رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
المحتويات
تكن سهله
أنتي اللي طيبه ياسماح
ضحكت سماح وهي توكظها على ذراعها هاتفه
أنتي اللي هابله وعلى نياتك
وارتمت سماح بين ذراعيها بقوه
انا مسافره لندن يا ياقوت
واغمضت عيناها متذكره تلك الليله التي جعلها سهيل تخضع لأمر الزواج ليتم الأمر واتضحت لها الحكايه ان سهيل يفعل ذلك من اجل حبيبة شقيقه التي تحبه هو وتسعى لتوقيعه لتناله اخبرها عن حاله شقيقه الصحيه وعجزه بعد أن أصابه الشلل وتلك المخادعه التي يحبها تسعي نحوه وتضعه كهدف وتتلاعب بشقيقه حتى تصل اليه والحل اخبره به احد أصدقائه ان يتزوج زيجه مؤقته بشروط ومن فتاه بعيده عن عالمه حتى لا تزعجه ثانيه حينا ينفصل عنها ويمضي الأمر
دبر خطته واستجاب لافكار صديقه واقحمها هي بكل وقاحه لتتقبل الحكايه بعناد ورغبه في الاڼتقام منه على لعبته الدنيئه التي اقحمها بها دون أن يفكر فيها
وخرج صوتها بثقل
انا اتجوزت يا ياقوت!
لتبتعد عنها ياقوت فزعا
اتجوزتي ماهر
فضحكت سماح وهي تتذكر ماهر الذي ارسلت له صوره زواجها من سهيل
لتنظر إليها ياقوت وهي لا تستعب الحكايه
لاعب الكره ازاي ده حصل
فزفرت سماح أنفاسها بقوه وشاكستها
اهي اقدار زيك كده مع حمزة الزهدي البعبع اللي كان بيرعبك
نظرت صفا الي الاسطبل الذي تعبئه القاذورات فطالعت عنتر الذي وقف يرمقها بجمود
هنفضل كتير كده ما يلا ياختي ابدأي التنضيف
ثم انصرف لغرفه مكتب فرات
اي أوامر تانيه يافرات بيه
طالعه فرات بعدما مد ساقيه بتعب وارخي ظهره على مقعده
كفايه عليها شغل لحد كده
تنهد عنتر من صمودها
ما تطردها يابيه من نفسك ونخلص
احتدت عين فرات فأطرق عنتر عيناه ارضا
غادر عنتر لينهض من فوق مقعده تاركا عصاه التي تشعره بعجزه تحمل على قدميه وسار نحو الشرفه شاردا في مكالمه شقيقته تبكي له عن ڠضب عزيز عليها واهماله لها وأولادها منذ أن اختفت صفا تترجاه ان ينفيها بعيدا حتى لو لزم الامر وبعثها لبلد أخرى خارج مصر
ضاقت عين شهاب پغضب وهو ينظر لندى التي رفضت الذهاب لحضور العرس في بلده ياقوت فقد اقترح فؤاد عليهم أن يقيموا العرس في منزل شقيقه بعد أن حدث إعصار حينا طالبت ناديه ان يفعل شقيقها عرسا
واردف بضيق
ما انتوا اه حبيتوا مها اشمعنا يا ياقوت
فصاحت به باكيه
مش قادره ياشهاب سوسن مكنتش اختي بس دي امي مش قادره اتخيل انه هيبقى لواحده غيرها احضر فرحه ازاي مش كفايه قبلنا
تجمدت ملامحه وهو يرمقها
تركها بعد أن ضاقت أنفاسه من ذلك الجدال الذي صار محور حياتهم كلما اقترب موعد العرس
لتجلس فوق فراشها متنهده وبعد تفكير نهضت لترتب حاجتهم فالأمر قد انتهى
نظرت ياقوت لكل من سماح وياسمين وهناء الملتفون حولها بحب
ولم يتركوها ذلك اليوم لم تسافر سماح رغم سفر سهيل لبدء تدريباته واقتراب موعد الدوري الانجليزي
أرادت ان تنهي متعلقاتها وتستعد للمواجها ونيل حقها منه بعد أن ظن أنها لقمه سهله المنال
اما هناء كانت تؤلمها تلك اللحظه ورغم اصرار ياقوت عليها ان تخبرها ان تحكي لها ما يحزنها الا أنها لم ترغب في احزانها تلك الليله
تأملتها هناء بسعاده
طالعه قمر يا ياقوت
فطالعت زينة وجهها متسائله
المكياج مش تقيل شويه
لتنظر سماح لوجهها
لا خالص انا مش عارفه
ليه مروحتش الكوافير ولا في صوت حتى اغاني ولا حاجه ده ولا كأننا في عزا
فتنهدت بآلم وهي تتذكر مۏت زوجه عم زوجه ابيها فقلبت الدنيا عليها ولم ترغب بفعل عرس لها إلا أن والدها وقف لها ومع مساعده السيد مهاب ومحبته لها قرروا ان يفعلوا العرس في منزله
متقلقيش ياسماح انا مجهزه البنات في بيتنا وهنرقص للصبح
هتفت هناء بسعاده وقد نست كل آلامها مع فرحة صديقتها
وفجأة شهقوا حينا دلفت زوجه ابيها فجأة مرتديه السواد لتظهر من خلفها ناديه المبتسمه ووالدتها التي سمح لها اخيرا زوجها ان تأتي لها كالأغراب فمنذ رفضها لابن شقيقه مره اخرى وازداد بغضه عليها وبغضه لم يأتي الا في صوره حرمانها من والدتها في لحظات حياتها التي لا تنسى
بدء العرس وقد كان كما اخبرتها هناء وقامت سماح بالواجب وما اعطا لهم الحريه ان العرس كان منفصلا ف النساء بالأعلى والرجاله بالأسفل في غرفه الضيافه الواسعه
رقصت هناء حتى قطعت أنفاسها ولم تنتبه لتقي التي ألتقطت لها بعض الصور وسجلت لها فيديو لرقصها مقرره انها ستبعثهم لشقيقها حتى يرى زوجته
اما ندي جلست وبجانبها مها ومريم التي تنظر نحو ياقوت پغضب رغم رغبه مها في التهليل مع الفتيات الا ان كلامهم عنها كان له تأثير اخبروها بعدم فرحتهم وإن ياقوت ماهي إلا فتاه لاعوب ساعدوها لتعمل ثم وضعت شباكها على حمزه الذي كان عازف عن الزواج
فرحت ياقوت من قلبها لأنها ستتخلص من آسر زوجه ابيها فلم تجد في الزواج الا نيل حريتها رغم خۏفها وما اراحها قليلا انها ستعيش بشقه خاصه بها بعيده عنهم وهذا ما تمنته ومع طمئنينه ناديه ومعاملتها الحسنه واخبار سلوى لها عن حنان حمزه مع زوجته الأولى وأبناء زوجته كانت تنفض مخاوفها وتتبع قلبها
وانتهى العرس أخيرا وبدأت حياه جديده لها معه
دلفت للشقه الواسعه بخطوات مرتبكه تطرق عيناها ارضا تشعر بالنعاس والتعب تقدم امامها ليضئ انوار المكان لتظهر لها الشقه بأثاثها وجمالها العصري
أغلق الباب لتنتفض فأقترب منها يرفع ذقنها
بصيلي يا ياقوت
رفعت عيناها نحوه خجلا ليميل على جبينها يلثمه
مبروك
حررت أنفاسها أخيرا فلم تعد تقوى على حپسها ليبتعد عنها
مالك يا ياقوت
طالعته بتوتر وخرج صوتها مذبذا
مافيش
وألتفت حوله تسأله
هو احنا مينفعش نفتح الباب
تجلجلت ضحكاته بقوه محركا رأسه
للأسف مينفعش يا ياقوت
ومازحها ومازال يضحك
ممكن نتسرق
فعبست من ضحكاته واشاحت عيناها عنه تبحث عن مكان تخرج فيه حتى تلتقط أنفاسها لتسقط عيناها نحو الشرفه فحملت فستانها وسارت تحت نظراته المتعجبه لفعلتها
وقف يتأملها كيف تستنشق الهواء ثم تزفره وتكرر فعلتها مره تلي الأخرى طوى ساعديه امام صدره يطالعها
الي ان ألتفت بجسدها لتجده يحدق بها فتمتمت بخجل وهي تخفض عيناها حرجا
في حاجه بتبصلي كده ليه
ابتسم وهو يقترب منها وألتقط كفوفها البارده
في ان الجو بارد ويلا ادخلي عشان متبرديش
دلف بها من الشرفه وأغلق الشرفه جيدا لينظر لها وهي تهرب بعينيها بعيدا عنه ولم تشعر الا وهو وجهها بين كفوفه ثم حرر وجهها لتشهق وهي تجده يحملها بين ذراعيه
يتبع بأذن الله
الفصل الواحد والثلاثين
رواية للقدر حكاية
بقلم سهام صادق
قالها ضاحكا غامزا إليها لتتورد وجنتاها بحمرة الخجل طرقت عيناها نحو يداها المتشابكه
ليرمقها بمشاعر جديده عليه لكن عقله كان ېصرخ به يخبره ان ما يفعله معها تلك الليله ماهو الا واجب عليه يقدمه لها وليس حب كما يظن ذلك الذي يخفق داخله بتراقص
مشاعر كڈب به على نفسه واكمل دور الزوج العطوف ولكن هي كأي أنثى تراه حب ترى انها وجدت سعادتها
خرج من شروده يزفر أنفاسه ببطئ جلي كي ينفض الصراع الذي داخله
مش هتقومي تغيري فستانك
طالعته بتوتر تومئ له برأسها ودقات قلبها تتسارع خجلا
استمتع بخجلها بمتعه رغم زواجه الأول الا انه لم يجرب ذلك من قبل زيجته من سوسن بنية على الود والاحترام حتى حينا طالبته بحقوقها كان يعاملها وكأنها امرأته وابنته ينسيها فارق العمر بينهم مقتنعا ان حياته سيكملها معها ولكن مۏتها غير كل شئ وكان قدره تلك التي تجلس أمامه تقبض على فستانها وتهرب من مطالعته
كسر الصمت الذي بينهم متنحنحا
هغير هدومي في الاوضه التانيه تكوني انتي كمان غيرتي عشان نصلي
اماءت له برأسها مجددا فأبتسم
شكلي مش هسمع ليكي صوت النهارده خالص يا ياقوت
ثم اردف مازحا قبل أن يعطيها ظهره ويخرج
اتمنى تفضلي كده
تركها وأغلق باب الغرفه خلفه كي يعطيها حريتها ليقف أمام الغرفه محدقا ب باب الغرفه المغلق
هعملك بما يرضي الله يا ياقوت لكن حب القلب مش هقدر ادهولك
نهضت من فوق الفراش تلتقط أنفاسها ورفعت كفيها تتحسس وجنتيها ثم اتجهت نحو المرآه تطالع هيئتها
انا مالي ضايعه كده انا حاسه نفسي اني في حلم
وتنهدت وهي تستنشق رائحة عطره التي ملئت الغرفه وعلقت في يداها
بس حلم جميل زي ما كنت بحلم
وطالعت الغرفه الواسعه والفراش الواسع
اخيرا بقى عندي بيت اعيش فيه من غير ما احس ان محدش عايزني
وسقطت دموعها وهي تتذكر معامله زوجة ابيها لها ودعائها عليها الا تفرح وترى السعاده
اوعدك يارب هحافظ على حياتي ومش هعمل زي بابا وماما ولا هظلم ولادي زي ما اتظلمت
هتفت بعهودها التي كانت تتمتم بها في سجودها تدعو الله ان يبعث لها زوجا يعوضها عما فقدته
ابتسمت وهي تتذكر الدعوه التي دعتها عندما كان يعاملها حمزه بكره لا تعرف سببه تمنت ان يلين الله قلبه ليكون في النهايه هو الزوج الذي انتظرته طويلا بعد أن ذاقت من الحياه مرارتها متحمله راضيه شاكره
اتجهت نحو باب الغرفه تغلقه جيدا لتأخذ حريتها في تبديل ثوبها الذي فور ان حررت جسدها منه رفعته صوب عيناها تنظر اليه
اتمنيت ألبسك ولبستك
انهت ماعليها فعله بعد وقت وسارت بخطي خفيفه نحو باب الغرفه تسترقي السمع لكنها لم تسمع شئ
لتفتح باب الغرفه بخفه ومن فتحه صغيره طالعت ما أمامها فلم تجده
أعطاها الحريه كامله حتى تستعد براحه تأكدت من أحكام حجابها فوق خصلاتها وهندام جلباب الصلاه
لتخرج من الغرفه تبحث عنه كنت تدور برأسها يمينا ويسارا ولم تنتبه لخروجه من غرفة المكتب التي خصصها هنا
شهقت بفزع وهي تصطدم به ليضحك على منظرها الظريف
بتتسحبي ليه
اطرقت عيناها خجلا
بدور عليك
ضحك وهو يضم وجهها ويرفع رأسها نحوه
اتعودي تبصيلي يا ياقوت مش هينفع كده
لطافته وحنانه كل هذا اذابها معه تلك الليله خطوه خطوه أصبح يخطوها معها كي تعتاد عليه دون حرج
وكل هذا يضعه تحت بنود ان هذا هو المطلوب منه فهذه حقوقها قبل أن يعود لاطار حياته العمليه وواجبه العائلي
مجرد عسل يغدقه بكثره فعسله لن يظل بكثرته وماعليها الا التقابل والرضى
قانون العقل يقوده تخطيطا اما القلب كان عطشا فحرر نفسه من حصونه مخبرا حاله انه سينعم هذه الليله والليله التي تليها ثم سيعود لغلق بوابته عليه ويعود
متابعة القراءة