رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

يمازحهم 
برنسيساتي الحلوين 
ابتسمت ياقوت وقد تنحي من عقلها كل شئ وكأن حنانه وعدله بينها وبين مريم ينسيها اي آلم 
رمقت مريم ياقوت المبتسمه فتعلقت عين ياقوت بها ولكن تلك المره لم تتلاشى ابتسامتها أرادت ان تتبع مكر النساء أمام مريم ولكن شئ داخلها كان يذكرها بحياتها السابقه فلا تتحمل ان تذيق أحدا آلما 
اتي النادل بترحيب فحمزه من رواد هذا المطعم دوما 
أهلا حمزه بيه 
اماء حمزه برأسه وتعلقت عيناه بالسيدتان الجالستان معه 
هتطلبوا ايه 
نفس الاكل اللي هتطلبوا يابابا 
اجابه مريم سريعا فهى اعتادت ان تفعل كل شئ يفعله حمزه حتى الطعام تحب ما يحبه تضعه أمام ڼصب عيناها اب وقدوة ورجل أحلامها تخبر اصدقائها انها لن تتزوج الا من يشبه اباها ناسيه حقيقه نسبها اليه 
وانتي ياحببتي 
ابتسمت برقه اضاءت ملامح وجهها المنير فحملها اتي معه تورد وانفتاح بشرتها وكأن طفليها أرادوا ان تصبح امهما جميله في أعين والدهما
زي ما هتطلبوا 
أملي النادل اسماء بعض الوجبات لتتسع عيناها متذكره الكلمه التي كررها اليوم لمرتان ابتسم وهو يرى ردت فعلها التي أتت متأخره تلك المره نحو الكلمه فألتمعت عيناه وهو يرى بعينيه ما يسعدها 
بهتت ملامح مريم ولم تنتبه لنظراتهم فكانت عيناها مركزه نحو سيلين التي دلفت للمطعم مع احدي رفيقاتها التي اصطحبتها اليوم للخارج حتى تخرج من بؤرة احزانها ازدردت لعابها خشية ان تفضح سيلين امرها 
اطرقت مريم عيناها نحو الطاوله تفكر فيما سيحدث اذا علم حمزه بما كانت تخطط له انتبهت سيلين إليهم فنهضت تسير بخطواتها نحوهم وقفت تصافحهم وعيناها مثبته نحو مريم التي تهرب من نظراتها 
مبسوط اني شوفتك هنا ياسيلين  
تمتم بها حمزه فأماءت برأسها والاسي مسيطر على ملامحها
بحاول اخرج من حزني يافندم 
وتعلقت عيناها ب ياقوت التي تمتمت على الفور 
ربنا يصبرك 
شكرا 
هتفت بها سيلين تقديرا لها وعادت عيناها تتركز نحو مريم التي تتحاشا النظر إليها 
ازيك يامريم 
رمقتها مريم وهتفت بتعلثم لم يخفى عن سيلين 
الحمدلله 
ونهضت من فوق مقعدها متمتمه وهي تهرب من نظرات سيلين 
هروح الحمام عن اذنكم 
تعجبت ياقوت من ردت فعل مريم ولكن لم تعلق عادت سيلين لطاولتها فكانت نظرات رفيقتها ترافقها متسائله عن هوية الجالس 
ده حمزه الزهدي مش كده 
اماءت برأسها وهي تعود النظر اليه لتجده يهندم لزوجته حجابها ويبتسم نغزها قلبها فرؤيتها لهذا الرجل تشعرها انها خسړت فارسها الذي حلمت به طويلا خرج صوت رفيقتها بأعجاب 
يابختها انا سمعت انها بنت عاديه
واردفت وهي ترتشف من كأس الماء 
الدنيا فعلا حظوظ
نفضت سيلين أفكارها وحديث رفيقتها وعادت لعزلتها وحزنها وتجاوزت محور حديثهم متمتمه 
خلينا نشوف هنطلب ايه 
 
تأملته وهو يعدل لها حجابها الذي انزاح قليلا من فوق رأسها فظهرت بعض خصلاتها كل يوم تتأكد تماما ان زوجها شخصيه مشفره مشاعره لم ولن تفهمها يوما تذكرت امر الاسهم التي صكها بأسمها وساعدها عدم وجود مريم لتفتح اخيرا الحديث معه 
ليه كتبت الاسهم بأسمي 
تعلقت عيناه بها ثم اشاحهما بعيدا عنها 
عشان تنجحي يا ياقوت 
بس ديه فلوسك 
ألتف نحوها ثانية ينظر لها فاحصا لملامحها 
وايه الفرق انتي مراتي فلوسي هي فلوسك 
واردف وهو لا يحيد نظراته عنها 
يمكن ده يكون إثبات اني مش متجوزك لمتعتي ولا لوقت محدد 
انت ليه كده
هتفت عبارتها وهي تشعر وكأنه يمتلكها على هواه
بتعمل كده عشان ترجعني لقفصك تاني مش كده 
ابتسم بلطف يخفى ضيقه مما نطقت به بغباء لطم موضع عقلها بخفه 
ده اللي العقل بيوصله ليكي ب غباء ياياقوت
كادت ترد عن وصفه لها بالغباء الا انه هتف عبارته 
بالعكس انا عايزك تلاقي نفسك وتوصلي لحلمك عايز مراتي تبقى ناجحه مش فاكره نفسها انها مجرد متعه بالنسبه لجوزها 
ألتمعت عيناها وهي تسمعه بصمت فالحديث اعجبها وجعلها تشعر بنشوة العزه 
يعنى مش عايز تدخلني قفصك من تاني ياحمزه الزهدي 
ضحك بخفه وهو يتأملها 
لا عايزك في قفصي بس مش عصفوره عايزك أسد ياحببتي 
كانت المره الثلاثه التي يتوقف عقلها ويخفق قلبها نحو تلك الكلمه
تقدمت منهم مريم ونظرت نحو سيلين بقلق ثم إليهم
مالك يامريم انتي تعبانه 
هو احنا ممكن نروح يابابا او نروح مكان تاني 
وكأن اليوم لا يريد ان يسير بسلام ليأتيه اتصالا وتبدلت ملامحه ناهيا ذلك الغداء الذي لم يكتب لهم 

انتهى الاجتماع الكارثي بالنسبه لها خالد ونغم سويا في ذلك الاجتماع وزوجها المبجل يجعلها تحضره معهما
انصرف الموظفون فنهضت هي الأخرى حتى تهرب من نظرات خالد التي لا تعرف تفسيرا لها
رايحه فين يا استاذه 
خاطبها مراد بعملية وهو يزيل نظارته الطبيه من فوق عينيه ثم اخذ يدلكهما بأرهاق 
رايحه شغلي يافندم 
اتفضلي مكانك عشان في كلام لازم نخلصه 
تسألت نغم وهي ترمق هناء بنظرات فاحصه تمنت داخلها ان تكون علاقتهم قد خربتها بتلك الحقيقه التي أخبرته بها 
في ايه يامراد ايه الموضوع المهم اللي كنت عايزنا فيه انا وخالد 
كان خالد يجلس فوق مقعده ببرود لا يعطي اي اشاره تعبر عن نواياه ولا تلك المشاعر التي تغزو قلبه 
المبلغ المطلوب كام ياسيد خالد عشان عقد هناء ينتهي من عندك 
ارتبكت هناء وهي تطالع خالد الذي اعتدل في جلوسه وكأنه تفاجئ من أخبارها له 
عقد ايه مش فاهم 
ادعي الغباء لينظر مراد نحو هناء التي اتسعت عيناها مصدومه 
العشرين الف جنيه يافندم ولا انت نسيت 
ضحك وهو ينظر لمراد 
معقول يامراد هطلب كده من المدام بتاعتك ده كان قبل ما اعرف انها مراتك فحبيت انفذ الإجراءات القانونيه 
صعقټ هناء مما يقوله فهو كان يعلم بأنها زوجته قبل أن يطالبها بالمبلغ هتفت بضيق تدافع عن نفسها ونظرات نغم تدور بينهم ولكنها تعلم بأن خالد ېكذب 
انت بتكدب يامستر خالد أو يمكن زي ما بتقول انك ناسي 
مش معقول بتهان من المدام وبتوصفني اني كداب اظاهر ان المدام من كتر كدبها مش عارفه تكدب في ايه ولا ايه 
واردف وهو يرمقها بنظرات حاده 
مدام حضرتك للأسف يابشمهندس مراد كانت معشمه واحد من الموظفين بالجواز ومرتبه معاه كل حاجه واظاهر كان بينهم علاقه جسديه 
واتبع عبارته اسف عما تفوه به
انا مكنتش حابب ابلغك بس الظروف حكمت يمكن المدام عايزه تتعالج من الانفصام 
فجر قنبلته لينهض بعدها وخطوات نغم تتبعه بسعاده 
مراد كل ده كدب صدقني 
 
حدقت فاديه بغرفة العمليات التي دلف لها شقيقها بقلب منقبض ستكون هي في النهايه قاتله شقيقها دارت في الرواق بملامح باهته الي ان وقعت عيناها على صفا التي وقفت ترتكز بجسدها فوق الحائط وملابسها ملطخه بدماء فرات 
تقدمت منها پغضب أرادت ان تفرغه بها 
امشي من هنا ياوش الفقر يارد السجون 
دفعتها بقوه جعلتها تسقط فوق ارضيه المشفى تتأوه بخفوت 
ابعدي عنها
صوت مكرم صدح بعدما رأي المشهد وأسرع بخطواته نحو صفا يمد لها يده
صفا

قومي انتي كويسه 
فرات يامكرم انا اللي كنت ھموت مش هو ليه لازم اعيش طول حياتي وانا شايله ذنب في رقبتي ھيموت بدالي 
بكت ولحظة سقوطه تمر أمام عينيها وصوت فاديه يعلو بالمكان 
انا لازم اطلب البوليس انتي السبب في مۏت اخويا اكيد اجرتي حد ېقتله 

اندفع حمزه داخل الشقه يبحث بعينيه عن شريف
شريف فهمني حصل ايه وفين مراتك
مش عارف مش عارف
واردف يمسح على وجهه ومازال لا يستعب شئ مما حدث
سالم الكلب بين الحيا والمۏت والجيران شافوا ماجده وهي بتسند مها وركبة سيارة أجره كانت مستنياها مها كانت پتنزف
لطم الحائط بكفه بقوه
انا هتجنن اختفت فين مرحتش الفيلا
هتلاقيها ياشريف يمكن هي دلوقتي في المستشفى واختها مش عارفه تتصل بحد فينا
قلبي حاسس اني فقدتها
تمتم بها شريف ليأتي احد زملائه من خلفه
لقينا الكاميرا ديه متعلقه باين ان المجني عليه كان بيصور

خرج الطبيب بعد وقت قد طال من غرفه العمليات والعرق يتصبب من فوق جبهته نظر نحوهم فنهضت فاديه من فوق مقعدها وتأهبت صفا لسماع ما تخشاه وهي تغمض عيناها تتمنى داخلها الا ېموت
تعلقت نظرات الطبيب بهم يخبرهم بأسف
المړيض دخل في غيبوبه مش عارفين هيفوق منها امتى للأسف 
لتتجمد عين صفا اما فاديه تهاوت فوق مقعدها لترفع عيناها لتجد احد الضباط المكلف بالقضيه يتحدث مع والد مكرم 
كان الضابط على وشك الرحيل فنهضت تلحقه 
استنى ياحضرت الظابط ولا مش عايز تاخد حق اخويا 
طالعها الضابط بشفقه معتذرا مشفقا علي حالتها 
انا شايفه ان الوضع دلوقتي مش تمام يافندم وحق فرات بيه هيرجع اكيد وهنعرف مين اللي الضړب الڼار 
القاټل موجود بينا 
صړخت بها فاديه لتدور بعينيها بين الجميع 
القاتله معانا اهي لعبتها صح وخدعت اخويا 
اتجهت يداها نحو صفا تكمل صړاخها الذي جعل الجميع ينظر إلى ما تتفوه به پصدمه 
اخويا بين الحيا والمۏت وهي قاعده بينا هي القاتله ومعايا الدليل
الفصل الواحد والخمسون 2 
اسكتي يافاديه
صړخ بها عامر والد مكرم الذي كان يقف هو الآخر لا يستعب چنونها هذا فرات لم يخفى عليه اسباب كره فاديه ل صفا 
انت مصدقها هي ومش مصدقني انا ياعامر
وتعلقت عيناها بمكرم الواقف جانب صفا يدعمها بتأثر
شايف ياحضرت الظابط جوزها بين الحيا والمۏت وواقفه مع حبيبها
أنتي اټجننتي ياست انتي
لم يعد لدي مكرم طاقه لتحمل سخافة فاديه الكل يتحملها من اجل علمهم لحبها وتعلقها بفرات ولكن چنونها أصبح ڤضيحه لهم
ربت عامر على كتف الضابط الواقف معتذرا
انت شايف حالتها النفسيه هي مش حاسه بلي بتقوله
وبدء يشرح له وضع فاديه منذ فاجعة زوجها ثم أصابه شقيقها والحاله التي هي بها اماء برأسه الضابط متفهما وانصرف بوعد ان حق السيد فرات سيأتي ولن يتهاونوا مع القاټل
ابتعدت عنهم صفا جميعا تجر اذيال خيبتها تهاوت بجسدها فوق الارضيه الرطبه تهتف بقلب منفطر
متمتش ارجوك

ظلت لساعات تنتظره يتأكل القلق قلبها نحو عمها كانت على وشك مواجهته وتبرير نفسها أمامه الا ان جاء اتصال ناديه تخبره ان الازمه القلبيه عادت لوالده فأسرع في حمل متعلقاته الشخصيه واوصلها في طريقه للمنزل ليسافر بعدها للعاصمه 
دارت حول نفسها قليلا ثم جلست فوق الاريكه تطوي ساقيها اسفلها وتقضم اظافرها توترا طمئنتها ناديه منذ قليلا عن حال عمها ثم اخبرتها بالمصاپ الذي حدث لعائلة شقيقها 
انتفضت من فوق الاريكه تلتقط هاتفها الذي كان يتأرجح منذ دقائق بين يديها صاړخه
ياقوت نسيت ياقوت اه اطمن عليها وافهم منها ايه اللي حصل 
كانت على وشك الضغط علي زر الاتصال لتنظر للوقت بحيره 
معقوله اتصل بيها والساعه بقت واحده صباحا 
احتارت في الأمر لثواني ليقطع حيرتها صوت انفتاح الباب ودلوف مراد شقتهم يسير نحوها بأرهاق طالعها صامتا وجلس يريح جسده يسألها 
لسا صاحيه ياهناء
طمني عن عمي يامراد بقى كويس بجد 
اماء برأسه متمتما
الحمدلله بقى احسن إرهاق شغل 
احضرلك تتعشا 
نهضت لتحضر له الطعام ولكن كفه كانت الأسبق فقبض على مرفقها بلطف 
اقعدي ياهناء عشان نتكلم ومتحاوليش تهربي مني
والله يامراد ما بكذب عليك انا عارفه اني كذبت لما خبيت عنك في الأول لكن مكذبتش فأي حاجه حصلت 
اطرقت عيناها نحو اصابعها المتشابكه وسقطت دموعها رغما عنها وهى تتذكر حديث خالد
تم نسخ الرابط