صراع الذائب
المحتويات
عنه شيئا تاركا قلبها ممزق جريح عندما علمت من صديقه بخيانته لها ...
إلي إن ف ذلك اليوم ... كانت تتناول طعامها التي لم تعرف مذاقه من كثرة الشرود والتفكير ... ليقاطعها
صوت رنين جرس المنزل ... تناولت حجابها ووضعته ع رأسها وذهبت لتري من الزائر
فتحت الباب ... أتسعت عينيها وتسمرت قدميها عندما رأته يقف أمامها ف حالة يرثي لها ... شعره وذقنه كثيفه ... ثيابه غير مهندمه
أنا آسف
صاحت شيماء بنبرة ڠضب
إمشي من هنا مش عايزه أشوفك
عبدالله
عشان خاطر الي ف بطنك سامحيني .. أنا مش عارف أعيش من غيرك
شيماء
عارف إن لولا إنه حرام وخاېفه من ربنا كنت زماني نزلته من ساعتها لأن خلاص مش عيزاك ولا عايزه حاجه تربطني بيك لأنك إنسان كداب وندل وأخرهم خاېن وعمري ما هأمن ع نفسي معاك تاني
أنا فعلا أستاهل كل الي بتقوليه بس جاي وبطلب منك إنك تسامحيني ... إغفر لي للمره الأخيره
شيماء
أطلب المغفره دي من ربنا يمكن يتوب عليك ويتصلح حالك لنفسك ... لكن أنا إنسي يا عبدالله .. إنسي شيماء الي ضيعت من عمرها سنين ومستحمله حړقة الډم والأرف عشانك ...الي ياما إتبهدلت وسمعت تهزيئ وإهانه وذل عشانك ... رخصت نفسي معاك عشان كنت بحبك ... بس للأسف أنا مش رخصتها وبس أنا خسفت بيها الأرض لما أكون عايشه ف حضنك وأنت بتروح ترمي نفسك ف حضڼ مرات صاحبك
قاطعته بصياح
أخرس خالص ... پتخوني وتبيع نفسك عشان أي !! عشان توصل للفلوس!! يا أخي ملعۏن أبو الفلوس الي تخيلك تبيع نفسك وتخون أقرب الناس ليك
عبدالله
وأنا جايلك وندمان وعايزك تسامحيني
شيماء
وأنا خلاص بكرهك يا عبدالله وإستحالة أعيش معاك تاني ومش عايزه منك غير إنك تطلقني وكفايه أرف لحد كده
وأنا إستحاله أطلقك يا شيماء وعمرك ما هتنسيني طول ما أنا جواكي وشايلة حته مني
قالها وذهب نحو الباب ليغادر
فصړخت وقالت
لو مطلقتنيش هاخلعك يا عبدالله
ألتفت إليها وحدق بها بنظرات تحدي وقال
لو قادره إعمليها
قالها وصفق الباب خلفه بقوه فصړخت وقالت
قالتها وهي تجلس ع الأرض .. إنهارت من البكاء
ولج إلي مكتبه لتستقبله بإبتسامة لكنه لم يبادلها
فقال
السلام عليكم
رحمة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إيهاب بنبرة جديه قال
هاتيلي الملفات الي عندك وحصليني ع المكتب
رحمة أمرك يا فندم
أتفضلي أقعدي
جلست أمامه ... وأخذ يحدق بها فقالت
أنا حاسه حضرتك متضايق .. هو أنا عملت حاجه
أومأ لها وقال
اه ... بقالك فتره بتقوليلي يافندم وحضرتك
رحمة
لأنك رئيسي ف الشغل ولازم أقولك كده
إيهاب
وف واحده برضو تقول لخطيبها كده
رمشت عدة مرات وقالت بتعجب
خطيبي !!!
أخرج من جيبه علبه صغيرة وقام بفتحها ليظهر منها خاتم فقال
تتجوزيني يا رحمه
بداخل قاعة محكمة الجنايات ...
آدم متقلقش يا طه المحامي طمني إن مادام الطعن أتقبل يبقي ممكن تاخد براءه بإذن الله
طه معدتش تفرق يا ابن عمي ... أنا عارف كل الي بيحصلي ذنب كل الناس الي ظلمتهم من أول البنت الي كانت بتحبني وأختي الي ياما قسيت عليها وأبويا الي ماټ وهو ڠضبان عليا
خديجة
متقولش كده ياطه خلي ثقتك ف الله كبيره وأدعي إنه يخفف عنك ويظهر براءتك ... أنا مسمحاك يا أخويا ومتخافش بابا بيجيلي ديما ف رؤيه وبيوصيني عليك ... ورحمة كنت لسه مكلمها من فترة وعرفت الي حصل وكانت بتدعيلك يعني هي كمان مسمحاك ... فأطلب المغفره والعفو من ربنا إنه لغفور رحيم
طه
يارب أنت
الي شاهد وعالم ع الي حصل .. أنا مقتلتهاش
قاطعهم صوت الحاجب
محكمة
ولج القاضي والمستشارون ....
القاضي بعد قبول الطعن من هيئة المحكمة وإعادة
فتح ملف القضية رقم 788 جنايات القاهرة لسنة 2019 والإستماع إلي الشهود لقد ....
ثانية يا سيادة القاضي ... قالها عبدالله الذي ولج للتو
القاضي أنت مين
أجاب عبدالله بخجل
أنا الي كنت مع المرحومة سماح وقت ما توفت
القاضي
أصدك عشيقها
عبدالله
حاجة زي كده ...أنا جيت أشهد بالحق
القاضي قول والله العظيم لأقول الحق
عبدالله والله العظيم هقول الحق ... الليلة دي كنت رايح أقابل الي إسمها سماح عشان كانت موعداني إن هتخلي جوزها طه يكلم عمو أشتغل عنده ف المصنع أو الشركة ... هي إستغلت إن محتجها وساومتني إإإن .. إن يعني أعمل معاها علاقه ف مقابل الخدمه دي ... وإحنا بنتكلم جه طه طب علينا أتخانقو مع بعض وكل الي عملو إنه ضربها بالقلم فهي وقعت لورا ع سن الكومودينو ومعرفناش غير لما وقعت ع الأرض وساح ډمها وقاطعه النفس خالص ... أنا مكنتش مستوعب الي حصل أخدت حاجتي وهدومي ومشيت وقتها شوفت خالتها طالعه ع السلم خبطت فيها ڠصب عني وقعدت تزعئ سبتها وجريت وهربت من الحارة كلها
بس ده كل الي حصل
القاضي طيب أتفضل أقعد عبدالله
تعالت الهمهمات بين الحضور
أسكتهم القاضي بالطرق ع المنصه بالمطرقة الخشبية ... ثم تابع بالقول
لقد قررت المحكمة بالحكم ع طه سالم البحيري بالبراءه .. رفعت الجلسه
في منزل علياء ...
تركض خلف أبناء شقيقتها وتصيح فيهم إياد ... مالك ... لو مسمعتوش الكلام مش هخلي مامي تاخدكو للنادي
مالك خلاص يا خالتو مش هنعمل شقاوه تاني
رن جرس المنزل ...
فقالت طيب يلا روحو ع أوضتكو بسرعه
قالو لها حاضر يا خالتو
ذهبت وقامت بفتح الباب بدون أن تنظر من العين الصغيرة ...
ممكن أدخل ... قالها يوسف وهو يحمل باقة أزهار
رمقته بتوتر وقالت وهي ترجع خصلاتها خلف أذنها
أتفضل
ولج إلي الداخل وهو يتأمل ذلك المكان الذي لم يأتي إليه من قبل سوي مرة واحده منذ أكثر من ثماني سنوات
أتفضل هنا حضرتك ... قالتها وهي تشير له بالجلوس ع المقعد المخملي المذهب وجلست ف المقعد المقابل
فقالت
خير يا دكتور يوسف أي سر الزيارة الي من غير ميعاد دي
فتح زر سترته ووضع الباقه ع الطاوله أمامه وقال
قولت أجيلك بنفسي وأعرف إنتي ليه مصممه ع تقديم إستقالتك
علياء
وأنت حضرتك ليه مش عايز توافق عليها ومعلقني الأيام الي فاتت دي كلها .. ع العموم الحمدلله فتحت عيادة خاصة ومش محتاجه إشتغل سواء عندك ولا عند غيرك
إبتسم فقال
ألف مبروك
علياء الله يبارك فيك
تنهد وقال طيب يا دكتوره علياء حبيت أفكرك إن العقد بتاعنا ف بند بيقول إن حضرتك مينفعش تسيبي الشغل قبل 5 سنين وكمان ف شرط جزائي بقيمة 250 ألف جنيه
علياء وأنا ملحقتش أشتغل يوم ع بعضه
يوسف بس قبل ماتشتغلي مضيتي ع العقد
علياء مضيت بس كان مع دكتور مهدي والي عرفته إنه فض شراكته مع حضرتك
يوسف دكتور مهدي كان شريك بنسبة 35 والباقي ده نسبتي يعني أنا المالك الأساسي يعني عقدك معايا أنا
زفرت بحنق وقالت
والمطلوب مني أي دلوقت
إبتسم بمكر وقال إنك تغيري هدومك وتيجي معايا ع شغلك
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت
و أنا مش هكمل ف المستشفي بتاعتك والعقد إبقي علقو ع الحيطه ذكري ذي الذكريات الي قبله
نهض من مكانه وأقترب منها لينحني أمامها بجذعه محاوطا إياها بزراعيه مستندا ع مساند المقعد ... يحدق بداخل عينيها التي يري فيها التوتر والقلق والخۏف وحبها له التي مازالت تحفظه بداخلها ... قال
هتيجي يا علياء وهتشتغلي
أجابت بتوتر
ده قراري أنا وأنا حره أرجع ولا لاء
يوسف
لاء قراري أنا يا علياء
مساء الخير ... ياولاد ... قالتها والدة علياء التي ولجت للتو
إبتعد يوسف عن علياء بحرج ليعتريها الخجل ...
يوسف مساء الخير
يا طنط ... حضرتك عامله أي
تأملت ملامحه وقالت
أنا حاسه إن شوفتك قبل كده
علياء لاء يا ماما ده يبقي زميلي ف المستشفي الي كنت بشتغل فيها وجاي يطمن عليا
والدتها
فيك الخير يابني .. هي قعدت منها لما عرفت إن صاحبها يبقي الدكتور الي كان جاي يخطبها و.....
قاطعتها علياء وهي تنظر لها بأن تصمت وقالت خلاص يا ماما الدكتور جه عشان يطمن مش أكتر
يوسف وأنا
الحمدلله أطمنت .. وزي ما قولتلك يا دكتوره علياء مستنين حضرتك ... عن إذنكو
والدة علياء
ما تقعد يابني وأشرب العصير
يوسف
معلش يا طنط خليها مرة تانيه ... الأيام جايه كتير
والدتها ع راحتك يا بني ... ربنا يوفقك أنت وبنتي وكل الي زيكو يارب
يوسف
تسلمي ربنا يخليكي
علياء
ثواني هاوصل حضرتك للباب
وعند الباب همست له وقالت
إنسي إن إرجع المستشفي تاني وإن أتعامل معاك أصلا
يوسف ياااه للدرجدي لسه منستييش الي حصل زمان !!
أجابته بإستنكار
ولا حطاك ف دماغي أصلا
يوسف بس حطاني ف قلبك الي لسه بيحبني وبيدق ليا ... بدليل إنك لسه متجوزتيش ولا أتخطبتي لحد دلوقت
أجابت وهي تجز ع أسنانها وقالت
وأنت مالك وبتدور ورايا ليه !!
يوسف
إنتي ناسيه إن ملفك عندي ف المستشفي!
علياء دي حاجه تخصني أنا وبس
يوسف أوك .. ع العموم أنا مستنيكي بكره
علياء وأنا مش جايه
إبتسم بسخريه وقال بإصرار
مستنيكي يا علياء ... سلام
أوصدت الباب خلفه وقلبها يخفق بقوة .. ركضت إلي غرفتها لم تدري بحالتها هل هي سعيدة أم حزينة ....شردت ف ذكريات ذلك اليوم ...
فلاش باك
ترتدي ثوب أنيق وف أبهي زينتها ..
والدتها بسم الله ماشاء الله قمر ربنا يحرسك يابنتي
علياء حلو الفستان يا ماما
والدتها صاحبته أحلي وأجمل
علياء جهزتي كل حاجه ... ده خلاص كلها ربع ساعه وهيجي هو وأهله
والدتها
ربنا يتملك ع خير يابنتي ويسعدك
علياء أومال بابا فين
والدتها مريح ف أوضته عقبال ما الناس تيجي
علياء هاروح أقيس له الضغط ليكون يا حبيبي عالي عليه تاني
وقبل أن تذهب إلي والدها صدح رنين هاتفها معلنا عن وصول رسائل ...
علياء شكله يوسف .. قالتها والبسمه لاتفارق محياها ... فتحت الرسائل لتجدها صور مرسلة .. تحولت بسمتها إلي
متابعة القراءة