رواية انا لها شمس كاملة بقلم روز امين

موقع أيام نيوز


كل ليلة بجانبها بقلب مطمئن وروح سالمة متنعما بدفئ أحضانهافإن كنت أنا لها شمس فهي لي الحياة بأكملها. 
فؤاد_علام
بقلمي_روز_أمين
ما أعظم الشعور بتحقيق حلما ظنتته سرابا خادع كلما إقتربت عليه إختفى وظهر بنقطة أبعد حتى خارت قواك من شدة اللهاث خلفهويالها من سعادة عندما يهبط عليك غيث الله على هيئة خبرا تشتاقه اشتياق العليل للترياق هذا ما حدث مع تلك الأم المكلومة التي عاشت أعواما من الضياع وهي تري سنوات نجلها تمر هباءا أمام عينيها دون أن ترى له ولدا يحمل اسمه ويكون إمتدادا لجذور عائلته العريقةكانت تجلس بالمقعد الخلفي للسيارة تجاور تلك التي وضعها الله بطريق نجلها كي تشرق لهم شمس الحياة وتنثر نورها بكل مكان داخل قصرهم العريقتشدد بمسكتها لقبضتيها ودموع السعادة تنهمر من مقلتيها ولم تنقطع منذ أن أكدت لهما الطبيبة خبر قدوم حفيدها الأول من ولدها الغاليتنهدت إيثار وتحدثت وهي تشملها بنظرات حنون 

كفاية عياط أرجوكحضرتك مبطلتيش عياط من ساعة ما الدكتورة أكدت لنا خبر الحمل
إكتفت بهزة من رأسها دون حديثفأي حديث يمكنه التعبير عن ما تشعر به من فرحة عارمة إجتاحت كل كيانها وتغلغلتلم تجد أفضل من جذبها لتسكنها داخل أحضانها الحنون لتنطق بصوت متقطع بفضل دموع الحنين 
تعالي في حضڼي يا حبيبتيتعالي في حضڼي يا وش الخير
نطقتها بشهقات متعالية قطعت بها نياط قلب الاخرى التي وضعت رأسها فوق كتفها لتمسح تلك الحنون على ظهرها بلمسات كانت كبلسم لچرح عمرها العميقفمنذ نشأتها لم تشعر بعاطفة الأم ولا بحنانهاكثيرا كانت ترى الفتيات يغمرن من أمهاتهن دونهاطالما تمنت أن تتذوق طعم الحضن وتشعر لذتهوكان الله بها رحيما حيث بعث لها بملاكها الحنونعزةتلك التي احتوت خۏفها ووحشة أيامها وشملتها بحنانهاوها هي والدة زوجها الأن تقوم باحتوائها وتغمرها بحنان فريدا من نوعهحنانا بطعم الشكر والعرفانوكأن عصمت هي من تحتاج لإحتواء أحدهم وليس الأخرىشددت عصمت من ضمتها ومازالت دموعها الحنون تنهمر على مقلتيها دون توقفهمست إيثار بنبرة حنون 
هو أنا ممكن أطلب من حضرتك طلب يا دكتورة
ابتعدت عصمت قليلا لتحتوي وجنتيها بحنان لتنطق بعينين تحمل الكثير من الحب والاحترام 
إنت تؤمري أي حاجة تعوزيها إن شالله يكون لبن العصفور هجيبهولك بس قبل ما تقولي طلبك عاوزة أطلب منك أنا كمان طلب 
هتفت دون تفكير 
أنا تحت أمر حضرتك 
ابتسمت من بين دموعها لتنطق بكلمات يسيل من بين حروفها حنانا هائلا 
عوزاك تندهي لي ب ماما زي ما لقبتي علام باشا ب بابا
وتابعت سريعا بتبرير 
أنا عارفة إن ماما موجودة ربنا يبارك في عمرهاومكنتش حابة أطلب منك ده علشان مجبركيش على حاجة

إنت مش حساها
رفعت كتفيها وبابتسامة حنون تابعت 
بس حقيقي محتاجة اسمعها منك بعد كل
الحب والسعادة اللي قدمتيه لإبني ولينا كلنا
إنتفض داخلها حبورا وهزت رأسها بموافقة وهي تنطق بنبرة مرتبكة تأثرا بحديث تلك الصادقة 
حاضر حاضر يا ماما
شقت إبتسامة حنون لتخرج من بين دموعها ونطقت مستفهمة 
الوقت جه دوركيلا قولي اللي إنت عوزاه
نطقت وهي تتطلع عليها بنظرات خجلة
أنا حابة أنا اللي أبلغ فؤاد بنفسي
واستطردت وعينيها هائمة بعشق رجلها الأول حيث بات حالها يتبدل كليا حين يذكر اسمه 
نفسي أشوف فرحة عيونه وأنا ببلغه بالخبر
إبتسمت السيدة وتحدثت بموافقة 
حقك طبعاأول ما نروح ونتغداخدي فؤاد واقعدوا شوية في الجنينةوأنا هخلي عزة والبنات يطلعوا يجهزوا لكم الجناح لاحتفال صغير على قدكم
متشكرة يا ماماربنا يخليك لينا...قالتها إيثار بمقلتين تكادا أن تدمعا من شدة تأثرهما لتنطق من جديد 
من حسن حظنا إن فيه بيوتي سنتر هنا في نفس العمارة وإلا الحرس كانوا هيبلغوا فؤاد بخطواتنا وكنا إنكشفنا
أجابتها عصمت بهدوء
ما أنا علشان كده أصريت عليهم يفضلوا تحت العمارة وميطلعوش معانا
بعد مدة وصلتا لحديقة المنزل فترجلت كلا منهما تحت أعين الحرس المرافقين لهما وتحركت إيثار بجانب والدة زوجها التي سألت الحارس المسؤل عن أخذ السيارة ليصفها بالجراچ الخاص
البشوات جم يا عامر!
مال برأسه للأسفل ليجيبها باحترام 
أيوا يا دكتورةسعادة الباشا الكبير وصل من نص ساعة والباشا الصغير لسة داخل قبل منكم حالا.
ما أن استمعت من الحارس عن عودة معشوقها حتى ارتجف جسدها وانتفض القلب ارتيابالا تدري كيف سيستقبل هذا الخبرتعلم أنه سيسعد لكنها مرتابة ومتشوقة لفرحة عينيه تحركتا إلى الداخل وكل ذرة بجسد عصمت تنتفض فرحا وتريد الصړاخ لتعلن مهللة للعالم أجمع أن نجلها سيصبح أباولجتا من الباب الداخلي لتجدا فؤاد مازال بملابس عمله يقف بوسط البهو ممسكا بهاتفه ويتحدث إلى والده وشقيقته التي تجاور والدها الجلوس لينطق حين رأى كلتيهما مقبلتين عليه
حمدالله على السلامة لسة رئيس الحرس مكلمني وبلغني إنكم وصلتم
واسترسل وهو ينظر لحبيبته بعينين متشوقة لرؤياها التي تسر قلبه وتبعث البهجة داخل نفسه 
قولت أستناك نطلع مع بعض على ما الغدا يجهز
تسارعت دقات قلبها وهي تتطلع عليه بعينيه حنان الدنيا بأكملها تأسرها كلماته الحنون واهتمامه الشامل لها يزيد من غلاوته أضعافا داخل قلبها العاشق انتفض جسدها وهي ترى عصمت تقترب منه وتحاوط وجنتيه بكفيها الحنونتين تمسد بهما وبدون مقدمات تدفقت دموع الفرح من جديد لتشهق مما جعل الجميع يرتجف هلعا عليه احملق بها ليسألها وهو يحتوى كتفيها بارتياب وصل لحد الهلع 
مالك يا ماما فيك إيه يا حبيبتي! 
وكأنها كانت تنتظر كلماته لتزيد شهقاتها مما جعل علام يهب من مجلسه ويهرول عليها هو وفريال سألها علام باستغراب وهو يراها تحاوط صغيرها وتشمله بنظراتها ودموعها تنهمر وكأنها شلالات 
مالك يا عصمت بټعيطي ليه يا حبيبتي إيه اللي حصل!
إلتفتت إلى إيثار وجدتها تبكي تأثرا باللحظة فتحدثت بأسف وهي تميل برأسها كاعتذار منها 
أنا أسفة يا إيثارمش هقدر أوفي بوعدي ليك
وضعت كفها على فمها تشهق لتهز رأسها بتفهم لموقفها وكأنها أعتطها التصريح للبوح بخبر الموسم جن جنونه عندما طالع حبيبته ورأى دموعها هي الأخرى لېصرخ وكأن صبره نفذ إلى هذا الحد وألف سيناريو وسيناريو بات يلوح بمخيلته رغم متابعته للحرس خطوة بخطوة منذ أن خرجتا من المنزل حتى عادتا سالمتين 
هو فيه إيهواحدة منكم تفهمني! 
بدموع وتأثر نطقت وهي تتحسس ذقنه النابتة بلمسات تحمل حنان الدنيا بأكملها
مبروك يا حبيبيإيثار حامل
نطقتها

بشهقات عالية ودموع غزيرة مع إبتسامات وفرحة غمرت عينيهاتوليفة غريبة من المشاعر تجمعت لتخرج صادقة وتصل للجميعتصنم جسده ليضيق بين عينيه يحاول استيعاب الخبر الذي استقبله بخليط من المشاعر المتضاربةحبورا ليس له مثيل مغلفا بالقلق
العميق مع رجفة سرت بجميع جسده إحتار بتفسيرها ليستفيق على صړخة فريال التي قفزت كالأطفال مهللة
أااااهإنت بتتكلمي جد يا مامايعني فؤاد أخويا هيبقى بابي
جذبت عصمت صغيرها المتيبس لتغمره بقوة وقد زادت شهقاتها وهي تنطق بصوت متقطع
الحمدللهمبروك يا حبيبيمبروك
كان ينظر على حبيبته المتطلعة عليه بأعين دامعة وحنانا بالغا وصله ليشمل روحه ويجعلها هائمةلحظة إدراك يحاول من خلالها استيعاب ما نطقت به والدته منذ القليل ليتفاجأ بوالده الذي تهللت أساريره وهو يهرول على غير عادته صوب من اتخذها كإبنة له ليحتضن كفها ضاغطا عليه وبشعورا لا يقل عن ما أصاب زوجته همس بنبرة والد حنون
مبروك يا أم حفيدي الغالي
أبتسمت لاجل سعادة ذاك الحنون لتجيبه بنبرة مملؤة بالحنو والتقدير والإحترام لذاك الراقي 
الله يبارك فيك يا باباوربنا يبارك لنا في حضرتك وتحضر ولادة البيبي وتجوزه بنفسك
أجابها بحبور متأثرا من كلماتها التي طالما حلم بها وتمناها من رب العالمين 
شدي بس إنت حيلك وهاتيه وسيبي كل حاجة على بابا
واستطرد بعينين ممتنتين 
شكرا يا بنتي على إنك منحتيني أعيش اللحظة دي بعد ما كنت فقدت الأمل
هرولت فريال لټحتضنها وهي تقول بصوت لم تسعه الفرحة 
مبروك يا إيثار وأخيرا فؤاد هيبقى أب
بادلتها العناق بقلب يتراقص لسعادة الجميع التي تفاجأت بها فمهما تخيلت ردة فعل الجميع لا يمكن أن يصل خيالها لما تراه الأن من حالة رائعة من المشاعر المختلفةاحتوى فؤاد وجنتي والدته وبات يجفف لها دموعها وهو ينطق بصوت متحشرج تأثرا بالحالة 
مبروك عليك يا حبيبتي وعقبال ما يتولد وتاخديه في حضنكوتربيه زي ما ربيتي أبوه وعمته
وتابع بدمعة فلتت من عينيه رغما عنه وهو يعتذر بعينيه قبل لسانه 
أنا أسف يا ماماعارف إني تعبتك كتير معايابس والله كان ڠصب عني
وبعينين متألمتين لحال والدته نطق بصوت مرتجف 
سامحيني
لم تتحمل كلمات نجلها الحبيب لتدخل بنوبة بكاء يقطع نياط القلب وهي تتحدث متأثرة
إنسى كل اللي فات يا حبيبي وخلينا في فرحتنا
جفف دموعه وترك والدته بعدما وجد والده يقترب عليه ليجذبه ويسكنه أحضانه وإلى هنا وسكت الكلامظلا كليهما يعانق الأخر ويربت فوق ظهره بقوة دون أن يتفوه أحدهما بحرففكانت المشاعر أبلغ من أي كلام وأي حديث يستطيع شرح ما يشعر به كلاهما من مشاعروأخيرا إبتعد عنه ليهمس أمام عينيه بتفاخر
وعدت ووفيت يا سيادة المستشارقولت الحفيد هيشرف قبل التسع شهور ما يعدوا وقد كان
واسترسل بأيحاء فهم مغزاه الأخر
أحب فيك إخلاصك وتفانيك في العمل 
ابتسم ليهمس لأبيه مندمجا مع تلميحاته
معاليك لسه مشوفتش حاجة من إنجازات إبنكده أنا هبهر سعادتك
أرجوك...قالها علام برجاء ليطلق كلاهما ضحكات مشاكسةعانق شقيقته أيضا ليتجه إلى تلك الواقفة تراقب عينيه بترقب وتمعن شديدوقف أمامها يتمعن بمقلتيها دون نطق حرف وبدون سابق إنذار جذبها ليشملها بأحضانه وضمھا بقوة كأنه يريد شق صدره ليخبأها داخله ولا يراها سواهمدت يداها تحاوط ظهره وتمسح عليه بلمسات رقيقة ناعمة ولينةأراح رأسه فوق كتفها وډفن وجهه بجانب عنقها لتشعر بجسده يهتز بقوة تعجبت لهاانتفض داخلها وهي تستمع لصوت أنين خاڤت يصدر منه لتتيقن أنه يبكييا الله فحبيبها لأول مرة يبكي واختار أحضانها هي بالذات ليبكي داخلها ويخرج مكنون صدرهمسحت بكفها فوق ظهره بلين وباتت تحركه صعودا وهبوطا وهي تهمس له بصوت

يقطر منه حنانا جعل جسده بالكامل يتخدر 
مبروك يا فؤادمتأكدة إنك هتبقى أعظم وأحن بابا في الدنيا كلها يا حبيبي 
زادت شهقاته مع إهتزاز جسده مما جعل والديه وشقيقته يهرولون عليه للوقوف معه وهو يستقبل أهم خبر وأكثر اللحظات تأثرا بحياتهحاوطته عصمت هو وزوجته
بذراعيها وتعالت شهقاتها هي الأخرى تأثرا وشاركتهم فريال لتتعالى أصوات دموع الجميع في صورة يبكي لها الحجر 
وضع علام كف يده يتلمس بها رأس نجله لينطق بصوت متأثرا 
إهدى يا فؤاد وحاول تتماسك علشان الشغالين 
توقف عن البكاء وحاول جاهدا التحكم بحالة الشتت التي اصابته فور تلقيه الخبرأخذ نفسا مطولا قبل أن يبتعد قليلا وبسرعة قام بتجفيف دموعه وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها ثم تطلع على عينيها وحاوط وجهها بكفيه لينطق بصوت متحشرج بفضل البكاء 
لو عيشت عمري كله أشكرك على هديتك ليا مش هيكفي
واسترسل بشفاه مرتجفة 
شعور واحد بس من اللي حسيته النهاردة أنا وأهلي محتاج عمر بحاله لتسديد الدين
ابتسمت وشعرت بروحها تتراقص فرحا لا لشعورها بأنها صاحبة جميل عليه حاشى للهبل لشعور السعادة التي
 

تم نسخ الرابط