رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

موقع أيام نيوز


بحديقة المنزل والتي اتخذ جلسته عليها بعدما غادرهم وكأنه كان يعرف بمجيئها 
ارتفعت رأسه اليها يشير لها أن تجلس مقابلة له مخاطبا لها بتوقير
عشان عارف ان عجلك يوزن بلد وان أمان معتز وامه اهم عندك من الدنيا وما فيها 
عقبت تجفله بردها
بس انت الأمر عندك مش معتز وبس انا شايفة دا في عيونك زين 

مباشرة كالقطر على قدر ما ضاعفت من دهشته لفطنتها وذكائها الشديد في كشفه على قدر ما احرجته بصراحتها حتى انه اضطرب على غير إرادته في الرد مقرا لها
الله يرحمه ويصبر جلبك عليه يارب 
تمتم بها بمؤازرة ليخرج بسؤاله الملح رغم تردده
قال بلهفة جعل الأخيرة تتبسم على غير ارادتها تطالع الرجل المهيب وقد غلبه عشق امرأة ضعيفة لا حو لها ولا قوة وكم من عروش وممالك اهتزت لنفس هذا السبب 
اخوكي عملها يا روح 
هتف مجلجلا بضحكاته ليجبرها على الخروج سريعا من المرحاض بمئزرها الأببض والمنشفة التي كانت ومازالت تجفف بها شعر رأسها لتسأله بلهفة
عمل ايه المچنون دا يخليك تضحك وتفتحها كدة ع الرابع
سقط يجلس بركبتيه على الاريكة أسفله ليجيبها غامزا بعد أن توقف بصعوبة عن ضكاته
خد الموافجة اخيرا وهيتجوز حلم عمره بت هريدي جبلت بيه يا روح
يا سلام 
توسعت عيناها واشټعل الشغف برأسها لتجلس جواره
على الفور تخاطبه بإلحاح
طب ومستني ايه ما تجول على طول يا عارف 
تحركت رأسه بالنفي يشاكسها بتسلية
بالساهل كدة عايزاني اعترف واجرلك على سر صاحبي ببلاش طب اغريني اديني اللي يعوضني عن عڈاب الضمير بعد ما اعترفلك 
زمت فمها بغيظ تكبت ابتسامتها ثم ما لبثت ان تهجم بقبضتيها على تضربه معبرة حنقها
لا وانت ضميرك صاحي جوي بطل غلاسة يا عارف مش بعد ما شوجتني باقتباس مشوق تخلى بيا 
قهقه بصوت العالي يسيطر على قبضتيها ليزيد عليها
يا ستي وانتي مالك مش ليكي تفرحي باخوكي وبس وسيبي الاسرار الصحاب ولا هي حشريه من الحريم وخلاص 
نادية انتي لسة صاحية
هتفت بها جليلة وهي تدلف اليها بالغرفة لترد الأخيرة بعد أن رقعت اليها رأسها
نعم ياما كنتي عايزة حاجة
سلامتك يا عين امك مش انا اللي عايزاكي يا حبيبتي تعالي برا كلمي 
سألتها تعتدل بجذعها عن الفراش باهتمام
مين اللي عايزني برا 
اكتنف جليلة التردد تتمتم مجيبة لها بتعلثم
ااا خ خ بصي ما انتي اطلعي تشوفي بنفسك 
ايه هو اللي اشوفه بنفسي مين اللي جاي يزورنا في الوجت ده والساعة تمانية
لا ولا يهمك انا أصلا مش غريب 
قالها ثم جلس على الكرسي القريب منه يدعوها للجلوس هي الأخرى
اجعدي يا نادية انتي هتفضلي واجفة
عضت على نواجزها بسخط داخلها لهذا البرود الذي اتخذه منهجا معها غير عابئا بجلافتها في الحديث
معه
يارب بس يكون الموضوع ضروري اللي جعلك تاجي مخصوص على هنا حتى وهي الساعة تمانية 
شددت على الأخيرة بأسلوب كاد ان يضحكه ولكنه تماسك ليردف ردا لها
طبعا مهم يا نادية بس في البداية كدة بلاش منها غازي بيه دي احنا خلاص داخلين في جواز يعني يحقلك تناديني باسمي حاف 
حاف كمان 
وية اتفجت معاه على كل حاجة كتب الكتاب هيتم بعد سنوية المرحوم على طول زي ما اتفجنا 
على طول كدة 
تمتمت بها پصدمة لتردف سائلة
مكنش ينفع يتأجل الموضوع دا شوية انا حاسة 
مفيش تأجيل يا نادية 
هتف بها مقاطعا ليتابع بحزمه واعملي حسابك من دلوقت هيبجى كتب كتاب ودخلة كمان 
بتجول ايه
اردف ردا على سؤالها بتحدي
اللي سمعتيه يا نادية عزب هيجي بكرة ويفهمك على التفاصيل وانا من دلوك هجهز الدور التالت شجتك يا ناادية 
يتبع
الفصل الثالث والثلاثون
فور ان حطت قدميها داخل المنزل اطلقت من فمها صوت زغروطة عالية لتنبئ الجميع بعودتها من سفرتها مع زوجها والذي كان خلفها يضحك على فعلها بعد ان قطع رحلته معها مضطرا من أجل هذا الحدث الهام لابن عمه وشقيق روحه روح 
لولولولوي لولولولوي لولولولوي 
بس بس يا مچنونة جلبتي البيت وصحيتي النايمين
هتف بها غازي من وسط الدرج الذي كان يهبط منه ليعقب زوجها بمشاكسة له
تمتم بها غازي ردا له ليعقب عارف مكبرا في وجهه بابتسامته المتوسعة
الله أكبر عليك وبتنبر في وشي كمان اشحال ان ما كنت محصلني على طول اها كنت هتعمل ايه
وانت دلوك اللي بتتكلم ع النبر!
ضاق حاجبيه في النظر اليها باندهاش حتى انتقل منها إلى الاخر باستهجان وتوعد مع انتباهه لهذه الابتسامات المستترة يدافع عن نفسه ببرائة
معلش يا واد عمي اختك زنانة وهي اللي فضلت تجرجر فيا لحد ما وجعتني بلساني ما انت عارف بجى شغل الحريم 
عقب غازي بغيظ مكتوم
هو السبب زن حريم برضوا ولا هي سهوكة رجالة
لا بصراحة هي سهوكة رجالة 
اقر بها عارف سريعا لينطلق بالضحك مرة أخرى حتى استفز الاخر يدفع شقيقته عنه ويهم ان يفتك به ولكنها اوقفته بقولها
بتلومه ليه ما انت لو كنت جولتلي من زمان كنت
 

تم نسخ الرابط