صراع الذائب

موقع أيام نيوز

تجهم وصدمة حينما رأت صور خطوبة يوسف وإنجي مرسلة إليها رقم غير مسجل وبأسفل أخر صورة رسالة نصيه وكان محتواها 
معلش بقي هو مكنش ليكي من الأول بس إنتي الي بتحبي تحلمي ... مع تحيات أنوجة خطيبة وحرم الدكتور يوسف البحيري 
ألقت الهاتف بقوه ع الأرض وأجهشت بالبكاء ... فتوقفت عند سماع صړاخ والدتها ع والدها الذي ټوفي للتو 
فكان حالها أصعب حال ... فراق حبيبها الذي خان قلبها من نظرها وفراق والدها التي كان لها الأب والصديق والحضن الدافئ الذي كانت ترتمي بداخله عندما تبكي 
باااااك 
 عايزني أرجع !! من عينيا يا يوسف بس والله لأندمك ع كل لحظة عشتها اليوم ده ... قالتها علياء
 بداخل إحدي مشافي الأمراض النفسية والعصبية ....
تجلس إنجي ف ركن مظلم بالغرفة تتلفت من حولها وكأن شئ يطاردها ... تهذي بكلمات ظلت ترددها منذ مجيئها إلي المشفي بعدما حكمت المحكمة عليها بإيداعها بداخل مشفي للأمراض النفسية ...
تحتضن دمية صغيرة وتقول سيبلي لوجي يا يوسف ... أنا مش هاعمل كده تاني ... أنا خلاص خلصت منه مش هيبقي ف حياتنا تاني
صمتت عندما تخيلت چثة مروان أمامها تستيقظ وقطرات دمائه تنسدل ع جسده وملامح وجهه مخيفه يقترب منها ويريد أن يقبض ع نحرها فأخذت تصرخ وتقول 
أبعدوووووه ... لاااااااااااااا ...اااااااااااااااااااااااه
 وبخارج الغرفة ...
 هي الولية الي جوه دي مش هتتهد من ساعة ما جت وهي عماله تصرخ لما صدعت دماغنا ... قالتها الممرضة
فأجابت عليها زميلتها دي بعيد عنك جاية ف چريمة قتل عشيقها
ودماغها لاسعت
الممرضة ياستي أنتي بتصدقي هتلاقيها بتمثل عشان ميتحكمش عليها بمؤبد
 لاء دكتور ماهر لما عملها كذا إختبار لاقها فعلا إتجننت
 واقفه عندك إنتي وهي بتعملو أي ... قالها الطبيب
الممرضة أبدا يا دكتور كنا بنطمن ع الحالة الي جوه عماله تصرخ
الطبيب طيب حضرلي حقنة المهدأ وحصلني ع جوه
ولج إليها الطبيب ليجدها تصرخ وتتشبث پالدمية بقوة ولم تهدأ إلا عندما جاءت الممرضة وأعطتها إبرة المهدأ
 السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله ... قالتها ياسمين التي أنتهت من صلاتها للتو ونهضت لتلتفت خلفها
 تقبل الله ... قالها ياسين
لم تعايره بأي إهتمام وتركت ما بيدها وكادت تغادر الغرفة فأمسكها وقال 
وبعدين يا ياسمين هنفضل كده ع الحال ده لأمتي !!!
رمقته بسخط وقالت أنت مصدق نفسك إنك جوزي بجد ... أنا كل ما أشوفك بفتكر الي عملته فيا والپهدلة الي حصلتلي بعدها بسببك
ياسين طيب أعمل أي يرضيكي ويخليكي تسمحيني 
ياسمين عيزاك تبعد عني وملكش دعوة بيا
ياسين إزاي !!! ... أنا بحبك يا ياسمين ومش قادر أبعد عنك أكتر من كده
ياسمين صعب أنسي بسهوله أنت
كسرت جوايا حاجات مستحيل ترجع تاني ... تقدر ترجع كوباية مکسورة زي ما كانت قبل ماتتكسر !!!
نظر إليها بقلة حيلة وقال إيديني أنتي فرصة أخيرة أثبتلك فيها إن بحبك ومستعد أعمل كل حاجة عشانك
تنهدت ثم قالت سيب الي مابينا ده للأيام تداويه ... يمكن يجي يوم وأسامحك وأسامح نفسي
ياسين وأنا مش هيأس وهفضل مستني اليوم
 في قصر العزازي ...
يجلس ع المائدة ينتظرها وهو ينظر إلي ساعة يده 
 داده زينات ... صاح بها قصي 
جاءت إليه مسرعه وقالت  
أمرك يا قصي بيه 
قصي هي إتأخرت ليه 
زينات معلش يا قصي بيه أصلها تعبانه شويه ومش قادره تنزل
نهض وقال بقلق  
ومبلغتنيش ليه ع طول ... خلي كنان يتصل ع الدكتور بسرعه ... وأنا طلع أطمن عليها 
قالها وصعد إلي أعلي ثم ولج إلي الغرفه فلم يجدها ف الفراش .. نادي عليها  
صبا ... صبااااا
ليستوقفه صوت تأوهاتها الصادر من المرحاض ... ركض إليها فوجدها تجثو أمام قاعدة المرحاض تفرغ ما بجوفها بإعياء 
 صبا ... مالك يا حبيبتي ... قالها قصي وهو يحتضنها من ظهرها ويمسد ع خصلاتها 
أجابته بصوت واهن  
شكلي واخده برد ف معدتي 
تنهد وقال  
عارفه ده بسبب التكيف الي مرضتيش أخليني أقفله إمبارح وإحنا م.....
قاطعته بصياح  
خلاص ... خلاص أسكت عرفت ... أعمل أي كان الجو حر إمبارح 
غمز إليها بعينه وقال  
ومين الي كان محرر الجو 
لكزته ف صدره ونهضت  
أبعد عني مش طايقه ريحة البرفيوم بتاعك 
قصي ليه ما كنت حلوة إمبارح .. فأردف بتقليد نبرة صوتها  
الله ياقيصو ريحتك حلوة رش حبه كمان ... ومناخيرك كانت لازقه ف صدري ورقبتي 
صبا والنهارده مش طيقها خلاص ... أبعد بقي عشان مش قادره أستحمل 
قال بعناد مازحا  
لاء مش هابعد 
قالها وعانقها بإصرار ... فصاحت بحنق
بس بقي ياقصي بقولك مش قاد ....
لم تكمل فدفعته بقوة وألتفت إلي قاعدة المرحاض وأخذت تفرغ كل ما ف معدتها لتشعر بدوار شديد وسقطت بإعياء ليلحق بها يحملها ع زراعيه إلي التخت ...
 وبعد قليل جاء الطبيب ليتفحصها تحت نظرات قصي الذي يجز ع فكه من شعور غيرته الشديد لكنه تحمل من أجل الإطمئنان عليها 
 أطمن حضرتك كل ده طبيعي ف الفترة دي ... ولازم تاخد بالها من أكلها كويس عشان ضغطها منخفض وده غلط عليها وع الجنين ... قالها الطبيب 
تسمر قصي بمكانه وأتسعت حدقتي صبا بإندهاش ليتفوها معا  
جنين !!
إبتسم الطبيب وقال  
مبروك ياقصي بيه ..مبروك يامدام صبا 
قصي بفرحة غير مصدق قال  
الله يبارك فيك يا دكتور 
الطبيب برضو عشان تطمنه ع حالة الجنين لازم متابعة مع دكتور نسا وإن شاء الله خير ... عن إذنكو 
غادر الطبيب ... ليقترب قصي من صبا التي تحدق به
غير مصدقه ما قاله الطبيب 
 أنا حامل ياقصي !! .. هيبقي عندنا بيبي !! هابقي ماما !! 
عانقها قصي بقوة وقال  
اه يا قلب قصي هتبقي ماما وأنا هابقي بابا 
صبا بسعادة قالت  
أنا نفسي يكون ولد ويطلع شبهك وياخد حنيتك وقلبك الطيب 
قصي لاء أنا نفسي ف بنوته تكون نسخه منك 
صبا يا حبيبي كل الي ربنا يجيبه خير ... المهم يجي أو تيجي بالسلامه 
قصي والأهم منهم أنتي تقومي بالسلامه يا حبيبتي
صبا قصي 
قصي قلبه ... أؤمري يا روحي 
صبا ممكن طلب عشان خاطري 
قصي نفسك ف أي وأنا هاجيبه لحد عندك ومابين أيديكي 
رمقته بقلق وقالت  
ممكن تسامح كارين ويونس وتخليهم يرجعو مصر ... أنا مش عارفه أي سبب كارهيتك أوي كده ليونس وخاصة خالي
حدق بها بنظرات حاده فقال  
أومي إلبسي 
صبا هانروح فين 
قصي  
مش عايزه تعرفي السبب ... إسمعي الي بقولك عليه وهاتعرفي كل حاجه
 في إيطاليا ...
تتجول بالغرفة باحثة عن شئ ما ...
 ياربي راح فين أنا كنت قلعته ع الكومودينو ... قالتها كارين 
ولج يونس وقال  
مالك قالبه الأوضه وبتدوري ع أي 
كارين  
ع الخاتم بتاعي مش لقياه 
يونس سمي الله ودوري كويس وممكن تلاقيه واقع تحت السرير ولا حاجه .. أنا هاروح إعمل كوبايه نسكافيه تشربي معايا 
كارين لاء شكرا ...بسم الله ... قالتها وظلت تبحث أسفل التخت لم تخد شيئا بينما وهي تسند يدها ع الفراش وجدت بين طياته شريط دواء ينقص منه بضع حبات ... وكانت الصدمه عندما علمت إنه يمنع الإنجاب ... ليأتي ف ذاكرتها مايلي ...
فلاش باك ...
 عاملك أحلي سموزي موز وفرواله وكنتالوب لأجمل فنانه ف إيطاليا ... قالها يونس وهو
يعطيها كأس عصير بينما هي كانت ترسم لوحة 
إبتسمت وقالت  
ميرسي يا روحي ... ع طول مدلعني كده وكل يوم تعملي عصير شكل .. أنا مش أد الدلع ده كله 
يونس وأنا ليا مين غيرك يا روحي أدلعه وأحبه وأموت فيه كمان 
كارين ربنا مايحرمني منك يا قلبي 
يونس ها وريني فنانتنا بترسم أي 
كارين دي لوحة من مجموعة لوح بعنوان الطفوله 
تأمل اللوحه وقال واو ... أتطورنا وبقينا بنعرف نرسم بورتريهات دي أنتي أتفوقتي عليا 
كارين الفضل يرجعلك يافنان 
يونس بس أي ده ... البيبي ده شبهي أوي 
كارين آه ده بإذن الله هيكون شكل إبننا 
قال بتوتر إإ إنتي لسه بتفكري ف الموضوع ده 
حدقت ف اللوحه بسعاده وقالت  
ده حلم حياتي يا يونس .. نفسي ربنا يرزقني ببيبي وياريت كمان يكون شبهك 
يونس بس أنا خاېف عليكي يا حبيبتي 
كارين الطب أتقدم وبالتأكيد فيه حل لحالتي وإن ممكن أحمل وأخلف زي أي واحده ... نفسي أكون أم يا يونس 
أبتلع ريقه بغصه ... ليأخذها بين زراعيه وعانقها بقوه ويمسد ع ظهرها وقال  
إن شاء الله يا حبيبتي 
بااااك 
 بالطابق الأسفل ينتظرها ممسكا بكوب القهوة ... وجدها تهبط الدرج وترتدي حقيبتها 
يونس أنتي خارجه ولا أي
حدقت ف عينيه لثوان ثم قالت  
آه إتصلو بيا من الجاليري عايزني ف حاجه وراجعه ع طول 
يونس طيب إستني هغير وأوصلك 
كارين لاء خليك يا حبيبي مش هتأخر كلها ساعتين بالكتير وهاكون عندك .. يلا سلام 
قالتها وغادرت لتستقل سيارة أجرة ... وطلبت من السائق أن يوصلها إلي المشفي 
 بداخل العيادة ...
الحوار مترجم 
 عزيزتي ليس لديك أدني مشكلة للإنجاب لكن التحاليل التي أمامي تقول إنك تتناولي وسيلة لمنع الإنجاب ... قالتها الطبيبة 
يعتريها الشعور بالصدمة فقالت  
لكن أنا لا أتناول شيئا ع الإطلاق 
تنهدت الطبيبه وقالت  
لا أعلم ... لكن التقارير تقول عكس ذلك 
نهضت وهمت بالمغادره وقالت 
شكرا لكي كثيرا 
غادرت العيادة والمشفي بأكمله ... سارت ف الشوارع وهي تبكي ... تشعر بالخداع ... طالما ترجته أن لايحرمها من
ذلك .... 
وصلت إلي المنزل وولجت إلي الداخل فألتفتت إلي ورقه معلقه ع الحائط مدون بها 
حبيبتي أنا رايح مشوار بسرعه وجاي أوعي تنامي إستنيني 
بحبك 
إنتهت من قراءتها وطوت الورقه بقبضتها لتلقي بها أرضا .. صعدت إلي الغرفة ... وإتجهت إلي الخزانه أخرجت منها حقيبة ووضعتها ع التخت وأخذت تضع بداخلها جميع ثيابها ومتعلقاتها الشخصية ...
أخرجت هاتفها من حقيبتها الخاصة وأجرت إتصالا...
 الو .. مرحبا .....
 وصل إلي المنزل يحمل ع يده علبة بداخلها قالب حلوي واليد الأخري حقيبة هدايا ... ولج إلي الداخل مناديا  
كارين .. كوكي .. حبيبتي أنتي جيتي ولا لسه 
وضع مابيده فوق المنضده ليجد الورقة منكمشه وملقاه ع الأرض 
صعد إلي الأعلي ... وولج إلي الغرفه ليجد الخزانه مفتوحه وفارغه من ثيابها ... أنتابته الصدمه فأخرج هاتفه وأجري إتصالا عليها فوجد هاتفها مغلق .. زفر بحنق ليلتفت إلي تلك الرساله فوق طاولة الزينة وبجوارها شريط الأقراص .. وكان محتواها 
أنا حبيتك لدرجة إن مستعده أضحي بحياتي عشانك ... لكن ع أد حبي ليك كانت صدمتي
تم نسخ الرابط