رواية صړخة على الطريق للكاتبة ډفنا عمر
المحتويات
تغوص بعيناه لو تعرف بتصرفك البسيط ده عملت فيا ايه
ثم فاضت عليه بالكلمة التي انتظرها طويلا وصبر كثيرا لينالها من بين شفتيها التي ارتجفت قبل أن تقولها
أنا بحبك أوي يا جسار أنت أول وأخر حب في حياتي أوعدك اني هعوضك كل اللي اتحرمت منه وهعمل معاك العيلة والعزوة اللي بتحلم بيها هكون كل حاجة ليك ونفسك تحسها وتعيشها.
منذ عودته من زفاف جسار وهو مختلي بذاته.. يتصفح ذكراياته عبر ألبومات الصور التي يكتنزها وعيناه تطارد وجه صغيره هنا كان يحبو بين قدميه وهنا حين كبر عدة أعوام وبتلك الصورة كان مراهق نمى شاربه علي استحياء أما هنا صار شاب ممشوق الجسد.. شيء واحد كان مشترك بين كل هذا الصور.. عين جسار أو بالأحري الحزن الذي سكن بها.. كان يعلم انه مهما فعل وقدم له لن يعوضه عن حنان أبويه وأهله..يشهد الله انه فعل كل ما بوسعه ليغنيه عن الجميع.. ويطلب من ربه الغفران لانه تقاعص في البحث عن والديه الحقيقين.. صحيح لم يجد سبيلا حينها لكنه لو اجتهد لوجد وسيلة.. لكن حبه وتعلقه بجسار جعله يسدل أستار فوق عيناه وعقله كي لا يفقده.. أحبه وسيظل يحبه ويتمني له السعادة هو وزوجته.
قالها توفيق الذي اقتحم غرفته بعد طرقتين لم ينتبه لهما الأخر أثناء شروده تعالي يا ابني
شملت نظرة فاحصة من عين توفيق الصور التي يفترشها و يشاهدها أبيه فغمغم اشتاقت لحفيدك بالسرعة دي
تمتم بعين غائمة من يوم ما ساب البيت ده وانا مابطلتش لحظة واحدة اشتاقله يا توفيق.
مسحة من تأنيب الضمير وخزة توفيق فقال أنا أسف يا بابا ان انا وإلهام مقدرناش ندي جسار اللي احتاجه صدقني انا كنت بحبه بس حاجة جوايا كانت بتمنعي اقرب منه اكتر.
يا رب..واستأنف بقوله بابا هو جسار يعرف اللي كتبته له في وصيتك من أملاكك
أخبره بنفي مايعرفش كل مرة حاولت اساعده ماديا كان بيرفض بقوة خۏفت اقوله يصمم اني اغير الوصية أو يرفض بعزة نفس فقلت اسيبها لوقتها جسار مش طماع زي ما مراتك كانت
إلهام فهمت يا بابا والله وندمانة ونفسها تصلح علاقتها معاك بس حضرتك اديها فرصة..
قال باقتضاب ربنا يسامح الجميع..
اللهم امين هو بكرة هيسافر لشهر العسل
أيوة عم مراته السيد أمين حاجزلهم اسبوعين في فندق معروف في باريس هدية لفرحهم..وانا حجزتلهم في فندق كبير في الغردقة اسبوعين بعد مايرجعوا.. ثم ابتسم لابنه وقال عقبال ما افرح برائف ومراته واطمن عليه هو كمان..
انعكس علي وجهه الجد استحسان واضح وهو يقول طب والله ياريت يا توفيق.. أشرف
شخص محترم جدا واكيد اخته متربية كويس.
انا بصراحة شوفتها في الفرح الليلة ولقيتها مناسبة جدا وجميلة فعلا وطبعا الفرق المادي مش مشكلة ابدا.. كده كده لو هتتجوز ابني هتعيش حياتنا احنا..
أهي دي المشكلة يا بابا.. إلهام كانت راسمة تجوزه بنت اختها بس طبعا رائف عمره ما فكر فيها غير اخت.. اكيد هتعصلج شوية بس ما تقلقش انا هخليها توافق أنا أهم حاجة عندي ان رائف عايزها وهيكون سعيد معاها.. الباقي مش مهم.
أومأ له عندك حق طيب
شوف هتوصلوا لايه وانا جاهز اي وقت نروح نخطبها لرائف.
إن شاء الله يا
بابا و ربنا يديك الصحة و يخليك لينا.
تسلم يا حبيبي..
تحسس جانب الفراش بكفه فوجده فارغ أشرع عيناه بصعوبه ليجدها تصلي جواره ابتسم وانتظر وهو يتأملها حتى ختمت الصلاة ونزعت إسدالها مقتربه منه فغمغم بحب صباح العسل ياشمسي.
صباح الخير ياحبيبي صحيت من شوية كلمت ماما وبابا وقلت اصلي واصحيك..
تشمم عبقها وقال ريحتك حلوة اوي.
ابتسمت له ميرسي يا حبيبي ماماتي سألتني عنك كانت قلقانة جدا.
وطمنتيها
طبعا.. قولتلها اني مع أحن زوج في الدنيا..
همهم لها بكلمات غزل رقيقة وهو يضمها لتعود وتهتف احنا هنسافر بعد الضهر
أومأ لها لتستطرد مشتاقة جدا هشوف باريس لأول مرة معاك يا جسار.
تذكر مفاجأة السيد أمين لهما بتلك الرحلة فقال
بصراحة يا شمس ماكنتش حابب حد يتكفل بشهر عسلنا سواء جدي أو عمك..كنت هقضيه في مصر في مكان مناسب حسب ظروفي انا..
ياحبيبي دي هدية من أهلنا اللي بيحبونا وحقهم يفرحوا بينا بطريقتهم.. مالهاش علاقة بظروفك أنا والله لو كنا هنقضي شهر عسلنا كله في شقتنا كنت هكون مبسوطة برضو مادام معاك..
حاصرها بنظرة أشعلها عشقه وقال يسلملي عقلك يا شمسي ويخليكي ليا..أنا كل دقيقة بحبك أكتر.
وانا كمان..
ثم داعبت أنفه بمرح ممكن بقي حبيبي يقوم يجهز عشان ننزل نفطر تحت ونطلع على المطار
شاكسها طب ممكن اقولك كلمة سر الأول.
قالت بدلال كلمة ايه يا جسورتي..
لأ مادام دخلنا في جسورتك الكلام هياخد منحنى تاني خالص.
قهقهت ليبتلع باقي ضحكتها بموجة عاطفته من جديد.
يتبع
الفصل الثاني عشر
أشرعة القلوب لا تقودها أيدينا
بل تجرفها رياح الأقدار كيفما شاءت
فلا تكن يا صغيري أحمقا فقير الطموح
وأختر من ترتقي بك دون انبطاح
ربما ينقص قدرك وتخسر عالمك المخملي.
بطلت حجته التي كان يراها من خلالها تحت مظلة الصدفة فوق الدرج أو عند مدخل البناية فقد تزوج شقيقه جسار وأصبح له مسكن أخر كيف سيقابل فتاته وهو من كان يقتات على تلك اللحظات العابرة التي تجمعه بها وابتسامتها الخجول خين تبصره تخبره أن هناك إشارة ما تجمع أرواحهما رغم شح حديثهما سويا يا حبذا لو ألقي تحيته فترد بمثلها وليس أكثر وذاك ما يتعجبه رائف لما جذبته أريج دون غيرها لكن أحيانا لا جواب بين رغبات القلوب هي وحده من تملك زمام أمره وأمرها فكر كثيرا أن يحاول لقائها منفردا لكن ضميره يحذره أن يخون ثقة أشرف لو فعل فهو بمثابة شقيق أخر له لا طريقة أخرى أمامه سوي ما اقتحم ذهنه الأن نعم.. مادام يشعر أن قولبهما متصلة بحبل واحد فليفعلها مثلما يفعل الرجال بتلك الظروف ويعلم أن هناك حرب صغيرة سيقودها لإقناع والدته هي للأسف تطمح لتزويجة إبنة خالته وهذا لن يحدث.
تلون وجهها بأصباغ الڠضب وهي تهتف باستنكار أنت بتقول ايه يا رائف عايز تتجوز من بنت لا هيمن مستواك ولا عيلتها ليها تاريخ عيلتك أنت مش عارف انت عيلة مين
ولأنه توقع تلك العاصفة من والدته تمتم لها رائف مستعطفا ماما مش انتي بتحبيني
رمقته إلهام بحنق متحاولش تأثر عليا مش موافقة علي البنت اللي عايز تخطبها دي مستحيل.
يا ماما معترضة ليه طيب دي بنت محترمة جدا وجميلة واخوها صاحب اخويا جسار وانا عارفه كويس.
تفاقم استنكارها بصياح حاد يعني اخوك ياخد بنت حسب ونسب وعيلة كبيرة تشرفه وانت رايح تاخد بنت ناس فقرة ليه يعني! محدش أحسن منك.
بذات الهدوء عادت يخبرها يا أمي ده نصيب وانا عاجبني أريج ومرتاح ليها وحاسس انها نصي التاني
وفقرها ده مايفرقش معايا خالص المهم أخلاقها وانا ماشوفتش بنت زيها.
ليه يعني فيها ايه مميز والبنات الأخلاق كتير بس انت اللي مش شايف وغمي عيونك.
أدرك مقصدها فقال لو قصدك بنت خالتي فأنا معاكي انها ماتتعيبش ابدا بس قلبي مش مايل ليها بحسها اختي انما اريج شيء تاني..ثم لثم كفها برجاء عشان خاطري بقى ياماما وافقي نخطبها لما يرجع اخويا جسار من شهر العسل.
سيبني مع ماما شوية يا رائف..
بصوت والده سمعها وهو يدلف إليهما لتوه فقال لأبيه بتهذيب حاضر يا بابا .بس أرجوك حاول تقنع ماما بأريج لو جنتم عايزين سعادتي بلاش تحرموني من رغبتي دي.
أومأ له توفيق وعيناه مصوبة بجمود نحو زوجته طب روح لجدك عشان كان عايزك وربنا يسهل.
هو انتي لو معملتيش مشكلة ماترتاحيش يا إلهام
على عكس توقعها انه سيحاول استمالتها برفق هاجمها بحدة لتشير لصدرها باستنكار مقهور أنا يا توفيق
أقر بحدة ومين غيرك تقدري تقوليلي عيب البنت اللي ابنك عايزها ايه
صاحت ملوخة بحنق والله كفاية فقر عيلتها.. اشمعنى جسار ياخد واحدة من عيلة كبيرة وابني ياخد بنت ناس فقرة ومعدومين.
رفع حاجبيه ساخرا قولي كده بقى! يعني كل مشكلتك ان جسار مايبقاش افضل من ابنك صح ياخسارة يا إلهام لسه زي ما انتي نظرتك للناس طبقية ومتعالية ومغرورة.
هدرت پغضب تدافع وليه ماتقولش عايزة الأفضل لابني الحيلة بدال
ما تتهمني اني طبقية يا توفيق وبعدين الناس فعلا طبقات مختلفة ماتنكرش دي حقيقة مش محتاجة جدال.
فعلا الناس طبقات بس المقياس الوحيد مش محصور بس في الغنى والفقرولا في حسابات البنوك الأخلاق والسمعة الطيبة أقيم أنواع الثراء البنت محترمة واهلها محترمين وانا سألت عليهم كويس اخوها محامي له مستقبل كبير.. وبعدين احنا اللي هنرفعها لمستوانا لما تنتمي لينا مش العكس ليه ترفضي وتزعلي ابنك الوحيد وتكسري قلبه
طعنتها كلمته الأخيرة بحنايا القلب لتغمغم بعين باكية أنا مقدرش اكسر قلب ابني رائف ابدا يا توفيق ده روحي.
يبقي وافقي تخطبي له اللي قلبه عايزها بلاش تكسري خاطره وهيله يعيش الخياة اللي اختارها رائف مش صغير ودي أقل حقوقه علينا.
رمقته بعين مغرورقة بدأت عبراتها تهطل ببطء لتقول باستسلام خلاص ياتوفيق اللي تشوفوه اعملوا وقت ما تقرروا تروحوا تخطبوها هكون جاهزة.
جلست مطرقة على طرف فراشها تبكي بصمت فأشفق عليها ورق قلبه نحوها واقترب متمتما برفق طب لازمته ايه العياط دلوقت يا إلهام!
رفعت وجهها إليه ليتبين حمرة عيناها من البكاء لأنك بقيت قاسې عليا أوي ياتوفيق ومابقيتش تحبني حتي والدك مش بيحبني ولا عايز يسامحني ويرضي عني..ليه كلكم بتعاملوني كده هو انا اجرمت اما حبيت ابني بطريقتي وخۏفت عليه وعلى حقه ومع كده سكتت وسلمت لأمركم ليه لسه انت بعيد عني ووالدك بيكرهني أعمل ايه أكتر من كده عشان اأسن انكم بتحبوني ومش پتكرهوني.
ثم اڼفجرت تبكي بقوةقائلا بنبرة لينة يشوبها الكثير من الحنان بس يا إلهام و بلاش عبط انا مش
قاسې عليكي بس انتي عصتيني من يوم ما جينا ونفذتي اغلي في دماغك وتجاهلتي أوامري ومع كده لسه بتعملي مشاكل علي اسباب تافهة رفضك لرغبة ابنك اسبابها
متابعة القراءة