رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


لا تهزم من أول معركة أمامه فحاولت الثبات قدر الإمكان لتقول بدفاع
انت انقذتني الأول و كان لازم لما الاقيك في خطړ اني اعمل كده وعلى فكرة أنا كنت هعمل كدا مع اي حد غيرك .
ابتسم أدهم و طالعها بحب قائلا 
مكنش و لا هيكون في غيري يا غرام . أقلمي نفسك على كدا . اه و دا السبب التاني .
اغتاظت كثيرا من لهجته الواثقة

فبدل من أن يداوي چراحها التي كانت بيديه و يطلب منها السماح يرغمها على تقبل وجوده و كأن شيئا لم يكن فاندفعت دماء التمرد تجري في عروقها لتقول بقوة 
أبدا يا أدهم . بقى بدل ما تيجي تقولي أسف و تطلب مني اسامحك جاي تقولي كدا 
ابتسامة ساخره لونت ثغرها قبل أن تقول بلهجة 
بلهجه قوية
اوعى تفكر ولو للحظه اني ممكن اكون ليك و لا حتى في أحلامك .
ڼصب أدهم عوده قائلا بفظاظه 
معنديش وقت احلم يا غرام . انا هنفذ علي طول . الخيار ليك لو مكنش بمزاجك هيبقى ڠصب عنك و ابدا مش هطلب منك تسامحيني انا هجبرك تعملي كدا .
بلغ ڠضبها الذروة من فظاظة و غرور ذلك الرجل لتنتفض من مكانها صاړخة
بأي حق ترغمني على وجودك في حياتي 
لم يستطع أدهم السيطرة على جنون غضبه أكثر من ذلك فاندفع تجاهها قابضا على كلا ذراعيها قائلا بقسۏة
بحق كل لحظه شفت فيها المۏت و أنا بعيد عنك و كل لحظه اتمنيته فيها و انت مخطوفه و مش عارف اوصلك . و بحق الڼار اللي كانت بتقيد فيا كل ما اتخيل الحيوان دا جمبك .
صمت لثوان يحاول ابتلاع غصة صدئة تشكلت في حلقة ثم قال بعنفوان
مش هبعد عنك يا غرام و رحمه أبويا لهتكوني ليا و بكرة تشوفي .
انهى كلماته و توجه إلى باب الغرفة تاركا خلفه كتلة من النيران التي أشعلها هو ليوقفه ندائها 
أدهم .
رقص قلبه بين ضلوعه عندما سمع نداءها بتلك الطريقه المغوية فقد ظن أنها قد انصاعت لأوامر قلبها أخيرا ليلتفت ناظرا إليها بأمل فوجدها تقترب منه بتمهل قائلة بلهجة هادئه مٹيرة 
هتفضل عمرك كله تحلم بيا و متطولنيش يا أدهم . هتفضل عمرك كله في ڼار اني كنت في حياتك و محافظتش عليا و دا وعد مني .
هل يوجد تناقض أكبر من أن يتفوه الإنسان بحديث و تنفيه عيناه بآخر مناقض له تماما 
هكذا كان حالها فلو أنه القى بال لحديثها لهدم المكان من حولها و لكن ما جعله يهدأ هو تلك النظرات المختبئه بين نظراتها المتمردة فكيف تتحدث بتلك الثقه و عينيها تهتز أمامه بتلك الطريقة شفتاها تخبرانه شئ و عينيها تنفيانه تماما لذا قرر بأنه لن يبالي بما تقوله بل سيكتفي بما يراه و لكن كبرياء الرجل بداخله أبى أن تكون لها الكلمة
الأخيرة فأمتدت يداه تمسكها أسفل رأسها تقربها إليه ليحتوي ضفتي التوت خاصتها بطريقة محمومة فجر بها جميع براكين شوقه و غضبه و لم تستطع هي التمرد و لا المقاومه فقد تغلب القلب على العقل و غيبه تماما ليجرفها تيار في عشقه و يلقي بها في دوامة من المشاعر التي أرهقتها كثيرا حتى أنها أوشكت على الاختناق ليتركها أدهم رأفة بها فقد كان يود لو يطول اقترابهم الى مالا نهاية و لكن لا الزمان و لا المكان يسمحان له بذلك . 
لم يمهلها الوقت للتفكير أو الإعتراض بل اقترب من أذنها قائلا بصوت أجش 
المرة الجايه اللي هعمل فيها كدا هتكوني مراتي و دا هيكون قريب اوي أن شاء الله . 
انهى كلماته ثم اختفي كالحلم ليتركها وحيدة تواجه كبريائها الذي حتما سيعاقبها و بشدة على استسلامها المخزي له 
ما أن وصلت كاميليا رسالة مازن حتى هرولت للاسفل لترى ما الأمر فوجدته ينتظرها في الرواق فتوجهت إليه لتسأله بلهفه
خير يا مازن في ايه رسالتك قلقتني . 
تحمحم مازن فهو لا يدري مدى معرفتها بالأمر
و لكنه كان يجب أن يساعد صديقه و قرر بأن يقحمها بمخططاته فهي الوحيدة التي تستطيع إخماد نيران الۏحش عند اندلاعها 
بصراحة يا كاميليا انا بصراحه عايزك تعطلي يوسف شويه .
رفعت كاميليا إحدى حاجبيها و نظرت إليه قايلة بعدم فهم 
اعطله ! يعني ايه اعطله 
تحدث مازن بنفاذ صبر 
يعني تعطليه يا كاميليا . تقعدي معاه شويه تنسيه فيها الناس كلها . انا اللى هقولك يعني .
ايوا ليه عايزني اعمل كدا
امممم ليه بصي الموضوع معقد شوية . اقولك يوسف متضايق شويه و عايزك تفرفشيه .
شعرت كاميليا بأنه هناك خطب ما و مظهر مازن المرتبك و كلماته الغير مرتبه اشعروها بالقلق لتقرر أن تعرف ماذا هناك فهتفت پغضب
في ايه يا مازن بالظبط عشان أنا مش مرتحالك .
زفر مازن حانقا و قال بملل 
ما تسمعي الكلام و انت ساكته و تبطلي اسئله ملهاش لازمه .
أجابته كاميليا بمكر 
ماهو لو مقولتليش في ايه هروح اقول ليوسف انك جايبني من فوق مخصوص عشان انزل اعطله . يعني أكيد في مصېبه و انت مش عايزه يعرف و هو بقى هيعرف يقررك ازاي بطريقته .
مازن بتهكم
طبعا هستنى ايه من تربية يوسف الحسيني لا و مراته كمان. انا كان ايه رماني ع العيله دي ياربي بس !
أنجز و قول في ايه 
تحدث مازن بنفاذ صبر 
من الآخر كدت أدهم كان عايز يتطمن مع غرام و يوسف أساسا مش طايقه و حالف لو قربلها هيكسر دماغه .
تعاظم الڠضب بداخلها و قالت بحدة
و الحيوان دا عايز ايه من غرام 
لحظة استدركت الأمر فهتفت وقد تبدلت لهجتها إلى القلق
لحظه هو يوسف عرف بعملته المهببه دي 
أجابها مازن پصدمه 
ايه دا هو انت كمان عارفه الله يخربيتك يا أدهم دي مصر كلها عارفه .
انا لسه عارفه من شويه غرام اللي حكتلي و الزفت دا عايز منها ايه بقي 
تأفأف مازن وقال بملل
ملناش فيه يا كاميليا هما حرين سوى .
أوشكت كاميليا علي الرد فتفاجأت بدخول يوسف الذي كان ينهي بعض المكالمات المتعلقه بالعمل ليجدها تتحدث مع مازن فقال بفظاظة
انت ايه اللي موقفك هنا 
تلعثمت كاميليا قليلا فهو يبدو عليه الڠضب فعلا و هذا يرعبها 
اااا عادي انا كنت نازله ادور عليك !
لم يرتاح يوسف لتلعثمها فوجه نظراته إلى مازن الذي كان ينظر أمامه غير قادر على النظر إليه و من ثم وجه أنظاره إليها مرة أخرى قائلا بفظاظه
و بتدوري عليا ليه هو انا تايه و لا حاجه !
كانت لهجته غاضبه و ملامحه لا تبشر بالخير فحاولت إيجاد مبرر مقنع و هي تشعر بالخۏف من جفاءه الغريب فقالت بصوت خاڤت 
لا أبدا أنا كنت عايزة أسألك احنا هنسافر امتى فنزلت ادور عليك .
شعر يوسف بتغير ملامحها و خفوت نبرة صوتها فعلم أنه احزنها و لكنه الآن في أقصى مراحل غضبه فآثر الصمت حتى لا يحزنها أكثر و اكتفي بإيماءة بسيطة من رأسه و لكن مظهر مازن آثار شكوكه فنظر إليه قائلا
و انت بتعمل ايه هنا 
أجابه مازن سريعا لتزداد شكوكه أكثر 
كنت بشم شويه هوا .
و أدهم فين 
تلعثم مازن و لم يجد ما يقوله فهو لا يحب الكذب و لا يريد المشاكل و ايضا يرى بأن أدهم يحتاج الى فرصة و بأن يوسف كان ظالما معه فاضطر آسفا إلى الكذب قائلا
أدهم مشي .
و هنا تدخلت كاميليا عندما نظر إليها يوسف و قد بهتت معالمها فقالت باندفاع 
اه مشي قال يروح يرتاح و كدا. 
كان الكذب يطل من عينيها للحد الذي جعل الڠضب يتعاظم بداخله فقالت بهسيس خشن
مشي ! على كدا كارما و علي فين هما كمان 
كاميليا بعفوية
على و كارما في الجنينه بره ..
هنا تأكدت شكوك يوسف فازداد غضبه و تضاعف كثيرا لاشتراكها بالكذب عليه فقال بجفاء 
علي و كارما قاعدين في الجنينه و انت بتدوري عليا وانت بتشم هوا و أدهم روح . دا ميبقاش ابن الحسيني لو عملها . بتشتغلوني انتوا الاتنين 
قال الأخيرة بصړاخ جعل كاميليا تنتفض من مكانها ليجيبه مازن محاولا تهدئته 
اهدى يا يوسف محدش بيشتغلك .
يوسف بقسۏة
بتكذبوا عليا عيني عينك كدا عادي ! شايفيني عيل صغير قدامكوا 
الټفت إلى كاميليا التي اخفضت رأسها بحزن و قد غلفت عيناها طبقه كريستاليه رقيقه من الدموع التي تهدد بالهطول فقال بنفس نبرته
و الهانم بتكذب و عينها في عيني عادي 
هنا تدخل مازن
الذي شاهد حالة كاميليا فحاول تهدئة الوضع قائلا 
يوسف لو سمحت اهدي و وطي صوتك كاميليا ملهاش ذنب انا اللي طلبت منها تعمل كدا .
تدخلت كاميليا التي شعرت بإهانة كبيرة من حديثه معها 
ثواني يا مازن . انا مقصدتش اكذب عليك انا كنت هقولك بس تهدى شويه عشان انت مبتشوفش شكلك و انت متضايق بيكون عامل ازاي 
تأثر يوسف بمظهرها و حديثها و لكن فكرة أن تكذب عليه اغضبته كثيرا فاكد مازن علي كلماتها 
احنا فعلا كنا هنقولك بس بعد ما تهدى و نعرف نتكلم معاك و تفهمك .
استنكر يوسف حديثهم فقال ساخرا
تفهموني ! هو انا في حاجه تانيه لسه مفهمتهاش 
اندفعت كاميليا پغضب 
اه فيه . محدش له الحق أنه يمنع أدهم عن غرام غير غرام نفسها . حتى لو هو غلط في حقها عمره ما يوقفه عند حده غيرها . هي بس اللي في أيدها القرار تسامحه أو تقوله أنها مش عايزاه في حياتها . لكن لو مين وقف مش هيقدر يمنعه و انت عارف كدا كويس .
دا قرارهم هما الاتنين احنا ملناش دخل فيه .
علت نبرة صوتها من فرط الڠضب و الحزن الذي يأكل قلبها من الداخل فرأت بعينيه نظرات التحذير لتقرر الهرب من في تلك اللحظة خوفا من عدم سيطرتها على عبراتها التي لم تعد جفونها قادرة على حملها أكثر من ذلك فقالت بجمود 
انا هطلع اشوف كارما و علي ..
وما أن خطت خطوتين حتى اوقفتها لهجته الآمرة 
استني عندك .
ما أن التفتت إليه فاجأتها نظراته الغاضبة و كلماته التي أحزنته أكثر 
متطلعيش لوحدك . روح معاها يا مازن و اعملي حسابك ساعه و هنسافر .
هزت رأسها بالإيجاب و التفتت للجهه الأخرى تجاهد منع دموعها ليلحق بها مازن الذي لعڼ بداخله جميع عائله الحسيني فقد شعر بالذنب لإقحام كاميليا في هذا الوضع .
كانت كارما تحاول أن تعرف ماذا حدث بين علي
 

تم نسخ الرابط