رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر

موقع أيام نيوز


طب والله العظيم انت راجل ظالم كدة ولا لا يا خالة نادية
اجفلت الأخيرة بطلب الفتاة النحيفة بالفعل لتلوح لها بابتسامة متوسعة قبل ان تتحرك لتكمل طريقها
زينة يا حبيبتي والله هو انتي فيكي حاجة اصلا
يعني انا اللي ظالم
هتف بها واضعا كفه يده على صدره يتصنع الصدمة هنا لم تقوي على كبت ضحكتها لتذهب بخجلها امامهما تاركة طبولا تدوي وحفلات راقصة بداخله بالإضافة لتعليقات الفتيات الآتي ازددن في مناكفتهن له وهو يبادلهن بدون تركيز وقد ذهب عقله فيمن ملكت قلبه بضحكتها حينما مرت من أمامه 

دلفت اليها تدفع الباب بنفسها بعد ان سمحت بدخول الطارق وقد كانت بجوار خزينة الملابس تخرج منها بعض الأشياء الخاصة لتضعها في الحقيبة الصغيرة امامها
صباح الخير يا عروسة جالولي انك طلباني 
تركت ما بيدها لتستقبلها بابتسامتها البشوشة كعادتها
صباح الهنا خشي بسرعة واجفلي الباب جبل ما تاجي واحدة من البنات وتتحشر وسطينا 
وه دا انت طالباني في امر ضروري صح على كدة 
تمتمت بها وهي تخطو للداخل وتغلق الباب خلفها كما أمرتها ثم اقتربت لتشاكسها بحماس
ايه بجى تكونيش لسة عايزة نصايح ما انا جولت اجيبلك ام أيمن 
ضحكت وقد تلون وجهها بحمرة الخجل كما عهدتها لتعلق ضاحكة
يا شيخة حرام عليكي ام ايمن تاني مش كفاية عمايلها امبارح في الحنة دي خلت اصوات الحريم في الضحك توصل للرجالة برا انا خۏفت ليجي حد ويزعجلنا امبارح وربنا 
لا يا ختي اطمني ام ايمن اساسا معروفة لازم اي مكان تدخلوا تجلبوا مهرجان المهم بجد انتي كنتي عايزاني في ايه
خبئت ابتسامتها ليعلوا ملامحها توترا ظاهرا قبل ان تجلس وتخاطبها
طب اجعدي جمبي وبلاش الوجفة 
اذعنت تجاورها على طرف الفراش لتسألها بقلق
انتي شكلك ميطمنش ايه الحكاية ما كنتيش كدة امبارح 
كنت بمثل يا نادية 
تمتمت لتزيح خصلة متمردة من شعرها للخلف ثم تابعت تبتلع ريقها بصعوبة
انا بحاول واجاهد مع نفسي اني اندمج مع الناس اللي فرحانالي وامثل اني كمان فرحانة زيهم لكن جوايا جوايا مش عارفة اسيطر على مجموعة المشاعر اللي متلخبطة انا 
حثتها نادية على المواصلة بعدما توقفت شاعرة بثقل الأمر عليها
جولي يا روح هو انتي خاېفة من الدنيا الجديدة اللب داخلة عليها ولاااا يعني عشان العريس نفسه 
سحبت منها طرف الخيط لتردف على الفور
الاتنين الاتنين يا نادية انا بجالي سنين وانا بحلم بالليلة دي بس مع واحد تاني انتي عارفاه يعني مش عارف اللي كنت دايما رافضة فكرة ارتباطه بيا من الأساس 
انا يا نادية من ساعة ما قررت انصر اخويا ونفسي أولا على حساب حبيب اتمنيته وعشمت بيه وانا من يوميها بدوس على جلبي لو حن اضغط على عجلي عشان يقتنع ويمحي أي ذكرة ولا فكرة تخليني أضعف عايزة الكل يعرف مين هي بنت الدهشان بس بصراحة تعبت والتفكير هيجنني مكنتش عاملة حسابي خالص ان ابجى زوجة عارف 
بلمسات حانية ربتت نادية تخاطبها برقة
دا احساس طبيعي على فكرة الجلبة السريعة وان الأمر كله يتم في يدوبك شهر هو دا اللي عاملك ربكة في دماغك عارف واد عمك
لحد دلوك بيثبت كل يوم انه راجل بالفعل مش بالكلام طب يعني انتي حاسة نفسك مش جبلاه
ترددت في لحظة بتفكير يسبق اجابتها ثم اردفت بما تشعر
بصراحة مش عارفة اجولك ايه ومش عارفة اجيبهالك ازاي عشان تفهميني 
اسبلت اهدابها عنها بحياء لم يخفى عن الأخرى لتواجهها بابتسامة متوسعة
انا دلوكت بس فهمتك ع العموم يا ستي انا من رأيي تسيبي الأمور كدة تمشي لوحديها عيشي اللحظة واخطڤي فرحتك من الزمن دي حاجة ما بتتكررش في العمر كله ومدام فتحتي صفحة جديدة وبتجاهدي نفسك انك تنجحي أكيد ربنا مش هيخذلك 
شردت بنظرها للأمام تتمتم بتمنى
ياريت يا نادية ياريت ربنا وحده العالم بحالي انا فعلا بحارب نفسي وهواها
على شاشة الهاتف تقلب في الصفحات وتبحث عن طلبات صداقة والشخصيات التي قد تود التعرف عليها لتزداد تأففا وحنقا لا يوجد رجل واحد يتساوى مع هذا الأحمق الذي كانت متزوجة منه قبل ذلك حتى من أبناء عمومته ونائبي المجلسين في الدائرة التابعة لبلدتها لا احد يصلح لا أحد يناسبها لا أحد يرضي غرورها ان ارتبطت به وتزوجته تبا 
تمتمت بها لتدفع الهاتف من يدها ثم نهضت لتنظر من شرفة منزلها والتي تطل على الطريق الممهد لسير السيارات متى يتسنى لها ان تخرج بسيارة هي الاخرى تتتنفس طريق الحرية تخرج من قوقعتها وهذه الدنيا الضيقة الى اخرى تستوعب امرأة بجمالها 
امرأة تستحق الافضل تستحق التدليل تستحق الحب 
ام هو خلق للإناث التي اقل جمالا منها تعلم جيدا انها ان خرجت من هذه الدائرة سوف تجد من يقدرها تجد من ينافس الاخر بل ويغلبه
استفاقت من شرودها وهي ترى سيارة شقيقها تدلف داخل محيط منزلهم لتترجل منها والدتها وبعدها هو كذلك انتظرت حتى دلفا اليها
 

تم نسخ الرابط