رواية قطة تتحدي فهد بقلم هالة الحسيني
المحتويات
ثائر .. انا اللى شوفته علمني ..علمني مضعفش ادام اي حد ..الفلسفة مش شرط نتعلمها الفلسفة لغة الناس احنا احيانا بنتكلم بطرق فلسفية و منطقية و احنا مش واخدين بالنا فهمتني
ثائر و هو يهز راسه اها فهمتك
بدور بس انت بردو غريب ..بتبقى قاسې فجاة و حنين فجاة و كاره فجاة و صديق فجاة ..يعني مش محدد نفسك يا ثائر
و غريبة .. و لما عشرتك الايام دي حاسس انك انسانة صادقة مش عارف ليه برتاح لما اكلمك ..برتاح اوي ..بحس انك
جواكي طفلة صغيرة بتحاولي تخفيها بس بتظهريها لنفسك ..خاېفة تظهريها لحد ..صح
بدور انا اول مرة احكي لحد حكايتي او ابكي حد .. او اشكي لحد ..طول عمري بعيدة عن الكل يعني زي ما تقول مش عايزة اقرب من حد ..
بدور لان الهضم بتاعي صعب ممكن مشاكل كتير في معدتي علشان متعودة اخد دواء معين بعد الاكل و اكل كمية معينة ..
ثائر اممم طب ليه مقولتليش
بدور عادي انا بس ملقتوش موضوع مهم
ثائر لا طبعا مهم
نظرت له قليلا و قالت مش بقولك غريب
نظر لها هو ايضا و ظلا ينظران لبعضهما و كلا منهما في عيونه كلام كثير لا يعلمها و لا يفهمها إلا العيون ...فاقت بدور من هذا الحديث و نظرت لساعتها و وجدت الساعة اوشكت على الثانية فتنظر لثائر و تقول..
ثائر ماشي اسبقيني و انا هاجي وراكي ..
ابتسمت و هزت راسها و قامت و اتجهت الى الداخل ...بينما ظل ثائر جالسا في الشرفة و عقله يشغله التفكير ...اين وعد الاڼتقام ...اين ما قولته يا ثائر ..اين وعودك ..فقط ألتزمت بعهد السلام بينك و بينها ..و ماذا الان ..لا تعلم أليس كذلك ..فأنت تسير فطريق معتم لا يعلم احد نهايته ..نعم ..طريق العواطف طريق معتم ملئ بالضباب و ثائر الان يسير به ..و لا احد يعلم النهاية ....
لم تختلف بدور كثيرا عن ثائر ..فبداخلها حديث لا يصمت .. حديث بين النفس و العقل و القلب ..و كلنا منهم له رايه الخاص ..صراع داخلها شديد لا تعلم من تستمع له ..لاول مرة تكون هكذا في حيرة من امرها دائما كانت تسير مع كلا منهم في مواقف تلأم راي احدا منهم لكن الان ..المسكينة احتارت من تختار و هي ترى ان جميع الآراء صحيحة ..النفس تقول ..ان ما يحدث إلا شيء جميل تتمناه منذ زمن طويل ..طويل جدا ..و ان هو الاحتواء ..فلم تشعر بهذا الاحتواء إلا و هي معه ...لكن يأتي العقل يصد و يرفض راي النفس و يقول انه يتلاعب بها و سوف يكسرها و يكسر هذا المعتوه الذي يدافع عنه ..و هنا يأتي القلب و يدافع و بشدة و يقول لها ألا تستمع لعقلها و ان تستمع لها و للنفسها لانهما يتفقان نسبيا اضافة ان القلب يرى شيء كبير جدا ..شيء جميل جدا ..شيء يلقبه الناس بأسم الحب ...توقفت بدور عند هذة النقطة و تسأل ..ما هو الحب ...نعم هي لا تعلم الحب و لم تراه من قبل ...صار الصراع يشتد بينهم و هي تشعر بتعب فتهز راسها طاردة كل هذا ثم تغمض عيونها و بعد دقائق تذهب الى نوم عميق ...
......نتابع
رواية قطه تتحدى فهد الفصل السادس حتى الفصل الأخير بقلم هاله الحسيني حصريه وجديده
يظهر ثائر الذي كان في حالة سيئة ..يجلس على طرف سريره و ينظر للشرفة و عيونه تحمل الكثير و الكثير ..الدموع تحارب و تحارب ..شعر و كأنه في غيبوبة ليست بدور .. بدور .. تلك التي غابت عن عالمه و عالمها .. لفترة غير محدودة ..لا احد يعرف متى ستفيق ..و إذا فاقت ماذا سوف يحدث ...لم يرأها ..خشى ان يرأها .. مرت ثلاث ايام و هو هكذا لا يتكلم لا يأكل لا يفعل اي شيء غير ان ينظر للشرفة ..قلبه يتألم من الندم و الخۏف على ..حبيبته .. نعم قد اخطأت لكن خطأه اكبر و بشدة .. قلبه يعاتبه بشدة ..كيف ټقتلها ..كيف تجعلها تغيب عني ..كيف
لم يتحمل فتعانق يديه وجهه و يبدأ بالبكاء و الشهقات تعلو و تعلو ...
دخلت منال و اغلقت الباب خلفها و اتجهت اليه و وقفت امامه ... تنظر له لا تعرف هل تعانقه ام تضربه ام تنهره .. تعانقه لانها شعرت پألم قلبه ..تضربه و تنهره لانها ترى ثائر اخر ..ثائر اسم على مسمى ..عماه الڠضب ..لكن لماذا لماذا فعل هذا ..و اخيرا قطعت الصمت و قالت پغضب مكتوم...
منال ليه ..ليه يا ثائر عملت كدة ليه
نظر لها بعيون دامعة و محمرة و قال بصوت موجوع..
ثائر پبكاء علشانك
منال بأستغرب علشاني
ثائر علشان احميكي
..علشان مخليش جوزك يتجوزها
منال پصدمة ايه
ثائر ايوا جوزك جلال بيه كان عايز يتجوز بدور يا امي ..و بدور كانت موافقة .. انا اتجوزت بدور علشانك ..علشان احميكي ..بس ده مش معنى اني كنت قاصد يا امي اني اضړبها صدقيني مكنتش اقصد مكنتش اقصد ..الڠضب عماني حتى ماخدش بالي من الازاز ..والله ما اخد بالي
منال پصدمة ثائر فهمني الحكاية من اولها
هز لها راسه و قص لها كل ما حدث و بعدما انتهى ..
ثائر والله العظيم ما كنت اقصد اني اعملها كدة والله ما كنت اقصد
بينما ظلت منال تنظر له پصدمة و الدموع تجمعت في عيونها و صاحت و هي تقول لا ..لا بدور مظلومة ..مظلومة
نظر ثائر لها بعدم فهم و قال مظلومة ماما هو انتي كنتي تعرفي
منال ايوا كنت اعرف ..ايوا بدور مظلومة بدور مكنتش عايز تجوز جلال ..
وقف ثائر امام امه و سألها انا مش فاهم حاجة فاهميني ارجوكي ..
منال من مدة لاقيت واحدة جت هنا بتتوسل ليا ان ابعد جلال عن بدور .. و لما جيت اطردها حكت لي كل حاجة و طبعا انا مصدقتهاش لكن سمعت ابوك و هو بيتكلم مع جوز امها و بيتفقوا و روحت اتصلت بسرعة ببثينة و عرفت من بثينة ان بدور كانت بتشتغل في الشركة و كانت بتتوسل ليا ان اخلي الجوازة دي متمش و حكت انها مش بنتها و انها يتيمة و انها غلبانة و متستاهلش ده كله علشان كدة دبرت السفرية دي و خليت مريم تكلم عن السفرية دي بردو لحد ما سافرنا .. و في يوم كلمتني بثينة و قالت ان بدور اتجوزت واحد تاني و بردو بس شاب و باين انه كويس بس بدور مكنتش علشان حست انها سلعة رخيصة بتتبع لده شوية و ده شوية ...قولتلها مش هو كويس يبقى ان شاء الله هيسعدها ..مكنتش اعرف ان الشاب هيبقى ابني و انا معرفتش بدور لان عمري ما شوفتها .. ههه و الشاب اللى كنت بقول يا رب يسعدها علشان حسيت بالشفقة عليها و حطيت مريم مكانها و صعبت عليا ..اداري ان الشاب ده اكتر واحد هيتعسها و كسرها و كان هيتسبب في مۏتها ليه مجيتش تقولي يا ثائر .. كنت قولي و انا هفهمك ....بس يا خسارة فات الآوان فات
شعر ثائر و كأن هناك خنجر دخل قلبه و قټله ... ظل ينظر لأمه بعيون صاډمة لا يصدق ما سمعه ..و ظل يهز راسه بالرفض ثم قال پبكاء و صدمة ...
ثائر انا .. انا .. انا ..انا ضيعتها .. بدور مظلومة .. مظلومة .. و
انا ضيعتها ..انا دمرتها .. انا خسرتها .. و هي مظلومة
ثم ظل يقول اسم بدور و نظر لأمه و اتجه بسرعة خارج الغرفة متجها الى المستشفى ...
بينما ظلت منال واقفة و تشعر بالذنب الشديد و تبكي ...
منال انا السبب انا السبب....
و جلست على الكنبة و ظلت تبكي ....
...
يصل ثائر المستشفى و يسأل عن مكان بدور فتقول موظفة الاستقبال انها في العناية ..فركض يبحث بعيونه عن غرفة العناية حتى يجدها ..لكن لا يستطيع الدخول لكن وجد نافذة من الزجاج تظهر من خلال بدور التي كانت غير واعية ..كان هناك بعض الچروح على وجهها ..و يدها ايضا كانت بها الچروح ...
اتجه ثائر الى النافذة و نظر لها من خلف النافذة .. بكى .. بكى بشدة و هو ينظر لها و يشعر بكثير من الندم ... يريد ان يدخل لها و يمسك يدها و يتحدث عن كل ما بداخله ... وجد الممرضة تخرج من الغرفة فيتجه لها و ...
ثائر بعد اذنك انا عايز ادخلها ارجوكي
الممرضة اسفة مينفعش ..ممنوع حد يدخل غرفة العناية
ثائر ارجوكي انا عايز ادخل يمكن لما اكلمها تحسي و تقوم ارجوكي انا جوزها ..ارجوكي
ترددت الممرضة لكن شعرت بالشفقة عليه بسبب دموعه و ترجيه لها فتقول ماشي تقدر تدخل خمس دقايق بس ماشي
هز راسه بنعم و اتجه الى داخل الغرفة ...
اغلق الباب خلفه .. نظر ثائر لها بعيون دامعة و اقترب ببطئ و وقف بجانبها و ركس و ببطئ وضع يده على يدها ...ظل يتأملها ...يتألم بشدة من چروحها و تذكر الحاډث و كيف اصطدمت بزجاج و اخر كلمة قالتها ...بكرهك...اغمض عيونه بشدة و وضع راسه على يدها و بدأت يبكي بشدة و الشهقات تعلو ..رفع راسه و نظر لها و قال...
ثائر پبكاء انا حاسس انك سمعاني ...حاسس انك حاسة بيا ..سامحيني ..سامحيني يا بدور ارجوكي سامحيني .. بدور ..انا ..انا اسف .. انا غلط ..غلط اوي اوي ..غلط في حقك و حق قلبك و قلبي .. انا ظلمتك اوي يا بدور ..عارف و متاكد انك عمرك ما هتسامحيني لكن يكفي شرف المحاولة .. بدور انا
كنت عايز اعترف لك اعتراف .. انا .. انا بحبك ..بحبك من ساعة ما شوفتك ..من ساعة ما شوفتك و انا مش شايف غيرك كنت برقبك من بعيد
متابعة القراءة