع شركتك تخدمك ونبقي خلصنا منها
ألتوت شفتيه ساخطا فأردفت برجاء وأمل 
ارجوك يافرات ابعدها عن مصر وجودها في المزرعه مينفعش انا والولاد عزيز بنقضي الصيف فيها مش عايزه اشوفها هناك خطافه الرجاله اللي كانت عايزه تضحك على جوزي
ولم يكن من فرات الا انه يسمعها جيدا مفكرا تلك المره ومع إلحاح شقيقته التي لا ترى الا زوجها 
اخر مره هحللك مشكله من النوع ده يافاديه المره الجايه لو عينه زاغت هطلقك منه مفهوم 
وقبل ان ينتظر سماع ردها
تم نسخ الرابط