رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


دخول أدهم الذي جاءه إتصال هاتفي استغرق بضع دقائق ثم تحمحم و دخل ملقيا التحيه على الجميع ليتفاجئ هاشم من وجوده فقال بدهشه
أدهم . ايه المفاجأة دي 
ادهم باحراج 
أهلا يا هاشم بيه . ازي صحتك 
الحمد لله بخير . انت هنا من امتى 
انا كنت جاي اجيب البنات و اسلم على الجماعه .
اختتم أدهم حديثه و قام بالسلام عليهم جميعا حتى توقف عندها و توقفت معه جميع حواسها و عندما امتد كفه إليها ارتعشت مفاصلها و بصعوبه رفعت راسها تطالعه و قد استخدمت كل ذرة إرادة داخلها حتى ترسم تلك النظرة اللامباليه قبل أن تمتد يديها تلبي نداء كفه الممتد و الذي قسى على أناملها يديها بين أصابعه و كأنه يريد أن يفعل ذلك بها و تلك النظرة المصممه المرتسمه في عيناه كأنها تخبرها بأنه لن يتنازل أبدا عنها . لم يطول الأمر فقد كان لثوان معدودة و لكنه كان أشبه بالدهر بالنسبه إليها فلم تكن تشعر بأنها تحبس أنفاسها الا عندما ابتعد فأطلقت تنهيدة طويلة لم تخف على كاميليا التي كانت تجلس بالقرب منها فقالت بصوت خفيض

يا عيني عالتنهيدة صحيح الحب بهدله .
كتمت كاميليا ضحكاتها على مظهر غرام الغاضب و لكن لفت انتباههم حديث الجد عندما وجه حديثه لأدهم قائلا 
و ياتري بقي عرفت الطريق و انت جاي يا أدهم و لا سألت حد اصلك مجتش هنا من و انت في اعدادي .
نظروا جميعهم الى بعضهم البعض و كان مازن يكتم ضحكاته بصعوبه على مظهر أدهم الذي قال بحرج 
معلش بقى يا هاشم بيه انت عارف ضغط الشغل عامل ازاي بس انت على بالي والله و بسأل عليك دايما .
تدخل مازن قائلا بمزاح يشوبه المكر 
بصراحه يا هاشم بيه أدهم بېموت فيك و مبيبطلش يجيب في سيرتك و خصوصا اليومين دول . 
تحدث هاشم بخبث و قد شعر بأن هناك أشياء كثيرة قد حدثت أثناء تعبه فذلك الارتباك الذي يغلف ملامح حفيدته غرام ليس من فراغ 
يااه للدرجادي يا أدهم ! طب والله كويس دا شئ يسعدني . اتمنى أشوفك كتير الفترة الجايه دي .
لا دا احنا راشقينلك الفترة الجايه متقلقش .
هكذا تحدث مازن باندفاع ليقهقه الجميع ماعدا علي الذي كان يتبادل الرسائل النصية مع احدهم فلفت
نظره قهقهاتهم فقال بإستفهام
ايه اللي بيضحك اوي كدا 
أجابه هاشم بتخابث
ما انت مش مركز معانا يا حضرة الظابط و الا كنت عرفت . اللي واخد عقلك يتهنى بيه .
تحمحم علي قائلا بحرج 
لا ابدا يا جدي دا شغل .
نظر له جده نظرة ذات معنى قابلها علي بثبات ليبتسم هاشم على حفيده الذي يشبهه كثيرا ..
تحدث مازن بمزاح 
والله القاهرة نورت يا جماعه كان نفسنا بس نسيب علي هناك كان هيبقى النور اكتر بس يالا مش مشكله .
قال على ليشاركه المزاح 
على قلبك . بص انا عملك الردي في الدنيا دي .
مازن پقهر 
حسبي الله ونعم الوكيل يا شيخ .
ظلت الأحاديث على هذا النحو الهادئ و ظل مازن و علي يتبادلان المشاكسات و احب الفتيات روفان كثيرا و و لكن كانت هناك نظرات مشتعله و آخرى عاشقه متبادله بين أدهم و غرام التي فجأة هبت من مكانها لتستقبل عمرو العائد من عمله عند معرفته بوصولهم لتحتويه بحب و لهفه
عمور . وحشتني .
عمرو بمحبه اخويه 
ميمو حبيبتي . وحشتيني .
ايه المفاجأة الحلوة دي مقولتليش
انك هتنزل النهاردة القاهرة .
كنت عاملهالك مفاجأة .
غرام بدلال 
احلي مفاجأة في الدنيا .
توجه عمرو للسلام على البقيه و غرام تتأبط ذراعه و تمشي بغنج متعمد لتذيب قلب ذلك الذي جحظت عروق رقبته و ابيضت مفاصله من الڠضب لدى رؤيته لها تتعلق ب ذلك الشاب حتى لو كان شقيقها فأخذت أنفاسه تتسارع مع كل ضحكه تخرج منها و كل حركه تصدر عنها فقد كانت ماهرة في كل خطوة تفعلها بداية من احتوائها له ثم مزاحها معه و دلالها البرئ ظاهريا فقد كانت تشعر بنظراته تلتهمها من الخلف و لكنها صدمت عندما التفتت لترى چحيم عينيه و ذلك الألم الممزوج بالڠضب المرتسم بها فاهتزت ملامحها قليلا و لكنها سرعان ما رسمت إبتسامه فاتنه على ملامحها متجاهله وجوده ليتم الترحيب ب عمرو من الجميع عداه هو فعندما جاء دوره لم تهتز ملامح وجهه و ظل على تجهمه تجاه عمرو الذي لم يختلف تصرفه كثيرا عن تصرف أدهم فقد صافحه من باب الادب لأنه في بيته و لكن بداخله فهو لا يتقبله خاصة بعد الموقف الذي حدث بينهم في الاسكندريه .
لم يتحمل أدهم البقاء معهم فقد بلغ غضبه الذروة فقال موجها حديثه لعلي
علي لو سمحت عايزك في كلمتين .
لم يفت علي ذلك التوتر القائم بين عمرو و أدهم و لكنه تجاهل الموضوع و قال بجمود
تمام تعالى نطلع الجنينه .
خرج كلا من علي و أدهم الى الخارج و كان الأخير يغلي من شدة الڠضب الذي جعل صوت أنفاسه مسموعا للحد الذي لفت إنتباه علي و لكنه لم يعلق و عندما توقف أدهم أمام الأرجوحة الكبيرة في الحديقه بادره علي بالحديث
خير يا أدهم سامعك .
انا عايز اتجوز غرام أختك .
فاضي و لا هعطلك 
خرج مراد من شروده و الټفت للصوت القادم من الخارج فوجد نيفين تطل برأسها من باب المرسم الخاص به فابتسم لها مرحبا و قال بحب
و لو مش فاضي هفضالك .
دخلت نيفين مغلقه الباب خلفها قائله بمزاح
سيدي يا سيدي ايه الرضا دا كله .
تقدم مراد منها و قام باحتضانها و إجلاسها بجانبه علي الاريكه قائلا بصدق
انا طول عمري راضي عنك يا حبيبتي . المهم انت تبقي راضيه
انا راضيه طبعا بس عندي طلب 
اؤمريني.
ترددت نيفين قبل أن تقول بخفوت 
بابا . انا نفسي تتصالح انت و ماما و نعيش حياه سعيدة سوى .
انتفض مراد من مجلسه كمن لدغته افعي قائلا پغضب 
نيفين اقفلي عالموضوع دا خالص و متتكلميش فيه .
نيفين بصړاخ
اومال اتكلم في ايه يا بابا هو انا مش من حقي اعيش في جو هادئ وسط اب و ام بيحبوا و بيحترموا بعض 
مراد بصرامه 
امك دي آخر واحده في الدنيا ينفع تتحب أو تستاهل الاحترام .
يا بابا ارجوك اسمعني ماما فيها عيوب كتير انا عارفه بس والله بتحبك و مستعدة تتغير عشانك .
طالعها مراد بسخريه و قال باستهزاء
و هي بقى اللي حفظتك البوقين الحمضانين دول 
نيفين بنفي و بلهجه مستعطفه 
والله أبدا دي ماما بتحبك بس هي اللي أسلوبها وحش دي حتي فاكرة أن عيد ميلادك بعد بكرة و قالتلي انها هتخرج تجبلك هديه و وصتني اغطي علي غيابها لحد ما تروح تجبهالك و ترجع ووو .
تعمدت نيفين التوقف عند تلك النقطه و قامت بصفع مقدمه رأسها پغضب مفتعل و هي تقول 
اوووف فتنت و قولت المفاجأة !
الټفت مراد إليها كليا و قد جحظت عيناه من فرط الڠضب فتقدم منها و هو يقول پحده 
انت بتقولي ايه 
تلعثمت نيفين قائله بتوتر مفتعل 
اصلها كانت ناويه تعملك حفله عيد ميلاد و كدا و كانت عايزة تخرج بأي طريقه عشان تجبلك هديه فطلبت مني اني اغطي علي غيابها ساعتين لحد ما ترجع .
مراد و قد زاد غضبه من مكر تلك الحيه و قد تأكدت ظنونه بخداعها فقال بصوت مرعب
و خرجت امتى بالظبط 
نيفين بزعر فقد هالها مظهره الغاضب
و أنا جيالك كانت لسه نازله .
تركها مراد بغته و قام بإخراج سلاحھ من المكتب الخاص به و أخذ هاتفه و انطلق مسرعا و هو ينوي كشف الاعيب تلك المرأة و التخلص منها نهائيا .
نزلت سميرة من سيارة الأجرة و توجهت إلى صالون التجميل التي كانت ترتاده دائما ثم و بعد لحظات دخلت الى الحمام و انتظرت ربع ساعه ثم عاودت الخروج من الباب الخلفي لتصعد الى السيارة التي كانت في إنتظارها غافله عن تلك العيون التي تتوعدها بالهلاك فلقد كان مراد يراقبها من بعيد و قد تأكد من خيانتها فهو منذ آخر حديث له مع نيفين قد تيقن بأن تلك الأفعي تخفي شيئا و ها هو الآن بصدد كشفه .
انطلق مراد خلف تلك السيارة تاركا مسافه لا بأس بها حتي لا يتم كشفه و التي توقفت أمام بنايه كبيرة في أحد الأحياء الراقيه و قد نزلت سميرة و توجهت للداخل و انطلق بالسيارة و يبدو أن حارس العقار يعرفها فلم يوقفها عندما دخلت البناء فانطلق خلفها و قد أوقفه الحارس ما أن اقترب منه فقال له الحارس 
طالع فين يا حضرة 
أخرج مراد رزمه كبيرة من النقود و أعطاها للحارس في يده و قال 
بقولك ايه الست اللي طلعت دلوقتي دي طالعه الدور الكام و في انهي شقه 
لمعت عينا الحارس لدي رؤيته النقود و قام بأخذها و
وضعها في جيبه و سرعان ما قال
طالعه الدور السادس الشقه اللي على شمال الاسانسير .
شكره مراد و استقل الاسانسير الآخر و قام بالصعود خلفها و لكن جاءه اتصال من يوسف فرفضه ليعيد الاتصال مرة ثانيه فرد مراد قائلا بعجاله 
ايوا يا يوسف .
عمي مراد أنت فين 
مراد باختصار 
انا في مشوار مهم في حاجه 
يوسف بهدوء 
كنت عايز اتكلم معاك في موضوع مهم .
مش وقته يا يوسف .
كانت نبرة مراد مهزوزة و قد لاحظ يوسف ذلك فقال بقلق
انت كويس يا عمي !
انا كويس متقلقش عليا . انا عايز اطلب منك طلب من غير ما تسألني ليه .
اتفضل .
نيفين و زين في رقبتك و لو جرالي حاجه خلي بالك منهم .
شعر يوسف بوجود خطب ما فهب من مقعده قائلا بجفاء
عمي مراد أنت فين و ليه بتقول الكلام دا 
مراد بهدوء 
اسمع يا يوسف و متقلقش عليا . انا كويس . بس محدش ضامن عمره . انا هقفل دلوقتي و هقابلك في البيت بالليل .
لم يستطع يوسف الرد عليه فقد اغلق مراد الخط و قد عزم الأمر على مداهمه تلك
الشقه ليكشف ما تفعله تلك الحمقاء فهو أصبح شبه متأكد من خيانتها فما أن أوشك على ضړب الجرس فوجئ بوقوف الأسانسير في نفس الطابق فاختبئ في الناحيه الأخري له فوجد ذلك السائق الذي أوصل زوجته يحمل الكثير من الحقائب
 

تم نسخ الرابط