رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
المحتويات
و أنا الهبله الاي صدقتك صح
اغتاظت روفان من عدم تصديق كاميليا لحديثها فقالت پغضب
بت انت بقولك ايه مانا هاجي معاك يعني هاجي معاك . ذوق عافيه هاجي معاك
ضحكت كاميليا على حديثها و قالت بإندهاش
دانت واقعه بقى !
روفان بتلعثم
ايه . انت تقصدي ايه اوعي تكوني مفكراني ھموت و اروح عشان ابن خالتك القمر دا ! لا طبعا أنا رايحه عشان اسلم على بنات خالتك و اصاحبهم عشان يا حرام دول لسه جايين هنا و مالهمش صحاب و لا حد هنا نتخلي عنهم يعني
اه يا عيني وانا اللي كنت ظلماك !
أوشكت روفان على الحديث ليقاطعها دخول أدهم من باب القصر الذي ما أن شاهدهما حتي اقترب قائلا بعجاله
يوسف هنا و لا في الشركه
أجابته روفان ساخرة
الله يسلمك يا أدهم يا حبيبي تصدق وحشتني و أنا كمان كويسه و ماما كويسه الحمد لله و انت ايه اخبارك شالله تكون بخير
انجزي يوسف فين
اشارت له روفان الى غرفه المكتب فاومأ برأسه ثم وجه أنظار مترقبه الى كاميليا التي كانت تطالعه پغضب لم يخفى عليه فقال
كاميليا عايزك في موضوع .
أجابته بلامبالاه
مش فاضيه ورايا مشوار و بعدين وفر على نفسك اي كلام عايز تقوله عشان مالوش لازمه .
زفر حانقا قبل أن يقول بسخط
تدخلت روفان في الحديث قائله بفضول
موضوع ايه هاه
أدهم بحنق
مالكيش فيه . هتنجزي خلينا نقول الكلمتين و لا لا
طالعته كاميليا بشماته قائله
لما ارجع من مشواري .
انهت حديثها ثم توجهت الى غرفتها تاركه أدهم يشتعل غيظا جعله يصيح بانفعال
و مشوار الست هانم دا هيخلص امتى
لااا. انسى انك تكلمها النهاردة . اصلها يا سيدي راحه تقابل ولاد خالتها اللي جايين النهاردة من الاسكندريه عشان يعيشوا في القاهرة .
ما أن أنتهت من حديثها حتى لمعت عينا أدهم بوميض الفرح فها هو القدر يهيأ له فرصه ذهبيه لرؤيتها دون أن يتدخل فقال بمكر
عشان كدا الست كاميليا كانت عماله تتفرد و تتني عليا . ماشي يا كاميليا أما وريتك .
ايوا و بتتفرد و تتني عليا انا كمان و مش راضيه تاخدني معاها .
لمعت عيناه بوميض المكر ثم نظر إلى روفان قائلا بحماس
و لا
تزعلي نفسك اطلعي البسي يالا و انا هوديكوا .
روفان بلهفه
بجد يا أدهم
طبعا بجد ماتخلقش لسه اللي يزعل روفان الحسيني و أنا موجود يالا روحي البسي .
بص هو انا حاسه انك مش عامل كدا لله في لله و متأكدة انك ليك مصلحه الله و اعلم ايه هي بس انا ناويه اعمل عبيطه و اصدقك .
والله مانتا شاتم و لا معكر دمك . انا أوزعة و لساني متبري مني . هوا هروح البس و اجيلك .
اختتمت حديثها ثم فرت الى غرفتها و تركته و قد عزم الأمر على التحدث مع أخيه و فض ذلك الخلاف بينهم فتوجه الى غرفه المكتب و طرق الباب ثم فتحه ليجد يوسف الذي كان يتحدث في الهاتف تلك المحادثات السريه التي كان أدهم يلاحظها كثيرا في الفترة الماضيه و لكنه لم يسأل عنها فهو يعرف طبع أخيه الكتوم و الذي حتما لن يخبره ..
تقدم الى الداخل و قبل أن يبدأ الحديث
بادره يوسف الذي انهى مكالمته سريعا و القي ملف مغلق أمامه تناوله أدهم من فوق المكتب و شرع في فتحه و تصفحه سريعا ثم قال بإستغراب
مش المفروض الملف دا يكون معاك
يوسف بفظاظة
لا هتروح بكرة انت و رائد . انا ورايا حاجات مهمه .
أدهم بإندهاش
بس المناقصه دي تقريبا من أهم المناقصات في تاريخ الشركه و
خصوصا انك شايف وضعنا بعد ما خسرنا المناقصتين اللي فاتوا .
يوسف بسخريه
كويس والله انك عارف وضعنا .
زفر أدهم بيأس ثم قال بنبرة صادقة
أنا أسف يا يوسف .
يوسف بجفاء
الأسف دا في المكان الغلط يا أدهم .
عارف اني غلطت يا يوسف و اوعدك هصلح غلطتي . بس اهم حاجه عندي انك تسامحني .
يوسف بفظاظه
حياتك الشخصيه متهمنيش بس بنت الناس مش هسمحلك تأذيها تاني و لا تقرب منها حتى .
أدهم برجاء
يوسف ورحمه أبوك ما تعمل معايا كدا. انت اكتر واحد في الدنيا عارفني دا انت اللي مربيني .
تنهد يائسا قبل أن يقول بنبرة مشجبة
انا ربيتك تكون راجل . تقف جمب الناس و تساعدهم مش انت اللي تظلمهم.
أدهم بندم
والله انا بحبها لا دا انا محبتش غيرها اصلا و عارف اني غلطت غلطه كبير و مستعد اعمل اي حاجه في الدنيا عشان اصلحها .
يوسف بنفاذ صبر
ماشي يا أدهم سيب الموضوع دا دلوقتي خلينا في المهم . المناقصه دي مينفعش تضيع مننا . انا داخل فيها بتقلي . من غيرها مش هقدر نتمم الصفقه مع الألمان .
أدهم بثقة
متقلقش أن شاء الله هترسي علينا اصلا انت مقدم سعر استحاله حد هيتوقعه . خلاص بقي سامح اخوك .
انت عارف هسامحك امتى و يالا من غير كلام كتير عشان معايا تليفون مهم .
أدهم بمزاح
معرفش ليه قلبي بيقولي انك بتخون كاميليا !
لم يتجاوب يوسف معه بل رفع أحد حاجبيه بمعني الى الخارج فانسحب أدهم ثم وصل إلى باب الغرفه قائلا
بقولك ايه خلي عم عبدة هنا انا هوصل كاميليا و روفان لبيت السباعي بيه .
اومأ إليه بمعنى نعم ثم إجاب على مكالمته بعد أن تأكد من خروج أدهم .
كان رائد في عالم آخر ما بين والدته التي منذ آخر حديث بينهم و اڼهيارها بين يديه و هي حالتها غير مستقره . دائما ما تكون نائمه و أحيانا تدعي النوم لا يدري ماذا حدث لها و لما اڼهارت بهذا الشكل عندما ذكر لها اسم عمه و ايضا حديثها المزعوم عن براءة تلك العائله من كل تلك الأحداث التي تسببت في تسميم حياته ..
فكيف يكون ذلك صحيح و هو قد رآي أباه ېقتل علي يد عامر الحسيني كيف يمكن أن يكون للقصة ابعاد آخرى
نجحت والدته في زرع بزور الشك في عقله تجاه عمه حتى و لو لم تكن تقصد ذلك و لكنه يحتاج إلى أن يكتشف ماهيه حقيقته خاصة و أنه يعلم بأن راغب يخفي أكثر مما يفصح و يشعر بأن هناك شئ خفي يجعله يريد الإنتقام من تلك العائله و لأجل ذلك يسانده لأن هدفهما واحد و لهذا يحتاج أن لا يخسره في مثل هذا الوقت ..
قاطع تفكيره رنين هاتفه السري
ايوا يا فايز .
ايه يا رائد انت فين بحاول اوصلك بقالي كتير و انت مش هنا . انت ناسي أن عندنا مناقصه مهمه بكرة و لا ايه
رائد بنفاذ صبر
لا مش ناسي بس كمان انت معاك نسخه من ملف المناقصه اللي يوسف هيقدمه و كل حاجه مترتبه يبقي ليه ۏجع الدماغ بقى
فايز پغضب
عشان دا يوسف الحسيني يا رائد يعني تعلب و محدش يقدر يجيب دماغه و دي اهم مناقصه لشركته لو خسرها يبقي راح في ستين داهيه و نبقي ضربناه في مقټل و انت قاعد مكبر دماغك و حاطت في بطنك بطيخه صيفي .
رائد بملل
تقريبا كل الكلام دا انا عارفه و ضيف عليه أن كدا نبقي طيرنا منه صفقه الألمان كمان ايه بقي اللي شاغلك تكون قلقان عليه و لا حاجه
استشاط فايز ڠضبا و صاح بانفعال
يا بني آدم افهم انا خاېف ليكون مجهزلنا مصېبه ماهو مش معقول يوقع كدا بسهولة !
رائد بحنق
هي فين السهولة دي دانا طلع عين اهلي عشان اجيب الورق دا . تقولي سهوله و بعدين خۏفك لا هيقدم و لا هيأخر ياريت تريح دماغك من الأوهام دي و تفكر في مناقصه بكرة و تسبني عشان مش رايقلك سلام .
اغلق رائد الخط و أخذ يفرك وجهه بيديه فقد ارهقته كل هذه المؤامرات و الخطط و يريد أن ينهيها واحده تلو الآخرى فقد سئم كل هذا الخداع يريد أن يطفئ نيرانه كي يستعيد ما تبقي مع حياته مع والدته في سلام بعد أن يأخذ ثأر والده حتي تطمئن روحه المعذبه
هكذا اقنع نفسه و لم يستطع الإعتراف بأن الشوق للغائب كاد يفتك به و بقلبه فقد فقدها تلك التي كانت بمثابه شعاع من الضوء كان يتسرب الى قلبه من بين كل الظلمات المحيطة به فقد أبى كبريائه الإعتراف بأن راحته لن تتحقق بدونها و بأنها أمله الوحيد للنجاة من كل ذلك العڈاب و لكنها ذهبت دون أن ترفق بذلك القلب الذي يكاد ېقتله شوقه لها .
والله يا حبيبي ما عارفه اعمل ايه مراد هنا و الزفت اللي اسمه رحيم دا زي ما يكون حد مسلطه عليا و مانعني أخرج غير بسين
و جيم. كل الحجج اللي عندي خلصت خلاص اقوله هخرج ازاي
ماليش فيه يا سميرة قولتلك عايز اشوفك النهاردة .
مستحيل هعرف أخرج النهاردة الا لو حصلت معجزة . معرفش حاسه إن مراد شاكك فيا بيبصلي بصات مش مريحه
الشخص الآخر بملل
خلاص يا سميرة مش طالبه معايا اسمع سيرة الزفت دا .
طب اقفل دلوقتي و هشوف هعرف اعمل ايه و هكلمك .
انهت سميرة محادثتها و أخذت تنظر إلى النافذة تفكر في طريقه تمكنها من الخروج دون أن يعلم كلا من رحيم أو مراد فقاطع تفكيرها طرقات على الباب لتلتفت قائلة
مين
ممكن ادخل
نظرت سميرة الى نيفين التي تقف أمام باب الغرفه مطأطأة الرأس ترسم على وجهها جميع ملامح الاعتذار و الخجل لتطالعها سميرة باستهزاء قائله
و دا من امتى الادب دا كله !
تقدمت نيفين بخطوات بطيئه الى داخل الغرفه بعد أن أغلقت الباب خلفها و نظرت إلى سميرة قائله بنبرة خافته
عايزة اتكلم معاك شويه .
طالعتها سميرة بشك ثم تقدمت و جلست على الأريكه واضعه قدم فوق الأخرى ثم قالت بملل
قولي اللي عندك يا نيفين و بلاش الحركات دي معايا .
اقتربت نيفين منها بحنق قائله بلهجه قويه تتنافى تماما مع لهجتها السابقه
بصي بقي يا ماما انا مبقتش قادرة اتحمل . احنا مش هتفضل عايشين بالطريقه دي طول حياتنا
سميرة بسخريه
و مالها
متابعة القراءة