رواية ميراث الندم للكاتبة امل نصر
المحتويات
مجبرة كي تأتي به من الأسفل
زحف بقلبها شيء من الراحة حينما وجدت جدتها سکينة وحدها والكنبة الأخرى خالية من بناتها هويدا ونعيمة ولا حتى أحفادها ليخرج صوتها اخيرا بالتحية
صباح الخير يا جدة
الټفت لها سکينة بابتسامة عزبة تزيح المسبحة التي كانت تردد عليها وردها للخلف حتى مرفقها كي تفتح ذراعيها لمعتز بغبطة تغمرها
اقتربت منها بإشراق تعطيه لها
جولها معلش يا جدة المهم ان جينا اها
اندمجت سکينة في تقبيل الصغير ومداعبته وقلبها ينتعش داخلها وكأن برؤياه ترى الغالي
هل هي على علم بما يجري وان كانت تعلم هل توافق على عرض ابنتها وكأن به الخلاص
هنا أيقنت نادية ان المرأة على علم ولكنها تجاري ما يحدث او لا تستطيع الرفض زاد الحزن لتسألها بلهجة تقارب اللوم
اومأت لها بنبرة المغلوب على أمره تزيد من تهرب عينيها
كلهم برا جاعدين تحت شجرة المانجة بيحكوا ويتسايروا
ابتعلت نادية غصتها فقد تأكد الان تخمينها لتجبر قدميها على التحرك مدمدمة لها
طب انا رايحة اخدلي كوبايتبن لبن لمعتز من التلاجة اصل اللبن ناجص فوج
وماله يا بتي خدي اللي انتي عايزاه
تافهه لهذه الدرجة كيف ټقتل المصالح روابط المحبة وتنزع عن القلوب المودة اين تجد الصواب في فكرتهم التي تمقتها ام بعاطفة قلبها المجروح والذي لا يقبل تنازل مهما كان الوضع لكن ابنها
فعله الرجل كبير جد حجازي من بعد زواجها به مع تدهور صحة زوجته وتقدمها في العمر ليببيع كل الماشية في الحظيرة حتى لا يرهق العروس الصغيرة بهذا العمل الشاق
وضعت القدر كي تغلي اللبن بداخله اولا قبل أن تأخذ كميه مناسبة منه ثم تصعد به لشقتها بعد ان أشعلت ڼار الموقد الغازي توقفت تراقب كالعادة حتى اجفلت على الصوت اللذي أتى من خلفها
صباح الخير يا نادية
الټفت تتمتم رد التحية ولكن الكلمات وقفت بحلقها وقد تفاجأت بوقفته على مدخل المطبخ يسده بجسده الضخم ليتابع بنبرة تبدوا عادية لكنها غير مريحة
عاملة ايه النهاردة
ابتعلت بصعوبة ريقها الذي جف متأثرا بتوتر اصبح يجمد أطرافها
انا زينة والحمد لله تشكر ع السؤال
قالتها وعادت لمتابعة القدر مرة أخرى لتزداد الضربات المدوية لقلبها مع شعور بسهم النظرات تخترق سلسلة ظهرها والتي تشجنت بقسۏة لتلتف رأسها بحدة نحوه بتساؤل جعله يشعر بالحرج ليخرج عن صمته قائلا
معلش لو ازعجتك بوجفتي بس انا بصراحة عايز اتكلم
ظلت تتابعه بتوجس تنتظر المزيد من التوضيح منه فأردف يصدمها بقوله
انا عارف ان امي كان كلامها تجيل عليكي امبارح بس دا الواقع يا نادية واحنا مجبرين على التصرف وبسرعة وبصراحة مفيش حل تاني
انزوى ما بين حاجبيها وتعقمت نظرتها الغاضبة له تستغرب بشدة جرأته في أن يفاتحها بنفسه بعد يوم واحد من والدته اجفلت فجأة على صوت فوران الحليب الذي اصبح يتسرب لخارج القدر بسرعة عالية استفاقت لتطفئ نيران الموقد ولكن وقبل أن تمتد يدها وجدته يسبقها بالغلق ثم استقام بجسده الفارع وقد تقلصت المسافة بينهما في المساحة الصغيرة وبدت معالم وجهه بالكامل أمامها بهذه القرب قائلا لها
ولا يهمك ان راح كله حتى اهو خد الشړ وراح
لم تكلف نفسها بالرد عليه وقد بدا امامها شخص آخر لا تعلمه يتابع حديثه مدعيا أن الأمر عادي
احنا كنا بنتكلم عن اللي جالته امي مش عايزك تجلجلي خالص يا نادية ولدك هيبجى في عيني من جوا واحنا بنعمل كدة في الأصل ليه ما كله عشان مصلحته وعشان نحميه من شړ جده دا راجل سكري ولا عمر صعب عليه غالي
لم تكن دماءا تلك التي تجري في أوردتها بهذه اللحظة لا بل هي كانت حممم تغلي حتى جعلت جسدها يهتز من فرط انفاعله ولسانها مقيد عن الرد بما يليق به جاهدت بقوة حتى
متابعة القراءة