كواسر أخضعها العشق بقلم نورهان العشري
وجهه وهي تهمس بخفوت أثاره كثيرا
يا أسدي الجسور أحبك
فقد أثارت كلماتها زوبعة من المشاعر العاتية التي كان السيطرة عليها دربا من دروب المستحيل فزمجر بخشونة
اللعڼة
فقد كانت نورا اضاء عتمة قلبه الذي تئن دقاته هامسه باسمها فيما تصرخ كل ذرة من كيانه مطالبة بها تلك الصغيرة التي أوقدت بجوفه نيرانا مستعرة لا تهدأ أبدا حتى أنه كان يخشى عليها من فرط جنونه فهمس من بين أنفاسه الحاړقة
تهدجت أنفاسها من فرط التأثر فهمست بخفوت
ابادلك ذلك الجنون فراس
وهو يهمس بنبرة متحشرجة
أخشي عليك من أن لا تحتملين ذلك الجنون
همست بخفوت
هل أملك خيارا آخر يمكنه ري حبي المتعطش لك
زمجر بخشونة
قطعا لا
همست بصوتا
عذب
إذن أنا استسلم لقدري بين يدي أمير الظلام خاصتي
لن تستطيع التخلص مني أبدا
تستمر القصة أدناه
انفرج ثغره بابتسامة رائعة قبل أن يقول بنبرة متحشرجة
وهل لا أعلم
ترك قبله بسيطة فوق أرنبة أنفها قبل أن يضيف بخشونة
أنت كاللعڼة التي سرت بأوردتي فلا استطيع التنفس بدونك أبدا
لم يعد هناك مجالا للحديث فلم تخلق من الكلمات ما يمكن أن تصف ما يحدث بينهما لقد توحد نبضهما في عزف نغمة واحدة كما توحد جسديهما في روح واحدة لا تبغي الافتراق أبدا فما أن تجد الأرواح انصافها حتى يندثر كل شئ أمام ائتلافهم الذي أثمر عن عشق أهوج أطاح بكل شيء يحيط بهم فتلك المنضدة الملقاة أرضا و تلك الزهرية المحطمة هذه الشراشف المبعثرة و تلك الآنات التي تضج بها جدران الغرفة ما كانوا إلا لوحة حية لذلك العشق
هكذا استفهمت هدى وهي تبحث حولها تحت أنظار شاهين الماكرة و الذي قال بمزاح
هل يكون فراس ابتلعها ياترى
استنكرت هدى مزاحه قائلة
هل هذا وقت المزاح يا ترى
استمرت بالنداء وسط أنظاره العابثة حين أجابها
تخمين جيد ألا تعتقدين ذلك
إجابته بسخافة
لا اعتقد
بلى أنا أعتقد تخيلي أن يقوم بتقبيلها فيبتلعها
صاحت غاضبة
اصمت
أطلق ضحكة مجلجلة وهو يقترب منها قائلا
ألا ترين فمه أنه بحجم الضفدع
توقفت بمنتصف البهو وهي تقول بترقب بعد أن بدأت تفطن لم يحدث
لم أراك مرتاحا هكذا ايعقل أنك
ألازلت تتسائلين
قاطعها صوت فراس القادم من الأعلي و بجانبه نور التي كانت تندهش من رؤيتها بالأسفل فصاحت بفرح
كانت ترتجف من فرط الڠضب لذلك الفخ الذي وقعت به و جاءت كلماته لتزيد الطين بلة
علميا نحن عدنا عمليا ما زلنا نتشاجر
تجمدت من فرط الصدمة حين سمعت كلماته و سرعان ما تحولت صډمتها إلى ڠضب عارم و حين التفتت لتصب هذا الڠضب فوق رأسه تفاجئت بنفسها تطير في الهواء وجائها صوته المشاكس ليزيد من اشتعالها
هيا لننهي ذلك الشجار اللعېن بعيد عن أعين المتطفلين
صاح فراس بتقريع
أي متطفلين يا وغد ألم تخدع الفتاة و تأتي بها إلى هنا
أخذت هدى تركل بأقدامها هنا وهناك وهي تصيح
نعم لقد فعل ذلك لقد خدعني
صاح شاهين بحنق من فراس
أصمت أيها اللعېن هل تجدها بحاجة لأن تذكرها
صاحت هدى بانفعال
أنزلني
تجاهل شاهين صړاخها و الټفت قاصدا قصرهم وهو يقول باستفهام
هل ازداد وزنك قليلا
تعاظم حنقها و صاحت مغلولة و لا زالت تحاول الفرار من بين براثنه
ما هذا الغباء الذي تتفوه به
استطرد قائلا
لديك حق أنه بالفعل سؤال أحمق ولكن لا تقلقي فقد صبت تلك الزيادة في أماكنها الصحيحة
كان كل حرف يتفوه به يثير ڠضبها أكثر لذلك صاحت بانفعال
اصمت اقسم لك سأقتلك
أجابها شاهين بوقاحة
أعدك سنقتل بعضنا البعض ولكن ليس أمام الجميع هكذا
انهى كلماته و الټفت إلى الجميع خلفه فقد أخرجهم صړاخ هدى من غرفهم و وقفوا يطالعون ما يحدث پصدمة
فلتصلوا جميعكم و تدعون لي أن استطيع ترويض تلك النمرة الشرسة و إلا ستقتلني بالفعل
تدخل فراس بمزاح
خذي راحتك يا هدى
هتف شاهين قبل أن يتوارى عن الأنظار
لعين
قهقه الجميع على ما يحدث بينما امتدت يديه تعانق خصر نور الضاحكة
ليقربها منه وهو يقول بخبث
اقترح أن نكمل ما كنا نفعله قبل أن يأتي ذلك الوغد
همست نور بخجل
فراس
أمي أبي
هكذا جاءهم صوت إياد الذي هرول تجاههم لينحني فراس وهو يحمله بين يديه وبالآخرى يضم خصر نور التي قالت بحنان
حبيبي
صاح إياد بتوسل
أمي أريد أخا صغيرا مثل صديقي أنس لقد جلبت له أمه أخا جميلا للغاية
خجلت نور من حديث إياد وخاصة حين جاءهم صوت ساجد من الأسفل
و أنا أؤيد إياد بشدة نحتاج لطفلة جميلة تشبه نور لتضئ عتمة هذا المنزل
الټفت فراس يناظرها بعشق فيما ازداد ضغط يديه حول خصرها وهو يقول بهمس خشن
لا أحد يشبه نور ابدا ولكنها فكرة جيدة ما رأيك بأن نبدأ بتنفيذها الآن
روت دماء الخجل وجنتيها فأنبتت زهرا وهي تهمس
بخفوت
رجاء اصمت
هتف اياد بحماس
اقبلي يا أمي أرجوك و سأذهب معكم و أنتما تجلبان اخي الصغير
حينها لم يستطيع فراس قمع ضحكاته التي شاطرته إياها نور و كذلك الجميع
اتركني ايها الأحمق
هكذا صاحت هدى بنفاذ صبر فلم يعيرها شاهين أي إنتباه بل تابع صعوده إلى الأعلي وتحديدا غرفتهم ثم قام بإنزالها وهو يغلق الباب خلفه ليتعاظم الحنق بداخلها وهي تصيح
هل هكذا تظن أنني سأسامحك
أجابها بهدوء استفزها
لقد سامحتني منذ زمن يا هدى
حاولت المناص منه بأن تدير رأسها إاىالجهة الأخرى فاوقفها وهو يحاوط كتفيها بيديه قبل أن يقول بنبرة متزنة
دعينا نتحدث بصراحة يا هدى كلانا يعلم أخطاءه و كلانا يعشق الآخر لما لا نجد ارضا صلبة نقف عليها في علاقتنا
تهدلت أكتافها بتعب تجلي بوضوح في عينيها فقالت بنفاذ صبر
حسنا تريد الصراحة نعم لقد سامحتك ولكني لا أستطيع أن أنسى بالرغم من انني اعلم مقدار خطأي ولكن لا أستطيع أن أمحو من ذاكرتي انك كنت مع امرأة أخرى
قاطعها صوته الصارم حين قال
انك عنيدة لدرجة تجبرين نفسك على تحمل أشياء لا تكفي طاقتك لها
هدى بحنق
ما هذا الآن
شاهين بهمس اخترق جميع أسوارها
لا تجهدي نفسك أكثر يكفي أن تسامحيني هذا ما عليك فعله أما النسيان سأتكفل به
همست بلوعة
شاهين
قاطعها بعشق
أعدك أن امحي تلك الذكريات السيئة من عقلك فقط أعطيني فرصتي إكراما لهذا الحب الكبير الذي بيننا
تململت بين يديه تحاول الحفاظ على المتبقي من ثباتها فهتفت بيأس
الأمر لا يقتصر على الحب فقط ! لا يستطيع الإنسان أن يحي مع شخص لا يفهمه
عارضها قائلا
و من قال لك أنني لا افهمك
هتفت بالم
دائما ما تفسرني بصورة خاطئة صمتي يبدو لك كأبة و حزني يبدو لك بؤس و تفهم ابتساماتي المحبطة على أنها رضا !
شدد من احتضان كتفيها وهو يقول بإصرار
أعدك أن ابذل قصاري جهدي حيال ذلك
و أن فشلت
استفهمت بوهن فأجابها بقوة
سأحاول مرارا و تكرارا حتى لو تطلب مني الأمر أن اهدهدك كطفل صغير حتى تخبريني ما بك
لامس بوادر استسلامها من على بعد فاقترب منها هامسا
الفراق ليس خيارا مطروحا بيننا فلن أفرط بك أبدا يا هدى
كانت محاولتها الأخيرة قبل أن تسقط جميع دفاعاتها أمامه فهمست پغضب مزيف
ما تتفوه به يعد حماقة كبيرة
هدأ قلبه بعدما رآى عينيها التي بدأت تصفو أمامه فهمس بنبرة تحمل من العشق بقدر ما تحمل من الشغف
اعتقد ان الوقوع بعشقك كانت أعظم حماقة ارتكبتها في
حياتي
غافلتها شفتاها و أفصحت عن بسمة رضا لونت ملامحها الجميلة فأطلق زفرة حارة من جوفه وهو يقول بارتياح
يا إلهي
أخيرا كدت أن أموت خوفا من أن أفقدك
أحبك هدى
هكذا خضعت الكواسر وانتصر العشق رغم ضراوة خصمه و أشرقت هي بنورها علي دجى الظلام الذي كان ملكا علي عرشه و ذلك الضال الذي تمرد علي عشقها فجاب أنحاء السماء باحثا بكل النساء عن شبيهتها فعصب القلب عينيها عن سواها ليهتدي أخيرا بها و يرفع بيرق العشق أمام تمرده
تمت