رواية المطارد بقلم امل نصر
المحتويات
وغير مفهومة انارت وجهه حدقت اليه قلبلا ببلاهة قبل أن تنتبه على وضعها بهذا القرب الكبير منه والذي يبدوا أنه كان مستمتع به وهي غافلة عنه ارتدت للخلف متجهمة الوجه غاضبة
على فكرة انت لازم يبقى عندك زوق اكتر من كدة انا بشوف لك الچرح وانت بتسظرف واكن ولا هامك
طب وانا هخاف ولا اقلق ليه طيب مش انت قولتي ان الچرح بيلم يبقى خلاص بقى انا اساسا بثق في كلامك
تثق في مين ياعم انا يدوبك طالبة في نهائي تمريض يعني مش دكتورة ولا نيلة والعلاج اللي بديهولك دا جه معايا كدة بالبركة من خبرتي القلية في ممارسة المهنة ومذاكرتي في كتب الدراسة يعني مش دكتورة
ولا دارسة طب
وانت مدخلتيش طب ليه انا شايف انك ممتازة وتستحقي ولا انت ماجبتيش مجموع الطب
لا ياسيدي جيبت مجموع الطب بس للأسف ابويا مرديش ان اسافر وادرس في محافظة تانيه بعيد عنه فاضطريت ان اتخلى عن حلمي وعوضت دا في دراسة التمريض استريحت بقى
اومأ برأسه ينظر بصمت وقد اكتست ملامحه الغموض او انه تأثر بكلماتها لا تعلم دنت تتناول صنية الطعام لتخرج بها ولكنه أوقفها سائلا
باغتها بسؤاله الذي لم تتوقعه منه ردت بدفاعية كالعادة
وانت مالك ابكي بحړقة ولا ازعل حتى يخصك في إيه
شعرت بالندم حينما رأت تاثير كلماتها عليه وقد رأت كم الحزن الذي غلف صفحة وجهه همت تعتذر ولكنها فضلت التجاهل حتى يتذكر حجم المسافة بينهم ولا يكرر التدخل فيما لايعنيه أستأذنت للخروج رغم حزنها هي أيضا بردها الجاف عليه!
دلفت سمر لداخل الغرفة
التي تتشاركها مع شقيقتها ندى بعد ان انهت طعامها وجدتها تستمع لإحدى الاغاني
الشعبية بجوارها وكأنها بعالم اخر
ست الحسن والجمال وطي صوت الاغاني شوية عشان انا عايزة اذاكر ممكن
أخفضت ندي صوت السماعات قليلا مردفة ببرود
اديني ياختي وطيت الصوت على الله تفلحي بقى وماتجيبش اللوم عليا لو ريحتي السنادي
قالت سمر بجزع فردت الأخرى غير مبالية
ومالك اټخضيتي كدة وقلبك طب في رجلك دي حتى كلمة عادية يعني مش مستاهلة
قالت سمر بلوم
لا ياندى مستاهلة عشان انا في ثانوية عامة وانت ادرى بالضغط اللي عليا عشان الدرجة الواحدة بتفرق في مستقبلي كله ولا انت عايزاني اشرحلك كمان
اومأت سمر بصمت تتناول كتابها ولكن وقبل ان تتنظر جيدا في الصفحة أوقتها ندى سائلة
ابوكي ماسألش عليا يابت ياسمر
رفعت اليها
رأسها تجيب باقتضاب
سأل عليكي
صاحت عليها ندى بحنق
بس كدة سأل وبس ما تتكمي يابت هو انا هاسحب الكلام منك سحب
زفرت سمر متأففة وهي تترك الكتاب من يدها على سطح مكتبها تهتف هي الأخرى
امال عايزاني اقولك ايه يعني ابوكي زعل على زعلك
________________________________________
مثلا ومرديش ياكل هو كمان في ايه ياندى هي اول مرة تحصل
اشاحت ندى بوجهها عنها تصك على أسنانها كي تكتم غيظها من عجرفة شقيقتها في الرد فقالت الأخرى لترحم فضولها
على العموم هو سأل لتكوني تعبانة ولا في حاجة مزعلاكي
التفتت اليها مرة أخرى وقد استرعت انتباهاها تابعت سمر
بس امي قالتلوا بعدين ياابو محمد هاقولك
وماقالتش ليه في وقتها ايه اللي منع يعني
سألت ندى بلهفة فردت سمر بنفاذ صبر
عشان ماكنش ينفع وعمك يونس في القعدة ماانت عارفاه عصبي ودماغه شاطحة
صمتت ندى متفهمة فسألتها سمر
طب وانت يهمك في ايه يعني ان ابويا يسمع ماهو رد على الراجل وخلاص ولا انت عندك أمل انه يجي بتقدم تاني
بس انت ابوكي يوافق بس وانت تلاقي المشكلة اتحلت لوحديها بدال ماهما موقفين الحال كدة من غير سبب
ردت سمر مستنكرة
من غير سبب كيف يعني دول عايزينك تستنى اختك الكبيرة فيها ايه يعني لما تصبري شوية دا حتى لسة صغيرة ياندى وبدري عليكي
ضحكت مستخفة بكلام شقيقتها
بدري من عمرك ياحبيبتي انا اللي في سني بيتجوزا ويخلفوا عيال ولا عايزاني اجيبلك امثلة عن البنات اصحابي اللي اتجوزا بعد تالتة اعداي ودلوقت مع بدل العيل اتنين
زفرت سمر متأففة من الحاحها في امر كهذا فصاحت بحدة كي تنهي الجدال معها
خلاص ياندى فهمت وعرفت ممكن بقى تسيبني اذاكر واركز في دروسي
مصمصت ندى بطرف شفتها
ذاكري ياختي ذاكري اهو دا بس اللي انت فالحة فيه
وعلى سطح المنزل وبعد أن قصت له زوجته عن سبب اختفاء ابنته ندى داخل غرفتها وابتعادها عن الجميع وشجارها معها بعد رفضهم للعريس الذي تقدم لها
ااه يعني المحروسة اتقمصت وزعلت عشان رفضنا الراجل الغربب
بتقول ان احنا مش هاممنا مصلحتها واننا هانوقف حالها عشان اختها الكبيرة مش عايزة تتجوز
قالت نجية وهي تناول زوجها كوب الشاي الزجاجي وتجلس هي بجواره بكوبها على مصطبة طينية بجوار السور رد سالم من تحت اسنانه
فرسة تفرسها بت قليلة الحيا بصحيح خلاص طارت عليها دي حتى لسة مكملتس سنها القانوني مستعجلة على ايه دي
غيرانة ياسيدي من البنتة اصاحبها عايزة تنخطب زيهم وتجيلها هدايا من خطيبها زي اللي بتشوفها معاهم ما انت عارف بتك من الاول ملهاش غاية للتعليم عكس اختها الكببرة ولا التانية سمر الصغيرة
ربنا يكملهم بعقلهم الاتنين ماتعبونيش نص ماتعبتنا هي في المصاريف على الفاضي والمليان سمر ماشاء الله سابقة سنها ويمنى حبيبة ابوها دايما مشرفاني ورافعة راسي في اي مكان تروحوا ربنا ما يحرمني منها ومن عقلها
قالت نجية بامتعاض
ايوة ياسالم لكن الأدب والعقل ده مش هاينفعوها لو عنست وقعدت من غير جواز البت ملهاش غير بيتها في الأول وفي الاخر
وه وايه اللي ها يخليها تعنس يامرة انت لاقدر الله انا بنتي ماشاء الله عليها ادب وجمال وسيرة زينة يعني ماتتعيبش
سأل سالم موجها كلماته بتوبيخ لأمراته التي تشدقت قائلة
وافرض ربنا مكملها كدة زي مابتقول انت بترفض في العرسان ليه دا اللي قدها خلفوا عيل واتنين ولا انت مش عارف البنتة في بلدنا بيتجوزوا على كام سنة
لأ عارف ياختي البنتة بيتجوزا في بلدنا بيتجوزا على كام سنة بس انا بتي لساها صغيرة وفي التعليم وان كانت بترفض فدا حقها تستنى العريس الزين واللي يناسبها لهو انا بنتي هاينة اياك
قال سالم باعتزاز فردت نجية عاوجة طرف شفتها بعدم رضا
اقعد انت كدة انفخ فيها عشان تتجن اكتر ماهي مچنونة يعيبوه ايه سعد ابن اخويا عشان تتجلع عليه وترفض ترجعله ها
يووووه دي برضك هاتقولي
على الزفت واد اخوها دا كمان
غمغم سالم وهو ينفض جلبابه يبتعد عنها لينظر من فوق سطح السور لخارج المنزل تابعت
نجية پغضب
انت برضوا هاتبعد وشك وتسد ودنك عني زي كل مرة كأن واد اخويا المتعلم الزين ده جربة ولا مايصلحش للبرنسيسة بتك
برضوا هاتجيب العيب في البت مش في واد اخوها ولا دمه التقيل حتى عليا انا نفسي دي البت
تمتم سالم بصوت خفيض قبل ان يقطع كلماته ينظر بتركيز نحو رجلين في اخر الشارع يبدوا من ملابسهم المهندمة وأجسادهم الضخمة أنهم أغراب عن قريتهم هيئتهم ونظراتهم الغير المريحة اثارت بقلبه الريبة تذكر سالم قول شقيقه يونس عن وجود رجال اغراب عن في القريبة وافعالهم في البحث عن شئ ما
الفصل ٩
تسمر سالم بمحلة وهو ينظر للأسفل نحو هؤلاء الرجال الاغراب بتفحص وريبة لايدري مالسر وراءاهم عيناهم الزائغة التي تطوف المكان الخالي والمنازل القريبة من الجبل تنبئ بوضوح عن نيتهم في البحث عن شئ ما يخصهم ويمثل لديهم أهمية كبرى
انتفض فجأة عن صوت نسائي حاد دوى من خلفه
خبر
ايه ياراجل انت روحت فين مني
استدار اليها سالم وخرج صوته بإجفال وعدم تركيز بعد أن اخرجته من شروده بصيحتها
عايزة ايه يانجية خضتيتي وقطعتي خلفي في ايه يامرة
ردت بتعجب
وه انت هاتخليني اعدلك تاني الكلام اللي بكلمك
فيه بقالي ساعة بخصوص واد اخوي سعد اللي
________________________________________
عايز يتجوز بتك
استشاط سالم غاضبا من زوجته فهدر فيها بنفاذ صبر
الله ېخرب بيتك ياشيخة وبيت سالم اللي ابتلى بيكي انت وواد اخوكي المحروس سعد صدعتيني وقلبتي مخي وعلى ايه انا مش فاهم ماترفضه البت براحتها ياستي هو شربة ملح هاتشربهولها بالعافيه
وضعت كفها على صدرها قائلة بخضة
انا واد اخوي شربة ملح ياسالم
صاح عليها پجنون وڠضب وقد افقدته بإلحاحها اتزان حديثه المعتاد معها
وأمر من شربة الملح كمان ممكن يا نجية بقى تنقطيني بسكاتك دلوك عشان انا دماغي تعبت منك ومن زنك ولو زودتي في الحديت هافرغ رصاص بندقيتي فيكي عشان اخلص منك ومن سيرة الزفت اللي فالقاني بيها دي
اومأت نجية اليه برأسها خوفا من غضبه فتابع كلماته بأمر
انزلي دلوك وغوري من وشي عشان انا مصدع وعايز اقعد على السطح لحالي
نهضت مذعنة لأمره كي تذهب من امامه على الفور اوقفها قائلا بحدة
خدي الصنية وكبابي الشاي معاكي ولا هاتنزلي كدة فاضية
تناولتهم تركض مسرعة من أمامه نظر هو في أثرها مغمغما
واما اشوف انا كمان حكاية الأغراب دي ربنا يستر وما يكونش اللي في بالي !
بغرفتها وعلى تختها وهي مستلقية عليه وقد جفا عيناها النوم فأصبحت تغفى بصعوبة تنظر في السقف بتفكير في مايحدث معها وقد تراكمت معها العقد التي لاتجد حلا لها مشكلتها مع والدتها المصرة على تزوجها من ابن شقيقها سعد وڠضب شقيقتها ندى التي أصبحت تتجنب الحديث معها هذه الايام واذا حدث ترد بكلمات مقتضبة وعلى مضض ثم هذا الرجل الغريب الذي اصبح مسيطرا على الجزء الأكبر من عقلها اذا ذهبت للعمل اصابها القلق عليه وفي الدراسة لا تستطيع التركيز بشكل كامل في مناهجها وماتدرسه بسببه حتى في المنام لم يرحمها وهو يأتي دخيلا في أحلامها انتبهت على طرقة خفيفة على باب غرفتها أخبرتها بمن الطارق برقتها
أدخلي ياسمر
قالت وهي تعتدل بجذعها جالسة فوق السرير فانفتح البال ودلفت اليها شقيقتها بابتسامة متسعة على وجهها تردد
عرفتيني على طول كدة من غير ما حتى اطلع صوت
مش لازم تتكلمي ياست سمر انا اساسا عرفتك من خبطتك
قالت يمني فازداد اتساع ابتسامة سمر وهي تجلس بجوار شقيقتها على التخت تسألها وبفضول
افهم بقى ياست يمنى ازاي عرفتيني من خبطتي هو انا لدرجادي خبطتي مميزة
اومأت يمنى ممازحة
هو مش لدرجة مميزة ياعسل بس
متابعة القراءة