قصة جديدة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


لم يرغب بالحديث معه صديقه صار مقيد بالمشاكل سواء مع تلك الزوجة التي مازالت في نظره زوجة ضعيفه ومع ابنته وحبه الكبير لها ومع شهيرة التي ظهرت مؤخرا بمظهر الأم الحنونه غير عمته وتلك العلاقة التي مازال لا يستوعبها.. خديجة النجار تتزوج بشخص ماضيه حافل بالنزوات ويصغرها بأعوام عدة
أنت محتاج تفوق يا سليم.. اللي قدامي دلوقتي مش سليم النجار اللي عارفه..

....
شاردة منذ أن اصطحبها هذا الصباح نحو وجهتهما تنظر من نافذة السيارة دون أن تحيد عيناها عن الطريق مهما حاول خلق حديث معها
من حينا لآخر أخذت عيناه تختلس النظرات إليها فلم يصيبه من الأمر إلا زيادة بشعور الذنب
تحبي نقف شوية بالعربية يا بسمة 
تحرك رأسها إليه رافضة تغمض عيناها راغبة في خلق عالم جديد لها
زفراته خرجت بثقل يكمل تركيزة بالقيادة يتمنى داخله لو يعلم بما تفكر به ولماذا صارت صامته لهذه الدرجة
توقفت السيارة أخيرا امام البوابة المغلقة يدق بوق السيارة منتظرا انفتاح البوابة
انتفض جسدها فزعا على أثر الصوت تنظر إليه ثم للمكان حولها طمئنها بنظراته الدافئة التي باتت غريبة عنها يلتقط كفها حتى يحرره من الأخر بعدما اخذت تفركهما

سويا بقوة
أنا مستعد أعمل أي حاجة ومشوفش النظرة ديه في عينك يا بسمة
عيناها الخاويتين حدقته في صمت مصحوب برعشة خفيفة فلم يكن عليه إلا ليحرر كفها من قبضته 
الدهشة ارتسمت فوق ملامحه وهو يراها تخرج من السيارة نحو ملك التي وقفت في انتظارها تفتح لها ذراعيها ولم يكن رسلان أقل دهشة منه وهو ينظر لهيئتها الهزيلة وتلك الحالة التي صارت
________________________________________
عليها لا يصدق هذه الفتاة التي أمامه هى بسمة التي التقى بها من قبل لمرات
....
ازدرد مسعد لعابه في خوف يستمع للطرف الاخر يخبره أن عليه الأختباء لفترة يسبه الطرف الأخر على غبائه.. لقد فتح عليهم الكثير من الأعين وخاصة أعين زعيمهم
الزعيم مبقاش مبسوط منك وأنت عارف الزعيم لما يغضب على حد
شحبت ملامح مسعد بعدما ظن أن بولاءه لهم وتنفيذه لأوامرهم سينال رضاهم
مهمتك ټقتل الليلة حامد الأسيوطي وبعدها اختفي يمكن الزعيم يرضى عليك
بلسان ثقيل خرج صوت مسعد لا يستوعب أن أمر التصفية هذه المرة سينال رأسه ثقيله مثل حامد الأسيوطي
ريحته خلاص فاحت وكده كده ھيموت.. فنريحه إحنا أحسن وديه مهمتك.. اوعي تقولي خاېف.. ما أنت قټلت صاحبك يا مسعد وعرفت تخلص من دينا ولا فاكرني مش عارف حاجه.. ده غير مراقبتك
لمرات سليم النجار.. ومش عايز اقولك قوة العلاقة اللي بتربط بين الزعيم وسليم النجار من زمان.. اكسب نقطة في صالحك مع الزعيم عشان يقدر ولائك ليه
بملامح جامدة وقف رسلان يطالع المشهد من بعيد عيناه ڤضحت غيرته يقبض فوق سياج الشرفة يترصد بعينيه ما يدور 
استدار بجسده نحو بسمة التي جلست فوق الاريكة صامته 
بسمه ليه هربت من بيتك يا جسار حكيت عن كل حاجة حصلت لكن محكتش عن السبب اللي وصلها للهروب .. وصلها إنها تهرب منك بعد ما كانت شيفاك أمان ليها رغم قسوتك .. 
حملت نظراته الخزي فهرب بعينيه عنها فبماذا سيخبرها عن حقارته
جسار
صمته ازادها يقينا أن هناك ما يخفيه عنها جسار هو حكى لها ما حدث مع بسمة بعد هروبها من المنزل ولكن سبب هروبها تهرب منه وكأن نطقه خزي عليه 
بسمه عمرها ما استسلمت للحياة استحملت كتير رغم صغر سنها وديما كانت بتحاول تقوم مهما وقعت .. قولتلك خليني اخدها عندي لكن حججك كانت فارغة عايز تثبت لطليقتك إن تجاوزتها ب بنت بسيطه بنت هتعيشها حياة هتفضل طول عمرها تعض على ايدها من الندم لأنها طلعت خاېنة ومتستحقش 
طعنته بالحقيقة التي أخفى معها ذلك الشعور الذي نمى داخل قلبه نحوها ولكنه كان يرفضه بتعنته 
نظراته تعلقت بذلك الواقف بعيدا يطالعهم يصب نحوه نظرات تحمل الڠضب كلما تذكر نتيجة وضعه لجيهان داخل حياته حتى تتلاعب به
اشاح عيناه عن رسلان الذي وقف يتابع من بعيد يقاوم ما يشعر به 
جبرتها تكون ليا .. سلمت نفسها ليا عشان تديني مقابل عيشتها معايا.. كنت عايزاها.. مكنتش راجل لأول مرة في حياتي يا ملك .. وقفت قدامها وساومتها على علاقه تتم بينا وتاخد بعدها المقابل..عرفت إنها مكنتش مجرد رغبه.. عرفت إني كنت معمي وجعتها ودمرتها.. عرفتي السبب ..
مازالت لا تستوعب ما أخبرها به قبل رحيله بعدما هتف بها راجيا ألا تعاتبه بالمزيد من الكلمات الچارحة يكفيه الذنب الذي صار يعيش به يكفيه إنه أدرك أنها لم تكن مجرد امرأة 
اقتربت ملك منهم تجاورهم في رقدتهم أرضا جوار العاب الصغير الذي اقتربت منه تهمس له ببضعة كلمات فغادر الصغير الغرفة راكضا نحو والده يصيح بسعاده لانه سيستقل دراجته الصغيرة ويلهو بها
كان ڠصب عني إني موفتش بوعدي لعم حسني ولا ليكي.. تعرفي كان نفسي نفضل في الحارة وسط أهلها الطيبين
ونفضل سوا.. انت تكملي تعليمك وأنا اربي ولاد مها..
سقطت دموع ملك رغما عنها فالاحلام معها لا تتحقق والراحة لا تغمر قلبها إلا عندما تنتزع منها الحياة شئ غالي ولكنها صارت مؤمنه بأن هناك لطف خفي في أقدار الله.. ولن تكون كاذبه لقد صارت حياتها هادئة زوج وطفل وطفل أخر قادم ولكنها لن تصفح عنه لرسلان حتى تتأكد 
انسابت دموع بسمة تندفع نحو احضانها تخبرها بكل أوجاعها مصحوبة بصوت شهقاتها 
انا مكنش عندي احلام كبيره أحلامي كانت بسيطة.. وحتى أحلامي البسيطة استختروها فيا
وملك كانت خير من يسمع فقد عاشت عمرها تنال العطف الذي ظنته حب
كنت فاكره إني اد الحياة ومهما ضړبتني هقوم.. لكن أنا لوحدي يا ملك محدش بيحبني
أسرعت ملك في احتضانها مرة أخرى قبل أن تعود لتلك الحالة التي تعود إليها حالة من الصمت تختارها عندما تشعر إنها لا شئ
مين قالك إن محدش بيحبك.. عم حسني كان بيحبك.. وانا وميادة حتى عبدالله من ساعه ما وصلتي وهو قاعد جانبك ولولا العرض السخي اللي قدمته ليه مكنش سابك 
انشقت شفتي بسمة بابتسامة خفيفة وهى تتذكر الصغير الذي التصق بها وكأنه يعرفها
سقطت أرضا بعدما تلقت تلك

الصڤعة من زوج والدتها تتراجع للخلف تنظر إليه بعينين دامعتين
أنا مش عايزه اشتغل خدامة تاني.. رجعني البلد أبوس ايدك يا جوز أمي
اقترب منها فكري يلتقطها من ملابسها ثم عاد يدفعها أرضا
سمعيني تاني كده صوتك يا بنت فوزية لمي خلجاتك البيه عايزك في مزرعته
اتسعت حدقتي فرحة فزعا فعن اي مزرعة سيأخذها زوج والدتها..
ابوس ايدك يا جوز أمي متسبنيش معاه لوحدي البيه راجل بطال
ولكن فكري لم يكن يسمع هو لا يرى إلا المال الذي أعطاه له هذا الصباح قبل أن يختفي من المنزل ويخبره أن يبعثها وسيأتيه من سيأخذها له
دفعها فكري من أمامه قبل أن تلتقط يده ثانية وتعود لتقبيلها راجية
تشتغلي من غير كلام مش كفايه في رقبتي اخواتك..ياريت الواحد يخلص منكم بقى
تركها فكري لتلملم حاجتها.. تنظر لذلك الجلباب الممزق.. 
....
تجمدت جنات في حركتها بعدما سمحت لها سكرتيرته بالدلوف تنظر لملامحه الجامدة نحو الهاتف الذي أمامه بعدما استرجع كل شئ تم مسحه
رفع عيناه نحوها فازدردت لعابها.. تخشى القادم من نظراته القاتمة 
عارف إنها مش فتون
تلاشى الذعر من فوق ملامح جنات لأخرى مسترخية وسرعان ما كانت تتبدل ملامحها مرة أخرى 
....
بنظرات مصډومة تعلقت عيناها به فارتسمت ابتسامة مستخفة فوق محياه من نظراتها 
هنفذ ليك طلبك يا فتون واريحك من السجان اللي كنتي عايشه معاه
سقطت دموعها في عجز فلما البكاء الآن وهى من ارادت الرحيل عنه
السواق هيوصلك لأهلك 
.
بخطوات وئيدة دلفت للغرفة التي سحبها إليه بعدما تم كل شئ وصارت زوجته
شهيرة الأسيوطي بنت الحسب والنسب وابن السواق
تمتم بها ماهر بعدما ازال عنه سترته والقاها استدارت إليه لا تصدق حتى هذه اللحظة إنها فعلتها وتزوجته
اتجوزتك زي ما أنت عايزه شرعي عند مأذون.. رغم إن متستحقيش غير ورقتين عرفي يا بنت الأسيوطي
هتفضل في نظري ابن السواق
ارادت چرح كرامته كما جرحها ولكن الذهول ارتسم فوق محياها تراه يتقدم منها بنظرات قاتمة
ابن السواق بقى الباشا يا بنت الأسيوطي
انفلتت شهقتها وهى ترى جسدها يعلو الفراش بعدما دفعها فوقه وهو يعلوها يحكم قبضته عليها 
هخليكي ليا مجرد جارية
الفصل الثاني والسبعون
_ بقلم سهام صادق
تعلقت عيناها به 
اشاح ماهر عيناه عنها وصدى صوت الماضي يخترق أذنيه..
________________________________________
وذكريات هذا اليوم تعود إليه..
ابنك عايز يتجوز مين يا كامل ابنك إظاهر حصل لعقله حاجه.. من أمتى الخدامين بيبصوا على اسيادهم.. شكلك معرفتش تربي
ورقك اترفض للأسف.. ومكان تعينك اخده واحد تاني.. شوف أنت زعلت مين وحب يقرص ودنك
ليه يا بني عملت في نفسك كده..
والده يسأله في عجز وهو واقف لا يصدق أن كل ما صار له ولعائلته لأنه افصح عن حبه
يا حسرة قلبي عليك يا بني.. يعني خلاص حلمك في التعين ضاع.. مش هتكون زي ما حلمت 
ووالدته تصيح بقلب مكلوم على وحيدها من عاشت الحلم معه.. وانكبت فوق مكينة الخياطة لكي توفر له ثمن الكتب والملازم حت يرتدي كما يرتدي زملائه.
عاد يحدق بها فكيف له أن ينسى ما فعلوه به كيف ينسى قهر والديه وقله حيلتهم كيف له أن ينسى
لقائه الاخير بها..
رفضته مستهزئه بحبه.. هى تستلطفه لكن أن تحبه كيف
نظراته صارت جامدة كحال ملامحه وهو يراها تحاول لملمة أطراف ثوبها الذي 
أنت مچنون سيب دراعي يا ماهر.. لو فاكر إني هكون ليك جارية يبقى بتحلم.. أنا هفضل طول عمري شهيرة الأسيوطي 
الأسيوطي لم يكره بحياته مثلما كره هذه العائلة عائله ثرائها لم يكن إلا باعمالهم الغير مشروعة
لم يعد يرى أمامه شئ فقط يسمع صوتها الذي اقتحمه مع صراع الماضي
اشتعلت عيناه بنيران الڠضب يهمس لها بصوت أشبه بالفحيح
شهيرة الأسيوطي خلاص انتهتلا عيله ولا فلوس ولا حتى جمال .. أنت هنا مجرد لا شئ.. أنا حتى قرفت وأنا بلمسك.. هعوز إيه من واحده مبقتش تصلح
اختفت النيران المشتعله في عينيه وهو يرى تأثير حديثه فوق ملامحها
طعنها بحقيقة ليست مخفية عنها لم تعد شهيرة ابنة الحسب والنسب لم تعد شهيرة الفاتنة.. فالزمن لم يقف بها عند شبابها.
ابتعلت المرارة التي تجرعتها مع حديثه تشيح عيناها عنه
مادام مصلحش اتجوزتني ليه
داعبت شفتيه ابتسامة أراد بها أن يرى المزيد من الألم في عينيها وسرعان ما صدحت ضحكاته عاليا
تقدري تقولي حققت كل حاجه في حياتي كان نفسي فيها.. وأنت كنت من الحاجات ديه لكن محسبتهاش صح.. المرادي صفقتي خسرانه
رمق جسدها بنظرة مزدرئة ومقصد حديثه وصل إليها بوضوح
حقېر 
تمتمت بها بصوت خرج مهزوزا فارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة ساخرة
هكون راجل متحضر وهقبل الإهانة منك يا بنت الباشا..
وغادر بعدها الغرفة تحت نظراتها الجامدة 
توقفت السيدة ألفت مكانها مذهولة وهى ترى إحدى الخادمات تجر إحدى الحقائب وخلفها
 

تم نسخ الرابط