رواية كاملة بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز


أخذت نفسا عميقا قبل أن تنطق بنظرات متأثرة 
هرجع ل إخواتي حقهم هتنازل لهم عن ملكيتي للبيت والأرض وهوزعهم عليهم بشرع ربنا 
واسترسلت وهي تهز رأسها 
ومش هاخد من الورث أي حاجة علشان يرتاحوا
ضيق عينيه ليسألها 
وتفتكري لما تتنازلي عن حقك أبوك هيرتاح!
تنهدت لتجيبه متأثرة لذكر اسم والدها الحبيب 

بابا الله يرحمه كان أكتر واحد بيحس بياوأكيد وهو في دار الحق هيحس ويفهم أنا عملت كده ليه 
تحدث بصدق وهدوء 
بصي يا حبيبيإنت أكيد عارفة ومتأكدة إن ولا يعني لي أي مبلغ هتاخديه من ورث بباك ومهما أخدتي هتكون بالنسبة لي ملاليم
واسترسل مستشهدا بالمال الذي وضعه باسمها في أحد البنوك كي يشعرها بالأمان وبأنها أصبحت زوجة لرجل ثري وترك لها حرية التصرف في المال كيفما شاءت دون الرجوع إليهوقد عارضته كثيرا حينها لكنه أصر على قراره وما كان منها سوى الإنصياع لرغبته فبالنهاية هي زوجته ويحق لها التمتع بماله 
أنا حطيت لك في حسابك اللي يكفيك عمرك كله واللي لو صرفتي منه ليل ونهار مش هيخلصبس أنا بتكلم علشان تراجعي نفسك لأن قرار زي ده محتاج تفكير علشان مترجعيش ټندمي 
أمسكت يده وتحدثت بنبرة حنون 
أنا عارفة إن كلامك من باب لفت الإنتباه مش أكتربس قراري أنا أخدته بعد تفكير عميق
واسترسلت بإبانة 
وعلى فكرةأنا من اليوم اللي بابا الله يرحمه سلمني الورق وأنا ناوية إني هرجعه أول ما إبني يتم السن القانوني وقلبي يطمن عليهوقررت بيني وبين نفسي إني مش هاخد أي حاجة من الورث دهلأني الحمدلله ربنا كان رازقني ومرتبي من شركة أيمن الأباصيري كان مكفيني أنا وإبني وعزة
واسترسلت وهي تنظر إليه بعرفان 
وبما إنك حليت لي مشكلة الحضانة فمفيش داعي إني أحتفظ بالورق معايا أكتر من كده 
واسترسلت متأثرة بحنين 
هما محتاجينه علشان يطمنواوكمان عزة قالت لي إن نوارة كلمتها وقالت لها إنهم كانوا محتاجين يبيعوا حتة أرض علشان يوسعوا على نفسهم وأولادهملكن طبعا هما ميقدروش يتصرفوا طول ما كل حاجة بإسمي
حاوط وجنتيها بكفاه وتطلع عليها بفخر ثم تحدث بقلب سعيد ببراءة وأخلاق زوجته نقية القلب 
لو أقول لك أنا فخور بيك قد إيه مش هتصدقيإنت جميلة قوي يا إيثاروجمال قلبك طاغي وزود من جمال ملامحك
ابتسمت بسعادة ليفتح لها ذراعه يدعوها كي تسكنه وكأنها كانت تنتظر لترمي حالها سريعا فقد أصبح حضنه ملاذها الأمن الذي تتحامى به من جميع ما يؤرق روحهاتنهدت وهي تتنعم بين أحضانه الحانية وتستمتع بلمساته الحنون الذي ينثرها فوق ظهرها وشعر رأسها مما أدخلها بحالة من الإسترخاء والسعادة اللامتناهيةنطقت بصوت مرتخي جراء حالتها 
فؤاد
إيه يا حبيبي قالها مستمتعا بضمتها لتسأله مستفسرة 
هنروح إمتى كفر الشيخ 
نطق ببرود وهو يستنشق عبير شعرها 
ومين قال إننا هنروح كفر الشيخ يا عمري
نزعت جسدها من بين أحضانه وهي تنفض ذراعيه لتسأله بعينين متسعتين 
هو احنا مش إتفقنا خلاص
طالعها بهدوء لينطق مفسرا 
إحنا أه اتفقنا إنك هترجعي الورق لاخواتك وتتنازلي لهم عن حقك في ميراثك الشرعي
واسترسل وهو يشير بكفه على حاله 
لكن أنا قولت لك ولا حتى لمحت إننا هنسافر كفر الشيخ!
ضيقت عينيها بعدم استيعاب لتسأله متهكمة 
وهتنازل لهم إزاي إن شاءالله! 
تنفس بهدوء قبل أن ينطق بثبات
وجدية 
هكلم
المحامي بتاع العيلة ييجي النهاردة يكتب لك التنازل وتمضي عليه وهبعته لهم مع السواق 
وبالنسبة لزيارتي لقبر أبويا قالتها باستفهام لتتابع ساخرة بتهكم 
هتبعت تجيبه لحد هنا هو كمان يا سيادة المستشار !
أغمض عينيه محاولا تهدأت حاله قبل ثورتها المتوقعة فقد بات يحفظ طبعها عن ظهر قلب 
حبيبي موضوع زيارتك لقبر عمي الله يرحمه مضرين نأجله لبعد الولادة إن شاءالله
كانت تستمع إليه وهي تهز رأسها مستنكرة لحديثه ككل وقبل أن تنطق قاطعها برفض قاطع 
إنسي أنا مستحيل أضحي بأمانك وأمان ولادي علشان خاطر أي حد
نطقت بنبرة متأثرة علها تستطيع إقناعه 
بس دول أهلي يا فؤاد 
أجابها بحدة وصرامة 
على راسي من فوق إكراما ليك ول يوسفبس مش على حساب ولادي 
ثم استرسل بنبرة متعجبة لأمرها 
أنا مش فاهم إنت بتفكري إزايبسهولة كده بتعرضي نفسك وولادك للخطړ علشان خاطر ناس عمرهم ما فكروا فيك ولا يوم كنتي من أولاوياتهم!
نزلت كلماته على قلبها ك خنجر مدبب غرسه بمنتصف قلبها بدون رحمةهي تعلم صحة حديثه بل والأكثر من هذالكنهم بالنهاية عائلتها
علت أصواتهم ليقطعها طرقا قويا فوق الباب لينتفض ويقف أرضا وينتزع قميصه إرتداه على عجالة ليتحرك نحو الباب وقام بفتحه لتنطق تلك الثرثارة سريعا
مالكم يا باشا كفانا الشړ صوت خناقكم جايب أول السلم
أشار لها ليغلق الباب وهو يتحدث بحدة 
إدخلي شوفي الهانم وعقليها يا عزةالأستاذة عاوزة تروح كفر الشيخ
دبت فوق صدرها لتنطق بغرابة 
يلهويكفر الشيخ إيه اللي عاوزة تروحهاهي نسيت اللي حصل لها أخر مرة من عرة النسوان أمها والمواكيس إخواتها اللي محسوبين عليها رجالة!
كانت تتحدث وهي تتحرك للداخل حتى وصلت إلى حجرة النوم وتحدثت باستغراب لتلك التي تتوسط بجلوسها الفراش
إنت عاوزة تروحي كفر الشيخ بجد!
نطقت بحدة وصرامة 
عزة خرجي نفسك من الموضوع ده علشان ما اطلعش كل ڠضبي فيك
هتفت معترضة 
أخرج نفسي إزاي ومحدش بيشيل همك في الأخر غيريحرام عليك يا إيثار
واسترسلت بنبرة لائمة وهي تشيح بكفيها نحو بطنها 
طب يختي لو مش خاېفة على نفسك خافي على عيال الناس دول ما صدقوا ربنا راضاهم وطايرين بيك وشايلينك من على الارض شيل
واسترسلت ناصحة 
إستهدي بالله كده واعقلي يا بنت عم غانم
كان واقفا شابكا ذراعيه أمام صدره يتطلع عليها وعلى وجهه علامات الضيق من أفعال تلك العنيدة التي ستصيب قلبه بالتوقف يوما مالينطق مؤكدا على صحة حديثها 
قولي لها وفكريها يا عزةالهانم شكلها نسيت اللي إتعمل فيها هناك
تطلعت عليه بعينين تغشوها دموع الألم لتنطق بنبرة مکسورة 
هو أنت إزاي مش قادر تحس بيا يا فؤادأنا نفسي أزور بابا وأرد الامانة لأصحابها
قالت كلماتها الأخيرة ودموعها تسيل فوق وجنتيها بعدما فقدت التحكم بهاوبرغم تأثره الشديد بدموعها إلا أنه تحكم بمشاعره ليتحدث بقوة وثبات كي لا يضعف أمام رغبتها 
أنا مش قادر أفهم إنت إزاي مش عاملة حساب للمچنون اللي إسمه عمرو ورايحة لحد بلده
ليتابع پجنون 
ده خطڤك من قلب القاهرة وكان عاوز يسفرك إنت ويوسفإنت متخيلة ممكن يعمل إيه وإنت في قرية حجمها محدود وهو دارس مخارجها ودواخلها كويس قوي
نطقت بشهقات قطعت بها نياط قلبه 
ما أنت مراقبه وعارف كل تحركاته هو وإخواته
بسطت عزة ذراعها لتربت على كتفها بمؤازرة لينطق هو مفسرا علها تقتنع 
مراقبه هو يا حبيبي لكن إيه اللي يضمن لي إنه مش مأجر حد يراقبنا من بعيد ويستغل الفرصة اللي سيادتك عاوزة تقدميها له على طبق من دهب
رفعت كفيها لتجفف دموعها پعنف وهي تسأله بحدة وكأنها لم تستمع لكلماته الأخيرة 
من الأخر كده يا فؤادهتوديني ولا لاء
نظر لها لتتقابل أعينهم وهم
يتبادلون
نظرات التحدي
لينطق بصرامة 
مفيش سفر لكفر الشيخ قبل الولادة يا إيثار
واسترسل سريعا وهو يشير بسبابته 
وده علشان خاطر تزوري قبر عمي غانم الله يرحمه وبس
وتابع بغيرة تنهش داخل قلبه كلما تذكر أنها قضت بتلك البلدة سنواتها الفائتة وتزوجت من غيره وعاشت ببيته الملعۏن وداخل أحضانه لسنوات 
لولا كده كان لايمكن أسمح بإنك تنزلي البلد دي تاني إلا على چثتي 
رفعت رأسها بشموخ وتحدثت 
تمامممكن تطلعوا بره إنتوا الإتنين علشان تعبانة وعاوزة أنام
قالت جملتها لتمدد جسدها فوق الفراش من جديد وتسحب الغطاء حتى دفنت رأسها تحتهنظر إلى عزة وهز رأسه يمينا ويسارا بإحباط لتنطق وهي تجذب الغطاء لتكشف وجهها 
قلبتوا دماغي ونستوني أنا كنت جاية في إيه
واسترسلت 
قومي يلا علشان تفطريالباشا الكبير والدكتورة مستنينكم على الفطار تحت
جذبت الغطاء من يدها لتنطق بحدة وهي تعيد تغطية وجهها من جديد 
قولت لك تعبانة وهنام
كادت أن تتحدث فأشار لها فؤاد وتحدث بهدوء 
إنزلي وإحنا هنحصلك يا عزة
تنهدت بأسى لتنطق وهي تتحرك للأمام
أوامرك يا باشا
أخذ نفسا عميقا ثم تحرك ليجاورها الفراش ثم سحب الغطاء ليتفاجأ بدموعها التي تسيل على الخدين كشلالات ليسألها بنبرة حزينة 
ليه يا بابا دموعك ديليه بتعملي كده في نفسك وفيا! 
شهقت لتنطق بحدة ونبرة ساخطة 
مش عارف دموعي دي ليه بجددي دموع قهر على حالي واللي وصلت ليه معاك
اتسعت عينيه ذهولا لتتابع هي پألم 
من يوم جوازنا وإنت قاصد تفرض رأيك وهيمنتك عليا في كل شئ يخصني شغلي خروجي حتى أكلي عامل لي بيه قايمة ممنوعات ومديها لسعاد بتنفذها بدون نقاش كل ده ليه علشان ولادك! 
طب وأنا نطقتها پغضب حاد وهي تشير على حالها أنا راحتي فينكياني واستقلاليتي فين يا فؤاد!
لم يستوعب كم الإتهامات الباطلة التي تلقيه بها بهتانا لينطق مذهولا 
ياه يا إيثارإنت للدرجة دي شيفاني شخص ديكتاتور وظالم!
أشاحت بوجهها بعيدا عن عينيه لتتنهد ثم نطقت بصوت مټألم شطر صدره لنصفين 
أنا تعبانة
ومحتاجة أنامياريت تطفي النور وتدخل تلبس جوه لأن أعصابي تعبانة ومش هتحمل إضاءة جنبي
حاول بسط ذراعيه كي يجذبها لأحضانه عله يساعدها على الاسترخاء لكنها صدته سريعا ووالته ظهرها بحدة أظهرت كم ڠضبها منهليزفر بضيق من حاله قبلهاهب واقفا ليطفئ لها الأنوار ويختفي خلف باب الحمام كي يحصل على حمامه الدافئ اليومي ثم خرج بعد قليل ليرتدي ثيابه ويقوم بصلاة الضحى قبل أن يتجه صوب فراشهاوقف يتطلع على ملامحها وهي غافية وقلبه يتألم لحالهالم يوافقها على چنونها ذاك وبالتأكيد لن يرضخ لتنفيذ طلبها ليس تعنتا كما تظن هي بل خوفا وړعبا عليها وصغيراه اللذان لم يرا الدنيا بعدلم ولن يسمح لها ولا لحاله أن يمس طفليه بسوء ويحزن بل ويؤلم قلبي والداه حيث أصبح شغلهما الشاغل هو انتظار قدوم مولودي نجلهما بفارغ الصبر
هز رأسه بيأس وتحرك نحو مرآة الزينةإلتقط ساعة يده وارتداها لتزيد من أناقته المعتادة وأمسك قنينة عطره الرجولي لينثر منه على عنقة وذقنه ليضعها من جديد وتطلع على حاله بنظرات خاطفة قبل أن يحمل حقيبته الجلدية ذات اللون الأسود والتي يحتفظ بأوراق عمله داخلها ويتركها أمامها دون خوف من تكرار الماضي اللعېنهو سلم لها روحه وانتهى الأمر بعدما تيقن من طهارتها ونقائهاألقى عليها نظرة وكاد أن يخرج لكنه لم يقوى دون توديعها ككل يوم ساقته قدميه ليتجه صوب الفراش مال على جبينها بنعومة ليهمس أمام وجهها باعتذار 
أنا أسف
قالها وتنفس بصوت مسموع ليخرج على عجالة كي لا يتأخر على موعد
عملهاستمعت إلى صوت
خاڤت لغلق الباب ففتحت أهدابهالم تكن غافية وتعلم أنه تيقن من ذلك لذا تأسف لها أجهشت پبكاء مرير وغصة مرة توقفت بمنتصف حلقهاتعلم أنه محق بشأن مخاوفه المشروعة على جنينيهلكنها اشتاقت لرؤية لحد أبيهاتريد الجلوس بحضرة روحه الطاهرة كي تطمأنه عن حالها وأنها أصبحت بخيراشتاقت لان تتحدث معه وقد أوصلها حثها أنها لو جلست أمام قپره وتحدثت سوف تشعر بالأرتياح لذا هي مصرة على الذهاب إشتاقت أيضا لرؤية شقيقاها وأنجالهما ووالدتها وتلك ال
 

تم نسخ الرابط