رواية كاملة بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز


كفيها على صدره وتقول بصعوبة لشدة ارتباكها من تلك الزيارة 
أنا مينفعش غير إني أكون حلوة لأني أنا مرات فؤاد علام
هز رأسه بثقة ليعود للخلف يميل برأسه وهو يقيمها بشمولية لينطق بنبرة هادئة 
طب إتفضلي يا حبيبة قلب فؤاد علام غيري الشوز دي حالا
مطت شفتيها بتذمر ليتابع ساخرا 
هي البرنسيس ناسية إنها حامل في السادس ولا إيه!

اقتربت عليه لتقول بعينين تلتمستين الرضا وبشفاه ممدودة بإثارة كي تستطيع التأثير عليه 
مش ناسية ولا حاجة يا حبيبيبس إحنا مش هنمشي علشان ألبس شوز أرضيإحنا هننزل من العربية جنب القپر وكذلك البيت بردو
نطق بصوت هادئ
بيبيبلاش شغل المحلسة ده علشان أنا اللي بدعته
واسترسل بصرامة لا تقبل النقاش 
يلا إلبسي كوتش أرضي علشان ظهرك 
زفرت بقوة لتقول متعللة
مش هعرف أربط رباط الكوتش يا فؤاد 
رفع ذراعيه بطريقة مسرحية
بسيطة
خلع عنه حلة بدلته ليلقي بها فوق الفراش ثم اختفى بداخل غرفة الأحذية والحقائب الخاصة بها ليخرج بعد قليل حاملا زوجا من الأحذية الرياضية ليسحبها نحو الفراش ويجلسها قبل أن يستند بركبتيه أرضا تحت ساقيها ليرفعها ويقول وهو ينزع عنها ذاك الحذاء ذو الكعب العالي 
أنا أربط لك الشوز وأعمل لك كل حاجة تعوزها يا بابا 
برغم ڠضبها منه إلا أن تصرفه أصاب جسدها بالإرتجاف من شدة تأثرها بحنانه المفرط الذي يغرقها بهألبسها الحذاء وعقد لها ربطته بطريقة إحترافية نالت استحسانها ليرفع بصره إليها وتحدث بغمزة جريئة من عينيه 
فاكرة اول مرة لبستك الخلخال
واسترسل رافعا قدمها ليرفع ثوبها للأعلى ويظهر جزءا من ساقها البيضاء
تحدثت بنبرة حنون وهي تتطلع عليه 
إن شاءالله بعد الولادة هعمل لك كل اللي نفسك فيه يا حبيبي
أنزل ساقها وانتفض منتصب الظهر ليسألها وهو يساعدها على النهوض لتقابله 
وحبيبة حبيبها هترقص له 
أومأت بسعادة ليتابع بمشاكسة
بالبدلة النبيتي 
أومأت لتقول بتأكيد
بالبدلة النبيتي
نفخ أوداجه بالهواء ليزفر بقوة وتحدث وهو يجذب حلته من فوق الفراش ليرتديها على عجاله 
طب يلا حالا ننزل من هنا
ضحكت لتقف خلفه تساعده بارتداء حلته مما أسعد قلبه ليستدير ويسلم لها حاله لتقوم بعدل ربطة عنقه وياقة الحلة ثم أشار لها بذراعه لتتأبطه وتتحرك بجواره بحبور بينما يشعر هو بالفخر من إمتلاكه لتلك الدرة المكنونةمكافأته من رب العباد جراء صبره على الإبتلاء
هبط الدرج بجوار تلك التي تتأبطه لينظر لهما الجميععلامعصمت فريال وأيضا ماجد حيث اليوم العطلة الأسبوعيةضيقت عصمت عينيها حين رأت لمعة تسكن مقلتي نجلهالمعة هي تعرفها جيدا وتحفظها عن ظهر قلبتيقنت على الفور أن ذاك الثنائي العنيد قد تنازلا عن عنادهما وارتمى كلاهما داخل أحضان الأخر ليرتويا وينتعشا وتزدهر قلوبهموقف علام يستقبلهما لينطق بنبرة جادة 
خلاص نويتوا 
هزت رأسها بابتسامة لينطق زوجها الحبيب 
بإذن الله يا باشا 
تحركت عصمت إليهما لتنطق وهي تربط على
كتف صغيرها والقلق ينهش قلبها 
خلي بالك من نفسك ومن مراتك يا حبيبي
وتطلعت إليها بنظرات لائمة نزلت على قلب إيثار زلزلتها لتقول بهدوء 
ترجعوا بالسلامة إن شاءالله
رأت حزنا بعينيها فارادت أن تخفف من تأثير نظراتها المړتعبة على نجلها وزوجته وأحفادها 
سلمي على ماما وإخواتك
كادت أن تتحرك لكنها أوقفتها بكفها لتنطق بنبرة خاڤتة 
مش عاوزاك تزعلي مني يا ماما
تنهدت لتنطق بنبرة صادقة فقلبها مړتعب من تلك الزيارة 
أنا مش زعلانة منك يا إيثارأنا خاېفة عليكم وعلى ولادكم
واسترسلت بنبرة حنون 
أنا قولت لفؤاد مايخدش يوسف معاكمبس هو كان مقرر قبلها إنه مش هياخده علشان الولد ما يسألش على أهل بباه ونفسيته تتأثر باللي حصل لهم
نطقت بعينين معتذرتين لتلك الراقية التي تتفهم رعبها 
والله يا ماما ڠصب عنيشوقي ل بابا الله يرحمه غلبنيونفسي أرد أمانته قبل ما أدخل على الولادة علشان أكون مرتاحة
تنهدت بقوةهي لا تنكر عليها حق زيارتها ل لحد أبيها الراحل ولا اشتياقها لرؤية عائلتهالكنها تخشى ما قد يكون وراء تلك الزيارة وهذا البلد الغير أمن كما أخبرتها عزةأومأت لها لتنطق بنبرة حنون 
ربنا يرجعكم بالسلامة يا بنتي 
إقتربت فريال على شقيقها تحتضنه بقوة وهي تقول 
خلي بالك من نفسك ومن إيثار يا حبيبي 
ليهتف علام بحدة كي ينهي ذاك المشهد الدرامي المبالغ به من زوجته وابنته 
ما خلاص يا جماعةده معاه إسطول عربيات بحراسة مسلحة ولا الحرس الجمهوري
تطلعت عليه عصمت بنظرات لائمة لينطق وهو يربت على كفها بمؤازرة 
أنا مأمنه هناك كويسمتقلقيش
هتف ماجد وهو يربت على كف فؤاد 
زيارة موفقة يا سيادة المستشار 
تسلم يا دكتور نطقها فؤاد ليتحرك بزوجته وهو يقول 
يلا يا حبيبي
تحركا ليقاطع خروجهم عزة التي هتفت وهي تنظر إليه بنظرات عاتبة 
بردوا سمعت كلامها يا سيادة المستشارهو ده اللي اتفقنا عليه
خلاص يا عزة قالها فؤاد ليكمل بنبرة حاسمة 
فات وقت الكلام ده 
نطقت بنظرات مترجية 
طب خدني معاك
ثم استرسلت وهي تتمسك بكف ابنتها 
عاوزة أكون معاها علشان لو حصل حاجة ما يتكاتروش عليها زي المرة اللي فاتت
احتدت ملامحه لينطق بسخط أرعبها
شكلك إتجننتي يا عزةهما مين دول اللي يتكاتروا عليها في وجوديطب حد يمسها بنظرة وأنا اۏلع في أم البلد كلها
نظرت الى عينيها اللامعتين بتأثر لتقول لطمئنتها 
إطمني وريحي بالكوبعدين مينفعش تيجي معايا وتسيبي يوسف لوحده إنت ناسية إن فؤاد وداه عند بيسان علشان ميشوفناش وإحنا ماشيين ويعرف إننا رايحين الكفر ويشبط 
هزت رأسها بهدوء لينطق فؤاد بتوصية 
خلي بالك من الولد لحد ما نرجع وإياك توقعي بلسانك وتقولي قدامه إننا سافرنا بلد بباه
ليه شايفني هبلة قدامك قالتها وهي ترمقه بازدراء أثار استياءه لينطق من بين أسنانه 
يلا نخرج قبل ما ارتكب چريمة حالا 
خرج لتستقل المقعد الخلفي بجواره لتنطلق السيارة بين أسطول ذاك السيارات المليئة برجال الحراسة 
إنتهي الفصل 
أنا لها شمس 
بقلمي روز أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الأول من
الفصل الخامس والأربعون 
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 
أنا لها شمس
بقلمي روز أمين
مشاعر مضطربة إجتاحت روحهاما بين رهبة إرتياب إشتياق وحنينحنين لعائلتها التي لم تحصد من وجودهم بحياتها سوى الۏجع والذل وخيبة الأمللكنهم بالنهاية أهلهايسيطر عليها شعورا مريرا يسكن جوفهاكانت تتطلع من نافذة السيارةشاردة بالطريق الزراعي التي تمر منه للوصول إلى قريتهاشعرت بهلع عندما اقتربت من ذاك الكوبري التي ستمر من خلاله لدخول بلدتهالاحت بمخيلتها خروجها عبره بالمرة الأخيرة لهاكانت بصحبته أيضا بعدما انتشلها باللحظة الأخيرة من براثن هؤلاء المفترسونتذكرت أيضا خروجها المهين من ذاك الكوبري وهي تحمل صغيرها على كتفها بعدما حصلت على الخلاص من تلك الزيجة التي لم بكل مرة تخرج منه هاربة تتلفت حولها من شدة الهلع لتجد الدنيا تفتح لها ذراعيها على مصراعيهما كي ټحتضنها وتطيب خاطرها وتفتح لها أبوابا جديدة من الأملبالمرة الأولى وجدت والد صديقتها حيث أوصلها إلى شركة أيمن بعد أن توسط لها لتعمل سكيرتيرة خاصة لدى أيمن الأباصيري والمرة الأخيرة كان العوض الأعظم من رب الكونالله سبحانه وتعالى حيث كافأها بعائلة علام زين الدين التي احتضنها جميع أفراد العائلة وشملوها بعطفهم هي وصغيرها البرئتسائل داخلهاترى ما الذي ينتظرني تلك المرة وهل سأخرج من ذاك الممر هاربة ك كل مرةأم أنني سأخرج مرفوعة الرأس وسيتغير قدري تلك المرة
إنتفض جسدها حين شعرت بكف يد يحتضن خاصتها وعلى الفور التفتت لذاك المجاور لها بالمقعد لتجده مبتسما وبنظراته الحنون بث لها أمانا كي يطمئن به روحهاعلى الفور اخترقت نظراته المطمأنة جدار قلبها ليهدئ من ارتيابهالم يخفى عليه نظراتها التي كشفت عن هلع داخلها ليميل بجذعه وهو يطمئنها بكلماته الحنون 
إهدي يا باباالزيارة هتعدي على خير وكل حاجة هتبقى تمام
كلمات بسيطة لكن كان لها أثرا هائلا على نفسها لتومي له برأسهاشعر ببرودة كفها لينطق علشان تبقى تسمعي الكلام ومتخرجيش برة حضڼي تاني
ابتسامة باهتة ظهرت على محياها ولعلها تشعر ببعضا من الأمان انجرفت وراء طلبه لتقترب وتلقي بحالها داخل أحضانهألقت برأسها فوق موضع قلبه لتستمع لدقاته المنتظمةأما هو ف لف ساعده ليضم كتفها برعاية كي يشعرها بالإطمئنانشعرت بقليلا من الراحة لكن تخوفها من تلك المواجهة وهاجس خروجها من هذه القرية بات يؤرق روحها ويزداد مع دخولها إلى البلدة من خلال عبورها ذاك الكوبري
وكأن تلك القرية هي لعڼتها بالدنيادفنت كفها بين قميصه وحلة البدلة كي تستمتع بدفئ صدره وباتت تتمعن بعينيها بوجوه المارة من أهل قريتها من خلف ذاك الزجاج العازل للرؤيةمفيمتوقف الناس يتطلعون بأعين متعجبة وأفواه مفتوحة على ذاك الأسطول من السيارات شديدة الفخامة بزجاجها المفيم وهيكلها المصنع مضاد للطلقات الڼاريةكانت أعين المارة متمركزة على السيارات بتمعن شديديحاولون باستماتة اكتشاف من بالداخلاستمعت لهمساته الحنون وهو ينطق بدلال كي يشغلها ويخفف من وطأة رعبها 
حبيبي إنت يا بابا 
تهيم روحها عشقا حين يتغزل بها ويناديها بصيغة المذكرتشعر حينها انها طفلته التي يحرص على دلالها بكل الطرق كي ينول رضائها ويرفه عن نفسهاتنفست
معانا السواق
لكزته بصدره ليضحك برجولة ويضمها أكثرإعتدلت بجلستها ونطقت بصوت ظهر عليه التوتر 
هفرد ظهري علشان الولاد ما يتأذوش
أومى لها برغم شعوره بتوترها لكنه تغاضىابتلعت لعابها وهي تتخطي الشارع المتواجد به منزل أبيها لتتجه بطريقها المستقيم للوصول للمقاپر نهاية القريةانتفض جسدها حين رأت منزل نصر البنهاوي وبناءه الشامخ والذي يشبه قصور الأمراءمر شريط ذكرياتها حين خرجت منه أخر مرة ذليلة مهانة عندما حاولت الإنتحار بعدما أعادتها والدتها وعزيز رغما عنها بعد خېانة من كانت تظن أنه مصدر الأمان لهااتسعت عينيها عندما اقتربت السيارة أكثر من المنزل ووجدت البوابة الحديدية الشامخة وقد تجمعت حولها النفايات وتركت بأمر من عائلة ناصف كي تكون عبرة لمن اعتبردققت النظر على خيوط العنكبوت التي اتخذت من البوابة بيوتا لها بعدما هجرها أهلها وأصبح المنزل خاويا يحوي الحشرات وتتخذ الوطاويط منه مسكنا كان يتطلع بتمعن على تلك الشاردة بعينيها المذهولة ليتيقن أن ذاك هو منزل الشياطين التي كانت تسكنه من ذي قبلالتزم الصمت كي لا يزيد الأمر سوءالا تعلم لما أصاب قلبها حزنا لرؤيتها لذاك المنزل الشامخ على حالته المحزنة تلكنعم فقد تجرعت كؤؤسا من المرار والظلم والذل على أيادي معظم ساكني ذاك المنزل الملعۏنلكنهم بالنهاية يضلوا عائلة صغيرها وأهلهتنفست لتتطلع للأمام بعدما تخطت المنزل لتمضي بطريقها المستقيم بوجهة المقاپر حولت بصرها لذاك الحبيب وهي تسأله باستغراب لعدم استعلام السائق عن المكان 
هو السواق عارف مكان المقاپر إزاي! 
تطلع عليها بطرف عينيها ليبتسم بخفوت وهو ينطق بدعابة 
عيب لما تكوني مرات فؤاد علام وتسألي سؤال ساذج زي ده
مغرور قالتها بمشاكسة ليبتسم ويعود بنظره للأمام يتفقد الطريقفقد بعث برجاله تفقدوا المكان جيدا وقاموا بتأمينه قبل يومينوصلا لأعلى الجبل حيث المقاپر وتوقفت السيارات عند بداية اللحود كي يتجنبوا حرمة المكان وقدسيتهتطلعت على لحد غاليها لينخلع قلبها
 

تم نسخ الرابط