قصة جديدة بقلم سهام صادق
المحتويات
فضوله كلما اقترب وسرعان ما كان فضوله يتلاشى وهو يرى ما صډمه
إنهم يلتقطون الصور بالهاتف الجديد الذي أعطاه لها وكأنهم في جلسة تصويريه
انتبه العم جميل على وقفته وتحديقه بهم في جمود مترقبا ما يفعلوه بنظرات ثاقبة
جسار بيه
والحرج الذي أصاب العم جميل اخذ يرتسم أيضا فوق ملامح السيدة سعاد التي وقفت بوقفة إستعراضيه ترفع معلقة المطبخ الخشبية لأعلى
اسرعت السيدة سعاد في الوقوف بثبات ملتفة صوبه بحرج
هو البيت بطبيعته كده ولا أنا بيتهيألي
نظراته كانت عالقة بتلك التي انشغلت في النظر صوب الهاتف تحرك اصابعها فوق شاشته
بصراحه يا بني من يوم ما بسمه جات البيت وكل حاجة اتغيرت وبقى ليها طعم
العم جميل بطبعه كان صريحا ولكنه أدرك فداحة صراحته عندما وجد نظرات السيدة سعاد تتجه نحوه
هو أنت كنت محتاج حاجة نعملها ليك يا بني
ارتكزت نظراته نحوها وقد عادت بالأنشغال بالهاتف بطريقة أزعجته وأثارة حنقه
يعني لو مافيش إزعاج لبسمة هانم ممكن تعمل مشروب الأعشاب اللي بتعمله ليا وتجيبهولي على أوضتي
غادر المطبخ تحت نظراتهم العالقة به فاقتربت السيدة سعاد منها
ابتسمت بسمة داخلها فهي تعرف ما ضايقه بل و بدأت تستنتج السبب وعلى ما يبدو أن الكتاب الذي قرأت منه بضعة أسطر عن طباع الرجال بدء يثمر بالنتائج
التجاهل يريح وجسار اكثر ما يمقته أن يتجاهله أحد أن يشعره بأنه ليس محور الكون
انتبهت بسمة على حديث السيدة سعاد فحاولت رسم ابتسامة واسعة فوق شفتيها حتى لا تشعرها إنها لم تنتبه على حديثها
حالا هعمل الأعشاب
لم تعلق السيدة سعاد على جوابها رغم إنها لم تكن تنتظر منها هذا الجواب
..
استمر الهاتف في الرنين فاجبرها رنينه المتواصل هذه المرة لترى اسم المتصل
سليم مش معقول مش عايز ترد عليا عشان مش متقبل وجود البنت معايا فين التفاهم و الود اللي اتفقنا عليه عشان البنت
هتفتها شهيرة حانقة بعدما ابتعدت قليلا عن خديجة التي انشغلت في تقليب سلطة الفواكه خاصتها بالمعلقة دون شهية
سليم نايم
تصلبت ملامح شهيرة قليلا ولكن سرعان ما استرخت ملامحها فحتى لو استمر عدم تقبلها لفتون إلا أن هناك حقيقة واحدة هي زوجته الحالية وهي طليقته وقد قررت الأنسحاب من حياتهم بعدما فشلت في إعادته إليها
شهيرة التي لم تكن تعلم بوجود فتون هنا معه
لاء أنا اللي معاه هنا في الغردقة
تفهمت شهيرة الأمر بل ولم ترغب في معرفة سبب وجودها المفاجئ
خديجة زعلانه لأنه زعل منها ومش راضيه تاكل من غيره وأنا عندي لقاء شغل ومضطرية أخرج من الفندق يعني ساعتين او تلاته وهرجع
ممكن أنزل أخدها منك
طال صمت شهيرة بضعة ثواني فشعرت فتون بالندم لتسرعها فهي تعلم عدم تقبل شهيرة لها بل ولا ترغب في تعامل أبنتها معها
أوك يا فتون مستنياك
اتسعت حدقتي فتون في صډمه فهل بالفعل وافقت شهيرة دون أن ترفض بل و تحدثوا سويا بطريقة هادئة حتى لو كانت باردة خالية من الود
أسرعت في تبديل ملابسها وغادرت الغرفة سعيدة إنها باتت تتعامل بمفردها دون اللجوء لأحد
بحثت عن شهيرة في البهو الواسع الخاص بالفندق لتلوح لها شهيرة بيدها وتضع الهاتف فوق اذنها تحادث أحدهم بجدية
انهت شهيرة محادثتها فاقتربت منها فتون ببعض التوتر الذي بدء يتلاشى من داخلها
فتون البنت مأكلتش حاجة من الصبح خلي سليم يحاول معها
وبندم أخذ يتغلل داخلها
فهمي سليم يا فتون إني محتاجه بنت حقيقي أنتوا ممكن تخلفوا وتجيبوا أطفال لكن أنا لاء أنا محتاجه البنت تكون معايا ومش هحرمه منها لكن سليم بيعاند معايا وفكرني بعمل كده عشان اخليه يرجعلي
وبكبرياء كان لا يليق إلا بها اردفت
أنا لو رجعت لسليم مش هتكوني أنت موجوده يا فتون لأن ببساطة أنا مقبلش أكون زوجة تانية
الشحوب ارتسم فوق ملامح فتون هذه المرأة كل يوم تثبت لها أن التحدي بينهم لا يجعلها إلا خاسرة والشئ الوحيد الذي يقوي وجودها في حياة سليم هي زهوة الحب فماذا سيحدث لها إذا اختفت هذه الزهوة
مټخافيش هو زي ما متعلق بخديجة متعلق بيك وأنا خلاص حاليا مبفكرش غير في بنت وشغلي وده سبب عدم سفري بعد ما كنت مقررة أبعد فترة
شهيرة لم تسافر للخارج من أجل الإبتعاد قليلا لهذا السبب شركة العائلة بدأت بالإنحدار نحو الهاوية حتى وجودها بالغردقة ليس إلا من أجل بعض العمل
والمساومة مع ماهر الذي لا تعرف لما قرر هو الأخر الإلتقاء هنا
أتمنى إنكم توصلوا لحل يرضيكم أنتوا الاتنين ويريح خديجة لأنها ملهاش ذنب في حاجة
رمقتها شهيرة بنظرات صامته فاقتربت منهن الصغيرة وطالعت فتون بترقب
أروح عند بابي يامامي مع فتون
ابتسمت فتون وهي ترى نظراتها صوبها نظرات لم تكن نافرة كما عهدتها في الأوان الأخيرة وعلى ما يبدو أن شهيرة لم تعد تشوه صورتها أمام الصغيرة
روحي يا حببتي وصالحي بابي وأنا هخلص شغلي ونخرج سوا زي ما وعدتك
والصغيرة كانت سعيدة بأن والدتها لم تنسى ما وعدتها به هذا الصباح
..
دلفت السيدة سعاد غرفته ببعض التوتر بعدما رتبت الحديث الذي ستخبره به إذ عاتبها على رؤيته لهم بهذا الوضع
وجدته واقف بالشرفة يستند بكوعيه على سياج الشرفة
هاتي الأعشاب وقربي يا بسمه
تمتم بها وهو يظن أن تلك الخطوات لها فازداد توتر السيدة سعاد وهي تراه يظنها بسمه
أنا يا بني قولت لبسمة تعمل الأعشاب وأنا اطلعها ليك
أشتدت تقطيبة حاجبيه واستدار ببطئ نحو السيدة سعاد فمحدثة الفوضى في منزله خشت الصعود إليه وبعثت له السيدة سعاد
والله يا بني ما كنا فاكرين صوتنا عالي بس كنا فرحانين بالصور ده أنا في صوره صغرت فيها ولا كأني بنت العشرين وعمك جميل طلع شبه ممثل معرفش اسمه إيه بس بسمه قالتلي إنه ممثل
خلاص يا دادة مش لازم تبرري الموقف الموضوع عدى خلاص
أسرعت في الأقتراب منه تضع له المشروب فوق الطاولة المستديرة بالشرفه
يعني أنت مش زعلان مننا ولا بتقول الست سعاد كبرت وخرفت
ورغما عنه كان يبتسم مقتربا منها
________________________________________
يقبل رأسها حتى يثبت لها إنه سعيد برؤيتها هي والعم جميل سعداء
أنت والعم جميل عارفين إنكم عيلتي يا دادة
اتسعت ابتسامة السيدة سعاد ف دائما جسار يذكرهم بهذا الشئ إنهم عائلة واحدة ولا ينظر إليهم بأنهم مجرد عاملين لديه
وبسمه يا بني ما هي مراتك دلوقتي
تمتمت بها السيدة سعاد غير قاصدة شئ في نيتها وهو كان أكثر الناس دراية بها وبحديثها العفوي
اهي كلمه مراتي ديه يا داده مش شايف ليها أي إثباتات
تلاعب بمكر وهو يعلم أن السيدة سعاد ستتعامل مع حديثه بسجيتها
يعني طالب منها تجبلي الأعشاب اوضتي المفروض كلامي يتنفذ
تلاشت تلك التقطيبة التي احتلت ملامح السيدة سعاد بعدما فهمت ما يقصده
يا بني ما البنت عملت الأعشاب زي ما قولت وأنا اللي قولتلها أطلعلك بيها
استدار بجسده حتى يخفي ملامحه عن عينين السيدة سعاد
برضوه يا دادة أوامري لازم تتسمع ولا هي مش فالحه غير في عمايل الفوضى في بيتي وما شاء الله اخدت حريتها على الأخر
أوعى يا بني تقولها كده والله يا بني كل ما عشريتي ليها بتزيد يكتشف معدنها بنت أصيله تفدي الواحد بروحه بس نصيبها حياتها تكون كده وأنت وعدت الست ملك هتعاملها كويس الله يكرمك متزعلهاش وأنا هنزل المطبخ اطلعها ليك
وسرعان ما كانت تنظر للغرفة نافرة من عدم ترتيبها
هطلعها ترتبلك الأوضة أنا عارفه إنك بتحب كل حاجة مترتبة
انصرفت السيدة سعاد قبل أن يهتف بشئ ولكن ها هي ستصعد إليه ليعاقبها على تجاهلها له ويخبرها برحلتهم القصيرة التي كان سيرفضها.
....
قبلات متفرقة كانت تسقط فوق خديه كلما اشاح وجهه
فتون بطلي لعب عيال أنا محتاج أنام
نظرت فتون للصغيرة حتى تصمت كما اتفقوا فاسرعت الصغيرة بوضع كفها فوق شفتيها
أنا قاعده لوحدي يا سليم وزهقت
عادت الصغيرة لقبلاتها ولكنه لم يكن بمزاج يسمح له بتلك المداعبات
فتون أنا حقيقي متضايق ومزاجي وحش
واستدار بجسده دون أن يفتح عيناه زافرا أنفاسه بضيق تأوهت الصغيرة بعدما صدمها بذراعه
ظن إنه يتهيأ الصوت ففتح عيناه ليتأكد
شوفت كنت هتعورني يا بابي
اسرع في الإعتدال من رقدته وقد تراجعت فتون للخلف منسحبة من الغرفة
خديجة
ضمھا إليه بقوة رغم إبتعادها عنه مجرد ساعات إلا إنه أشتاق إليها
أنا و فتون قولنا نلعب معاك شويه
حبيبت بابي كده تتفقي عليا مع فتون
التف برأسه باحثا عنها هي الأخرى فاجتذبت الصغيرة وجهه إليها بأطراف اصابعها حتى تخبره لما غادرت الغرفه
فتون زعلت منك عشان أنت كنت وحش معاها يا بابي
قوليلي أنت جيتي إزاي مامي هي اللي جبتك
نفت الصغيرة برأسها تخبره بما حدث
شعر بالندم فلما يحملها وضع اختاره هو لها
المفروض بابي يقوم يصالح فتون لأنها ممكن ټعيط
اماءت له الصغيره برأسها فقبلها بسعادة ونهض من فوق الفراش يشعر بالضيق من حاله
وجدها جالسة في صمت تحدق بالجدار الذي أمامها
مراتي اللي بقت سوبر هيرو وبتخرج وبتطلع لوحدها بتتقمص بسرعه
فتون
استمر في ندائها دون جدوى فسقطت دموعها دون أن تقوى على مقاومة ذرفها
فتون مالك فيك إيه
استمرت في البكاء دون أن تعرف السبب ولكنها لم تعد تستطيع التحمل إنها تعيش وتقاوم في حياة لا تصلح لها
خرجت الصغيرة من الغرفة بعدما استمعت لصوت بكائها
وبأعين دامعة اقتربت منها مشفقة
فتون متزعليش
فتون مالك أنا بدأت أقلق مش معقول أنت امبارح معملتيش كده والنهارده بټعيطي من غير سبب
بشهقات متقطعة تحاول معها إلتقاط أنفاسها نطقت أخيرا
سليم طلقني
والصغيرة تهتف بوالدها راجية
بوسها يا بابي زي ما بتعمل معايا وهتسكت علطول
أبنته تعطيه الترياق الذي يفعله معها حينا يأخذها بين ذراعيه ويقبل خديها والأخرى تطالبه بالطلاق وقد باتت الكلمة في الأوان الأخيرة دوما على لسانها
فتون متعيطيش وخلي بابي يبوسك
وهي بينهم كانت في عالم أخر إنها أصبحت مثقلة بالهموم والخيبات والمخاۏف
ولم يجد بالفعل إلا ليقبلها لعلها تصمت يحاول قدر أستطاعته تثبيتها ليتمكن من تقبيلها وعدم رؤية صغيرته لقبلته المختلفة عن خاصتها
...
اغضبه أنها بالفعل شرعت في ترتيب غرفته دون أن تطالب مجددا بامتيازاتها بحياته وحقها في نيل مكانتها
ازداد ضيقه وهو يراها تنحني نحو الفراش لتزيل شرشفه وتبدله بشرشف أخر
بسمه
توقفت عما تفعله تطالع نظراته الجامدة لا تفهم سببها
أنا مطلبتش إنك تنضفي الأوضة
طالعته متعجبة فهذا ما اخبرتها به السيدة سعاد أن غرفته ليست مرتبة
لكن دادة سعاد
أنا طلبت تجبيلي الأعشاب بنفسك لكن تنضيف أوضتي المفروض
متابعة القراءة