رواية المطارد بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز

شغالين خدامين فيه هو احنا وش قصور برضوا 
خدامين خدامين كلنا خدامين لقمة عيشنا يا سيدة مش احسن من مد اليد 
اردف بها العم فضل ردت المرأة على قوله 
احسن مية مرة طبعا بس انت نفدت ياعم فضل جوزة عيالك وسيبت الشغل تراعي قراطين الأرض يارب انا كمان اجوز البنتين عشان اترحم زيك 
ضحك العم فضل مستخفا يرد 
طول ما في جوازة بنات عمرك ما هاتستريحي دي مصارفهم بعد جوازهم بتكتر مش بتخلص 
والنبي صح عندك حق 
اومأت المرأة مصدقة بقوله فتابع هو سائلا 
الا قوليلي صح عاملة ايه البنية وردة خفت كدة بعد ما طلوعها من المصحة ولا لساتها على حالها 
لوت المرأة ثغرها تلوح بكفيها 
والله ما انا فاهمالها ياعم فضل مش انا مرعياها اليوم كله اها وبيتقطم ضهري قبالها لكن والنعمة ما فهمالها نوبة الاقيها بتبصلي واكنها عارفاني وسامعة كلامي ونوبة تاني اشوفها كأنها واحدة تانية نظرتها بتخوفني واحس كدة وكانها هاتهجم عليا تقولش بسم الله الحفيظ ملبوسة 
وه لدرجادي طب يعني على كدة هي مابتتكلمش واصل 
نفت المرأة تهز برأسها وقالت 
عارف ياعم فضل الدكاترة نفسيهم محتارين فيها وانا عن نفسي صعبانة عليا ومقطعة قلبي عليها والنبي البت وردة وهي وردة الوش وكانه بدر منور لكن العقل الله مخلف بقى 
ااااه 
اومأ فضل وكأنها يتفهم كلماتها ثم رفع رأسه لها قائلا 
بقولك ايه ياسيدة هي البت بيعمولها زين في القصر هناك ولا طول الوقت حابسينها في اوضتها وكاتمين نفسها 

وفي الحديقة وبعد ان تناول معهم وجبة الإفطار على الأرض وسط الخضرة واجواء الطبيعة الساحرة كان يتحرك معهم بخطواته معهم يتابع طريقتهم في جنى الثمار الناضجة من الشجرة التي طرحت حديثا ثم غرز الحبوب في الأرض بعد ان تم عزيقها واخراج النباتات التالفة منها ثم ريها
بالماء الجاري حتى تنبت وتختضر كسابقتها شاكسه سالم قائلا 
تعبناك معانا النهاردة
ياعم صالح 
بادله الابتسام قائلا صالح 
بصراحة مش عايز اكدب عليك ياعم سالم واقولك متعبتش لأن انا فعلا تعبت 
وه ههههه 
اردف بها سالم مقهقا يتابع 
انت كدة هاتخليني اصدق كلمة ولدي صح لما بيقول انك عطلان 
ضحك صالح وانطلقت ضحكة مدوية من يونس وهو
يردد 
دا محمد ولدك دا مصېبة صح ياواد ابوي 
ردد صالح هو الاخر 
الله ېخرب عقله حتى معاكم انتوا كمان فاضحني الا فين هو صح ماشغالش النهاردة معاك زي كل يوم ياعم سالم 
النهاردة في ماتش كورة في الاستاد الكبير يعني مش هاياجي غير بعد
ما يخلصه انا مش عارف النصيبة دا امتى اتعلق بالكورة دا عمره مابجيبش الست سنين الله ېخرب مطنه 
ربت يونس على صدره بتفاخر 
طالع لعمه حبيب عمه ده دا انا مكنتش بسيب ماتش الا اما اشترك فيه على ايامي قبل مااحس بالدنيا والمعايش تطحني الله يلعن ابو الفقر ماله الواحد لو كان معاه فلوس دلوك مش كان زمانه اتجوز من زمان وريح مخه بلا ۏجع قلب 
خاطبه صالح قائلا 
مش دايما الفلوس بتبقى نعمة احيانا بتبقى نقمة ونصيبة كبيرة اسألني
________________________________________
انا شوية الهوا دول اللي طالعين من وسط الخضرة الى تشمهم وسط ناسك وحبايبك صدقني والله بالدنيا ومافيها 
صمت سالم ويونس بتفهم لمقصد صالح الذي اردف متابعا 
ياما نفسي احضر فرحك يايونس واشوف شكلك
عالكوشة جمب عروستك ههه هاتعرف توشوشوها كدة برضوا يايونس وتضحكها عالكوشة
صدرت ضحكة مدوية من سالم كما ظهرت على وجه يونس قبل ان يستدير بجسده عنهم متصنع الڠضب يضرب بالفأس قائلا 
خبر ايه امال لا انتوا فاكرني مخبل اعرف طبعا اقول كلام حلو كتير كمان بس انا هاخدها من قاصرها واخدها من الكوافير للشقة على طول فاضي انا للكوشة والكلام الفاضي ده 
قالها يونس وانطلقت نوبة من الضحك بينهم غير قادرين على التوقف حتى صدح صوت الهاتف الخاص بسالم على الأرض مسح كف يده على جلبابه قبل ان يتناوله سريعا ويرى اسم المتصل فتح يرد على الرجل بترحاب 
الوو يااهلا ياعم فضل تسلم هو زين والحمد لله ايوة يعني كلمتها واتأكدت من الكلام ده زين قوي حاضر من عنيا في أي وقت انت اتصل وان شاء الله ليها حل هابلغه حاضر 
بعد أن انهى المكالمة الټفت سالم لصالح قائلا بحماس 
شكلك كدة هاتتلم على اختك قريب وتشوفها 
انتفض قلب صالح بصدره يردد بعدم تصديق 
انت بتتكلم جد ياعم سالم يعني فضل عرف يلاقيلنا سكة في القصر 
اجابه سالم يطمئنه 
ان شاء الله هاتشوفها بعيد عن القصر خالص اصله بيقولك ان ليها ميعاد في السبوع بيطلعوها برا القصر ويودوها للدكتور النفساني يعني ان شاء الله لو عرفنا الميعاد نلاقي طريقة نوصلها بيها 
ردد صالح بقلب انفطر بالحنين نحو شقيقته اثار الشفقة بقلب سالم ومعه يونس 
يارب دا يحصل ياعم سالم يارب يحصل قريب قوي 

في المساء وعلى سطح منزله كان سالم يكركر في حجر الشيشة خاصته وهو جالس كالعادة على مصطبته الملتصقة بسور السطح حينما اقتربت منه ابنته الصغرى ندى تلقي التحية بأدب 
مساء الخير يابوي 
قطب سالم يرد التحية بابتسامة واسعة 
مساء الخير ياعين ابوكي خطوة عزيزة يا سنيورة ندى نورتي السطح 
ردت بابتسامة خجلة وهي تجلس بجواره 
الله يسامحك يابوي عشان بتتريق عليا وانا جاية اقعد جمبك واونسك 
ضحك سالم من قلبه 
اهي دي بقى النكتة صح من امتى يابت انت بتطلعيلي ولا بشوف وشك حتى اطلعي من دول وقولي عايزة ايه دوغري 
صمتت قليلا بتفكير ثم قالت بتحايل 
يعني لو قولتلك يابوي مش هاتكسفني زي امي مابتعمل دايما 
قطب يسألها بحيرة 
امك بتكسفك ليه ان شاء الله هو انت عايزة إيه بالظبط يابت 
صمتت تنظر اليه بتردد قبل ان تحسم امرها تجيبه 
بصراحة كدة عشان ما لفش وادور عليك الجدع اللي اتقدملي قريب بعتلي واحدة قريبته وعايز يتقدملي تاني 
جدع مين 
قال سالم ثم تذكر يردف لها 
يكون قصدك على الواد اللي ساكن في البندر جمب مدرستك 
اومأت برأسها فتابع سالم 
الله ېخرب مطنه هو الواد ده ماببيزهقش انا قايله مش هاجوز بتي لحد غريب هو مابيفمش!
ردت ندى بدفاعية 
وفيها ايه يعني لما يكون غريب مدام مأصل وابن ناس واصول 
وانا ايش عرفني بقى انه ابن ناس واصول مايمكن مايكونش كدة 
يابوي ماتقولش كدة حرام عليك دا ابن ناس برضوا 
قالت ندى بتعصب فتفاجأت بأبيها يقبض على رسخها يهدر پغضب 
وانت عرفتي
منين يابت بأصله ولا فصله حتى 
تلعثمت في قولها تخشى ڠضب ابيها وقالت 
من قريبته يابوي والنعمة هي اللي قالتي انه ابن ناس مرتاحين وحالتهم حلوة كمان هناك في البندر دا غير انه وحيد ابوه وامه مېتة يعني عريس لقطة زي مابيقولوا في الأمثال 
ترك سالم رسخها مرددا 
برضوا ماضمنوش انا الواد ده لما قعد قصادي واشتغل يلح عليا في طلبك معجبنيش وبصراحة مارتحلتوش وانا احساسي مابيكدبش ابدا 
يابوي احساس ايه والكلام الفاضي اللي بتقوله ده الراجل شريني وعايز يتاقلني بالدهب زي ما قالت قريبته وانت تقولي احساس يعني مش كفاية امي اللي موقفة كل المراكب السايرة قدامي غيظ في يمنى اختى اللي مش طايقة واد اخوها وظلماني انا في النص وانا ماليش ذنب

ضيق سالم عيناه يستمع لخطاب ابنته بملامح مغلفة لا تنبئ بشئ ثم مالبث ان يرد قائلا بحسم 
خلصتي كل كلامك
يا ندى
اومأت برأسها تردد بتوجس من هيئته 
يعني يابوي على حسب انت موافق ولا لاه 
اممم طب اسمعي بقى ياعيون ابوكي انا مش شاريكم من السوق عشان ارمي الوحدة فيكم لأي حد حتى لو كان غني وحالته مرتاحة زي ما بتقولي 
يعني ايه يابوي 
سالته باستفسار اجابها سالم بكل حزم 
يعني تبلغي البت قريبة الواد ده ان ابوكي رافض وماعندوش مرارة للت والعجن كل شوية
يتبع
الفصل ٢٠ بقلم امل نصر 
رفض ابوكي رفض !
هتفت بها الفتاة مستنكرة في وجه ندى الجالسة جانبها في التخت وتابعت 
هو ابوكي دا مچنون ولا تفكيره على قد 
لمي نفسك ياعلية عشان انا والله ما هاسمحلك للغلط فيه 
هدرت بها ندى مقاطعة الفتاة پغضب ردت الفتاة
________________________________________
بملاوعة 
اتا مقصديش ياندى اني اشتم ابوكي ولا ازعلك بس يعني ماتزعليش مني احنا ربنا ادانا العقل عشان نفكر ونختار الصح مش نرفض كدة من الباب للطاق هو انت ماقلتلوش
على حالته المادية والعز اللي هايعشك فيه
ردت ندى متأففه قولت والله وقولت انه وحيد ابوه وامه مش عايشة معاه عشان تنكد عليا زي بقية الحموات بس برضوا ابويا مقتنعش كل اللي عليه ان الشخص دا غربب واحنا منعرفش ايه ظروفه اعمل ايه تاني عشان يقتنع دا انا كل ما اجيله يمين يجيني شمال لما فالاخر حسم وقالي قفلي على الموضوع وافصلي 
لوكت علية بفمها قليلا بسخرية ثم قالت 
طب يدي نفسه فرصة الأول ويفكر في مصلحة بنته هو كل يوم الواحدة بتجيها فرصة حلوة كدة دا معظم الشباب اللي بتتقدم في الزمن ده بيبقوا واقعين واسأليني انا رافضة يجي اربعة دلوقت بسبب ظروفهم الزفت المادية 
لم ترد ندى ولكن رمقتها بنظرة متشككة فهمتها الفتاة فهتفت معترضة 
لا بقولك ايه ماتبصليش كدة ياحبيبتي وتفتكريني بفشر ولا بألف عليكي لا ياقلبي دا انا العرسان اللي بتيجي تتقدملي وتخبط على باب بيتنا ايه كدة اهو كدة اهو أمم ياامي أمم 
قالتها علية وهي تعبر بيدها وتتحدث بطريقة جعلت ندى تضحك واردفت علية 
بس اقولك على حاجة يابت يا ندى ابوكي دا لو كان شاف الشقة اللي في العمارة اللي ساكن فيها كرم اكيد كان هايعيد نظر انا متأكدة ان ايجار الشقة دي من شكلها كدة يجيب شئ وشويات 
لا ما هو كرم قالي انها ملك مش ايجار  
قالتها ندى بزهو لتفاجأ بصيحة من الفتاة 
كماااان يعني مش كفاية شقة واسعة في عمارة فخمة لا كمان زيادة تطلع ملكه دا ايه الحظ ده 
هتفت ندى وهي تلوح بكفها تخمس بوجه الفتاة 
الله اكبر في عينك ياشيخة هي ناقصة حسد 
شهقت عليه مستنكرة فعلة ندى وقالت مابين أسنانها 
بتخمسي في وشي وخاېفة احسدك على ايه بقى يا حبيبتي دا حتى ابوكي رافض يعني 
اطرقت ندى رأسها بحزن بعد أن وضعت قبضتها المستندة على التخت تحت وجنتها رردت علية بكيد 
والله ما انا عارفة دا فقرك انت ولا فقر ابوكي طب ياريتوا كان حصل معايا انا ولقيت واحد بس من ولاد الايه اللي اتعلقت في حبالهم خبط على بابي واتقدم والنعمة دا انا كنت مسكت فيه بإيدي وسناني 
التفتت اليها ندى قائلة 
على فكرة ماتزعليش مني ياعلية بس انا بصراحة يعني السبب الأساسي اللي خلاني وافقت بكرم هو انه دخل البيت من بابه دوغري
تم نسخ الرابط