رواية كاملة بقلم روز أمين
المحتويات
لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
الحياة كلوحة بيضاء تنتظر منا الألوان لتغدو أكثر جمالا وتألقا وتأنقا فاختر ألونك بعناية كى تزهو حياتك وتزدهراصمد أمام حلمك حتى يتحقق فلا مستحيل مع الإصرار والتحديإذا حجبت سماؤك يوما وتلبدت بالغيوم أغمض جفونك لبرهة ترى خلف الغيوم نجوم والأرض حولك إذا ما توشحت بالثلوج أغمض جفونك تجد تحت الثلوج مروجواعلم أن وراء كل فشل يوجد نجاح وخلف كل حزن تأتي السعادة لتفتح بابها على مصراعيها لاستقبالكوخلف كل جفاف بأتي غيث اللهفمهما يحدث تمسك بحلمك وأعلم أن برغم قساوة الواقع ومرارته دائما يوجد أمل
لم يعير لحديثها إهتمام وتوجه صوب الفراش لتعيد حديثها متذمرة
قولت لك هنام على الكنبة
اشتد ڠضبها من عدم رده عليها ليصل بها إلى الفراش ويقوم بوضعها برفق فوق الفراش لتحتد بحديثها
هو أنا بكلم نفسيبقول لك مش هنام على السرير أنا!
زفر بقوة قبل أن ينطق بلهجة حادة جعلتها تبتلع لعابها وتصمت
تعمق بعينيها وبث بنظراته الحادة تحذيرا قويا لتتنفس بهدوء فأشار برأسه يحيي تعقلها بطريقة استفزتها قبل أن يتحرك ويختفي داخل الحمامزفرت بقوة لتعود من جديد لغفوتهاخرج بعد قليل ليتلقى إتصالا هاتفيا من الشخص الذي يتابع تطورات الليلة فأخذ هاتفه وخرج بالشرفة لينطق بصوت جاد بعدما أغلقها عليه
نطق المدعو رامز بأسى
للأسف يا فؤاد باشا الأخبار متطمنش
اتسعت أعين فؤاد ليتابع الأخر بإبانة
اللي إسمه
عمرو قدر يهرب
منهم بسبب حاډثة على الطريقوالظابط اللي كان بيطارده بلغ بأوصاف العربية والطريق اللي هرب منه ولما الشرطة إتحركت لقت العربية بس للأسف كانت فاضية
سأله بصوت مهزوز
أجابه باقتضاب
رجالة الشرطة مشطوا المكان كلهإختفى وملوش أي أثر
واسترسل معلما
جنابك عارف إن الكمبوندات الجديدة كلها محاطة بالصحرا فسهل جدا إنه يهرب
نطق فؤاد بجدية
أكيد إتصل بحد ساعده
نطق المدعو رامز بثبات
متقلقش يا باشارجالة الداخلية أكيد هيجبوه حتى لو رجع في بطن أمه
لقد شتته ذاك الخبر المشؤوم وبعد أن كان يشعر بالقلق حيال زوجته وصغيرها الأن أصبح مصاپا بهوس شبح ذاك المچنون فاقد العقل والبصيرةما زاد من قلقه هو فقدان عمرو لكل شئ كان يمتلكه لذا سينتقم بكل ما أوتي من قوة لينفث عن غضبه العارم بعدما فقد أخر أمل لهتحدث پغضب ظهر بنبرات صوته المحتدة
ياريت يتحركوا بسرعة قبل ما يعمل مصېبة جديدة أو يهرب بره البلد
واسترسل وهو يستعد لإنهاء المكالمة
ياريت لو حصل أي جديد تبلغني يا رامز بيه
أكيد معالك نطقها الرجل قبل أن يغلق الخطإستند بذراعيه فوق سور الشرفة الحديدي ليرفع وجهه للأعلى وهو يزفر بقوةشعر بالإختناق وكأن أحدهم يقبض على عنقه بقوة نطق وهو يحملق في السماء بيقين ينادي ربه ويستعين به
ياربيارب
ولج لغرفة نومه يتطلع على تلك الغافية لينسحب بهدوء إلى الخارجتحرك داخل الممر المتواجد بين الغرف وتوقف حين وصل لحجرة الصبيأمسك مقبض الباب وتنفس مطولا قبل أن يديره ويدلف ويوصد خلفه الباب بهدوء كي لا يزعج الصغيرتمدد بجواره بخفة وبات يتأمل ملامحه البريئةلم يحتفظ بملامح والدته من يدقق بملامح وجهه يكتشف الشبه الكبير بينه وبين ذاك ال عمروومع أنه احتفظ بملامح غريمه الذي يذكره دوما أنه لم يكن الرجل الاول بحياة خليلة القلب التي عثر عليها بعد معاناة إلا أنه استطاع إحتلال جزءا ليس بالقليل من قلبه الحنونبات يمسد على شعره بكفه الحنون لينزل على وجنته الناعمةإنتفض قلبه حين وجد الصغير يفتح جفنيه ويبتسم له لينطق ببراءة
شرشبيل
عيون شرشبيل قالها فؤاد وشعور الذنب ينهش صدره ليميل على وجنته يقبلها مما أسعد الطفل ليسأله مستفسرا
إنت هتنام جنبي بدل عزة!
برغم حالة الحزن والهلع اللذان اقتحما قلبه إلا أن ذاك المشاكس استطاع أن يرسم الضحكة على وجهه لينطق من بين ابتسامته الواسعة
لا يا سيدي إحنا بقينا رجالة خلاص ومينفعش حد ينام جنبنالا أنا ولا عزة ولا حتى مامي
نطق الطفل بنبرة خجلة
بس أنا ساعات بصحى بالليل وبخاف وأنا لوحدي
سحب جسده للأعلى ليفرد ذراعه يستقبل ذاك الرائع لينطق بنبرة حنون
بص يا حبيبي ده خلاص بقى بيتك ومينفعش تخاف وإنت في أوضتكينفع تخاف وإنت وسط أهلك
هز رأسه بنفي ليسترسل فؤاد وهو يداعبه في بطنه بأصابع يده
طب إيه بقى
تعالت قهقهات الصغير ليزيد فؤاد من مداعباته حتى توقفا عن الضخك لينطق الصغير وهو ينظر له
على فكرة أنا بحبك قوي وإنت طيب قوي مش عارف ليه مامي كانت بتقول عليك شرشبيل الشرير
رفع كتفيه لأعلى لينطق بملاطفة
إسأل مامي وهي أكيد هتجاوبك
نطق يوسف بعينين راجيتين
عموهو أنت ممكن تحكي لي حدوتة زي اللي عزة بتحكيهم لي
رفع حاجبه وسأله مستعلما
هي عزة بتحكي لك حدوتة إيه
نطق ببراءة
بتحكي لي حكاية ليلى أم الفستان الأحمر اللي الديب الشرير أكل جدتها بأسنانه المدببةوالساحرة الشريرة أم منقار
هز رأسه ليقول ساخرا
كنت هستغرب لو كانت بتحكي لك حكايات تستفيد منهايعنيهي في الأخر بردوا عزة
واسترسل وهو يستعد لقص الحدوتة
أنا بقى يا بطل هحكي لك قصة السندباد البحري
إعتدل الصغير وتحدث بنبرة حماسية
أنا مش بعرفها دييلا بسرعة قولها
لي
ضحك بشدة ليتحدث
حاضر
يا حبيبي
إستمعا لبعض الطرقات الخفيفة لتدلف إيثار التي شعرت بخروج حبيبها من الغرفة بعدما تفقدت الفراش ووجدته فارغ اتسحبت وأتت إلى حجرة صغيرها كي تتفقده وتطمئن عليه فتفاجأت بوجود فؤاد وهو يحتضن الصغير بحميميةاشتدت سعادتها عند رؤية ابتسامة صغيرها البرئ الذي انتفض بجلوسه ووقف فاتحا ذراعيه ليستقبل والدته قائلا
ماميتعالي إقعدي جنبي واسمعي معايا الحدوتة اللي عمو فؤاد بيحكيها لي دي حلوة قوي
أقبلت على الصغير واحتضنته لتتحدث بهدوء
إنت إيه اللي مسهرك للوقت المتأخر دهالمفروض تكون نايم من ساعة
أمال رأسه ليستدعي تعاطفها وهو يقول
عمو فؤاد بيحكي لي حدوتة حلوة قويتعالي إنت كمان إسمعيهاوبعدين أنا عندي أجازة بكرةيعني هصحى من النوم براحتي
تطلعت إلى ذاك الحبيب الغاضب من حديثها المهين له في الصباحتعلم أنها تمادت معه بالحديث وقبل أن تعرضه للإهانة هي أيضا أهانت حالها لذا فهي غاضبة أيضا من حالهالكنها بالوقت ذاته غاضبة منه ولم تستطع تلك المرة أن تغض البصر عن رفضه لطلب زيارتها لقبر غاليهالم تكن هي فقط الغاضبة فبمجرد ما تلاقت عينيها بخاصته سحبها على الفور ليثبتها بمكان أخرتنهدت پألم لتخرج من شرودها على صوت الصغير الذي عاد وارتمى بأحضان فؤاد لينطق
تعالي بقى يا مامي
ابتلعت لعابها ثم جلست وتمددت بجوار صغيرها ليعود فؤاد بقص الحكاية تحت استمتاع الصغير الذي اندمج لأبعد حد وبات يسأل ويستفسر عن شخصية السندباد وبالمقابل كان يجيبه بكل أريحية وثقافة لتوسيع أفاق الطفلبعد قليل غفى يوسف على ذراع فؤاد ليقوم بهدوء سحبه وتسحب من جواره بعدما دثره جيدا تحت الغطاء بعناية مما جعل قلب
إيثار ينتفض من شدة تأثرهافتح الباب وتحرك لغرفتهمامالت على صغيرها وقبلت جبهته بحنان ثم لحقت بزوجها لتلج إلى الحجرة وجدته يقف أمام مرآة الزينة واضعا يديه بجيب بنطاله وعلى وجهه حديثا يريد من يفسح له المجال ليخرج كي يزيل من ذاك الثقل الطابق على أنفاسه
طالعته بحيرة لتسأله بعدما شعرت بحدوث شئفتلك هي المرة الاولى التي يذهب بها إلى غرفة الصغير ليلادائما ما يهتم به بالأسفل أمام الجميع
هو فيه إيه يا فؤاد
تطلع على إنعكاس صورتها وتحدث بجدية
طلعت البنهاوي إتقبض عليه في سوهاج وهو بيخرج مقپرة فرعونية وبيسلمها لناس برة مصر علشان يهربوها
ابتلعت لعابها ليتابع بنفس الجمود
الرجالة اللي كانت بتحفر إعترفوا إنهم تبع عمرو وطلعت كمان إعترف عليهده غير التسجيلات اللي سجلتها الشرطة بأمر من النائب العام شخصيا
شهقت ووضعت كفها فوق فمها ليستدير لها واسترسل وهو مقابلا لها
الشرطة هاجمت بيت عمرو اللي كان خاطڤك فيه وللأسف قدر يهرب منهم
هنا لم تستطع الصمود لتنطق بهلع ظهر بعينيها
هرب إزاي وفين
واسترسلت وهي تهز رأسها بهيستيريا وكأن أصابها مسا شيطاني
يبقى أكيد هيحاول يأذيناهيحاول يخطفني تاني أنا وإبني
واسترسلت
يوسف مش لازم يخرج برة البيت لحد ما يتقبض عليه يا فؤاد
إقترب عليها حين لاحظ حالة الهيستيريا التي أصابتها لينطق بقوة وثبات
إهدي وماتخافيشيوسف أنا مأمنه كويس قويولو رجالة الماڤيا العالمية نفسهم حاولوا يقربوا منه مستحيل يقدروا يكسروا حصار الحماية اللي أنا حاطتها له بنفسي
واسترسل وهو يلومها بعينيه
وطبعا أمان سيادتك متوقف على خطواتكياريت ما تتصرفيش من غير علمي علشان ما تعرضيش نفسك وتعرضينا كلنا للأذى
شعرت بوخزة بقلبها مع هطول دموعها الحارة التي هبطت حزنا وهلعا على الصغيرتحرك إلى الفراش ورفع الغطاء ليشير لها بأن تتسطح فنفذت أوامره بطاعة وبدون أي اعتراضقامت بالتسطح ليدثرها جيدا وخلع عنه كنزته ليظهر أمامها جذابا للغايةأمسك بجهاز التحكم في الإضاءة عن بعد ليقوم بغلقها إلا من
إضاءة خاڤتة باللون
الأزرق وتمدد على ظهره فوق الفراش واضعا ذراعه الأيمن تحت رأسه يدقق النظر بسقف الحجرة بنظرات ثاقبة
متابعة القراءة