رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

موقع أيام نيوز


لدرجادي مش حاملة كلامي 
أطبقت جفنيها پألم فهو لا ينفك أن يذكرها بمعاناته ومعاناتها معه في رغبته بها ورغبته هي في رجل اخر 
ولكن هي من حقها الاختيار وقد دفعت ثمنه باهظا في الإنتظار 
عادت اليه تخاطبه بلهجة ناصحة عله يسمع
يا عارف يا ولد عمي ياريت تاخد بالك ان احنا جاعدين في شارع والعيون كلها مسلطة علينا بلاش حد يفرح فينا ولا يجيب سيرتنا 

رد بوجه جدي خلى من أي عبث تقطر نبرته مرارة ما علق بحلقه منذ سنوات عدة
مين اللي هيفرح فينا ولا يجيب سيرتنا انا عايز اشوف الناس دي واعرفهم مجامهم دا لو في ناس اصلا واخدة بالها من اللي بتلمحي اليه 
توقف برهة متفرسا ملامحها الهاربة منه وفعلها المقصود من أجل أن يتركها ويرحل 
بلاش تبينها جوي كدة يا بت عمي أنا ماشي وهسيبك تمشي مش هخطفك يعني ولا اعمل اللي بيوزني عليه شيطاني سلام يا روح عارف 
برقت بعيناها تشيعه وهو ذاهب بنظرات حاقدة كلماته الأخيرة زادت من اشتعال الڼار بجوفها لماذا لا يخرجها من عقله لماذا أصر على إفشال زيجته من أجل أن يعود إليها
احتلت مقعدها تطالع الطريق الذي تقطعه السيارة وعقلها يعود لذكريات لم ولم تنمحي من ذهنها حينما زاد بضغطه قبل سنوات حتى جعل غازي يتعاون معه في الإلحاح واستخدام كل الأساليب المؤثرة بها حتى سحب منها موافقة على غير اردتها لتجد نفسها مرتدية لخاتم خطوبته والحكم أصبحت مخطوبة له رغم تشتتها الدائم في تفسير مشاعرها نحو عمر والذي كان صامتا طول الوقت رغم افتضاح نظراته رغم كل افعاله معها حتى تأكدت من ظنها حينما اختفى فجأة بعد ذلك لتعلم من شقيقته انه ظل ملازما الفراش لسبب مجهول جعل الجميع يحتار في علاجه
وبدون تفكير وجدت نفسها ټقتحم المنزل بحجة زيارة صديقتها ورؤية المړيض كواجب عادي في منزلهم البسيط حتى انه كان خاليا من غرفة له تخصه لتجده في فناء الخارجي بجسده الذي ازداد نحولا بصورة أوجعتها جالسا بشرود رجل تخطى السبعين ليس كشاب في سنوات عمره العشرون 
عمر
ألتف إليها بنظرة فارغة منطفئة لم تعهدها منه رغم طول معرفتها به ليطرق رأسه بعد ذلك حتى اقتربت لتسأله بلهفة
إنت عامل ايه دلوكت
كويس والحمد لله 
صوته خرج بخفوت وعيناه حادت عن النظر إليها بتجاهل تام دون اهتمامه المعروف لولا أن اجلستها صديقتها لتضايفها لاتخذت طريقها نحو الخروج جمود جعلها تخرج عن صمتها بجرأة تفاجئه
عمر متخلينيش اظن ان سبب الجلبة دي مش تعب عادي زي اللي نعرفه وليكون حزنت على خطوبتي
حينما ارتفعت رأسه بهذه النظرة المحتدة منه إليها تأكدت من ظنها
طب ولما انت كدة ما اتكلمتش ليه طول عمرك جاعد ساكت عايزانى اجعد رابطة حالي جدام واحد ساكت 
ساكت عشان معاييش 
هتف بها مقاطعا بانفعال اكبر من انفعالها واستطرد بصوت مهزوم
انا واحد جليل الحيلة لا املك المال ولا حتى الأصل اللي يوصلني لبنت السلطان بهد حيلي في الشغل واحط الجرش ع الجرش واعمل جمعيات وفي الاخر تروح في جوازة بت من خواتي ولا عيا ابويا ولا امي يبجى اتكلم بأنه حجة
بس انا مش بت السلطان 
لكن أنا عمر الغلبان
كان هذا اول اعتراف صريح تتلقاه منه ويالها من قسۏة حينما ينال المرء أكبر امانيه في غير وقتها اغرورقت عينيها بالدموع امامه تترجاه ان يتجرأ في التقدم لها وتفسخ هي خطبتها من أجله وستفعل المستحيل من أجل أتمام الأمر ولكنه ابى ورفض بقوة بل واعتبرها دناءة وسوء خلق منه إن أطاعها في ذلك 
لتخرج من منزله محطمة مستسلمة لقدرها في الارتباط
من رجل اخر غير الذي تحبه لكن حكم القلوب كان أكبر من مقدرتها 
وصلنا يا ست هانم 
بتجول حاجة يا عم عبده
تسائلت بذهن مازال عالق في ذكريات مضت وقد غفلت عن توقف السيارة امام منزلهم
أنا هدخل معاكم 
هتف بها فور أن ترجل من سيارته بصحبتهما همت جليلة أن ترحب بقراره ولكن ابنتها سبقتها بالرفض قائلة
بلاش انت تعطل نفسك وروح على مشوارك 
ارتفع حاجبه الأيسر بنظرة خطړة يخبرها بتسلط
ما عنديش مشاوير وحتى لو في انا برضوا لازم اطمن بنفسي ع الراجل التعبان 
الټفت لوالدتها بنظرة راجية تطلب منها العون خشية خروج الأمر عن السيطرة كالمرة السابقة بأن يتشاجر مع سند أو عيسى فهم في نفس الخانة بالنسبة إليه
ولكن جليلة كالعادة خذلتها بموافقتها
وماله يا بتي ما هو كبير ناسه وواجب عليه برضوا الزيارة ولا عايزاهم يجولوا وجف على باب المستشفى ومدخلش 
يالا يا ولدي خلينا نلحجوا بسرعة 
قالتها جليلة تسبقهم في صعود الدرجات الرخامية نحو المدخل حاملة بيدها معتز وظل هو واقفا في انتظارها بنظرة أبلغ من الحديث حتى استلسمت لتلحق بوالدتها وهو خلفها يخطو بحمائية وتحفز لأي فعل 
كما توقعت بمجرد أن وصلت للقسم المقصود انتصبت رؤوس الاثنان عيسى وسند
 

تم نسخ الرابط