رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

تريد تلك المشاعر تريد طفلا اخر وثبت من فوق الفراش بهيئتها العابثه التي لم تكن تعلمها واقتربت منه مجددا 
استيقظت صباحا تنظر إلى سقف الغرفه بشرود ويداها تقبض فوق شرشف الفراش
برودة الفراش جانبها أكدت لها انه رحل منذ وقت طويل اغمضت عيناها بقوه تتذكر تفاصيل الليله تتذكر اخر عباره سمعتها منه قبل أن تسقط غافيه بين ذراعيه
حبك بقى لعڼة في حياتي ياصفا 
كان يدلف مكتبه بخطوات جامده خطوات وملامح اعتاد عليها كل من حوله فرات النويري الرجل الذي لا يهزه شئ مهما كانت ضخامته ولكن في الحقيقه هو كان في عالم آخر مشتت في كل ما يعيشه 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ليله امس رغم انه يعلم انها كانت تحت تأثير ضعف منها وانه لم يشئ استغلالها لكنه لم يستطع ان يقاوم 
تنهد وهو يرخي رأسه نحو الملفات الموضوعه فوق سطح مكتبه 
وبعدهالك ياصفا اعمل ايه عشان اريحك وارتاح 
تذكر إجراءات الطلاق التي يقوم بها مع تنازله عن المزرعه التي تعيش فيها ولكن بعد ما حدث بينهم أعطاه الأمل حتى لو كان ضعيفا 
طرقات سكرتيرته الخافته ثم دلوف احد رجاله جعله ينهض مستبشرا 
عرفته حاجه عن مكانه يا شوقي
ابتسم رجله واماء برأسه فجعل قلب فرات ينبض بلهفه 
ايوه يافندم ورجالتنا راحه المكان 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لم يتمهل فرات في سماع المزيد منه غادر مكتبه مشيرا لرجله بالتحرك معه 
اتسعت أعين حوريه ذهولا وهي تستمع لما تقصه صفا عليها نظرات حوريه جعلتها تطرق عيناها نحو سطح مكتبها تفرك يداها ببعضها
انا مش عارفه عملت كده ازاي ياحوريه 
بكت عاجزه علي فهم حالها لتربت حوريه فوق يديها 
اللي عملتيه مش حرام ولا عيب ياصفا انتي كنتي محتاجه لجوزك محتاجه لعيله تبقى منها وليها 
كانت بالفعل ما تقوله حوريه هي تلك الحقيقه هي تحتاج لعائله تحتاج ان تشعر ان حياتها تمضي وسط أناس وليست وحيده بين جدران غرفتها خرجت من جدران زنزانه لتدخل لزنزانه اخري 
رفعت عيناها نحو نظرات حوريه التي تسبرها 
حوريه ان حبيت لمسات فرات ليا منفرتش منه 
هتفت عبارتها الاخيره پضياع پضياع لا تعرف سببه 
عندما ابتعد فرات عنها كما كانت ترغب أصبحت تشعر بأحتياجها إليه بالأمان الذي يشعرها به بالحب الذي قديما اضاعته من ايديها 
فرات ذو القلب الحجر أصبح أمامها اليوم امان 
يالها من سخريه كم مره كرهنا اشياء وأشخاص لنجد بعدها حياتنا بهم ومعهم لنجدنا نفعل ما استهزءناه يوما
هوني على نفسك ياصفا
وصمتت حوريه للحظات وهي لا تعرف كيف تجيبها ودون شعور منها كانت تنطق الاجابه 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لو بقيتي حامل منه ياصفا كملي حياتك معاه لأن فرات قدرك ياصفا قدرك اللي ربنا كتبهولك
لا تعرف كيف نطقت تلك العبارات ولكن قالت ما اباح به عقلها نظرات صفا الباهته تحولت لسكون وسؤال كان يتردد داخلها هل ستحمل من فرات من ليله اختارتها هي دون شعور هي ندمت على فعلتها امس ولكن حدث ما حدث 
وقفت سماح أمام موظف الاستقبال بالفندق الذي تقيم فيه الي ان تنتهي مده المؤتمر التي لن تتجاوز الثلاث ايام ثم تعود 
سكنت آلام ذكرياتها واقنعت قلبها بأنها أقوى مما مرت وستظل صامده كما فعلت في تجربتها السابقه ولكن في الحقيقه كانت تعلم انها كاذبه
ألتقطت مفتاح غرفتها من الموظف ولم تكن بحاجه لاحد يحمل حقيبتها الصغيره فسارت وحدها للمصعد وقلبها يشعر بشعور عجيب 
فتحت غرفتها ودلفت 
اغمضت عيناها ثم فتحتهما وهي تشم رائحة عطر لن تنساه في حياتها 
اكملت بخطواتها لداخل الغرفه لتقف متجمده وهي ترى الغرفه والفراش الان انتبهت لنظرات الموظف الغامضه 
رائحة عطره تخنق رئتيها بالحنين وعيناها ظلت عالقه بالفراش المزين بالورود وكلمه احبك المرسومه
خطوات كانت خلفها ولكنها لم تلتف
سماح 
صوته تغلل في اعمقها سقطت دموعها وهي تتذكر كيف انتهت حياتهم معا كيف تركها ببساطه وسمح لها بالرحيل عندما لم يجد منها استجابه كرر اسمها 
سماح ارجوكي انظري لي 
دقائق مرت وهي على هذا السكون سمحت لأنفاسها بأن تلتقطها ببطئ ثم بدأت بأقناع عقلها بأنها قويه دون الحب وقد جنت مايكفي من الرجال 
وببطئ ألتفت نحوه ببتسامه ساخره فوق شفتيها حرصت على اظهارها 
نهيت كلامك سيد سهيل ممكن تتفضل بره اوضتي 
تجمدت ملامحه من برودة حديثها ليلغي المسافات بينهم قابضا على كتفيها 
لم أنهى حديثي بعد سماح وستسمعيني 
مش عايزه اسمعك كفايه بقى مبررات كل واحد عنده عقده وكلاكيع في حياته يجي يختبرهم معايا انت وماهر طلعتوا واحد هو دمرنا زمان وانت جيت كملت خلتوني مصلحش ابقى ست
واردفت وهي تتحاشا النظر اليه 
اللعبه كان مسيرها في يوم تخلص واهي خلصت 
واتجهت نحو باب غرفتها لتفتحه
معدش بينا حاجه تجمعنا احنا اتطلقنا ياسهيل 
لم اطلقك سماح
جحظت عيناها مما تسمعه من عدم طلاقه لها كما اتفقوا تذكرت انها بالفعل لم تحصل على أوراق طلاقها الي الان وكلما تواصلت مع المحامي المسئول كان الرد يأتيها انه في رحله عمل ومع دوامة مشاكلها نست انها مازالت زوجته 
سأعيدك لي سماح لن ارحل من هنا الا بك 
وقف يتأملها وهي تتحرك هنا وهناك تلتقط ملابسها المعده بعنايه لتلك المناسبه صغارهم كانوا يتوسطون الفراش بملابسهم المتشابها يضمون أصابعهم ببعضها يلاعبون حالهم وهو جالس جوارهم يلاعبهم غير عابئ بأناقته ولكن عندما خرجت هي من المرحاض بتلك المنشفه الملتفه حول جسدها وانتقالها بين ارجاء الغرفه أصبحت انظاره لا تلتقط الا هي ابتسم وهو يسمعها تتذمر فكل شئ تبحث عنه لا تجده الا بعد بحث يزيد حنقها وكأن اشيائها اليوم اجتمعت ضدها مع ضيق الوقت 
ياحببتي كل حاجه قدامك بس انتي من توترك مش عارفه تركزي 
هتف بها حمزه وهو يأسرها بذراعيه يمرمغ أنفه بعنقها الرطب 
حمزه انا حامل 
حبست أنفاسها قبل أن تحرر كلماتها منذ أن تأكدت من الأمر وهي تكاد تبكي صغيريها لم يتموا بعد العام الاول وهي حامل في مولود اخر بل وتوأمين وفي شهرها الثاني 
طرقات ياسمين علي باب غرفتهما وندائها 
حمزه هاشم تحت مستنيك هو وبابا 
تلاشي هتاف ياسمين من حوله وكأنه لم يسمعه وتأمل تخبطها بأبتسامه واسعة وقد ألتمعت عيناه 
قولتي ايه 
حمزه بابا بيقولك انزل 
وفرت من أمامه تكمل ارتداء ملابسها بعجلة فضاع جمال تلك اللحظه 
انتهى عقد قران ياسمين وهاشم هاشم الذي لم يكن يظن يوما ان امرأة ستجعله راغب بالزواج بل واللهفة تغمره
سناء لأول مره لم تكن تطالع ياقوت پحقد فكانت عيناها على ابنتها وزوجها رغم ان لم تحصد سناء الا القليل من صنيع نفسها 
ولكن لله حسابات لا يعلمها المرء
اقولهم على الخبر
همس بها حمزه بوجه يغمره السعاده وهو يطالع أفراد عائلته وعائلتها
عضت شفتيها بحرج وهي تطالع ناديه التي تنظر إليها من حينا الي اخر غامزة لها عن تلاصق حمزه بها الذي أصبحوا معتادين عليه 
حمزه بلاش تحرجني هيقولوا عليا ايه 
صوت ضحكاته تجلجلت بالمكان ليرمق شهاب شقيقه رافعا حاجبه أما ناديه فأقتربت منهم وقد قادها فضولها إليهم 
ما تقولنا ياياقوت على سر ابتسامه حمزه النهارده 
واردفت وهي تنظر لشقيقها بمشاكسه 
ده انا قربت احس ان ده مش حمزه اخويا عملتي في ايه
رمق حمزه ياقوت التي توردت وجنتاها خجلا ليبتسم بأبتسامه واسعه محيطا خصرها 
اقولها ياياقوت على سر ابتسامتي 
وضعها في موضع حرج لتطالعه بمقت ولكن زوجة ابيها التي كانت تتابع الحوار من علي بعد تسألت بعد أن فحصت ياقوت بعينيها 
هو انتي حامل ولا ايه ياياقوت 
تصريح سعادته لما يخرج من فاهه ولكن زوجة ابيها قامت بالواجب ليشهق البعض غير مصدقين فسوف ينضم فرد جديد لعائلتهم 
الخبر ده صح ياحمزه 
ومن ملامح ياقوت الحرجه ونظرات حمزه السعيده لم يكن الخبر يحتاج لتأكيد 
الكل كان يبارك بسعاده ولكن سناء بلسانها الذي يصب النيران كما اعتادت هتفت 
طلعتي شاطره ياياقوت ايوه كده اربطيه بالعيال
ونظرت الي ياسمين التي احمر وجهها خجلا من حديث والدتها 
اتعلمي من اختك 
ابدلت ياسمين ثوبها تحت نظرات ياقوت وهي تستمر بالضحك متذكره ما حدث من ساعات
كفايه ضحك وتعالى احكيلي عملتي ايه لما خرجتي مع هاشم 
هوت ياسمين بجسدها فوق الفراش تتذكر الساعات التي قضتها بصحبة هاشم لتلمع عيناها مع تنهيده حاره 
ياسمين 
انتفضت ياسمين من

هيمانها ولكي لا تلح ياقوت في استجوابها المخجل قلبت الأدوار لتصبح ياقوت هي صاحبة تلك الليله 
وعادت تضحك ثانيه وتطرق كفوفها ببعضهم
مش قادره ابطل ضحك ياياقوت 
لم تتحمل ياقوت غلاظه ياسمين فنهضت حانقه
انا ماشيه لأحسن انتوا من ساعه ما عرفتوا الخبر وماسكني تريقه
ولم تنتظر حديث اخر من شقيقتها فاليوم كان احتفالا عليها بما يكفي والكل يتلامز ويتغامز لتلك السرعه التي جعلتها تحمل ثانية وعمر صغارها مجرد شهور
دلفت لغرفتها لتجده جالس فوق فراشه يقرء فى أحد الكتب بتركيز صفعت الباب خلفها وجلست فوق الفراش تزفر انفاسها تعلم أن الجميع يمازحها في ردود أفعالهم ولكن الأمر كان بالنسبه لها مفاجئ دون تخطيط
رمقها متعجبا بعد أن أغلق الكتاب 
مش قولتي هتقضي الليله مع ياسمين تتكلموا سوا عن اللي هتحتاجه في جهازها 
حمزه هو انا المفروض اتكسف اني حامل
استغرب من عبارتها ولكنه تفهم الأمر 
مالكيش دعوه بكلام حد ولا تلميحتهم 
تذكر زوجة ابيها وشقيقته في مزحاتهم النسائيه
ده انا لو عليا نفسي تجبيلي كل مره توأم ونعمل فريق كره
شاكسها بمراوغه وهو يضحك على تعبيرات وجهها المصدومه
فريق كره نام ياحمزه 
انام ايه ده انا مبسوط بشكل ما تيجي نحتفل 
ولم تفهم معنى احتفاله الا بعد وقت لا بأس ثم قبله حانيه لثم بها جبينها 
وفي اليوم التالي بعد الظهيره ترك عمله ليصطحبها للطبيبه ويدلف معها لغرفة الكشف 
لم تعش تلك المشاعر مع أول فرحتهما ولكن اليوم كانت اسعد مخلوقه وهي ترى حماسه وتكراره لنصائح الطبيبه عليها
منذ ليله امس وهو يشعر بحزنها لم يرحمها احد من سؤالهم متى ستصبح هي الأخرى حاملا بطفل 
نظر الي جسدها المسطح جواره 
ندي انتي نمتي 
لم يسمع صوتها ولكن حركت جسدها كانت تخبره بالاجابه لتتسع عيناه وهو يعتدل من رقدته بعد أن مال عليها 
أنتي ايه اللي عملاه في نفسك ده
كانت تكتم صوت أنفاسها حتي لا تجعله يستمع لشهقاتها الباكيه 
انا تعبانه اوي ياشهاب ومش عايزاك تزعل مني لما تشوفني بعيط انا عارفه انك بدأت تزهق مني وبقيت زوجه نكديه بس ڠصب عني 
مش عايز عيال انا مكتفي بيكي 
ولم يترك لها لحظه للحديث فكان يجذبها اليه يضمها بقوه بين اضلعه 
مش عايز اشوفك بټعيطي تاني مش هنوقف حياتنا ياندي على أمر بأراده الله 
بس انا نفسي ابقي ام 
شعر بسخونه دموعها فوق صدره ليتنهد وهو يغمض عيناه متذكرا عرض حمزه على مراد بالسفر لبريطانيا من أجل فرعهم الجديد هناك لم يعجب الامر مراد وترك قراره الي ان يفكر بالعرض
ايه رأيك نسافر نعيش بره فتره هندخل شړاكه مع عميل بريطاني ولازم حد يمسك الاداره هناك منها نشوف دكاتره كويسه ومنها نفسيتك تتحسن 
والفكره كانت لها ك حبل نجاه رغم تعلقها بمشروع الملجأ الذي اقامته 
تابعت خطوات المحامي الخاص بفرات وهو يغادر
تم نسخ الرابط