رواية المطارد بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

هاربة فتركته ينظر في اثرها پصدمة وكأنها طعنته بخنجر داخل قلبه 
في المساء 
في بيت سالم كانت الجلسة تضم جميع افراد الأسرة وهم يتبادلون الحديث في هذا الموضوع الجديد والمشوق 
يعني على كدة الولية شهدت قدام الكبارات صح وما رجعتش في كلامها 
سالت نجية بدهشة واجاب زوجها 
قدام عيني انا ويونس ياام محمد اللي حضرنا معاهم نطقت باالكلام اللي قالوا صالح ومكدبتش في كلمة ورغم ان الجماعة هناك زعقوا فيها
بكلام قاسې وشتموا على جوزها المرحوم لكن هي كملت واكنها بتزيح حمل تقيل من على قلبها 
تدخلت سمر 
يعني على كدة صالح بقى رجع وسط عيلته عشان ياخد حقه وورثه 
اجابها يونس 
الا ورثه داكمان دا مال لا يتعد ولا يتحصي ناس مالكة البلد ومافيها يابت اخوي ناس عايشة يعني مش غلابة زينا 
رد سالم على كلمات شقيقه 
عايشة ولا مېتة ماهو كان محروم من العز دا كله مسكين وعايش في
الجبل ولولا الولية ما ضميرها صحي في الاخر كان هايشوف العز تاني ابدا في حياته بس كله كوم واخته كوم تاتي 
مالها اخته يابوي 
سألت ندى واجاب اباها 
اتكلمت يابتي اخيرا بعد ما ضيعت نفسها بخۏفها وراح عقلها منها دي حاجة كدة ولا في الخيال 
هي كلها ولا في الخيال اصلا ياواد ابوي ودا جمال دا اللي عليها دي دي تفتن بلد ياراجل الواحد مايلاقيش واحدة حتى في نص جمالها يابوي 
قال يونس وانطلقت الضحكات من الجميع حتى يمنى التي كانت صامتة من بداية الجلسة تستمع فقط ولا ترد تبسمت على قول عمها 
قالت نجية 
حد عارف يا يونس يمكن يكون فيهم عرق تركي مدام اغنية قوي كدة وصيتهم واصل في البلاد 
ضړبت ندى بكفيها 
ياسبحان الله طب والنعمة انا لحد دلوقت مش مصدقة بقى صالح اللي دخل بيتنا قاټل ومچرم يطلع منه على قصر جده ويرجع باشا زي بقية عيلته من تاني !
ايوة يابتي هي كدة الدنيا محدش يعرف بكرة هايحصل فيها ايه بس احنا نحمد ربنا انه قدرنا نعالجوا
وناخدوا وسطينا دي ثوابها مع واحد مظوم عند ربنا كبير
________________________________________
قوي 
ايوة يا ابو محمد صح عندك حق بس احنا بقى لحد كدة نسكت ونشوف نفسنا صالح ايامه عدت معانا وفاتت خلاص لا بقي هو منينا ولا احنا بقينا نصلح نقعد جمبه حتى دا رجع بيه زي ناسه الكبارات ولا ايه رأيك يايمنى 
اجفلتها نجية بسؤالها تبعث برسالة واضحة لها فردت هي بقلب مكسور 
طبعا ياما عندك حق في كل اللي قولتيه 
المچنون دا عرف رقمي منين 
ردت سمر وهي تنظر معها ضاحكة ايضا 
ېخرب مطنك ياعيد دمه عسل ابن اللذينة لايق عليكي ياندى هو مچنون وانت اجن منه 
قطبت ندى تسالها باستغراب 
لايق عليا كيف يعني انت بتقولي ايه ياسمر 
تبسمت لها سمر مردفة 
بقول الصح يا حبيبتي هو انت بعد دا كله ولسة مافهمتيش يا ماما دي حاجة باينة زي عين الشمس 
سالتها ندى بمكر ضاحكة 
هي ايه اللي باينة زي عين الشمس ماتفسري اكتر 
تنهدت سمر ترد عليها 
يابوووي على كهنك ياندى انت
عاجباه وهو عاجبك ويكون في علمك احنا كلنا واخدين بالنا ولا انت فاكرة عمتك لما بتقول هاجي قريب وتلمح بالكلام كدة عالفاضي من غير ماتكون حاسة دي ناقص تكتبها عالحيطان ندي لعيد و عيد لندى 
سهمت قليلا تستوعب الكلمات قبل ان تسأل شقيقتها 
هو انا لدرجادي باين عليا 
باين ! دا باين وباين وباين قال بتسأل قال
روحي يابت انا مش فاضيالك خليني اذاكرلي كلمتين يمكن ينفعوني 
ابتعدت ندى عن شقيقتها وهي تزن الكلام بعقلها ثم تذكرت كرم وادعائه ليل نهار انها تحبه مع انها دائما ماتشعر بالتوتر والقلق في حضوره عكس ابن عمتها الذي بمجرد ذكر اسمه ينفرج فمها بالابتسام وتشعر بالفرح والبهجة اذن هي قلبها لمن يميل 
يتبع بقلم امل نصر 
الفصل ٢٧
بشرفة غرفتها كانت واقفة ناظرة بأعينها نحو الحديقة تنظر لها بشرود نحو الشجرة التي جمعت اخر لقاء بينهم عندما حدثها عن أمله الضعيف بلقائها عن رغبته المستحيلة في الارتباط بها تنهدت بعمق وهي تذكر نفسها بما وصل اليه الان بعد مرور شهرين من اثبات برائته امام مجلس عائلته اصبح هو القائد والمتصرف في الأموال وحل محل شعبان في تسلم القيادة تتابع اخباره من والدها وعمها وهو لم يكلف نفسه مرة بلقاءها او السؤال عنها وقلبها يتحرق شوقا لرؤيته عقلها يترجم ذلك في الاحلام برؤيته ليلا وعند الصباح تستيقظ مستنزفة من عڈاب اشتيقاها له وهو لم يكلف نفسه عناء الاتصال بها ولو مرة واحدة وكأن شيئا لم يحدث  
انت لسة واقفة مكانك يايمنى مش ناوي تروحي معهدك النهاردة ولا ايه
قالت ندى وهي تدلف لداخل غرفة شقيقتها التي الټفت اليه تجيبها 
رددت ندى بإعجاب 
اممم دايما كدة تبهريني بجملك انا مش فاهمة بتجيبي الشاعرية والرومانسية دي منين 
توسعت ابتسامة يمنى وهي تتناول حقيبتها ترد على شقيقتها 
ياعم كفاية عليا الشاعرية سيبتلك انت الرومانسية تنفعك مع المچنون بتاعك 
ضحكت شقيقتها بخجل وهي تتحرك معها للخروج قائلة 
عليا النعمة لحد دلوقت ما مصدقة اني بقيت خطيبته رسمي انا مش فاهمة ايه اللي خلاني اوافق على واحد دماغه ضاربة زي ده دا مرووش يابنتي والنعمة لو افتحلك
تشوفي الرسايل اللي بيبعتهالي هاتوقعي على نفسك من الضحك 
لا ياستي انا عايزة افضل بعقلي خلي الضحك ليك انت 

قالت علية وهي واقفة معه في احدى زوايا الشارع فتابعت وهي تتمعن بوجهه المظلم أمامها 
من ساعة ماحطت السلسلة في ايدي وقالتلي رجعيها لكرم وانا قلبي حس من وقتها فاكر قولتلك ايه ساعتها 
اجابها بجمود وهو يتلاعب بالسلسال 
قولتيلي انها اكيد بتفكر في واحد غيرك وانا بغبائي مصدقتش حتى لما حظرتني ومنعت تقابلني برضوا كنت بكدب نفسي واقول ان ابوها هو اللي ضاغط عليها 
قالت متصنعة الأسى عليه 
انت صعبان عليا ياكرم في الاول كانت بتضحك البنات عليك على هيامك بيها وبعد قعدت تتسلي بيك ولما لقت غيرك رمتك من طول دراعها ولا اكنها كانت تعرفك طب بزمتك هي بتديك فرصة حتى تكلمها 
نفى برأسها مرددا 
لا طبعا دي بتدخل المدرسة ومابتطلعش
________________________________________
منها غير وقت الأنصراف وهي متحاوطة بكذا بنت تعدي عليا ولا اكنها شافتني 
تابعت في بث فحيحها 
ناصحة يابني وعارفة بتعمل ايه كويس ياريت بس دا يبقى درس ليك عشان تعرف اللي بيحبك على حق وبين اللي بيتسلى بيك 
اومأ برأسه لها ثم سألها 
انت متعرفيش هي اتخطبت لمين 
اجابته على الفور 
عرفت انها اتخطبت لابن عمتها وهاتتجوز في اسوان 

في وقت لاحق 
كانت تلملم ادواتها الدراسية داخل الحقيبة بعد انتهاء اخر اختبارتها وسط الجلبة التي يفعلنها الفتيات حولها تهليلا بمرح على انتهاء السنة الدراسية وهي تشاركهم بسعادة 
ايه ياندى مبسوطة انت طبعا عشان هاتخلصي وماتجيش المدرسة تاني 
قالت رضوى صديقتها بمشاكسة فردت ندى بدون تحفظ 
طبعا يا حبيبتي وماتبسطتش ليه وانا هاقلع البدلة الزفت دي والبس بقى واتأنتك براحتي في البس الموضة ولا ازكر في مزاكرة تاني ولا زفت 
لا وهاتتجوزي 
اكملت رضوى بمكر فردت ندى بمرح 
ايوة يااختي هاتجوز ودي حاجة عيب مثلا ولا انت مش هاتتجوزي ياقطة قولي يعني لو مش هاتعمليها 
ياختي هاتجوز خلاص دا انت بقيتي حقنة 
قالت رضوى بضحك فهمت ندى ترد ولكنها تفاجأت بدوي هاتفها بهذا الرقم الغريب مرة اخرى فتجاهلته كالعادة منذ ان افترقت عن كرم وحظرت رقمه وهي تتجنب التحدث لكل الأرقام الغريبة احتياطا وحذر ولكن هذه المرة تبع الاتصال برسالة الى هاتفها فتحت لترى فحواها بفضول فتوسعت عيناها بفزع وهي تكتم شهقة امام صديقتها من هول ما رأته من قراءة الكلمات عرفت بهويته التي اثبتها برسالة كي تنفذ مطلبه !

وعند يمنى التي كانت تخلع عنها ملابس العمل بغرفتها التبديل الخاصة بالممرضات انتبهت على اصوات الجلبة في الخارج التي تتحدث عن زيارة مهمة لأحد الاشخاص بالمشفى قبل ان تدلف اليها صديقتها صفاء تخبرها 
شوفتي يا يمنى مين جاي يتبرع للمعهد النهاردة والمدير والدكاترة عامليلوا قلبان 
مطت شفتيها ترد بعدم اهتمام وهي ترتدي سترتها 
سمعت ياستي بيقولوا واحد غني قوي جاي يتبرع للمستشفى عادي يعني وبتحصل كل يوم 
لا ياحبيبتي مش عادي ولا بيحصل كل يوم ماهو انت ماتعرفيش من
هو الضيف 
قطبت يمنى على حديث صديقتها المبهم فسألتها 
ليه بقى مين هو الضيف
تعالي شوفي بنفسك وانت تعرفي 
قالت صفاء وهي تجذبها من ذراعها تسحبها لخارج الغرفة فسألتها يمنى باستفسار 
يابنتي طب فهميني الأول بدل ما انت جراني كدة زي البهيمة 
ياحبيتي بعد الشړ عليك ما تبقي بهيمة انت بس اصبري وهاتفهمي لوحدك 
قالت صفاء وهي تستمر بسحبها رغم اعتراضها حتى توقفت بها امام احدى قاعة ضخمة للإجتماعات كان يقف بها المدير وصف من الاطباء مع مجموعة مهمة من الرجال وفي الوسط 
توسعت عيناها وتلاحقت انفاسها مع التسارع الشديد لنبض قلبها لقد علمته رغم التغير الشامل لهيئته وهو يرتدي حلة باللون الكحلي القاتم وفوق اكتافه العريضة عباءة بنية زادته هيبة بشرته الخمرية ازدادت توهجا ورقيا وكأنه لم يقضي يوما واحد بالسجن او طريدا بالجبل يقف بينهم ومدير مشفاها يشرح له باستفاضة عن احد الامور الخاصة بالمشفى انتابتها الحسړة وهي تشعر بالتقزم بفقرها وتواضع مستواها
امامه لم تقوى على الصمود اكثر من ذلك ارتدت اقدامها للخلف وخرجت مسرعة دون اخبار صديقتها التي
هرولت خلفها مندهشة حتى دلفت خلفها من الباب الجانبي الذي تراصت امامه السيارات توقفت يمنى بجوار احدى السيارات تطلق العنان لدموعها اخيرا وشهقت تبكي بحړقة ربتت على ظهرها صفاء مهونة 
يا بنتي مالك ايه اللي جرالك بس وليه البكا 
اخذت نفسها قليلا قبل ان تجيبها 
شوفته وقلبي وجعني يا صفاء الفرق بيني ومابينه فرق السما والأرض انا ماليش حق اني افكر فيه اصلا 
ماتقوليش كدة يايمنى انت تعرفي ربنا كاتب ايه 
قالت صفاء بتأثر على حال صديقتها ردت يمنى بتصميم 
لأ
لازم اقول وافوق نفسي امي كانت عندها حق 
كان عندها حق في ايه 
سمعتها بالصوت الأجش وانتفضت ترفع رأسها نحوه فوجدته حل محل صديقتها وكفه على ظهرها انتفضت تبتعد عنه وقالت بجزع 
انت ايه اللي جابك 
جايلك انت ياقلب صالح 
اردف بها فقالت هي بعدم تصديق 
بلاش كلامك دا لو سمحت ماينفعش 
هو ايه اللي مينفعش 
سألها بابتسامة ساحرة فردت هي بارتباك 
أهو ماينفعش وخلاص هو انت مش شايف نفسك 
ازداد اتساع ابتسامته وهو يقترب وهي ترتد حتى التصقت ظهرها بالسيارة التي خلفها مال برقبته نحوها يردف 
انا شايفك انت ودا كفاية عليا 
ردت بنبرة عاتبة 
بس انت مسألتش عليا ولو مرة واحدة طول الشهور اللي فاتت 
هما شهرين بس على فكرة وعليهم
تم نسخ الرابط