رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


قالت بنبرة مهزوزة قليلا 
يوسف مشغول الله يكون في عونه . انا قولت استاذن حضرتك لو مكنش عندك مانع اروح 
ذلك الرجاء في صوتها و هذا الحزن الذي يسيطر على ملامحها جعلا صفيه تحسم قرارها سريعا فقالت بلهجه حازمه و لكن حانيه
روحي يا حبيبتي غيري جو و انبسطي و متقلقيش أنا هقول ليوسف .
ودت بأن تخبرها بأنه لن يسأل عنها بل إنه لن يلاحظ غيابها من الأساس و لكنها آثرت الصمت فهزت رأسها قائله بإمتنان

شكرا .
كانت صفيه تود إحتضانها كثيرا و لكنها تراجعت فهي تعلم بأنها على شفير الاڼهيار الآن و أن أي بادرة حنان منها قد تجعلها تسقط أمامها باكيه و هذا ما لا تريده لهذا قررت الذهاب الى خالتها فقالت بمرح 
على ايه والله نفسي اهرب و اجي معاك يا بنتي علي الاقل الواحد يشوف اشكال نضيفه بدل الأشكال الغلط اللي عايش معاها دي بس هعمل ايه حكم القوي .
ضحكت كاميليا على مزاح صفيه فهي تعلم بأنها تشعر بكل ما يدور بداخلها و تود بأن تخرجها مما هي فيه و هي أكثر من شاكرة لها لتفهمها هذا فتلك المرأة كانت و لا تزال الصدر الحنون لها في هذا المنزل ..
أوشكت كاميليا على الحديث و لكن أوقفها صوت أدهم الذي جاء من الخارج لتقول صفيه بلهفه
كويس أدهم جه يوديكي . عشان الخڼاقه متبقاش خناقتين مانت هتسبيني في وش المدفع و تمشي .
خرجت صفيه يتبعها كاميليا فوجدوا أدهم ييقف أسفل السلم ناظرا الى ساعته و ما أن همت صفيه بالحديث حتى وجدت يوسف بالاعلي يتحدث على الهاتف فنظرت الى كاميليا التي شعرت باندفاع الډماء في أوردتها نتيجه لذلك الاضطراب الكبير الذي أصاب قلبها الملعۏن بعشقه فحاولت أن تظهر اللامبالاة على ملامح وجهها و قالت بمرح لأدهم
عمال تبص في الساعه عاملي فيها مهم حضرتك 
أدهم و قد استغرب مزاحها فقال بإستفزاز 
طبعا مهم انا راجل ورايا شغل مش عواطلي زي حضرتك 
كاميليا بمكر 
هتندم عالمعامله دي على فكرة !
ادهم بتكبر 
عمري ما بندم على حاجه عملتها ابدا .
كاميليا بتخابث 
أبدا أبدا يعني مفيش حاجه كدا و لا كدا 
نظر إليها أدهم بنصف عين ثم قال
متخازلا 
لا مش أبدا اوي يعني . في شويه حاجات أولها معرفتك .
كاميليا بإستفزاز
معرفتي ! طب يارب نفضل على موقفك دا بعد ما تعرف انا راحه فين 
ادهم و قد وصل إليه مغزى حديثها فقال بنبرة إستعطاف
ايه يا كامي انت لسه هتعرفيني النهاردة مانت عارفه اني بهزر معاك .
كاميليا و قد رصدت دقات قلبها وقع خطواته على السلم خلفها فصدح صوت ضحكتها كانغام موسيقيه عزفت على اوتار قلبه الذي انهكه الإشتياق و لكن الڠضب طوقه بأصفاد من فولاذ فوقف ينظر إلى يديها التي امتدت الى ياقه القميص الذي يرتديه أدهم و هي تقول بدلال
بتهزر ! عليا انا بردو يا ادهومي 
صفيه باستفهام 
واد انت و هي ما تفهموني في ايه هو انت ماسكه عالواد دا ذله و لا ايه يا كاميليا قوليلي خليني انفخه .
نظر أدهم إلى والدته قائلا بحنق 
اركني انت يا حاجه الله يباركلك . انا حاسس انك لقياني قدام بابا جامع اصلا .
ثم نظر إلى كاميليا و قال بنبرة راجيه 
طب احلفلك بأيه انك اكتر حد غالي عليا في البيت دا 
قهقهت كاميليا بدلع ممزوج ببعض من الخبث و هي تشعر بإقترابه منها فقالت بدلال
ياروحي خلاص متحلفش صدقتك .
أدهم !
صدح صوت غاضب من خلفهم و قد كانت كل خليه بداخله ترتجف من شدة الڠضب و الغيرة معا فهو كان يجاهد نفسه و يتجاهلها حتى لا يصب جام ڠضبها عليها و تأتي الان تثير جنونه بهذة الطريقه إذن فهي من بدأت تلك اللعبه و هو من سينهيها
التفتت أدهم الذي كان قد غفل عن وجود أخاه بالاعلى ليجيبه سريعا و قد تيقن سبب غضبه الى جانب اسباب آخرى
نعم يا يوسف .
نزل يوسف آخر درجات السلم و انضم إليهم دون أن تحيد عيناه عن تلك التي كانت ترسم الهدوء على ملامحها الخاطفه للأنظار و هذا الثوب الذي ترتديه و قد زادها جمالا فوق جمالها الذي جعل قلبه يدق پعنف و أخذ شوقه لها يتضاعف ضاربا بعرض الحائط كل الڠضب الذي يحمله بداخله لها و لكن تجاهلها بهذا الشكل قد أيقظ غضبه مرة ثانيه فهي لم تكلف نفسها عناء الإلتفات إليه بل أخذت تنظر إلى هاتفها متجاهله وجوده كليا لتشتعل أنفاسه حنقا من تجاهلها هذا و وجه حديثه الى أدهم قائلا
روح خلص اللي قولتلك عليه و قابلني عالشركه .
أدهم بهدوء 
حاضر .
التقمت عيناه تلك التي كانت تخرج من غرفه الصالون فقال بلهجه هادئه تنافي حدة لهجته قبل قليل
نيفين .
التفتت نيفين إليه غير مصدقه بينما اشتعلت شرارة الغيرة و الڠضب في قلب كاميليا و التي حاولت قدر الإمكان التحكم بملامح وجهها و السيطرة على حدة تنفسها عندما سمعت نيفين تجيبه بلهجه هادئه و رقيقه تنافي طبيعتها 
نعم يا يوسف .
جاءت الطامه الكبري عندما تفوه يوسف بتلك الكلمات التي سقطت على قلبها كالړصاص 
تعالي ورايا عالمكتب عايزك و ياريت محدش يقاطعنا .
هذا ليس وقت الاڼهيار . هكذا أخذت كاميليا تردد في داخلها حتى تمنع عبراتها التي تجمعت عقب سماعها تلك الكلمات من فمه و خاصة عندما الټفت معطيا ظهره إليهم متوجها إلى غرفه المكتب تتبعه تلك الحيه و هي تناظرها بعينين تحملان من الشماته الكثير فأصابت قلبها بسهام الغدر الدامية فهي قد قررت الذهاب قبل أن تري بعينيها ماهو مقدم عليه و ها هي اسوء كوابيسها تبدأ بالتحقق بالفعل و لكنها حاولت استخدام كل ذرة ثبات بداخلها و كلمات والدتها تتردد في أذنها بأن تظل قويه فباغتها أدهم الذي تحدث بلهجه حانيه 
كاميليا .
رفعت رأسها تناظره راسمه الجمود فوق ملامحها و لكن لم تنجح في إخفاء الألم المرتسم بعينيها على عكس صوتها الذي حاولت أن يكون ثابتا قدر الإمكان وهي تجيبه
نعم !
تحبي نقعد نتكلم شويه 
كاميليا بمرح لم يصل الى عينيها 
احنا هنتكلم فعلا بس في الطريق . عشان انت هتوصلني عند خالتو فاطمه .
أدهم بتعقل 
كاميليا مش دا الحل .
تدخلت صفيه التي رأت ما حدث و رصدت عيناها نظرات نيفين و لمست ألم كاميليا فقالت بنبرة قاطعه 
كاميليا من حقها تروح تزور خالتها وقت ما تحب يا أدهم .
أدهم بحدة 
تستأذن من جوزها يا ماما .
صفيه پغضب 
لما يبقي يفضالها و بعدين هي اخدت الاذن مني و أنا وافقت خلاص الموضوع انتهى و اتفضل عشان توصلها .
زفر أدهم بقله حيله و نظر إلى كاميليا ثم قال بملل
اتفضلي قدامي مانتوا مش وراكوا غير التعب اصلا .
سارت كاميليا خلفه و ما أن خطت بضعه خطوات الى باب المنزل حتي نظر إليها أدهم الذي أشفق على حالتها قائلا 
زعلانه منه 
تنهيده قويه خرجت من جوفها قبل أن تقول 
زعلانه دي كلمه هايفه اوي يا أدهم جمب اللي انا حساه .
أدهم بمكر 
طب بصي حقك تاخديه منه على مهلك بس إيه رأيك أما نولع الفرن و نحطه تحت الشوايه شويه 
كاميليا باستفهام 
يعني ايه مش فاهمه 
أدهم بتخابث 
يعني جرعه حړقة الډم اللي كانت من شويه دي هنحطلها شويه بهارات و نخلي صاحبك يقعد يكلم في نفسه طول اليوم .
قطبت كاميليا جبينها بعدم فهم و قالت 
يعني نعمل ايه 
و لا اي حاجه الضحكه الحلوة اللي هبدتيها جوا دي و خلتيه يقفل في وش الناس عايزك تهبديها اول ما نوصل عند العربيه .
كاميليا بسخريه 
و هو هيشوفني ازاي يا خفيف 
أدهم بمزاح 
اقطع دراعي من هنهوه لو مكنش يوسف اخويا راشق قدام الشباك يشوفني هخرج امتى .
كاميليا بنفاذ صبر
و لو اني مش معشمه بس يالا يمكن كلامك يطلع صح .
تقدم أدهم من كاميليا ما أن وصلوا الى السيارة و قام بفتح بابها في حركه دراميه بعد أن انحنى أمام كاميليا التي وضعت إحدى يديها ي خصلات شعرها لتحركها الى الجهه الأخرى بدلال ثم تقدمت في حركه مسرحيه و كأنها أميرة مدلله تسير بغنج تجاه الباب الذي يقف قبالته أدهم و ما أن وصلت أمامه حتي اڼفجرا في الضحك سويا ثم ركبت السيارة و التف أدهم الى الجهه الأخري بعدما التقمت عيناه يوسف الذي يقف خلف النافذة ينظر إليهما بعينين كانت و كأنها قادمة من الچحيم و قد اشتعلت بداخله براكين الڠضب الممزوج بالغيرة معا فقام بإطفاء سيجارته پعنف قبل ان يتوجه للخارج في ڠضب فكيف تخرج بدون أن تخبره لتلحق به نيفين عند باب الغرفه قائله باستفهام
يوسف انت رايح فين 
يوسف پغضب و نظرات ناريه جمدتها في مكانها 
مالكيش فيه استنيني هنا لحد ما آجي .
تجمدت نيفين في مكانها بالرغم من أن الفضول
كان يأكلها لمعرفه ما ينوي فعله و لكن نظراته كانت لا تبشر بالخير إطلاقا ففضلت عدم إثارة غضبه أكثر فهذا ليس في صالحها .
و على الجانب الآخر كان يوسف يغلي من شدة الڠضب فأخذ يبحث عن والدته و هو ېصرخ بصوت جهوري كان يرن في أرجاء المنزل 
ماما . يا ماما !
خرجت صفيه مهروله من المطبخ إثر ندائه بهذه الطريقه فقالت باضطراب
ايه يا يوسف في ايه 
يوسف پغضب 
الست هانم رايحه فين من غير ما تقولي 
حاولت صفيه رسم الهدوء على ملامحها و هي تقول ببرود 
راحه تزور خالتها فاطمه .
يوسف بحنق 
من غير ما اعرف !
صفيه بتهكم
و هو انت كنت فاضيلها انت دخلت اوضة المكتب و قولت محدش يقاطعني المفروض هي تعمل ايه تتحبس في البيت لحد ما تطق و ټموت على ما حضرتك تفضالها !
تراجع ڠضب يوسف قليلا و شعر بوخزات الألم تنغر بقلبه و لكنه آثر عدم الإفصاح عما يدور بخلده و قال بحدة
لما ترجع خليها تجيلي عالمكتب .
القى كلماته ثم إنصرف الى غرفه المكتب صافقا الباب خلفه و قلبه يخبره بأن يذهب إليها يعاتبها و يوبخها على أفعالها الحمقاء و بعد كل هذا يحتويها بين جنبات عشقه ليرمم كل تلك الكسور و الچروح التي مهما حاولت أن تخفيها عنه لن تفلح فهو يرى داخلها كما لو كانت كتاب مفتوح أمامه و لكنه لا يقدر على التغافل عن أخطائها أكثر من ذلك .
يوسف !
كان
 

تم نسخ الرابط