قصة جديدة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


عيناها بجسار وقد وقف جوار السيد شريف يرتشوف قهوتهم ويتحدثون عن العمل
أنا...
حاولت ترتيب كلماتها لتخبرها إنها بعد شهران وستبدء أول فصل دراسي لها لأنها أجلت دراستها لظروف ما مرت بحياتها ومنها مۏت والدها.
هكذا اتفقوا إذا سألها أحدا عن مستوى تعليمها ولكن السيدة رقية لم تنتظرها أن تتحدث عن حالها بل أخذت تتحدث عن تعليمها واصلها و والديها الأطباء وشقيقها الضابط وشقيقتها الصغرى التي أتت أخيرا من أمريكا بعد إتمام دراستها وقد اقترحت على جسار و زوجها أن تعمل معهم وتدير خطة التسويق

سيرين تلك الفتاة التي صارت تسمع اسمها في بعض مكالمات الصباح.
زفراتها الحارة خرجت بحړقة لا تعلم سببها تلوم حالها لأنها مازالت حتى اليوم تنظر لهذا الرجل بنفس النظرة التي نظرتها له في أول مرة أتى فيها حارتهم وطرق باب ملك.
..
هي كما قال لها إنها لا تعرف ماذا تريد صحيح تلك العبارة أوجعتها ذلك اليوم الذي اڼفجرت فيه باكية تطالبه بالطلاق ولكن مع الأيام الأخيرة صارت تدرك حقيقة ما أخبرها به.
غادرت الجمعية وقد أصبحت مواظبة على الذهاب إليها يومين بالأسبوع ويومين آخرين خصصتهم للرياضة حتى تزيل عنها تلك الطاقة السلبية التي تأتيها من حينا إلى أخر والمحافظة على رشاقتها.
فتون صارت تهتم بجسدها وبهيئتها إنه لشئ عجيب على شخصيتها ولكن بعد رحلة الغردقة و رؤيتها لتلك القوة والأنوثة المتسلحة بهم شهيرة باتت تتسأل لماذا لا تكون هكذا جميلة وصاحبة قرار 
ليتها لم تترك الجمعية عندما صارت زوجة لسليم ليتها انضمت إليهم بعدما

باتت تملك ما يجعلها تقدم المساعدة. 
استقلت السيارة بعدما ترجل السائق ليفتح لها الباب وقد أصبحت فكرة تعلمها القيادة تراودها بشدة لما لا تتعلم قيادة السيارة. 
ورغما عنها كانت تبتسم لحالها إنها باتت ترغب بما لا لم ترى فيه حالها وعلى ما يبدو أن التوازن الذي احدثته في حياتها اثمر بفوائده. 
يومين مع تلك الطبقة التي ينتمي إليها سليم في النادي الرياضي الذي لا يرتاده إلا من يملكون المال ويومين بالجمعية ترى من هي منهم وهم منها تستمع وتقدم النصائح التي لا تعلم إنها تمتلكها. 
اليوم كلفتها السيدة سحر بأمر رأته محرج ولكن وحدها من تستطيع فعله لقد اقترب الإحتفال السنوي لمجموعة النجار وهم يحتاجون فرصة لتسليط الضوء نحوهن هن بحاجة لبعض الوظائف فمنهن ليست لديها حرفة أو هواية منهن من تحتاج لوظيفة ولديها الشهادة الجامعية ولكن الفرصة لم تمنح لها.
ممكن نغير طريقنا ونروح لسليم الشركة يا عم محمد
والعم محمد ينفذ ما يؤمر به
ترجلت من السيارة وسارت بخطوات واثقة ترتسم فوق شفتيها ابتسامة لطيفة. 
استقبلتها سكرتيرته بترحيب لأنها باتت على معرفة بأنها زوجته رغم إنها لم تلقاها إلا مرة واحدة.
دلفت دون أن تطرق الباب لتجده مندمج في عمله يحاوطه الكثير من
________________________________________
الأوراق
حطي الورق اللي عايز يتمضي يا هدى
ولكن مع اقتراب الخطوات منه دون طرقعت الحذاء بدء يعلم إنها ليست سكرتيرته.
رفع عيناه عن الأوراق وقد ارتسمت ابتسامة دافئة فوق شفتيه وهو يراها واقفة تراجع قليلا للخلف بعيدا عن ملاصقته لسطح مكتبه يمد لها ذراعه يدعوها للأقتراب منه
إيه المفاجأة الحلوه ديه يا حببتي
تقدمت منه بابتسامة واسعة
مبقتش اعرف أشوفك في البيت قولت أجيلك الشركة
شعر بالندم لتقصيره معها فمنذ أن غادرت ابنته منزله واختارت العيش مع والدتها بعدما كابر وعاند الأمر ولكن في النهاية رضخ فلم يعد يطيق المكوث في المنزل
معلش يا حببتي الشغل كتير الفترة ديه
تعلم إنه ېكذب عليها ولكنها كانت تعطيه كامل حريته في الإبتعاد حتى يعتاد ولكنها لم تعد تتحمل بعده وقد أدركت أنها دونه لا شئ سليم أخبرها ذات يوم إنها ابنته قبل أن تكون زوجته وقد جاء الوقت لتنال حقها 
وقد صار لديها الكثير من الأحاديث لتخبره بها.
لقد بدأت تشعر بالتحرر داخلها خاصه إنها صارت تتعامل مع الحياة بمفردها دون مساعدة أحد.
هو ينئ بنفسه بعيدا عنها بعدما غادرت ابنته منزله جنات قد طالت رحلة سفرها وأحمس بات مندمجا في تدريبه بالمؤسسة والسيد حازم يتنبأ له بمستقبل رائع في هذا المجال حتى والدتها رحلت بشقيقها وعادت لبلدتهم بعد شفائه.
أنت كان ديما عندك شغل وكنت بتهتم بيا يا سليم
ابتسم رغما عنه وهو يرى الحنق مرتسم فوق ملامحها
انا بقى عندي مغامرات كتير عايزه أحكيهالك
اندمج معها مستمتعا باستياءها وعلى ما يبدو أن صمتها وصبرها قد أنتهى وقتهما
مغامرات مجرد أيام بتسميهم مغامرات
أربعين يوم مش مجرد أيام ده شهر وعشرة أيام
ضاقت عيناه في ذهول فتون صارت تعد الأيام بل وبدقة
أنت كمان حسباهم قوليلي بقى كام ساعه وكام دقيقة وكام ثانية
ضحكت وهي تتراجع للخلف بعدما استندت بذراعيها فوق سطح مكتبه طالعها مبتسما وهو يراها بهذا الإسترخاء 
مش لدرجادي يا سليم هترجع بدري مش كده
طالت نظراته إليها إنه يشتاقها ولكنه أصابه بعض الفتور فبات يبتعد عنها وهي اخذت دور الصمت كعادتها ولكن اليوم يرى الشوق يفيض من عينيها.
مالت نحوه بعدما لم تجد إلا أن عليها هي من تعيد تلك الحرارة لحياتهم
سليم أنت بقيت بعيد عني أوي من ساعت ما خديجة مشيت من البيت
اطبق فوق جفنيه بقوة فهو حتى اليوم رافض فكرة إبتعاد صغيرته عنه
خديجة عندها حضڼ تاني يا سليم لكن أنا معنديش غيرك
فتح عيناه يراها تطالعه بنظرة جعلته يجذبها إليه غير عابئ بتلك الأوراق التي تناثرت أسفل مكتبه
ضمھا إليه بقوة فارجفتها ضمته التي اشتاقت إليها
خاېف تبعدي أنت كمان عني
سليم ېخاف من إبتعادها عنه ولكنها هي من كانت تخاف لقد تجاوزوا الكثير من المراحل معا ولكن إبتعاد ابنته عنه وإنسحاب شهيرة عنهما بطريقة متحضرة كانت أصعب مرحلة لم تظن إنها ستكون فيها الطرف المنتصر وتظل معه حتى لو أصاب علاقتهما بعض الفتور. 
اشتد عناقه وقد صارت لمساته أكثر جراءة تتنفس عبق رائحته التي باتت معبقة برائحة سجائره وقد بات ېدخن بشراهة رغم إنها كانت من قبل نادرا ما تراه ېدخن.
صار لديها مهمه أخرى عليها فيها أن تثبت وجودها كزوجة
كنت جاية عشان الحضن ده إظاهر إننا المرادي بدأنا نتغير فعلا
داعبها بحديثه الذي أشتاقت إليه فحاولت التحرر من أسر ذراعيه والابتعاد عنه حتى تتمكن من ترتيب سترتها الأنيقة وبلوزتها
فعلا كنت محتاجة لحضنك يا سليم
تعالت ابتسامته وهو يستمع لتصريحها دون خجل عن توقها إليه
لكن في سبب تاني سبب وراه إستغلال بس إستغلال جميل وعارفه

إنك مش هترفضه
ارتفع حاجبه الأيمن لأعلى في دهشة فمن التي تتحدث معه اليوم.
عادت تقترب منه تخبره بحديث سريع عما تريد إستغلالها فيه
لكن الموضوع هيكون صعب شويه لو وفرت فرصه اكيد هتكون إلا لناس تستحق ده
أنت هتوفر فرصه او فرصتين شريك ليك هكذا وشريك لشريك ليك هيعمل كده هتلاقينا عملنا حاجة مؤثرة وساعدنا ستات وبنات محتاجه شغل ارملة مطلقة بنت بتعول أسرتها او بتعول نفسها لأنها ملقتش اللي يساعدها
داعبت ابتسامة واسعة شفتيه وهو يراها ملتصقة به تتلاعب بأزرار قميصه دون شعور منها أن حركتها صارت مغرية
إيه كمية كلمة شريك اللي اتقالت في كلامك أنت فرعتي أوي الموضوع يا حببتي ديه مجرد حفلة سنوية للشركة والشركاء بيكونوا ضيوف مش أكتر مقدرش أجبر حد فيهم يقدم مساعده
طالعته في عبوس فهل ضاع ما تحمست إليه
أنت مش هتجبر حد يا سليم لكن هتكون أنت البداية لينا لما تعلن تقديمك فرصة زي ديه لفردين مثلا هتلاقي غيرك بيعمل كده هو أنا برضوه اللي هقولك
ارتفع هذه المرة كلا حاجبيه فهل اختلاطها مع أعضاء الجمعية وطلبه من السيدة سحر أن تدمجها في الكثير من الانشطة والاجتماعات أثمر بهذه السرعة 
فتون يا حببتي أنت فتحتي نص ازرار القميص وأنت مش حاسه والموضوع كده هيروح في ناحية تانية
طالعته دون فهم تنظر إليه ثم إلى موضع يديها انتفضت عنه لا تستوعب أين كان عقلها
ومنذ مدة لم يضحك هكذا ألمته معدته من شدة الضحك ينظر إليها وهي تمسح فوق خديها
يا حببتي أنا بوضحلك الموضوع لكن أنا مرحب والله
سليم
هتفتها وهي تشيح عيناها عنه ولكنها كانت سعيدة لأنه عاد يهتم بها ويتجاذب معها الحديث
عموما موافق يا فتون رتبي الموضوع مع سكرتيرتي ورشحي ليا العدد بس متوعديش حد بحاجة لسا مش مضمونه وانسي إنك مراتي في الحاجات ديه لأن الشغل محتاج حد جدير ويستحق 
.
ركضت الصغيرة نحو والدتها بعدما فتحت لها الخادمة ورحبت بها
أنت كذبتي عليا كمان النهاردة يا مامي وقولتيلي هترجعي بدري
ارتسم الندم فوق ملامح شهيرة فالأعمال متراكمة والشركة تحتاج لوجودها فلن تنهزم أمام شقيقها ولا أمام ذلك الشريك الذي اجبرها شقيقها على تحمله وبالطبع لم يكن إلا ماهر الذي بات يعاملها كند له بعدما فشلت محاولته معها بالزواج
أسفه يا حببتي! مامي ڠصب عنها اوعدك بكرة اخدك ونروح النادي ونتغدا كمان هناك
ابتعدت عنها الصغيرة فذلك الوعد صارت توعده به دوما ولكنها في النهاية تقضي يومها مع مربيتها
كل مره تقوليلي كده بابي مكنش بېكذب عليا
أسرعت الصغيرة نحو غرفتها تجر خلفها دميتها هي باتت تصدق أن سليم كان أجدر منها في رعاية الصغيرة ولكنها ستحاول حتى تفهم صغيرتها أن كل ما تفعله من أجلها
زفرت أنفاسها بأرهاق ليت كانت حياتها سهلة ليتها كانت مجرد أمراة بسيطة لا يثقلها الأعمال والصراعات
أحضر العشا يا هانم
اماءت برأسها للخادمة وعادت تلتقط أنفاسها ترسم فوق شفتيها ابتسامة واسعة تتجه نحو غرفة صغيرتها
ديدا
اشاحت الصغيرة عيناها عنها فاقتربت منها وقد اورثها سليم من طباعه العناد والتذمر السريع
مامي تعبانه ومش هتخف غير لما تاخد منك حضڼ كبير
اخذت شهيرة تقص لها عن يومها المشحون حتى بدأت الصغيرة تستمع إليها
أنت بتعملي ده كله يا مامي لوحدك
حركت شهيرة لها رأسها ولم تكن تنتظر من صغيرتها إلا النظر إليها وتفهمها
ورغما عنها كانت دموعها تنساب فوق خديها وهي ترى أبنتها تحاوطها بذراعيها
خلاص يا مامي أنا مش زعلانه مټخافيش بكره لما اكبر هساعدك ومش هتتعبي تاني
.
ودع كاظم ذلك الصديق الذي لم يراه منذ زمن
________________________________________
وكان من حظه أن يراه هنا في إيطاليا.
صديقه غادر بعجالة بعدما تلقى إتصالا هاما معتذرا منه فقد أراد الجلوس معه لفترة أطول.
طالع هاتفه بتوجس بعدما رأي رسالتها وقد ضاقت عيناه مدهوشا من طلبها
عايزة برقوق يا كاظم
ركز بالرسالة لمرات هي تصف له حجم ولون وطعم البرقوق الذي تريده
ورغما عنه كان يبتسم مجيب على رسالتها
برقوق لونه أخضر وطعمه مزز اجيبهولك منين ده يا جنات
اصطدم دون قصد منه بأحد الأشخاص فالتف معتذرا منه 
تقبل العامل اعتذاره. فتوقف مكانه للحظات يحملق في جسد المرأة التي أخذت خطواتها تقترب من المصعد هي لم تراه لانشغاله بمطالعة الهاتف. 
وعبارة واحدة عادت ټقتحم ذاكرته هذه المرة بأهتمام صديقه الذي التقاه وغادر قبله الفندق اخبره إنه
 

تم نسخ الرابط