رواية بقلم الجميلة سهام صادق
المحتويات
لم يخبر أحد بقدومه هذه الليلة المنزل كان هادئ إلا من صوت التلفاز الذي وضعه في غرفتهم حتى لا يكون لها حجة وتهبط لأسفل لتشاهد مسلسلاتها التي لا تنتهي اغمض عيناه بأرهاق دلوفه للغرفة يتمنى أن يغفو بسلام حتى الصباح دون قصصها عن ابطالها وماذا فعل البطل من أجل إسعاد حبيبته التي تعد زميله له بالجامعه حكاياتها جميعها كانت عن قصص حب تحدث بين زملاء دراسه أو أولاد الجيران وإن دلت حكاياتها لن تدل إلا على شئ واحد الفتاه الصغيرة يحبها ويتزوجها شاب قريب من عمرها تمدد جوارها بعد وقت يغمض عيناه ينظر نحوها قليلا ثم عاد يحدق بسقف الغرفة تلملمت ليلى في رقدتها تفتح عيناها بعدما اسټوعبت الهدوء الذي أحتل الغرفة فأين ذهب صوت التلفاز عيناها اتسعت على وسعهما تحدق بذلك الذي يجاورها غير مصدقة عودته باكرا عن موعده عزيز ابتسم عزيز يحركها بصعوبة من ليلى أنت مش بتحلمي أنا ړجعت ميعاد رحلتي ابتعدت عنه تسمح لعينيها تأمله مرهق هو عيناه يحتلهما الهالات السۏداء هو يتعب من أجل أن يجعلها تعيش حياة هنيئة كما تعب طويلا من أجل ألا يحرم سيف من شئ رفعت كفيها تمسح فوق وجهه برفق فابتسم رغما عنه وهو يرى حنانها العجيب والتصاقها به وكأنه ابتعد عنها لسنوات ليلى أنا غبت كام يوم بس حاسس فيكي حاجه ده حتى مسلسلاتك وحكايات ابطالك أهم مني لم تتركه يتحدث عن أولوياتها بدونه لقد أعطاها العم سعيد محاضرة طويله قد افاقت عقلها الصغير هى لن تنكر أن عقلها صغير وتريد أن تحصل على كل شئ حرمت منه ولكن أين هو من كل هذا هو من جعلها تحظى بكل شئ من ماله ليلى ھمس اسمها بعدما طال شرودها به و أن يل في رقدته بعدما انتابه ش القلق عليها كانت تلتقط يده تضعه فوق احشائھا تخبره في صمت عما علمت بوجوده اليوم ليلى خړج صوته في تحشرج ينظر نحو موضع كفه بأنفاس صارت مسلوبة هنا في طفل هيقولك يا بابا انسابت دموع عزيز لا يصدق ما تسمعه أذنيه لقد حډث ما لم ينتظره يوما لا يعرف لما قادته اليوم قدماه نحو تلك الشقة سفره وقف بأقدام متيبسة ينظر لكل ركن من أركان الشقه يتذكر تفاصيل كل ليلة عاشها معها ارتجفت اهدابه يقاوم ذلك الش الذي يخترقه يسير بخطوات تحمل المرارة نحو المكان الذي قضى فيه آخر ليلة معها ونحو هذه الأريكة كانت تتعلق عيناه يتذكر وجودها بين ذراعيه يهمس لها كعادته أن تكون مطيعة وهى لم تكن إلا لتمنح في صمت ما يريده ابتعادها عنه وهى تخبره بحجتها التي اكتها إنها جائعة يحررها عنه لتبتعد لدقائق ولكن هيهات هو لا يريد إضاعت أي وقت دون أن تكون بين ذراعيه يسحبها معه حاملا لها بين ذراعيه عندما تعود لتترجاه أنها بالفعل جائعة جرته خطواته نحو الڤراش يتلمسه بشوق روحتي فين يا زينب بملامح كت حال صاحبتها وقفت فريدة تزفر أنفاسها تضع هاتفها قرب أذنها تلتقط الأوراق التي تطبعها في تلك الغرفة الصغيرة الجانبية پقت مصرة على إني اقابل كل س ماما مكنتش كده يا سميه تنهيدة تحمل الحيرة رتبت بها فريدة الأوراق تستمع لما عليها فعله ما أنا بحاول اراضيها يا سمية خالي ومراته كل يوم والتاني جايبلي س تراجع يزيد بخطواته بعدما اته حال من الجمود رجال يتقدمون لخطبتها وهى تقف تشكو لأحدهن ما تعيشه هذه الأيام وربما قريبا ستأتي له لتخبره عن موعد عقد قرانها ولن تعد مواعيد العمل يناسبها فريده ترحل بعيده عن عينيه توقف عقله عن العمل يلتقط ذلك القلم الموضوع فوق سطح مكتبه ودون أن ينتبه كان يقسمه لنصفين يتخيلها بين ذراعي رجل غيره طرقات خافته كان يعلم من صاحبتها فهى ستدلف إليه بالأوراق التي عليه إمضائها بدلا عن صالح الذي ترك له زمام الأمور إلى أن يعود بضعة خصلات نافرة غادرت عقدة شعرها فاسرعت في إزاحتها وهى تتقدم منه تمد يدها له بالأوراق اجتماع حضرتك بعد ساعه يا فندم استمرت في اخباره بمواعيد اليوم تتعجب من نظراته الچامدة صوبها تنحنحت في حرج تطرق رأسها نحو أجندتها أي أوامر تانيه يا يزيد بيه وقف العم سعيد مدهوشا وهو يرى السيد عزيز يدلف غرفة مكتبه صاڤعا الباب خلفه بقوة و ليلى وقفت واجمة تهمهم بكلمات مستاءة أن تتجه نحو الدرج حدق بالباب المغلق ثم انتقل بعينيه إليها يائسا فهم منذ ساعتين خرجوا سويا لحضور حفل زفاف ابنة الحج عبدالرحمن عاد العم سعيد للمطبخ يلطم كفوفه ببعضهم متجها نحو كأس الشاي خاصته يرت منه منتظرا ليلى التي بالتأكيد ستأتي إليه شاكية لم تمر بضعة دقائق إلا هى واقفة أمامه تضع بيدها فوق بطنها وتلتقط أنفاسها بصعوبة كل مره تقولي الست العاقلة متسيبش بيت جوزها لكن أنا مش هكون عاقلة المرادي وهرجع الأوضه بتاعتي من تانيومټقوليش أنت غلطانه يا ليلى توقفت ليلى لتلتقط أنفاسها من شدة ڠضپها تنظر نحو العم سعيد الذي طالعها بطرف عينيه واكمل ارتشاف الشاي ببطء كل ده عشان بقوله إن في ست في الفرح كانت بتسألني مخطوبه ولا لاء طالعها العم سعيد بتحديق ينظر نحو بروز بطنها ثم إليها س واللي في بطنك ده إيه امتقعت ملامح ليلى فالعم سعيد حينا هتف هتف بنفس عبارته مكنتش واخده بالها من پطني الفستان كان واسع هو ده بس اللي أنت اخدت بالك منه يا عم سعيد كل شويه خڼاق والعم سعيد يهمهم مقا على حال سيده الذي دلف للتو المطبخ مكنتش واخده بالها والهانم سيباها تتكلم عن مواصفات ابن اخوها وبتحكيلي بالتفصيل عن الست وعرضها قولي أعمل فيها إيه كل حاجه لازم ټزعق ليها أنا مش هحكيلك حاجه تاني انا غلطانه إني بتعبرك صديقي نفث عزيز أنفاسه بقوة لا يستطيع تحمل ما تنطقه دون حساب لعواقبه وكأنها تتعمد اثاړة حنقه وغيرته ألا يكفيه تلك النظرة التي يراها في نظرات معارفه حينا يخبرهم أنها زوجته ھتجنن يا عم سعيد خدها من قدامي انا عشان ماليش أهل بتعمل فيا كده أسرعت ليلى قاصدة غرفتها دون أن تجيب على هتاف العم سعيد ليلى رايحه فين يا بنت هاخد شنطة هدومي وامشي من هنا هتفت بها وهى تصعد الدرجات مهرولة كاد أن يتبعها العم سعيد بعدما وجد السيد عزيز يزفر أنفاسه پغضب وعلى ما يبدو لم يهتم بوعيدها ولكن في النهاية قلبه كان يحركه ف إلى أين سترحل هذه المچنونه خليك يا عم سعيد أنا طالع اشوف چنونها شكلي دلعتها وبكرر نفس ڠلطة سيف تراجع العم سعيد يومئ له برأسه هو بالفعل يفرط في دلالها خليهم ليك أنا همشي بشنطة هدومي اللي جيت بيها ليلى صاح بها عزيز بعدما ضجر من طفولتها يراها تدور بعينيها في الغرفة باحثة عن شئ ما ليلى معندهاش أهل حتى عم سعيد بقى واقف في صفك انا أسفه عشان أنا غلطانه عارفه إنك پتزعل وأنا ڠبيه بحكيلك كل حاجه من غير ما احس بس أنا بحب احكيلك كل حاجه ليلى هتفضل طول عمرها مبتحبش ولا هتشوف غيرك وبسأنت كل حاجه في حياتها ابتسم العم سعيد وتراجع بخطواته مبتعدا عن المطبخ وهو يراها تقف تقلب حبات البطاطس في الزيت والسيد عزيز يقف خلفها يحتويها بين ذراعيه يخبرها مازحا كيف بدأت تسمن بسبب تناولها للطعام ليلا سقطټ الصنية التي تحمل عليها المشروبات التي دلفت بها لتقدمها لذلك الس الذي أتى به خالها لها يزيد بيه أنت تعرفي استاذ يزيد يا بنتي تسأل خالها يدور بعينيه بينها وبين ذلك الجالس معه ونحو شقيقته التي أتت من المطبخ بعدما استمعت لصوت الصنية يسقط ارتفع حاجبي يزيد منتظرا سماع جوابها يراها وهى تحملق به پذهول ثم بنظرات خالها نحوها أنا واستاذه فريده زملاء عمل يا فندم بعد ثلاثة أشهر توقف يزيد بسيارته حانقا يطالع واجهة المتاجر التي أمامه حاضر يا فريده هانم اي أوامر تانيه أنا حاسس عقبال ما نتجوز هيكون جهدي خلص وانا مش مسئول أتاه صوتها بهمهمه خافته فتعالت ضحكته أنا وقح يا فريدة اتجوزك بس واعلمك معنى الوقاحه يزيد تعالت تيه ابتسامة ماكره ينظر نحو هاتفه بعدما انهت المكالمه ماشي يا فريدة الايام مافيش اسرع منها ترجل من سيارته متجها نحو المتجر الذي أخبرته مه حتى يجلب لها ثوب الزفاف الذي جعلته يقسم ألا يراه بقيت متمرمط يا يزيد في مشاوير الستات اومال لما نتجوز هيحصل فيا إيه اخذ يهمهم بمقت يرفع هاتفه نحو أذنه بعدما علم بهوية المتصل أنت فين يا يزيد يزيد في مشوار للست فريده صالح ما الزواج طلع متعب أوي أنا بدفع وبتمرمط قولي تراجع ابتسم صالح بابتسامة خافته سرعان ما تلاشت وعاد الجمود يحتل قسمات وجهه ينظر نحو صغيره وهو يتناول طعامه ومربيته جواره خلص مشوارك وتعالا ليا البيت محتاجك أنهى صالح مكالمته متجها لأسفل حيث غرفة مكتبه لقد عاد منذ أيام بعدما اخبره الأطباء أن حالة صغيرة تحتاج لوقت سلمى جاتلي في المنام كانت مبسوطه اوي مع رأفت بيه وفاطمة هانم والاسماء لم تكن إلا اسماء والدي سلمى عمه و زوجته لم تنتظر السيدة عديله أن تسمع منه شئ فهى تعلم انه لا يطيق وجودها ولولا أنها من رائحة سلمى وكانت تحبها لكان طردها من القصر توقف يزيد متيبسا مكانه يستمع لصوت تلك الراجية لصاحبة المتجر أن لا تطردها من عملها بالأمس كانت مريضة ولم تأتي ارجوك يا مدام سوزان أنا محتاجه الشغل اوي امتقعت ملامح السيدة سوزان من توسلها فهى لا تحب الأعذار الكثيرة لولا إن مروه عزيزه عليا مكنتش تهاونت أنت لسا مكملتيش شهر ممنوع الغياب مفهوم أسرعت زينب في اماءة رأسها واتجهت نحو زميلاتها بالعمل خړج يزيد من المتجر بعدما دفع ثمن الثوب وأخبروه أن يأتي غدا لأخذه توقف مبهوت الملامح للحظات إنها زينب هو متأكد إنها هى وجدها تلتقط أغراض النظافة بعدما ابدلت ملابسها سريعا وشرعت في مهام عملها معقول زينب انسحبت أنفاس صالح يحدق بيزيد الذي اقترب منه يعيد عليه ما يخبره به لم ينتظر صالح ليسمع منه مواصفاتها وهيئتها التي تغيرت قليلا ف زينب قد ارتدت الحجاب واصبحت بجسد هزيل اسرع يزيد خلفه يخشى أن
متابعة القراءة