رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
المحتويات
مش تسمع عايزين نجيب ايه
يوسف بملل
من قبل ما اسمع قولتلك مفيش خروج
يا ابيه بالله عليك انا و كاميليا ھنموت و نخرج
خفق قلبه عند سماع اسمها و قام بالالتفات إلى روفان و قد انصبت جميع حواسه للإنصات باهتمام
كاميليا!
اه كاميليا يعني لفتلي دلوقتي مانا بقالي ساعه بكلمك مديني ضهرك و مصدرلي الطارشه
اتعدلي احسن مخرجكيش من البيت لمدة شهر
روفان بلهفة
لا لا و علي ايه يا كبير الطيب احسن
انجزي عايزين تخرجوا ليه
روفان
وهي تلهو بأصابعها تحاول تبسيط الأمور قدر الإمكان
بص يا ابيه الموضوع يخص كاميليا في الأساس و انا عايزه اساعدها مش اكتر
مالها كاميليا يا روفان انطقي قبل ما اتغابى عليك
انتفضت اثر لهجته الحادة و قالت بلهفة
خلاص والله هقول اصل صاحبه كاميليا خطوبتها بعد بكرة و هي كانت ھتموت و تحضر و عارفه ان محدش هيوافق تروح لوحدها فاتطوعت و قولتلها خلاص هروح معاك فأيه بقي معندناش فساتين تنفع لخطوبه و كدا فكنا عايزين نخرج عشان نشتري و بس
و انتوا بقى عايزيني أوافق تروحوا تشتروا علي اعتبار اني اساسا وافقت انكوا تروحوا الخطوبه دي !
اندفعت قائلة پقهر
و ايه يعني يا ابيه ما كل أصحابنا هيروحوا و بيتخطبوا اهم كمان و احنا ممنوع علينا نبص من البلكونه حتى دي مش عيشه دي
قالت جملتها الأخيرة بصوت عالي نسبيا فارتفع إحدى حاجبيها وهو يقول بوعيد
تراجعت على الفور قائلة بلهفة
لا والمصحف بتهيألك انا اعلي صوتي عليك أبدا يا ابيه دانا اتخرس قبل ما اعملها
يوسف بوعيد
متقلقيش إن شاء الله هخرسك قريب
بس متقاطعش يا هندسه
قالتها بسماجه اغاظته
تجاهل مزاجها و قال بفظاظة
بطلي لماضه و خلينا نتكلم في المهم كاميليا مجتش معاك ليه
قالتلي انها مش هتطلب منك حاجه
استنكر حديثها و قال بحدة طفيفة
و دا ليه إن شاء الله
تقريبا كدا زعلانه منك !
طب هي فين دلوقتي
اندفعت قائلة بلهفة
ورا الباب و زمانها سامعه كل حاجه ثواني هجبهالك من قفاها
تسمرت كاميليا في مكانها عندما سمعت جملة روفان الأخيرة و عندما تنبهت للهرب كانت روفان تمسك بها من يدها وتجرها و تلقيها أمامه و تفر هاربة
رفعت أنامله ذقنا لتناظره فاصطدمت بزرقاوتيه الفاتنتين نبرته العميقة بتلك البحه الرجوليه القاټلة في صوته
سامع إن حبيبي زعلان مني
جف حلقها من لهجته الحانيه و نظراته المربكة و لكنها حاولت التماسك امام سحره وارتداء قناع اللامبالاة قائله
و انا مالي روح أسأله
هو مين
حبيبك !
مانا بسألك اهوة
استنكرت اضطراب قلبها في حضرته وقالت مدعيه الغباء
أنا يعني
جاءت لهجته حانية كنظراته لها
هو في غيرك حبيبي
حاولت الصمود أمام هجمات عشقه التي ټضرب ثباتها في مقټل و قالت بتبرم
والله لو حبيبك مكنتش زعلتني !
مقدرش
بتقدر
والله ما بقدر
دغدغت نبرته ثنايا قلبها فرقت لهجتها حين قالت
لا بتقدر
ابتسم يوسف علي طريقتها الطفوليه التي يعشقها و قال بصوت اجش
حقك عليا قوليلي عملت ايه زعلك و انا معملهوش تاني
لم تستطيع منع اندفاعها وهي تقول پغضب يشوبه الحزن
كنت قاعد تضحك وتهزر مع ست نيفين في الجنينه ولا همك حد
احمرار وجهها و تلك الغيرة التي تبلورت في نظراتها و انتفاضتها لهذا الشكل شكلوا لوحة رائعة اهتز له ثباتها فقال يشاكسها
انت بتزعقيلي يا كامي
بدت شهية كثيرا حين قالت وهي تربع يديها حول نفسها
لا مبزعقش بس انت مبتحترمنيش ولا پتخاف علي زعلي
أنا مبخفش علي زعل حد في الدنيا غيرك
يا سلام
استفهمت وهي تحاول منع تدفق عبراتها فجاءتها نبرته المعاتبة
معقول مش مصدقاني و بعدين العيله كلها كانت قاعده و كلنا كنا بنتكلم و بنضحك
صححت پعنف اذهله
قصدك بتبصلها و ضحكت و بعدين وانت من امتى بتضحك اصلا انت لا بتضحك و لا بتحب الضحك اشمعنا يومها حبك عليك الضحك اوي
كان يود لو يقتتصها بين طيات قلبه من فرط حسنها الذي كان يجعل كل خلية به تتوسل مطالبة بها و لكنه كان يمني نفسه بأنه سيحدث قريبا فحاول التماسك قائلا
قصدك إن انا كئيب و نكدي و لا ايه
اندفعت بلهفة
لا طبعا مقصدش كده بس انت بالعادة مبتضحكش كتير و كمان مينفعش تضحك ضحكتك الحلوة دي غير ليا
انا و بس
انت بتعاكسيني بقي
حاولت تجاوز لكنه صوته المربكة وهي تقول بدلال
متغيرش الموضوع انا زعلانه بجد
لم يبخل عليها بعشقه حين قال يسترضيها
و انا مقدرش علي زعلك يا قمري شوفي ايه اللي يرضيك و انا هعمله
امممم يعني لو طلبت منك اي حاجه هتعملها
اي حاجه يا روح قلبي هتطلبيها هعملها
استغلت الفرصة لصالحها فقالت بجدية زائفة
طبعا انك متفكرش تضحك مع حد غيري دا شئ مفروغ منه و خصوصا زفته
صحح كلماتها قاصدا إستفهامها
تقصدي نيفين
هبت باندفاع
لا اسمها زفته يا يوسف
أيد حديثها بنبرة عاشقة
زفته يا قلب يوسف
ارتسمت ابتسامة نصر على ملامحها قبل أن تقول
ايوا كدا نيجي بقي للطلب عيزاك توافق ان انا و روفان نروح حفلت صحبتنا و توافق كماان نروح نشتري الفساتين
كانت تتحدث بدلال أرهق قلبه كثيرا فقال بخشونة
بس دول طلبين مش طلب واحد !
لا دول طلب واحد بس مترتبين علي بعض ماهو احنا هنجيب الفساتين عشان تحضر الحفله لو مفيش فساتين مفيش حفله صح و لا ايه
اتسعت ضحكته وهو يقول مازحا
انت اتعلمتي المكر دا امتى
قالها بمداعبه لتجيبه بسلاسه ادهشته
دا مكر حوا يا قلبي حاجه كدا كل الستات بيتولدوا بيها متشغلش بالك انت المهم قولي بقي هتوافق و لا ايه
تحدثت بطريقه طفوليه محببه الي قلبه كثيرا فأجابها بنبرة يرهقها ما تحمله من عشق
كاميليا هو انت هتكبري امتى بقى
أجابته بنبرة شابها الحزن
ليه هو انت شايفني صغيرة
ترك العنان لقلبه ليروي زهورها من عذب هواه
شايفك احلى واحدة في الدنيا وردتي اللي كبرت و فتحت علي ايدي
التمعت نجوم الحب بسماء عينيها حين تابع حديثه الذي يذيب عظامها عشقا
انت بنتي قبل ما تكوني حبيبتي كل حاجه و احلى حاجه في الدنيا دي
اد كدا بتحبني
أكتر من كدا بكتير
عارف يا يوسف انا بعتبرك بيتي لمكان الوحيد اللي بحس فيه بالأمان انت العيله بدفاها و حنيتها اللي عمري ما حستها غير وانا معاك
لامست وقع كلماتها على ملامحه و في بحره الواسع الذي يتراوح به العشق مع كل حرف تتفوه به
اول يوم قلتلي انك بتحبني فيه وقتها بس حسيت اني مش يتيمه و ان ربنا خد مني بابا و ماما و عوضني بيك و انا راضية اوي بالعوض دا و بحمد ربنا ليل نهار عليه
لم تخلق تلك الكلمات التي تصف شعوره في تلك اللحظة ولا تفي سعادته التي جعلته يغرسها بجانب قلبه لتعي مدى تأثيرها به وكأن قربها كهرباء أصابت اوتاره رفعت رأسها تناظره بهيام كان شئ متبادل بينهم فقد أصبح يتنفس وجودها و كذلك كان حالها فقد احتل عشقه كل ذره من كيانها ذراعيه حدودها و أسوارها التي تمنع عنها أي غزو خارجي
قاطع لحظتهم صوت الطرق علي الباب الذي اتفتح بعدها و أطلت روفان برأسها من خلفه و لحسن الحظ سارع يوسف بالتحرر من قربعا و لكن لم يفلح قلبه بالتحرر منها فقد كبلته اصفاد عشقها حتى شعر و كأن العالم أجمع يتلخص في وجودها
قام بالتقاط زجاجة مياه من الثلاجه علها تطفئ من نيران عشقه التي اشعلتها حوريته الصغيره فتجاهل كلمات روفان الممتعضة
كل دا لسه مأقنعتيهوش يا كاميليا
كانت بعالم آخر و كل ذرة منها تنتفض من فرط المشاعر التي عصفت بها فلم تستطع الرد
فأخذت روفان تنقل بصرها بين كاميليا المبعثره و يوسف الذي يقف معطيا كلاهما ظهره لا تعلم ما بهما و
لكن أخيرا جاء صوته خشنا بعد ان نجح في السيطرة علي مشاعره
مين صحبتكوا دي
اندفعت روفان قائلة
دي زميله لينا في الكليه
الحفله دي امتى و فين د
تولت روفان الإجابة مرة ثانيه
بعد بكرة يا ابيه في نادي
أجابها بخشونة
تمام هبعت معاكوا السواق كمان شويه يوديكم تشتروا اللي انتوا عايزينه بس طبعا مش عايز افكركوا ان في حدود في اللبس
تنبهت كاميليا لحديثه و سألت بعدم تصديق
أنت بجد وافقت
اه
وافقت
قالها بابتسامه جميله لا تخرج سوي لها فسرعان ما وجدها تحتضن روفان بشدة و الآخرى تبادلها فڠضب بشده و اشتعلت غيرته فمد يده يفصل بينهم و يده تمسك بمحبوبته من رسغها قائلا پغضب
بتهببوا ايه يا هانم منك ليها
ايه يا ابيه هنكون بنعمل ايه
بنحضن بعض و فرحانين
قالتها روفان باندهاش
قدامي عادي يعني
قالها باستنكار فأجابته كاميليا باندهاش
و في ايه يعني يا ابيه
تحدث ناظرا لروفان بحنق
روفان روحي هاتيلي موبايلي من الاوضه عشان عايزة
تذمرت روفان قائلة
ما تبعت اي حد من الخدامين يجبهولك يا ابيه و لا تخلي كاميليا اشمعنا روفان يعني
زمجر غاضبا
روحي يا زفته هاتي اللي قولتلك عليه
حاضر
قالتها روفان پقهر و أخذت ټضرب قدمها بالأرض وهي تردد پغضب طفولي
ماهي روفان دي المرمطونه بتاعتكوا روحي يا روفان تعالي يا روفان ودي يا روفان هاتي يا روفان ناقص اشتغلكوا بواب كمان
همت بالتحدث فتفاجأت به يجذبها لتصطدم بباب الغرفة قبل
أن يقول بتخذير
عارفه لو الموقف دا اتكرر تاني هعمل فيك ايه
موقف ايه مش فاهمه
استنكر عفويتها في الحديث و قال ساخطا
قالتها باندهاش فزمجر غاضبا
مانتي ايه ياختي عارفه لو
عرفت و لا شفت انك عملتي كدا تاني مع اي حد غيري هعمل فيك ايه
حوت كفوفها ملامحه و قالت غير مصدقه لما تسمعه و تراه من غضبه الواضح علي محياه
أنت بتغير عليا من روفان
بغير عليك من الهوى الطاير مبتحملش حد يقرب منك أو حتى يفكر يبصلك عايزك ليا لوحدي انت بتاعتي يا كاميليا بتاعتي انا لوحدي كل حاجه فيك حصري ليا انا و بس محدش يسكن حدودك غيري فاهمه
للدرجادي يا يوسف
صدمت من حديثه فهي حتى في أحلامها لم تكن تتخيل ان يعشقها و يغار عليها لهذا الحد و لم تكن أجابته لتدهشها اكثر حين تحدث بنبرة قوية
اكتر من ما خيالك يصورك بمراحل انا غيرتي وحشه اوي يا كاميليا اوعي في يوم تفكري تستفزيني او تخليني اغير عليك عشان وقتها ممكن احړق الدنيا باللي فيها
حاضر يا حبيبي اوعدك مش هفكر اعمل حاجه تضايقك اصلا
هم ان يتحدث و لكن قاطعه طرق روفان على الباب فسمعته يسب و
متابعة القراءة