قصة هي وزوجي كاملة الفصول بقلم الكاتبة ولاء رفعت
المحتويات
لحظات صمت بدون حديث لكن عينيها كان لها حديث آخر
أبتلع ريقه بصعوبة من ذلك الوضع الشائك لاسيما شعر بإقترابها من موطن كلماته بخاصتها أنتفض و أبتعد عنها علي أخر لحظة نهض و بدون أن ينظر لها أخبرها بجدية
ألبسي و جهزي نفسك عشان أوصلك
أرتدت ثوبها مسرعة و ذهبت خلفه بعدما شعرت بوضعها الحرج و ما كانت ستفعله
لأول مرة تناديه بللقب ألتفت إليها وقال
نعم
رمقته بإستعطاف و أجابت
أنا مش عايزة أروح عند خالو مراته ما بتحبنيش
قطب حاجبيه و رد بنبرة جدية
و ما ينفعش تقعدي هنا و محدش موجود
خلاص ممكن أروح أقعد في بيتنا القديم
رد برفض
ماينفعش تقعدي لوحدك أنتي بنت وصغيرة
خلاص هاقعد هنا و هاقعد في أوضتي طول ما حضرتك موجود
أطلق زفرة تفيض ما بداخله من حيرة فما حدث منذ قليل لايمر هكذا فهو ليس بأحمق عندما رأي كيف تنظر إليه نظرة تخلو من البراءة علي الإطلاق كثيرا ما كان ېكذب نفسه ولم يعط للأمر أهمية لكن اليوم قد قطع الشك باليقين فعليه الحذر في الأيام القادمة
أيوه يا ماما أنا قاعدة عند سما صاحبتي
تتحدث في هاتفها ردت والدتها پغضب
أنتي بتستهبلي يا مرام ولا عشان غادة مش موجودة
أنتفخت أوادجها تأففت وقالت
أنتي بټهدديني بغادة ولا أي أنا معملتش حاجة غلط أنا قعدت عند واحدة صاحبتي عقبال ما ترجعي أو بنتك ترجع من السفر أحسن ما أجي أقعد عند خالي ومراته مابتطقنيش
معاها أحمدي ربنا إن بداري عليكي أختك لو عرفت هاتربيكي من أول و جديد
ضغطت علي إنهاء المكالمة بدون سابق إنذار بتأفف
كل حاجة هاقول لأختك غادة غادة غادة لما خلتوني ما كرهش في حياتي قد ما بكرهها
صدرت من معدتها صوتا جعلها تنهض لتبحث عن شئ ما لتأكله خرجت من غرفتها متجهة إلي المطبخ فتحت البراد فوجدتها شبه شاغرة من المأكولات أو الفاكهة صفقت الباب أنتفخ خديها بالهواء و بتذمر
يعني أي خمس أيام كمان و جاية أنتي بتستعبطي يا غادة بقالك أكتر من أسبوع
و الله يا عاصم ڠصب عني أنا كنت فاكرة يومين وهانرجع حصل شوية مشاكل ما بين الشركات المشاركة في المؤتمر
صاح بصوت هادر و صفق باب سيارته بقدمه
و أنا مالي بكل الهري ده بقولك أي سيبك من كل الليله الي عندك دي وأرجعي علي أول طيارة جاية علي مصر إلا هحلف عليكي يا أنا يا شغلك
أنهت المكالمة و تركت نيران مراجله في أودج إشتعالها
دلف إلي البناء و أستقل المصعد و بالأعلي كانت تقطع ثمرة البطاطس إلي أصابع رفيعة و علي الموقد المقلاة مليئة بالزيت قامت بغسل الأصابع و لم تقوم بتصفيتها من المياه جيدا و من فرط غبائها ألقت البطاطس من الطبق مباشرة علي الزيت الساخن!
ولج من باب الشقة سمع صړاخها ركض إلي المطبخ فوجدها منزويه و تمسك بيدها و عنقها رذاذ الزيت الساخن تناثر عليهما أسرع ليطفئ الموقد قبل أن تحدث کاړثة أخري رمقها بإمتعاض و صاح پغضب
أنتي أي الي عملتيه ده! أديكي حړقتي نفسك و كنتي هتولعي في الشقة ما هي نقصاكي أنتي كمان مش كفاية أختك
حدجته في صمت و تبدلت ملامحها من الخۏف بسبب صياحه و توبيخه لها إلي البكاء ركضت إلي غرفتها
زفر پغضب و أخذ يتفوه بالكثير من اللعنات علي حاله لم يكن هكذا بتلك الفظاظة يوما ذهب إليها ليعتذر منها و تذكر أمر الحروق التي بيدها و عنقها جلب دهان الخاص بالحروق من خزانة المرحاض
كانت تقف أمام المرآة تنظر إلي الحروق المتناثرة طرق الباب فأبتسمت ها هو يأتي إليها معتذرا مرة أخري مخططها يسير في الدرب التي رسمته نحو قلبه لكنها تريد الإستحواذ عليه ككل قلبه وعقله و كذلك جسده!
عادت إلي نوبة البكاء التي تتقنها
عايز مني أي تاني أنا خلاص هسيب لك شقتك وماشية
و قامت بأخذ حقيبتها و تلقي فيها ثيابها من الخزانة فتح الباب ليجدها بالفعل تستعد للمغادرة أمسك يدها برفق ليمنعها عما تفعله قائلا بهدوء و إعتذار
حقك عليا أنا كان من خۏفي عليكي ماتنسيش إنك أمانة في رقبتي و بعتبرك زي أختي الصغيرة
غرت فاهها ثم رددت
أختك!
أبتلعت لعابها بعدما رأت علامة الإستفهام التي نضحت من عينيه فقالت لتصلح ما أساء فهمه
قصدي طالما بتعتبرني زي أختك ليه بتعاملني وحش كده أنا معنديش أخ وبعتبرك زي أخويا الكبير تقوم مزعقلي و تشخط فيا!
معلش كنت متضايق ومتنرفز و جت فيكي
أبتسم و أردف
أخوكي بقي و أستحمليه
مد يده إليها بأنبوب الدهان
أتفضلي ده مرهم حلو أوي للحروق
أخذته و قالت بإقتضاب
شكرا
أنا عارف إن التلاجة فاضية أنا قبل ما أجي أشتريت شوية حاجات من الهايبر أديني نص ساعة و الأكل هايكون جاهز
بداخل إحدي الفنادق الشهيرة بإمارة دبي تقف خلف الحائط الزجاجي تبكي كلما تذكرت كلماته اللاذعة تعلم إن لديه حق لما فعلته عندما سافرت رغما من رفضه التام تنهدت و تفكر بإيلام نفسها
نظرت في شاشة هاتفها لتري كم الساعة لتجري إتصالا هاتفيا لتطمئن علي شقيقتها و والدتها ظنت أن كليهما يمكثا لدي خالها هكذا أخبرتها والدتها حتي لاتقلق
و كلما هاتفت شقيقتها لم يعط لها رنين أدركت أن الأخري تضع رقمها علي قائمة الحظر
إيش تسوين غادة يلا تعي نسوي شوبينج اليوم فيه عروض رائعة وايد و تخفيض هائل علي البراندات
كانت إحدي رفيقات العمل معها أومأت لها غادة وذهبت معها
تمضغ قطعة اللحم بإستمتاع وتلوكها بفمها أبتلعتها و قالت
بجد شابوه تسلم إيدك أحلي ستيك كلته في حياتي
أبتسم و سألها
بجد عجبك ولابتجامليني
هزت رأسها بنفي و أجابت
أنا ما بعرفش أجامل يمكن ده عيب فيا ويتقال عليا دبش كتير بخسر الناس بسبب كلامي معاهم
أبتلع ما بفمه و قال
فيه فرق ما بين الصراحة و الوقاحة يعني عايزه تقولي رأيك قوليه بس من غير ما تتعدي علي قدامك أو تجرحيه
أومأت له ثم نهضت
الحمدلله
و أمسكت بالأطباق التي كانت تأكل منها وقالت
هاعمل كوباية شاي أعملك معايا
ياريت بس خلي السكر برة
ذهبت و ألقت الأطباق في الحوض و ضعت الكوبين علي الرخامة ظلت تبحث عن الشاي و السكر في الأرفف
نادت لتسأله
عاصم في
صمتت حينما أستدارت و وجدته خلفها مد يده بجوارها ليناولها علب السكر و الشاي
أتفضلي
أنتهت من عمل الشاي قدمت الكوب إليه و قال
شكرا
صدح رنين هاتفها ذهبت لتري من المتصل وجدته رقم غريب قامت بالرد
الو
مرام أنا مازن ممكن تدين
أنهت المكالمة علي الفور سألها عاصم ظنا منه غادة المتصلة
غادة الي كلمتك
أجابت بتوتر قد لاحظه
لاء دي واحدة صاحبتي والخط قفل شكل رصيدها خلص
نهض و قال
طيب أستأذنك أنا هادخل أريح حبة عشان ورايا مشوار بالليل لو في أي حاجة أبقي صحيني
أومأت له
حاضر
بعد ساعات متأخرة من الليل عاد من الخارج ظن إنها نائمة من باب غرفتها المغلق ذهب إلي غرفته و تفاجئ بعدما فتح الباب بها تجلس علي الفراش و ترتدي ثوب من الحرير يكشف الكثير و الكثير من جسدها تترك
أستيقظ بفزع فقد كان كابوسا أحيانا تكون أحلامنا تنذرنا بالأخطار المحيطة بنا فلا تستهتر بتلك الأضغاث!
نعم
كان رده جافيا فأجابت
عاصم أنا آسفة أنت مش عارف أن
قطعت المكالمة بسبب بطارية الهاتف التي نفذت تأفف بضيق
ده وقته
نهض و بحث عن شاحن هاتفه لم يجده تذكر حينما أستعارته مرام لتقوم بشحن هاتفها ذهب إليها و قبل أن يطرق الباب وصل إلي أذنه صوتها
أنت فهمت غلط أنا معرفتش أرد عليك عشان ماما كانت جمبي أنا ما أقدرش أطنشك يا حبيبي طب أي رأيك نخرج بكرة بس بالله عليك ماتنساش الحاجة الي قولتلك عليها
قطب حاجبيه بضيق لا يعلم لما يشعر بذلك تراجع ليتذكر أمر هاتفه ذو البطارية الفارغة طرق الباب وقال
مرام لو سمحت عايز الشاحن
بقولك أي سلام دلوقت ماما بتنادي عليا
همست بها وأنهت المكالمة نهضت و قامت بفتح الباب و تمسك بالشاحن رأته يرمقها بنظرة مبهمة و سألها بإندفاع
بتكلمي مين
رفعت زواية فمها بإبتسامة لعوب و قالت
بتسأل ليه
تراجع في حديثه معللا
أفتكرتك بتكلمي غادة أصلها كانت بتكلمني و الفون فصل شحن
مدت يدها إليه بالشاحن
أتفضل الشاحن أهو
عاد أدراجه و دلف إلي غرفته فتح درج الكومود و تناول علبة السچائر يفرغ غضبه في الټدخين ظل في تلك الحالة حتي الصباح
أستيقظ لتوها و تذكرت أمر مازن التي ستقابله بعد ساعة تناولت معطف الحمام القطني و ذهبت لتستحم و هناك في غرفة أخري أستيقظ بصعوبة و يشعر پألم في رأسه و هذا يرجع إلي عدة ساعات نومه القليلة
نهض و أتجه للخارج توقف عند سماع صوت مياه صنبور حوض الإستحمام علم إنها هي سمع صوت رسائل واردة آتية من هاتفها في الغرفة و قد أتاه الفضول ليذهب و يري من الذي يراسلها أو ربما من الذي كانت تتحدث معه بالأمس أمسك بالهاتف و أبتسم عندما وجده يفتح بدون رقم سري أو نمط أمان فتح سجل المكالمات ليجد أخر إتصال المتصل مازن أنتبه إلي الرسائل الواردة عبر التطبيق الشهير ضغط ليجد العديد من الرسائل منها من أسماء فتيات يبدو إنهن صديقاتها و لفت بصره رسالة من صديقة لها محتواها
أي رأيك في أخر فيديوطبعا هاتموتي وتكوني مع عاصم كده
أنزل الدردشة ليري هذا الفيديو التي تخبرها به صديقتها ضغط لتنتابه الصدمة و ياليته ما رأي كان مقطع من إحدي الأفلام الإباحية خرج من الدردشة و الصدمة تعتلي ملامح وجهه ماذا تعني صديقتها بما أرسلته لها
ترك الهاتف و كاد يذهب فأصتدم بها لدي باب الغرفة وقعت علي الأرض مد يده إليها وساعدها علي النهوض و ظل يرمقها بتفحص ثار ريبتها فسألته
هو فيه حاجة
أجاب
لاء أنا جيت أقولك أنا نازل لو هاتنزلي تعالي معايا أوصلك في طريقي
تهربت منه حتي لايكشف أمر مقابلتها مع مازن
شكرا أنا صاحبتي هتعدي عليا مفيش داعي
أخبرها و مازال ينظر إليها نظرات أجفلت قلبها
عن إذنك هاقفل الباب عشان هالبس
و بعد مرور وقت ظل ينتظر في سيارته علي بعد
متابعة القراءة