رواية المطارد بقلم امل نصر
المحتويات
بتمألس عليها ولا اتريق انا بس مستعجب البت وامها وابوها واختها الكبيرة كمان كلكم ياسالم بقى قلبكم ني معاه وانا بقى العفش فيكم قولت نخلص منه من الاولى عشان مانعرفش المصاېب اللي هاتيجي وراه لكن انتوا رفضتوا بحجة انكم عايزين تساعدوه وتعالجوه وقولت عليه روح وكلام فاضي طب اهو اللي حسبتوا طلع صح والواد اللي قاعد تحت دي في أوضة ولدك ماطلعش مچرم وبس لا دي طلع ابن حرام
انقبض قلب سالم فسأله بجزع
قصدك ايه يا يونس بكلامك ده خلي بالك ياواد ابوي دا كلام واعر ويطير فيه رقاب
رد يونس بشبه ابتسامة ساخرة
رقبة مين بقى ياسالم رقبتي انا اللي هاكمل ٣٠ سنة دلوك ومالمستش مرة عشان طمعان في حلال ربنا وبحط القرش على القرش وطافح الكوتة عشان اقدر اكمل شقتي وحق الشبكة
قبل ما اتقدم لبنت من بنات البلد ولا رقبة صاحبنا ده اللي كان عايش في قصور وبياكل احسن وكل ويلبس احسن لبس في عز بيت جده وفي حما النايب ابن كبير البلد عندهم شعبان ابو مندور اللي مقدرش مكانته بعد ما سرقهم
حجظت عيناه سالم واضربت حدقيتيه وهو يسأله بعدم استيعاب
رد يونس بثقة
جبت الكلام ده من ناس ساكنة في بلدهم نفسها يعني مش بالف ولا بخترع
من مخي ماهو انت لما ادتني الأسم امبارح واسم بلده على طول انا اتصلت بجماعة اصحابي هناك وهما اللي رسوني على الحكاية وكمان قالولي الكبيرة المحروس كان محپوس بقالوا يجي اربع سنين ومحدش يعرف في البلد ان كان خرج من السچن ولا لساتوا محپوس فيه
سأل سالم ورأسه لا تقوى على تلقي حجم الصدمات رد يونس بتهكم
امال انت كنت ظانن إيه بعد الكلام اللي قولته دا كله الراجل بلغ عنه وسلمه للحكومة متلبس يعني واخد لعنات عيلتوا كمان
دارت الأرض بسالم من كم الصدمات التي يتلقاها واحدة تلو الأخرى عن هذا الرجل الذي يأويه داخل بيته بدافع انساني ويقوم على خدمته وعلاجه مع زوجته وابنت
هاتعمل ايه ياسالم مش عايزين نجيب لنفسنا النصايب على واحد مالوش تمن زي ده
اوعى من قدامي يايونس خلينا امشي اعدي احسنلك
قال سالم وهو يدفع اخيه بيده الحرة ولكن يونس تشبث به وبالبندقية
دفعه بقوة هادرا بأعين حمراء مشټعلة ببراكين الڠضب
ماهو عشان عيالي اللي عايز ارابيهم سيبني ياسالم
يتبع
الفصل ١١
بوجه مكفهر دفع باب الغرفة پعنف ودون استئذان بيده الحرة واليد الأخرى كانت ممسكة بالسلاح الذي خطا به لداخل الغرفة اشتعال عينيه مع أنفاسه الهادرة ينذر بالچحيم وجد صالح جالسا بجذعه متكئا على وسادة خلفة بجمود لم يهتز أو حتى يجفل وكأنه كان في انتظاره
انت ياض الكلام اللي قالوا يونس دا صح ولا كدب
تفوه بها سالم فور دخوله دون القاء التحية حتى نظر صالح اليه بثبات وأجاب بهدوء
انه كلام بالظبط اللي سمعوا يونس من الناس هناك في البلد والا الحقيقة اللي مايعرفها حد غيري
قال سالم بنفاذ صبر
ماتلاوعنيش يابني ادم رد وقول الكلام ده صح ولا غلط
صمت قليلا قبل أن يتناول من جواره على الناحية الأخرى مصحف القرءان الكبير وقال
المصحف اللي في يدي ده عترت
عليه بالصدفة في الأوضة هنا وانا قبل ما اتكلم والا ارد عليك بكلمة واحدة حابب أوضح لك اني مش مجبر عشان احلفلك ان عليه ولا اثبتلك حتى اني راجل زين بس انا مصمم احلفلك عشان تطمن ان بنتك ولا مراتك مكانوش بيدخلوا على راجل لامؤاخذة وس ولا واحد سمعته شينة انا هاحلف بس عشان اطمن قلبك
هدر سالم بصوت خفيض من تحت أستانه لكن قوي
تطمن قلبي كيف بعد اللي سمعته وانا هايجيلي نوم بعد كدة ولا هاقدر احط راسي على المخدة بعد ماعرفت انك اتعديت
على حرمة ابن خالك في البيت اللي اتربيت فيه وانا بخبالي كنت بدخل عليك مرتي وبتي تعالجك فاكراك حرامي ولا قاټل قتلة لكن خاېن عهد وعديم شرف اهي دي بقى اروح ادفن نفسي حي ولا انها تحصل فاهم
اغمض عيناه كي يخفي حجم الۏجع الذي يشعر به من كلمات الرجل التي طعنته في صدره وذكرته بمرار ايام سالفة تجرع فيها كأس الظلم اضعاف ثم نالبث ان يرفع بيده السليمة الغير مصاپة المصحف الشريف يضعه على عينه ويحلف
وحياة المصحف الشريف اللي على عيوني وكلمات ربنا اللي لا يعلى عليها احلف بالقسم اللي تتهز فيه الجبال اني شريف من كل التهم اللي لفقهالي ابن خالي شعبان ابو مندور في حق مرته وتهمة السړقة اللي دخلني فيها السچن بشهادة وادولة زور وإن برائتي دي يشهد عليها ربنا اللي يقدر يخسف بيا الأرض لو كنت اتبليت ولا كدبت بحلفاني على كتابه الكريم
وواد خالك بقى النايب الكبير شعبان ابو مندور هايتبلى عليك ليه بقى ويجيب اسم مرته في حاجة شينة زي دي
سأل سالم بتشكك وكان جواب صالح ان قال بثقة
عشان يحمي نفسه مني!
قطيب جبينه سالم يسأله بسخرية وعدم تصديق
يحمي نفسه منك!
ليه بقى كنت ماسك عليه ذلة مثلا ولا كان خاېف لاتاخد مكانه في نيابة الدايرة
كان خاېف لاخد روحه ودا اللي حصل حقيقي بعد ما طلعت من السچن على طول
قال صالح ببساطة اثارت انتباه سالم الذي ذهبت السخرية من صوته
اجاب صالح بهدوء وهو يشير على الكرسي الخشبي في اخر الغرفة لسالم
هات الكرسي اللي هناك ده ياعم سالم وانا احكيلك من طق طق لسلام
________________________________________
عليكم وانت تحكم بعدها ان كان معايا الحق
ولا ابن حرام واستحق الرجم
وفي مكان اخر
بداخل الغرفة الشاسعة في القصر المعروف كانت تقف زواياها مستندة على الحائط بظهرها تنظر بحسد نحو الفتاة وهي تتناول طعاها من يد الخادمة بهدوء طفلة في الخامسة مع براءتها التي ازدادات مع حالتها بعدم ادراكها مايحدث حولها وماحدث لها هي سابقا وادت لكوارث تركت مازالت اثارها عالقة حتى الان انتبهت فجأة على صوت ابنتها وهي تخاطبها
لساكي برضوا واقفة مكانك وماتحركتيش
ردت بعدم انتباه
ايه بتقولي ايه يا نعمة مسمعتش كويس
قالت الفتاة بسأم
بسألك ياأمي على وقفتك دي هو انت مابتزهقيش من البص عليها البت دي
ازهق ولا ما ازهقش مالك انت تعباكي في إيه انا
قالت المرأة بحدة وكان رد ابنتها وهي تلوي ثغرها بعدم رضا
هي مش حكايتي انا على فكرة ياامي الموضوع فيكي انت بتيجي عند البت دي وتقعدي بالساعات فتنسي عزا جوزك نائب الدايرة الكبير المحترم وتنسي انت نفسك كصفتك زوجة المرحوم واللي كل الناس بتسأل عليها اول ماتدخل علينا العزا
الټفت اليها قائلة بسأم
هو العزا دا مش خلص وفضناها على كدة الناس اللي بتيجي وعايزة تلت وتعجن دي انا ماليش مرارة ليها يابنتي يعني يجوا ولا مايجوش ماليش دعوة بيهم انا عايزين تستقبلوهم انت واخواتك وعماتك كمان استقبلوهم لكن انا مش هاضغط على نفسي أكتر من كدة
ردت الفتاة باستنكار
وه بقى انت مش عايزة الناس اللي جاينلك ياخدوا بخاطرك مخصوص عشان تقعدي تتأملي في واحدة هبلة زي دي مش دريانة بالناس ولا الدنيا اللي حواليها حتى
مكانتش هبلة كانت زينة البنات واحسنهم بس نعمل ايه بقى الله يجازي اللي كان السبب
خرجت كلمات المرأة بانفعال اثار فضول ابنتها للسؤال
مين هو بقى اللي كان السبب ياأمي انا عايزة اعرف
تسمرت المرأة محلها لحظات تنظر لابنتها بعجز عما تخبرها به فقالت اخيرا بنفاذ صبر وهي تدفع بنتها للخروج
بقولك ايه يانعمة انزلي يابنتي واستقبلي الناس اللي جاين يعزوا ولو حد سألك عن ثريا مرة النائب قوليلهم هجت ولا لقيتلها سفرية
غمفمت الفتاة وهي تندفع للخروج عنوة
في إيه ياما هو انت عايزة الناس تاكل وشنا
دفعتها ثريا مرة أخرى لكن بقوة حتى أخرجتها من باب الغرفة ثم أردفت لها بعدم اكتراث
خليهم يعيبوا ولا ياكلوا وشنا انت اللي عليكي تنفذي اللي قولتلك عليه وبس
بصقت كلماتها ثم صفقت الباب بوجه ابنتها بقوة كي تنهي الجدال معها ثم عادت نحو الفتاة وجدتها اوقفت الطعام تنظر لها بعدم فهم ابتسمت
لها ثريا قائلة
بتبصيلي كدة ليه ياورد كملي اكلك انت وماتشغليش نفسك
كملي يابنتي
توقفت قليلا بتفكير ثم غمغمت مع نفسها وهي محدقة بالفتاة
والله ما انا عارفة احسدك ولا اكرهك ولا اشفق على حالتك كنت سبب رئيسي في المرار اللي انا عايشة فيه بقالي سنين لكن كمان انت ايه ذنبك عشان الومك وكل اللي حصل مكانش بجودتك على العموم هو ربنا كان ارحم بيكي من الكل واحنا بقى نشرب جزاة مافعلنا !
خرجت نعمة حانقة من فعل والدتها فكانت تغمغم ساخطة ورأسها ملتفة نحو الباب الذي صفقته والدته بوجهها حتى اصطدمت بغير قصد بأخيها عثمان الذي كان خارج بالصدفة من غرفته ابتعد عنها متأفافا
فقال مخاطبا لها
مش تحاسبي يازفتة انتي كنت هاتوقعيني في حد يسرح برضوا وهو ماشي كدة
ردت هي ساخرة پغضب
معلش ياسي الباشا ان كنت ازعجتك ولا بقعتلك بدلتك الغالية حقك عليا ياسيدي
نهت جملتها وهمت لتذهب وتتركه ولكنه اوقفها فور ان استدارت
ايه يابت انتي مالك في ايه بتدلقي كلامك الدبش في وشي وعايزة تسيبني وتمشي بعد كدة
زفرت من فمها بقوة ثم قالت
نعم ياباشا عايز ايه مني
تحاهل عدم رضاه على طريقتها السوقية في التحدث فقال
اانا مش هاتعبك ياختي ولا ازعجك انا بس عايز افهم كنت ماشية بتبرطمي ليه في الكلام وقت ماخبطتي فيا
ببرطم على الست الوالدة ياسيدي اللي مابقاش ليها قاعدة ولا مركز غير في اؤصة المدعوقة بت عمتي انصاف البنت اللي جبتوها من مستشفى المجانين كنا ناقصينها احنا دي كمان
خاطبها يتحلى ببعض الصبر
بنت عمتك انصاف مش مچنونة ولا حاجة دي مجرد واحدة عندها حالة نفسية بس حالتها صعبة انتي بقى زعلانة ليه عشان والدتك بتراعيها
فغرت فاهاها قائلة بدهشة
انت كمان هاتعمل زي امك ياسي الأستاذ وتقولي انت مالك في ايه ياناس هو انتوا ناسين هي تبقى اخت مين ولا نسين العملة السودة اللي عملها اخوها مع ام
قطعت جملتها مضطرة
حينما اطبق اخيها على ذراعها ضاغطا قائلا پغضب
اخرسي خالص يابت انت واعرفي انت بتهلفطي بإيه قبل ماتعوكي الدنيا الكلام دا غلط الله ېخرب بيتك مين قالهولك
نفضت ذراعها قائلة بتحدي
مش محتاجة حد يقولي أينعم انا
متابعة القراءة