رواية كاملة بقلم ميمي عوالي

موقع أيام نيوز


يدها بالساندوتش ويقربها من فمه ليأخذ قطمة أخرى وظلوا هكذا إلى أن كان اخر جزء من الساندوتش أخذه نوح وبعد أن بنفس طريقة الطعام وظل هكذا معها طوال الطريق فكان يتبادل المكان مع أسامة ونيللى وكم كانت سعادة أمانة فكم كانت تتمنى أن تعيش وتجرب تلك الأحاسيس التى جعلتها تجدف فوق سحابة عالية تطفو فوق بحر من الاحلام والامنيات مما جعلها لاتشعر بطول الطريق أو قصره فكل ما تيقنت منه أنهم قد وصلوا بالفعل إلى الموقع والذى كان عبارة عن أرض فسيحة شاسعة المساحة على شاطئ البحر حولها سياج من الاسياخ الحديدية العالية ومبنى واحد مكون من طابقين والذى كان معدا لفريق المهندسين والعاملين بالمشروع وقد اتجه نوح بصحبة أسامة إلى المبنى لتقسيم الغرف وقد اختار حجرة كبيرة بالطابق العلوى تضم ثلاثة أسرة ولها حمامها الخاص وخصصها لأمانة ونيللى وخديجة واحتل مع أسامة الغرفة المجاورة والتى تشترك معها فى نفس الشرفة وهى أيضا تضم ثلاثة أسرة تحسبا لزيارة حاتم فى اى وقت ثم قام بتوزيع باقى فريق العمل ثم قسم الطابق الارضى إلى مكاتب العمل مع تخصيص مكان لصنع الطعام ومكان اخر للاستراحة والطعام وما أن انتهوا من تلك الترتيبات الا وجمعهم أسامة ونيللى فى الاستراحة لتناول ماتبقى معهم من طعام مجهز قبل أن يذهب الجميع إلى النوم استعدادا لبدء العمل بالمشروع كان ايمن يجلس بحجرته وهو يتحدث فى الهاتف مع نيرة ايمن يعنى انتى عاوزة الفرح يتعمل فين نيرة مش عارفة يا ايمن محتارة ايمن طب ايه رأيك احنا ممكن نأجر باخرة أو نحجز فى اى اوتيل أو نادى نيرة طب ماهو الكلام ده محتاج أننا ننزل نلف ونتفرج وانت زنقتنا اوى ومافيش وقت ايمن بابتسامة انا مااعرفش ايه اللى سحبنى من لسانى وقلت تلات اسابيع فيها ايه لو كانوا تلات ايام نيرة شاهقة لا وليه ياحبيبى تلات ايام رأيك يا نيرو نيرة رأيى فى ايه ايمن أننا نعمل فرحنا بالنهار نيرة تقصد زى مابيعملوا برة ايمن بالظبط نعمله فى جنينة الفيلا عندكم أو عندنا ايه رأيك انا ممكن اجيب منظم حفلات يظبط لنا الدنيا وتبقى حاجة جديدة وجميلة نيرة بحماس تصدق فكرة حلوة انا موافقة بس خليها فى الجنينة بتاعتنا عشان اكبر ايمن خلاص ننزل بكرة نروح للمتعهد عشان ييجى يتفرج على الجنينة عندك وعندى هم بيبقى ليهم وجهة نظر فى المكان ولو قال الاتنين عادى نعمله عندك ها ايه رأيك نيرة قشطة موافقة طبعا ايمن يبقى نتقابل بكرة أن شاء الله بعد الضهر كانت أمانة تقف مع بعض المهندسين وهى تسند إليهم بعض المهام ليتولى كل مهندس الاشراف على جزء من المشروع وبعد أن انصرف كل مهندس متوجها إلى مكان عمله قال أسامة اومال نوح فين أمانة مع مقاول الانفار بيحدد معاه اوقات الورادى بتاعة العمال وتوزيع الحراسة أسامة ونيللى فين أمانة وهى تشير بيدها على بقعة معينة من المشروع نيللى اختارت الكرفان ده عشان تشتغل فيه وإحتلته وحطت ادواتها كلها جواه أسامة احسن برضة نيللى مابتحبش حد يقتحم خلوتها وهى بتشتغل ليأتى عليهم نوح ملقيا السلام ثم قال وزعتى الناس يا أمانة أمانة ااه كله تمام والكل راح على مكانه بس محتاجين وسيلة انتقال تبقى سريعة وسهلة أسامة ممكن نجيب عربيتين ثلاثة زى عربيات الجولف أمانة فكرة هايلة أسامة خلاص هكلم حاتم يتصرف أمانة والاوفيس محتاج تجهيز ومحتاجين حد يبقى مسئول عن عمل الاكل والنظافة نوح ممكن تطلب كل الحاجات دى وحاتم يبعتهالنا مع احمد وهو جاى أمانة هو احمد جاى حاتم ااه احمد انضم للشئون القانونية فى الشركة وهيجيلنا بعد بكرة عشان التعاقدات بتاعة المقاولين والعقود والتأمينات بتاعة العمال أسامة وهو يناول ورقة إلى نوح انا كتبت هنا كل اللى احنا محتاجينه بصوا عليها كده وشوفوا لو محتاجين حاجة زيادة قبل ما ابعتها لحاتم بعد أن قرأها نوح اعطاها لأمانة لتلقى عليها هى الأخرى نظرة لتعيدها لأسامة قائلة كده تمام اوى أسامة خلاص هصورهاله على الواتس وابعتهاله على ما اعرف ابعتهاله بالفاكس وبعد انتهاء العمل باليوم الاول والذى كان شاقا على الجميع قرر الجميع إقامة حفل سمر احتفالا ببدء المشروع لتقرر أمانة الصعود لغرفتها للصلاة ثم العودة إليهم مرة أخرى وعندما بحثت بعينيها عن نوح لم تجده فأخبرت نيللى بوجهتها وتركتهم وذهبت إلى الغرفة المخصصة لهن وبعد أن دخلت الغرفة واتجهت للحمام وتوضأت وقبل أن تشرع فى صلاتها سمعت صوت نوح آتيا من الشرفة وهو يتحدث فى هاتفه قائلا نوح يعنى جهزت حاجتك كلها والعقود وكله نوح طب تمام تيجى بالسلامة أن شاء الله نوح وحشتنى والله هاتها اكلمها نوح ازيك ياغادة عاملة ايه نوح الجو هنا وهم مش عاوز اقوللك نوح كويسة نوح مانا بقولك كويسة عاوزانى اقولك ايه تانى نوح ياستى والله بعاملها كويس وكويس جدا كمان نوح بقولك ايه ياغادة انتى عارفة أن لولا وصية ماما انا ماكنتش فكرت فى الجواز تانى من اصله لكن ادينا اتجوزنا أهدى عليا شوية بقى نوح انا مابكرههاش ياغادة بس مابحسش ناحيتها بحاجة مميزة نوح لا ماتقلقيش انا بعاملها كويس جدا معاملة الين وماتنسيش أنها بقت شايلة أسمى قدام كل الناس يعنى لازم اعاملها كويس جدا حتى لو ڠصب عنى نوح لما نتجوز يبقى يحلها ربنا نوح يابنتى هو انا قلتلك أنها وحشة انا عارف انها حلوة وزى القمر كمان بس لسه ياغادة لسه مش قادر انسى اللى حصللى فى جوازتى اللى فاتت ادونى فرصة اشم نفسى نوح كان لازم استعجل واطلبها طبعا انتى ناسية أن حاتم كان حاطط عينه عليها واللا ايه نوح ربنا يسهل ياغادة ادعيلى ان ربنا يوفق القلوب على بعضها نوح لا ياستى شكرا انتى بس ابقى حطى لأحمد فى شنطته جاكت تقيل عشان الدنيا هنا بالليل بتبقى برد نوح ماشى الله يسلمك مع السلامة لتسقط أمانة جالسة ارضا وسط دموعها وهى لا تصدق ماسمعته باذنيها عندما هبط نوح إلى حفلة السمر التى أقامها زملائه جلس معهم وهم يتناوبون الضحكات والقفشات ولكنه بعد فترة عندما أدار بصره لاحظ عدم وجود أمانة مع نيللى وخديجة وعندما سأل عنها إجابته نيللى بأنها صعدت غرفتهم منذ أكثر من ساعة لصلاة العشاء ولم تعد منذ صعودها خديجة شكلها نامت اتأخرت اوى أسامة طب انا هطلع أشوفها كده وااجى ليذهب أسامة للاطمئنان ن على أخته ولكنه عندما صعد لغرفة أمانة ظل يدق الباب ولكنه لم يتلقى اى إجابة وعندما فتح باب الغرفة وجدها فارغة فبحث عنها فى الشرفة فوجدها أيضا فارغة فعاد إلى الحفل يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها أيضا استبد به القلق واتجه إلى نوح قائلا انا مش لاقى أمانة ولا فى اوضة البنات ولا هنا تبقى راحت فين نوح ببعض القلق يعنى ايه مش لاقيها هتكون راحت فين يعنى أسامة بقوللك مالقيتهاش فوق واهوهمش موجودة كمان هنا نيللى بقلق يمكن كانت فى الحمام يا اسامة أسامة بصيت فيه وفى البلكونة كمان وقعدت انده عليها مالهاش أثر خديجة طب بصيت فى الأوفيس يمكن حبت تعمل حاجة تشربها ليتركهم نوح متجها إلى المطبخ باحثا عنها ولكنه عاد سريعا وهو مخطۏف الوجه قائلا ببهوت مش موجودة ليتجه أسامة مسرعا إلى وسط القاعة ليمد يده ويغلق التلفاز وهو يقول معلش ياباشمهندسين بس احنا مش لاقيين أمانة عاوزين ننتشر وندور عليها ليهرع الجميع وهم يقتسمون أماكن البحث فيما بينهم وبعد حوالى عشر دقائق قضاها الجميع فى ړعب قاټل سمعوا صوت أحد المهندسين وهو ينادى بصوت جمهورى لقيتها ياباشمهندس قاعدة على البحر بخير ماتقلقش ليهرع إليها نوح واسامة وتلحق بهم نيللى وخديجة وعندما وصلوا إليها أسامة بقلق بالغ كده برضة يا أمانة تخضينا عليكى مش تقولى ياحبيبتى انك جاية تقعدى هنا عشان مانقلقش عليكى وقبل أن تجيبه أمانة بأى كلمة كان صوت نوح الغاضب يغطى على صوت امواج البحر وهو يزبد ويقول انتى ايه الاستهتار وعدم المسئولية اللى فيكى دا خلاص للدرجة دى ماعندكيش عقل تفكرى بيه فاكرة نفسك فى سان استيفانو واللا ميامى عشان تروحى تقعدى على البحر بكل بساطة من غير ماتدى خبر لحد ناسية أننا فى مكان لسه شبه مقطوع والله أعلم ممكن يبقى فيه ايه واللا لو وقعتى فى الماية وغرقتى من غير ماحد يحس بيكى وتجيبيلنا مصېبة بعد أن انتهى نوح من تفريغ شحنة غضبه ساد الصمت فجأة الا من صوت امواج البحر ترفع أمانة رأسها إلى نوح وتقول بهدوء عكس مايعتمل بداخلها من ڠضب ماتقلقش لو حصللى حاجة ماحدش هيشيل مصيبتى غيرى وعندما تنبه نوح إلى ما تفوه به قال ومازال صوته يحمل بعض الڠضب وهو انتى لاقدر الله لو حصللك حاجة دى مش هتبقى مصېبة لينا كلنا انتى رعبتينا من القلق عليكى واحنا مش عارفين حصللك ايه لتستدير أمانة بهدوء متجهة إلى السكن بعد أن قالت لنوح بصوت شبه هامس اللى مڠصوب على حد مش المفروض يقلق عليه ثم قالت بصوت عالى ياللا حوا على خير يقف نوح مصډوما مما سمعه وكأن دلوا من الماء المثلج قد انسكب فوق رأسه جمده بمكانه دون حراك أو أى رد فعل وقد علم أنها سمعت لحديثه مع غادة نيللى بعتاب احنا كلنا كنا ھن من القلق عليها بس برضة يانوح انت قسيت عليها اوى كان حتى تتطمن عليها الاول وبعدين تعاتبها ربنا معاك بقى وترضى تصالحك خديجة طب ياللا بينا يانيللى نطلع لها نتطمن عليها ونطيب خاطرها بكلمتين يذهب أسامة مع نيللى وخديجة وهو يحرك رأسه بغير رضا عما حدث دون أن يعقب بأى كلمة ليتركوا نوح مكانه وهو ينظر إلى تتابع امواج البحر وتلاطمها وهو لا يدرى ما العمل لإصلاح ما اقترفت يداه عندما دلفت نيللى وخديجة إلى الغرفة بصحبة أسامة وجدوا أمانة متجهمة على فراشها ولكنها بدلت ملابسها استعدادا للنوم أسامة أمانة انا عارف انك زعلتى من أسلوب نوح معاكى بس لازم تعذريه خديجة وهى تحاول التشويش على ماحدث الصراحة يا أمانة لو كنتى ه وهو عمال يدور عليكى كنتى قلتى أنه اټجنن ده كان شوية وھي من الړعب عليكى لتجلس نيللى بجوار أمانة وهى تقبل رأسها بحنان قائلة سيبكم من كل ده انتى
 

تم نسخ الرابط